هل صلة الرحم من أسباب دخول الجنة

صلة الرحم من أسباب دخول الجنة



نعم

صلة الرحم سبب من أسباب دخول الجنة.

وصلة الرحم معناها الوصل بالمعاملة مثل السلام وبشاشة الوجه عند اللقاء والزيارة وغيرها من مظاهر التواصل بين الناس، والمقصود بالرحم كافة الأقارب بدون وجود تفريق بين المحارم، لكن هناك بعض أهل العلم من قالوا أن المقصود بهم المحارم فقط لكن الراجح الرأي الأول، فلقد أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، كما أمرنا الله تعالى بصلة الأرحام ونهى عن قطيعتهم، وأن قطيعة الرحم من الكبائر، وصلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بإيصالها فهي واجبة على كل المسلمين وقال القرطبي رحمه الله: (اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة)، وقال ابن عابدين الحنفي: (صلة الرحم واجبة ولو كانت بسلام، وتحية، وهدية، ومعاونة، ومجالسة، ومكالمة، وتلطف، وإحسان، وإن كان غائباً يصلهم بالمكتوب إليهم، فإن قدر على السير كان أفضل).

ولقد قال الله تعالى في كتابه الكريم عن صلة الرحم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) من سورة النساء، وقال أيضًا: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) من سورة محمد، والدليل من السنة عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: (أنَّ رجلاً قال: يا رَسُول اللَّهِ إن لي قرابة أَصِلُهُمْ ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهُمُ المل، ولا يزال معك من اللَّه ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مُسْلِمٌ، وفي حديثٍ آخر وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (مَنْ أحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ له في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) متفق عَلَيْهِ، وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) رواه الْبُخَارِيُّ، وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله اللَّه، ومن قطعني قطعه الله) متفق عَلَيْهِ. [1]


لا يدخل الجنة قاطع رحم



نعم

لا يدخل الجنة قاطع رحم،

وذلك كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جُبير بن مطعم قال: (قال رسول الله: لا يدخل الجنَّةَ قاطعٌ يعني: قاطع رحمٍ كما في الرواية الأخرى) ولقد فسر العلماء هذا الحديث على تأويلين: أنه إذا كان قاطع الرحم هذا قد قطع رحمه بدون سبب ولا شبهة مع علمه بتحريم قطع الرحم فهذا كافر بما أنزل الله ويدخل النار، والتاويل الثاني أنه لا يدخلها أولًا مع الداخلين ولا تفتح له مهما كان عمله صالحًا. [2]

كما قال الله جلَّ وعلافي كتابه الكريم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أرحامكم، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) من سورة محمد، والمقصود هنا أن قطع الأرحام من الأمور التي تحدث الفساد في الأرض وأن من فعل ذلك فهو ملعون من الله، ويوقل الإمام بن باز سبق هذا الحديث أنَّ الرحم لما خلقها الله قامت وقالت: يا رب، هذا مقام العائِذ بك من القطيعة، فقال الله لها جلَّ وعلا: ألا ترضين أن أَصِلَ مَن وصلَكِ، وأن أقطعَ مَن قطعك؟ قالت: بلى يارب، قال: فذلك لك، وفي اللفظ الآخر: مَن وصلها وصلتُه، ومَن قطعها بَتَتُّه. [3]

عقوبة قاطع الرحم في الدنيا والآخرة


عقوبة قاطع الرحم في الدنيا:

  • لا ترفع له أي أعمال ولا يقبله الله.
  • لا تنزل رحمة الله على قوم فيهم شخص يقطع رحمه.
  • يعجل الله من عقوبته الدنيا قبل الآخرة.
  • إن أبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم.


عقوبة قاطع الرحم في الآخرة:

  • قاطع الرحم لا يدخله الله الجنة مع أول الداخلين.
  • أبواب الجنة لا تفتح له أولاً.
  • يدخر له الله من العذاب ما يستحق يوم القيامة.
  • يُسف المَلّ، وهو الرماد الحار.

فضل صلة الرحم


ثواب واصل الرحم في الدنيا:

  • يحبه الله في الدنيا والآخرة
  • يُبسط له الله في رزقه.
  • يزيد الله له في عمره.
  • يعمرله الله داره.
  • صلة الرحم تدفع عن صاحبها ميتة السوء.
  • يحصل على محبة أهله.


ثواب واصل الرحم في الآخرة:

إن صلة الرحم سبب من أسباب دخول الجنة مع أول الداخلين، وذلك كما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:( أن رجلاً قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم” فلقد جاءت صلة الرحم هنا بعد أن قال الؤرسول صلى الله عليه ةسلم هذه الفرائض، لذا فإن صلة الرحم لا تقل في فرضيتها عن الفرائض وتركها كبيرة يحاسب عليها العبد يوم القيامة وفي الدنيا قبل الآخرة. [1]


هل تقبل صلاة قاطع الرحم

إن قطع الرحم كبيرة من الكبائر، أما قبول الصلاة لقاطع الرحم فالقول الفصل في هذا قول الحافظ ابن حجر في الفتح عن القاضي ابن العربي قوله:( أَنَّ الْإِحْبَاطَ إِحْبَاطَانِ: أَحَدُهُمَا: إِبْطَالُ الشَّيْءِ لِلشَّيْءِ وَإِذْهَابُهُ جُمْلَةً؛ كَإِحْبَاطِ الْإِيمَانِ لِلْكُفْرِ وَالْكُفْرِ لِلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ فِي الْجِهَتَيْنِ إِذْهَابٌ حَقِيقِيٌّ. ثَانِيهُمَا: إِحْبَاطُ الْمُوَازَنَةِ إِذَا جُعِلَتِ الْحَسَنَاتُ فِي كِفَّةٍ وَالسَّيِّئَاتُ فِي كِفَّةٍ، فَمَنْ رَجَحَتْ حَسَنَاتُهُ نَجَا، وَمَنْ رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ وُقِفَ فِي الْمَشِيئَةِ؛ إِمَّا أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَإِمَّا أَنْ يُعَذَّبَ.)

ف


الأمر متروك لله سبحانه وتعالى لا يمكن لأي عبد أن يجزم فيه


فجزاؤه على الله، لكن لا يجوز لقاطع الرحم ترك الصلاة ظنًا منه أنها لا تقبل لأن ارتكب بهذا بدل الكبيرة إثنان، فقاطاع الرحم الذي يقوم بالعبادات المفروضة أقرب إلى التوبة من تارك العبادات والله تعالى أعلى وأعلم. [4]

المتسبب في قطيعة الرحم

قد يحدث قطع الرحم بسبب شخصٍ ما والذي قد يصل هذا الشخص رحمه لكنه من الممكن أنه قد تسبب في قطع الأرحام، فعلى هذا الشخص أن يعلم أن


عليه إثم مثل إثم قاطع الرحم الذي قطعه بسببه


، والله تعالى يعلم كل شيء، لذلك عليك أن تكون صادقًا مع نفسك وتبعد نفسك عن مثل هذه الشبهات العظيمة وتتقي الله ربك في عباده وأن توصل بين الأرحام لا أن تقطعها فلا تعن أخيك على قطع رحمه أبدًا بل يجب أن تعينه على أن يصل رحمه بمن قطعه وأن يود الناس لكي يحزيك الله يوم القيامة. [5]