أمثلة على العبادات القلبية
من أمثلة العبادات القلبية
- محبة الله عز وجل
- العبادات الواجبة على القلب وهي الإخلاص، التوكل، الخوف، الرجاء، والتوبة
- استحضار النية في العبادات
- العبادات المستحبة هي: الرضا والتسليم لامر الله، الخشوع، الشوق الى الله تعالى، والانس بالله عز وجل والاقبال عليه بكل محبة
- المحرمات على القلب هي: الكفر، والشرك بالله، الكبائر مثل الرياء، والكبر والفخر، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والفرح اذا اصاب المؤمن بأذية، والشماتة بالمصائب التي تحل بمسلمين اخرين، اما الصغائر فهي اشتهاء بعض الذنوب الصغيرة.
العبادة هي اسم جامع يجمع بين كل شيء يحبه الله ويرضاه، وذلك من اعمال ظاهرة ومن صلاح باطن القلب، والنبي عليه الصلاة والسلام قال (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ)
والمحبة
هي: تظهر في ان يتقرب المسلم الى الله ويؤدي العبادات البدنية الجسدية مثل الصلاة والصوم بكل حب، ويؤدي الصدقات لمن يستحقها بحب وطيب خاطر، وليس عن كره او اجبار، او يقوم الى الصلاة بكسل (وهذه الصفة من صفات المنافقين)، فالمسلم يحب الله عز وجل ويحب نبيه، ويرجو الثواب ويخاف من عقاب يوم القيامة، ويظهر معنى الحب في قوله تعالى: (يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب)، ويعتبر الحب من اعظم اعمال القلب، لقوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة:165]، والقلب الذي يحب الله عز وجل محبة صادقة هو اطهر القلوب واحسنها.
الرجاء
: يكون الرجاء من الله عز وجل مع حسن التوكل بالله، وابتغاء الوسيلة من الله، ببذل الجهد الكامل والاعتماد على الله مع ان يبذل المؤمن كل جهده وليس فقط ان يستسلم للكسل دون ان يقوم بأي عمل ويرجو من الله ان يغير حاله للاحسن، ويظهر المعنى في قوله تعالى (ويرجون رحمته)
الخوف
: وهو ان يخاف المسلم من عذاب الله ومن التقصير في الطاعات والذنوب الكثيرة التي تؤدي الى غضب الله عز وجل ونزول عقابه، ويظهر المعنى في قوله تعالى (ويخافون عذابه)
لكن يجب على المسلم ان يجمع بين العبادات القلبية، فلا يعبد الله بالخوف وحده، او بالمحبة او بالرجاء فقط، انما يجب ان يجمع بين هذه المعاني الثلاثة.
ومن العبادات القلبية ايضًا
: التوكل على الله، وهو يشبه الرجاء، والعبادات القلبية كثيرة منها الا يخاف الشخص الا الله، ولا ينوي بعبادته الا لله، وبالتالي يكون قد حقق المعنى والغاية من العبادة وهي كقوله تعالى: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ} [هود:2] [1] [2] [3]
التفكر من العبادات القلبية التي تدل على
- الايمان والتعلق بالله عز وجل تعلقًا شديدًا، ويؤدي لرقة القلب
- قوة الايمان، ويساعد المسلم في التعرف على الله، وهو من اسمى اهداف التفكر
- التفكر يعتبر من اصل العبادات، فلا يمكن ان يتم الذكر او التلاوة او القيام بدون تفكر في هذه العبادات ومعرفة سببها والغاية منها
- يساعد التفكر على الاحسان في العبادات، لان التفكير يجمع بين حضور القلب في الاعمال والعبادات
- يساعد على ترك الذنوب وهجرانها
امرنا الله عز وجل بالتفكر في ايات الله، والتدبر في عظيم فعل الله، وفي سنن الله في الكون، وهو من اعظم العبادات القلبية، لقوله عز وجل : {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، ونهى الله عز وجل عن الغفل عن الذكر، والتفكر بخلق الله، قال عز وجل: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
يعتبر التفكر من اصول العبادات، فلا تتم العبادة بدون التفكر فيها، لان التفكر يعين الجوارح على الطاعة، ويقوي يقين الشخص وايمانه، ويعتبر ابن القيم ان تفكر ساعة خير من عبادة سنة كاملة، والتفكر يقوي ايمان المسلم
ومن اسمى اهداف التفكر ليس فقط الوقوف عند الظواهر الكونية الفريدة مثل اختلاف خلق السماوات والارض، والجبال والبحار والكواكب والسماء، فليس الهدف من التفكر التعرف على الظواهر الكونية فقط وتعلمها، انما الهدف هو رابط الظاهر والباطن، ومعرفة ان وراء هذه الظواهر خالق، والغاية الجامعة للتفكر هي التعرف على الله [4]
من العبادات القلبية التي تدل على يقظة القلب وتعلق بالخالق
العبادات القلبية تدل على ان الشخص متعلق بالله، ويحبه، والحب يتضمن يقظة القلب والاخلاص الخالي من الرياء
واليقظة تدل على ان المسلم يحاسب نفسه، فيمنع نفسه من الشرك الخفي الذي يكون فيه عمل صالح مع شوائب، مثل ان يحج المسلم وفيه نيته السياحه في بلد اخر، روى مسلم بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»
اما التعلق فهو التوكل على الله وحده، والرجاء منه، والاخلاص اليه، ومراقبة المسلم نفسه في جميع الاحوال، والتعلق لا بد ان يكون فيه اخلاص ايضًا لله عز وجل كي يتم قبوله، قال تعالى (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) سورة الكهف. [5]
العبادات القلبية أعظم من عبادات الجوارح
لا يمكن ان نلغي اهمية عبادات الجوارح، لان لها مكانة عظيمة، وهي تدل على حسن اسلام المرء، مثل القيام باركان الاسلام كالصلاة والصيام والحج والزكاة، لكن للعبادات القلبية معنى خاص، لأن القلب هو محل التقوى والحب والبغض، وهو الذي يعلم بالله ويسعى اليها، والشخص الذي فاز هو من احسن العبادات القلبية
وتفاضل العبادات القلبية على عبادات الجوارح جاء من باب انه اذا اختلت العبادات القلبية اختلت عبادات الجوارح، واختلال العبادات القلبية مثل اختلال الاخلاص قد تكون نتائجه خطيرة للغاية مثل ان ينتهي الامر بصاحبها في الشرك بالله
وقد ينجم عن اختلال العبادات القلبية اضرار جسيمة للغاية مثل
- الانفاق وقد يصل الى الشرك بالله
- الحسد، وهو يدل على اختلال ايمان المسلم وحب الخير لغيره، وهو من الامور التي تذهب حسنات المسلم
- الكبر، وهو يؤدي الى اختلال التواضع، والكبر يمنع المسلم من دخول الجنة
اما فوائد العبادات القلبية فهي
- سبيل للوصول الى الجنة بالاخلاص والتوحيد لله عز وجل
- سلامة قلوب المسلمين وخلوها من الشرك والحقد والحسد
- الوصول الى اعلى مراتب الجنة: وذلك بمحبة الله، والشوق الى الله والتوكل عليه وحده فقط دون سواه، فاللهم اجعلنا ممن احبك وارزقنا محبتك. [1]