ما هي حروف العطف التي تدل على المشاركة مع الترتيب والتعقيب
من حروف العطف التي تدل على المشاركة مع الترتيب والتعقيب
حرف الفاء
يعتبر من حروف العطف التي تدل على المشاركة مع الترتيب والتعقيب،
حيث يفيد حرف الفاء اشتراك ما قبله ومابعده في الإعراب والمعنى، ويدل على الترتيب والتعقيب.
يفيد حرف الفاء اشتراك ماقبله وما بعده في المعنى والإعراب، كما أنه يفيد الترتيب والتعقيب، والترتيب يعني أن ما جاء قبل الفاء هو ما يحدث أولًا وهو المعطوف عليه، وما يأتي بعد حرف العطف ما يحدث متأخرًا عن المعطوف عليه وهو المعطوف، أما التعقيب فهو يعني أن المعطوف عليه يقع قبل المعطوف مباشرةً بلا فاصل أوتراخٍ، أي أن ما بين المعطوف والمعطوف عليه لا يوجد فاصل زمني طويل، وإليك مثال يجمع بين دلالة فاء العطف على اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في المعنى والإعراب، ودلالتها على الترتيب بينهم والتعقيب : (جاء علي فسعيد)، اشترك في المثال سعيد وعلي في الإعراب فكلاهما مرفوع، رُفعت سعيد لأنها معطوفة على علي المرفوعة فتبعتها، وقد تبع سعيد علي في المعنى حيث أن الفاء دلت على أن كلًا من سعيد وعلي قد جاء، وقد دلت الفاء على أن عليًا قد جاء أولًا ثم تبعه سعيد في المجي ولم يفصل بين مجيئهما مهلة من الزمن، وهذا ما يُطلق عليه الترتيب والتعقيب.
حرف يدل على المشاركة مع الترتيب والتعقيب
حرف يدل على المشاركة مع الترتيب والتعقيب
هو
حرف العطف الفاء.
اعترض بعض علماء اللغة على اقتضاء الفاء لمعنى الترتيب في قوله تعالى : (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) حيث أن الإهلاك ومجي البأس بنفس المعنى فلا يمكن أن يكونوا على الترتيب بينما أفاد المعطوف والمعطوف عليه المعنى ذاته، والرد على هذا الاعتراض أن المراد بالإهلاك هو إرادة الإهلاك، فتعني الآية الكريمة أن إرادة إهلاك القرية سبقت مجئ البأس إليها على الترتيب.
تقتضي الفاء معنى التعقيب إليك مثال على التعقيب : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) والمعنى أن ليس هناك مهلة من الوقت بين المعطوف والمعطوف عليه، قال ابن هشام رحمه الله في (قطر الندى) : (وتعقيب كل شيء بحسبه، فإذا قلت دخلت البصرة فبغداد، وكان بينهما ثلاثة أيام، ودخلت بعد الثالث، فذلك تعقيب في مثل هذا عادة، فإذا دخلت بعد الرابع أو الخامس فليس بتعقيب، ولم يجز الكلام).[1]
فائدة حروف العطف
- الترتيب الذكري.
- الترتيب السببي.
- التسبب.
- التعقيب.
ترتيب ذكري
: يتم ترتيب المعطوف والمعطوف عليه باعتبار ترتيب التحدث عنهما على سبيل المثال : حدثنا أبي عن أبي بكر، فعثمان، فعمر رضي الله عنهم، فترتيبهم جاء على حسب ترتيب التحدث عنهم وليس زمانهم.
ترتيب معنوي
: ينبني الترتيب المعنوي على زمن تحقق المعنى، فمن تحقق فيه المعنى متأخرًا عن الآخر كان معطوفًا، ومن كان زمانه متقدمًا عن الآخر كان معطوفًا عليه على سبيل المثال : (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)، يموت الإنسان، ثم يُقبر ولا يفصل بين الحدثين زمنًا طويلًا.
التسبب:
تفيد الفاء معنىً رابعًا وهو والتسبب هو أن يكون المعطوف عليه سببًا للمعطوف على سبيل المثال : سها المصلي فسجد للسهو، رمى الصائد الطائر فقتله، زنى الرجل فرُجِم، قال تعالى : (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)، وقال تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، إذا لا حظنا في جميع الأمثلة السابقة كان المعطوف عليه متسببًا في المعطوف.
التعقيب: ا
لتعقيب يعني أن المعطوف عليه يقع قبل المعطوف مباشرةً بلا فاصل أوتراخٍ، أي أن ما بين المعطوف والمعطوف عليه لا يوجد فاصل زمني طويل.
