ما هي أقسام التفسير باعتبار طرق الوصول إليه
أقسام التفسير باعتبار طرق الوصول إليه
- التفسير بالمأثور.
- التفسير بالرأي.
التفسير بالمأثور:
والمقصود بهذا النوع من التفسير، هو أنه يتم تفسير القرآن طبقًا لآيات القرآن نفسه وما تحتويه من تفصيل وشرح لبعض الآيات، ويتم أيضًا تفسير القرآن اعتمادًا على ما قاله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من شرح وتوضيح بعض آيات الله الكريمة، كما أن التفسير بالمأثور يشمل ما قاله الصحابة والتابعين عن آيات الله وتوضيح معانيها للآخرين نظرًا لأنهم شاهدوا أوقات الوحي على رسول الله، وكانوا يعرفون أسباب نزول الآيات، كما أن لديهم فصاحة لسان وقوة عقل وحِكمة تجعلهم يفهمون المقصود من آيات الله، وبالتالي يستطيعون شرح معانيه بطريقة دقيقة تصل للآخرين بسهولة، وهناك نوعان من التفسير، تفسير الرقآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة النبوية الشريفة:
أمثلة على تفسير القرآن بالقرآن: حينما قال الله في كتابة العزيز (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (الطارق: 2, 3)، في الآية الثانية تم شرح كلمة (الطارق) بآية (النجم الثاقب)، وبالتالي عَرِف المؤمنون المقصود بالطارق، وأيضًا عندما قال الله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) (البقرة: 187)، وتم شرح المقصود من قوله تعالى (الخيط الأبيض) حين قال (من الفجر).
أمثلة على تفسير القرآن بالسُنة النبوية الشريفة: مِن آيات الله الكريمة (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (الأنفال: 60)، فسَرها رسولنا الكريم في حديث شريف: (ألَا إنَّ القوة الرَّمي، ألَا إنَّ القوةَ الرَّمْي، ألَا إنَّ القوةَ الرمي)، وهذا الحديث رواه مُسلِم، وهذا يدل على أن كلمة (القوة) التي ذُكِرت في الآية الكريمة فسَّرها الرسول (بالرمي)، وفي سورة الكوثر حين فسَّر الرسول للصحابة ما المقصود بالكوثر، وقال: (فإنَّه نهرٌ وعَدَنيه ربِّي عزَّ وجل، عليه خيرٌ كثيرٌ، هو حَوْضٌ ترِدُ عليه أُمَّتي يومَ القيامة، آنيتُه عدد النجوم، فيختلج العَبْدُ منهم، فأقول: ربِّ، إنَّه من أُمَّتي، فيقول: ما تدري ما أحدَثَ بَعْدَكَ) رواه مُسلِم.
التفسير بالرأي:
بمنتهى الوضوح، هذا النوع من التفسير يعتمد على الاجتهاد، بِشرط أن المفسّر يكون على دراية بالمقصود بمعاني ودلالات الكلمات العربية وقوانين اللغة والشريعة والفِقه، كما أنه يعرف جيدًا أسباب نزول الآيات الكريمة، فلا بد أن المُفسّر يكون مُلِمَّا بأدوات وثقافة ومعلومات كثيرة عن القرآن الكريم والسُنَّة النبوية.
أنواع التفسير بالرأى
- التفسير المحمود.
- التفسير المذموم.
التفسير المحمود:
لا بد أن التفسير يكون متفقًا تمامًا مع ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز ولا يختلف معه أبدًا، ويكون غرضه الأساسي هو توضيح معاني القرآن بكل صدق بعيدًا عن الضلال والجهل، وأن يكون التفسير خالي من أي أهواء شخصية، فقط الغرض الأول والأخير له هو خدمة الآخرين في توصيل ما المقصود بآيات الله بمنتهى الأمانة دون إضافة أو تبديل أو حذف في آيات القرآن الكريم.
