ماذا بين النبي صلى الله عليه وسلم عن شعب الإيمان
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن شعب الإيمان
بيَن النبي عليه الصلاة والسلام أن شعب الإيمان هي
بضع وسبعون شعبة .
أو في أحاديث أخرى بضع وستون شعبة، هذا يعني أن الإيمان ليس خصلة وحيدة، أو شعبة وحيدة، لكنه يتألف من عدد من الشعب من ثلاث وسبعين إلى تسع وسبعين، أو بضع وستون شعبة، وأفضل مرتبة في شعب الإيمان هي قول لا إله إلا الله، وهي كلمة التوحيد، والإخلاص لله عز وجل، وهي الكلمة التي ينجو بها المؤمن من عذاب يوم القيامة، يوم لا ينفع المسلم إلا إسلامه، ودينه، وتوحيده وإخلاصه لله عز وجل، وبيَن لنا النبي عليه الصلاة والسلام أن أدنى مرتبة من مراتب الإيمان هي إماطة الأذى عن الطريق، والتخلص من الأمور التي يمكن أن تؤذي المارة، مثل الشوك أو الحجر، أو الزجاج، وكل شيء يؤذي المارة إذا قام الشخص بإزالته يكون ذلك قد أدنى باب من أبواب الإيمان.
عَنْ أبي هُريرةَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «الإيمانُ بِضْعٌ وسَبْعونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعبةً: فأفضلُها قولُ لا إِلهَ إلَّا اللهُ، وأدْناها إماطةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحياءُ شُعْبةٌ مِنَ الإيمانِ». متَّفقٌ عليه.
النبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر في هذا الحديث تفصيل لشعب الإيمان، لكنه ذكر الأمر الأفضل هو ذكر كلمة لا إله إلا الله، وأدنى مرتبة وهي إماطة الأذى عن الطريق، وذكر في هذا الحديث الشريف أن الحياء شعبة من الإيمان لشدة أهمية الحياء، وكان النبي عليه الصلاة والسلام من خلقه الحياء، وكان أشد حياءً من الفتاة العذراء في خدرها كما يُقال، لكنه عليه الصلاة والسلام كان لا يستحي من الحق، ولا يغضب إلا لوجه الله عز وجل.
هناك فرق طبعًا بين الحياء وبين السكوت عن الحق، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾ [البقرة: 26]، أي أن من الأخلاق الحميدة أن يتمتع الشخص بالحياء، والنبي عليه الصلاة والسلام أكد على عظم خلق الحياء، لأنه خصلة إيمانية فريدة، تمنع صاحبها من ارتكاب الذنوب، والتقصير في سبيل الحق.
بين النبي صلى الله عليه وسلم أن شعب الإيمان أكثر من ستين شعبة
شعب الإيمان كثيرة وتبلغ أكثر من ستين، أو بضع وسبعين كما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث النبوي
، و ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق. رواه مسلم
لا يدخل العبد في الإسلام إلا بشهادة لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وهذا ركن من أركان الإسلام لا يتجزأ، ولا يمكن أن يكتمل الإيمان إلا بهم، وهذه الشعبة أفضل شعبة من شعب الإيمان [1]
أما أدنى مرتبة من شعبة الإيمان والتي لم نتحدث عنها فهي إماطة الأذى عن الطريق، ولعل النبي عليه الصلاة والسلام ذكرها، كي يعلمنا الأخلاق الحسنة، ويحفز المسلمين على الأخلاق الحسنة والمبادرة في العمل الصالح
في هذا الحديث الشريف تحفيز للمسلم على العناية بالطرق والحفاظ على المرافق العامة، وهذا من مبدأ التحفيز بالثواب، وفيه تربية للمسلم على تقوية الإحساس الجماعي، والمسؤولية الجماعية، فالطريق يعبر عن ثقافة المجتمع وسلوكه، والنبي عليه الصلاة والسلام يحفزنا نحو الحفاظ على الطرقات والمسالك العامة، وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المرافق العامة، وهذا بدوره يجعل الإنسان خليفة على الأرض، يشارك في بناء الحضارة، ويكون عنصرًا مفيدًا في المجتمع. [4]
أفضل شعب الإيمان
أفضل شعبة من شعبة الإيمان هي
قول لا إله إلا الله
، فهذه الكلمة هي مفتاح الإسلام، وهي براءة من الشرك بالله، ونجاة من النار يوم القيامه، فالله سبحانه وتعالى لا شريك له في الملك، وهو وحده من يستحق أن يُعبد، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}(الأنبياء:25)
التوحيد هو أعظم ما أمرنا به الله عز وجل، والشرك هو أعظم ما نهانا عنه الله تعالى، فإذا أشرك الشخص فمهما بلغت حسناته وأعماله الصالحة فقد حبط عمله، لأن الشرك بالله لظلم عظيم، لا يغتفر، والله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعًا، إلا الشرك بالله، فإنه لا يغفره، وجعل الشرك من أعظم الذنوب التي يمكن أن يرتكبها العبد
أما التوحيد فهو من أهم شعب الإيمان، وهو أول ما يُسأل عنه العبد عندما يدخل إلى القبر، وهو من أفضل مراتب الإيمان وله فضائل كثيرة مثل:
- سبب للنجاة من النار، قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}(الأنعام:82)
- التوحيد شرط من شروط النصر والتمكين
- التوحيد من الشروط الأساسية لقبول العمل الصالح، لأن الشرك يحبط الأعمال مهما كانت حسنة، قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}(الكهف:110)
- توحيد الله سبب لشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام يوم القيامة
- التوحيد والإخلاص لله عز وجل سبب للتكفير عن الذنوب والخطايا [3]
الحياء شعبة من شعب الإيمان
عن عِمْران بن حُصَيْنٍ رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: الحياءُ لا يَأْتي إلَّا بِخَيْرٍ متفقٌ عَلَيْهِ. وفي روايةٍ لمسلمٍ: الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ، أوْ قَالَ: الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْر
النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في حديث شعب الإيمان أن شعب الإيمان بضع وسبعون شعبة، أو بضع ستون، وذكر أفضلها وهي قول لا إله إلا الله، وأدناها وهي إماطة الأذى عن الطريق، وذكر الحياء بأنه شعبة من شعب الإيمان، وهذا الأمر يبرز أهمية الحياء كي يتم ذكره في هذا الحديث مع أفضل مراتب الشعب الإيمانية
الحياء بمعناه الصحيح هو كف النفس، والتخلي عن المعاصي حياءً من الله، لكنه لا يعني أن يتوقف المؤمن من الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه يتحجج بأن حيائه يمنعه من ذلك، لأن هذا الأمر لا يندرج ضمن إطار الحياء، بل يندرج بإطار الجبن، والعجز، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، إنما الحياء المحمود هو الحياء الذي يحمل صاحبه على القيام بالأخلاق الحميدة والأمور الحسنة.
من يتغافل عن فعل الطاعات أو لا يقف في وجه الظلم، أو يتخاذل عن قول كلمة الحق ويتعلل بالحياء فهو ليس من الحياء في شيء، وتعريف ما قام به هو الضعف والعجز وليس الحياء، لأن الحياء هو التوقف عن ارتكاب الأعمال السيئة، وغير الصالحة، والتعاون في القيام بالأعمال الحسنة. [2]