حروف العطف واستخداماتها
- حرف الفاء : تفيد الفاء المشاركة مع الترتيب والتعقيب.
- حرف الواو : يفيد الواو بين المعطوف والمعطوف عليه في الحكم مثل : (قل لا يستوي الخبيث والطيب).
- حرف أو : يفيد حرف العطف أو التخيير أو الشك مثل : (قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم).
- حرف ثم : يفيد حرف ثم الترتيب مع التراخي مثل : (ظهرت الأزهار ثم الثمار).
- حرف أم : يفيد حرف أم التخيير أو تعيين شئ من بين شيئين مثل : (أسيارة ركبت في سفرك أم طيارة).
- حرف لا : يفيد حرف لا نفي الحكم عن المعطوف وإثباته للمعطوف عليه مثل : (نريد السلام لا الاستسلام).
- حرف لكن : يفيد حرف لكن الاستدراك ولا بد أن يسبقه نفي أو نهي مثل : (ما عرفت الغدر لكن الوفاء).
- حرف بل : يفيد حرف بل الإضراب حيث أنه يُثبت الحكم لما بعده و نفيه عما قبله مثل : (لا تصاحب الأشرار بل الأخيار).
- حرف حتى : يفيد حرف حتى الغاية مثل : (السباحون حتى الأخير بلغوا غاية السباق).[2]
حرف العطف ثم يفيد
حرف العطف ثم يفيد
تشريك المعطوف والمعطوف عليه في المعنى والإعراب، والترتيب، والتراخي.
يشترك حرفي (ثم) و(الفاء) في الدلالة على الترتيب، وبينما يدل حرف الفاء على التعقيب يدل حرف ثم على التراخي، والتراخي على عكس التعقيب حيث يفيد حرف العطف ثم انقضاء مدة زمنية طويلة بين المعطوف والمعطوف عليه، وإليك مثال على ما يفيده حرف (ثم) : (قام زيد ثم عمرو)، تفيد ثم في هذا المثال اشتراك المعطوف والمعطوف عليه في المعنى فكلٍ من زيد وعمرو قد قام، وتفيد اشتراكهما في الإعراب فيُرفع اسم عمرو (المعطوف) بما أن زيد (المعطوف عليه) مرفوعًا، أما عن إفادة ثم للترتيب فقد أفادت أن عمرو قام بعد أن قام زيد، والتراخي في المثال يعني أن هناك فارقًا زمنيًا بين قيام زيد وعمرو، وإليك أمثلة من القرآن الكريم على دلالات حرف (ثم) الأربعة :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا).
(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ، ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ، ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ).
تعطف (ثم) جملة على جملة، أو مفرد على مفرد، ومن الأمثلة على عطف الجملة على الجملة : (سافر محمد ثم عاد)، فقد عطفت ثم جملة عاد على جملة سافر محمد، ومثال لعطف المفرد على المفرد : (زارنا خالد ثم محمد)، عطفت ثم اسمًا مفردًا وهو محمد على اسمًا مفردًا وهو خالد.
يقول بعض النحويين أنه يمكن لحرف الفاء وحرف ثم أن يحل كل منهما محل الآخر في بعض الأحيان، و إليك مثال على إحلال ثم محل الفاء : (كهَزِّ الرُّديني تحت العَجاج جرَى في الأنابيبِ ثم اضطرَبْ)، (الرديني) هو رمح منسوب إلى ردينة، (العجاج) هو الغبار الذي يثيره الجنود أثناء الحرب بأقدامهم أو أقدام خيولهم، والمعنى المقصود من بين الشعر أن اهتزاز الفرس وسرعته في العدو أثناء القتال يشبه اهتزاز الرمح الرديني وسرعته وخفته في المعارك، وقد استخدم الشاعر ثم في قصيدته للفصل بين اهتزاز الرمح، واضطرابه بالرغم من أنه لا يفصل بين اهتزازه واضطرابه وقتًا طويلًا، فأخذت (ثم) في هذا البيت عمل (الفاء)، ودلت على التعقيب بدلًا من التراخي.
تدل الفاء في بعض الأحيان على التراخي بدلًا من التعقيب وهو عمل ثم، وإليك مثال من كتاب الله تعالى : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى، فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى)، وجعل المرعى هشيمًا أسودًا يحتاج لوقت فيحدث على التراخي أي أنه يمكن التعبير عنه بحرف (ثم)، والفاء هنا أخذت عمل ثم.[3]