التفسير المذموم:
أي أن الشخص القائم بالتفسير ليس لديه علم كافي بقواعد اللغة ومفاهيمها، ولا يعرف المقصود بآيات الله وسُنة الرسول، ومعلوماته مغلوطة أو تابعة لمذهب مُعين، كل هذه الأمور مرفوضة، كما أن المُفسّر إذا قام بتفسير آيات الله حسب أهوائه وبعيًدا عن الشريعة والمفاهيم الحقيقية للقرآن، فإن هذا التفسير لا يؤخذ به لأنه يُضلل الناس. [1]
حقيقة علم التفسير
علم التفسير هو علم هام الغرض منه توضيح معاني القرآن الكريم واستخراج أسراره والحِكَم الكثيرة بداخله، والقائم بالتفسير لا بد ان يكون على عِلم بالفقه والشريعة والنحو والصرف والبلاغة وغيرها من القواعد الهامة حتى يكون مُفسَّرا يؤخذ بكلامه بعين الاعتبار، كما أن أخلاقه لا بد أن تكون حميدة ونواياه صادقة وهدفه الواضح من وراء الاهتمام بعلم التفسير هو تقرُّب الناس من الله ورسوله والوصول إلى الهداية وصلاح الأحوال، وإذا سألنا عما هو الهدف الرئيسي وراء وجود علم التفسير؟، ستكون الإجابة في ضرورة معرفة الرسائل الإلهية التي تركها لنا الله في آياته الكريمة حتى نعبده خير عبادة كي نحصُل على الهُدى الرباني ونتَّخذ الدين الصحيح منهجًا لنا في حياتنا. [2]
وكما قيل في كتاب (لسان العرب) أن التفسير هو علم شرعي، والغرض منه هو الكشف عن معاني القرآن ومعرفة المُراد منها بشكل صحيح، أما في كتاب (روح المعاني) قيل أن علم التفسير يبحث عن معرفة أحكام القرآن بنوعيها الإفرادية والتركيبية، كما أن للتفسير له قواعد تُتَّبع بكل دقة، وقال الإمام (ابن الكثير) أن أدق أنواع التفسير هو التفسير بالقرآن والسُنة. [3]
فوائد علم التفسير
- يكشف الكثير عن القرآن الكريم ومعانيه، وإذا استطعت أن تفهم آيات الله الكريمة، فإنك حصلت على خير عظيم.
- علم التفسير يفتح أبواب متعددة من العلم والمعرفة أمام طُلَّاب العلم حتى يتدبَّرون ويعرفون الكثير عن حقائق دينهم.
- علم التفسير يجعلك تداوم على قراءة أشرف وأطهر كلام على وجه الأرض ألا وهو القرآن الكريم، وبالتالي ستَحِل البركة عليك وعلى أهل بيتك وستعيشون في أمان ونعيم.
- إذا أردت أن تتعرَّف على الله ومعرفة أفعاله وصفاته وأحكامه، عليك بالاهتمام بعلم التفسير.
- من خلال علم التفسير ستعرف الكثير من المواعظ وأصول السلوكيات الإسلامية القويمة.
- مع دراستك لعلم التفسير واهتمامك به ستجد نفسك تتحلَّى بالأخلاق الحميدة والآداب الإسلامية.
- إنه علم يكشف لك أصول الدعوة إلى عبادة الله وما هي أنواعها.
- ولو أردت أن تكون داعيًا إسلاميًا عليك بالاهتمام بالقرآن الكريم وعلم التفسير، لأن القرآن الكريم يكشف عن الصفات الجوهرية للدُعاة.
- وإذا كنت مسئول أو قائد في المجتمع الذي تعيش فيه، فإن علم التفسير يجعلك تعرف كيف ترعى المسئولين منك؟ وكيف تقودهم بشكل صحيح؟.
- علم التفسير والاهتمام بالقرآن الكريم يجعلك تعرف جيدًا كيف تتخلّص من مكائد الشيطان وتُحصّن نفسك منه.
- بعدما تتقن تفسير آيات الله ستعرف ما هي الفِتَن الدنيوية؟، وبالتالي ستحمي نفسك من الوقوع فيها.
- ستعرف مع إتقان علم التفسير وفهم معاني القرآن معنى كلمة الرحمة وكيف تُطبّقها مع نفسك والمُحيطين بك.
- المُفسر الذي اتقن فهم آيات الله الكريمة، سيكون وارث لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في توضيح القرآن وتوصيل معانيه بمنتهى الأمانة.
- من أعظم فوائد علم التفسير والمداومة على القراءة والتدبُّر في القرآن هو الانشغال بأمور التفسير ومعاني القرآن وذِكر الله دائمًا، وقال رسولنا الكريم (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه).
- مَن يختار علم التفسير ويبحث عن كنوز القرآن فإنه يُصبِح من النافعين وخير ما أنجبت الأمة، كما قال رسولنا الكريم في صحيح البخاري (خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه).
- إذا أصبحت مُفسّرًا صادقًا، فإن الآخرين سيحتاجونك وستكون سببًا في ابتعادهم عن الضلال والأمور القميئة التي تُبعدهم عن الله.
- سيكون لك الأجر والثواب العظيم، إذا تعلَّمت التفسير وعلَّمته للآخرين، وأخرجتهم من الظُلمات إلى النور.
- علم التفسير سيجعلك تعرف كيف تتعامل مع أعدائك؟، وكيف تحاربهم وتحمي نفسك منهم؟.
- البحث عن العلم شيء مُفضَّل في الشرع، وأفضل أنواع العلوم هو البحث في فهم معاني القرآن أي أن الإنسان يبحث في التفسير، وإذا أردت فهم أشياء كثيرة عن حياتنا، عليك بالتدبُّر في القرآن، وستجد نفسك لديك العديد من المعلومات وقادر على فهم الكثير من الأمور. [4]