ما هي نتائج فتح مكة
من نتائج فتح مكة هو دخول الناس في دين اللّه أفواجاً
نعم
من نتائج فتح مكة هو دخول الناس في دين اللّه أفواجاً
، فقد تم فتح مكة المكرمة في العام الثامن من الهجرة بشهر رمضان المبارك، وقد كان فتحًا عظيمًا، إذ كان المسلمون ينتظرون ذلك الفتح الذي علت كلمة الحق فيه ورُفعت راية الإسلام، وبعده عاد نبي الله عليه الصلاة والسلام إلى بلده ومسقط رأسه وبدأ منه نشر الدعوة للإسلام، وبعد أن فُتحت مكة ودخل الناس الدين الإسلامي، أنزل الله سورة من القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الفتح فقال سبحانه وتعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
من نتائج فتح مكة
إن فتح مكة ترتب عليه الكثير من النتائج التي عادت على المسلمين بالنفع، وقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم الوصول لأهدافه التي يسعى إليها وهي:
- عدو وجود أي خوف من قبيلة قريش، إذ أن القبائل العربية الأخرى كانت تخاف منها كثيرًا.
- منع الأذى الذي قامت به قريش للمسلمين، ومن ثم صار لكل إنسان كامل الحرية لاختيار دينه دون أي خوف أو تدخل من قريش.
- أعاد الفتح أرض مكة إلى المسلمين، إذ أنها المكان الذي يحتوي على الكعبة الشريفة، وهي خاصة بالمسلمين، ولذا صارت تحت الراية الإسلامية التي علت بكلمة التوحيد.
- هُزمت الجيوش المشركة برب العالمين، وضعفت قدرتهم على مواجهة المسلمين مجددًا، إلى أن تلاشت تلك الجيوش، وصار الإسلام هو الدين المنتشر حتى دخلت كل شبه الجزيرة العربية في الإسلام.
من نتائج فتح مكة إعلان القبائل إسلامها وسمي ذلك العام بعام
من نتائج فتح مكة إعلان القبائل إسلامها وسمي ذلك العام بعام
الفتح الأعظم
.
إذ أن الكثير من القبائل العربية التي كانت موجودة في تلك الفترة كانت تخاف من قبيلة قريش، وكان هذا السبب في عدم دخول تلك القبائل في الإسلام، ولكن بعد أن فُتحت مكة وتم هزيمة قريش فلم يعد لقريش أي سُلطة أو تهديد، وأصبح لكل شخص الحرية في اعتناق الدين، وتم تسميتها باسم (الفتح الأعظم).
سبب فتح مكة
إن صلح الحديبية كان هو السبب المباشر وراء فتح مكة، فبعد أن عمل الرسول عهدًا مع قريش ينص على حرية اختيار كل شخص لدينه، فمن يريد أن يدخل في حلف النبي صلّى الله عليه وسلّم دخل ومن أراد الدخول بحلف قريشٍ يدخل، كما نص على أن القيام بأي اعتداء على القبائل التي تتحالف مع أي من الطرفين كأنه اعتدى على الطرف نفسه، وقد انحازت قبيلة بني بكر لقريش، أما قبيلة بني خزاعة انحازت لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
ولكن هذا الصلح لم يدم لفترة طويلة، إذ أن بني بكر دبرت مكيدة مع قبيلة قريش، وقاموا بالتخطيط للتآمر على قبيلة بني خزاعة بمكة، وظنوا أن تلك الأخبار لن تصل للرسول في المدينة لأنه بعيد عنهم، وأغاروا على بني خزاعة في الليل، وقد أمدّتهم قريش بالأسلحة، وقُتل من بني خزاعة ثلاثةً وعشرين شخصًا، وكان أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ.
وكان ذلك الاعتداء بمثابة انتهاك لصلح الحديبية، كما أنه يُعتبر اعتداءً على نبي الله صلّى الله عليه وسلّم نفسه وعلى كل المسلمين، فذهب عمرو بن سالم إلى نبي الله في المدينة حتى يُطلعه على ما حدث، وقد أنشد أبياته الشعرية المشهورة التي وصف من خلالها مدى سوء الوضع وما حدث لهم من اعتداء وقتل، فرد عليه النبي صلّى الله عليه وسلم قائلًا: (نُصِرتَ يا عمرو بنَ سالمٍ). [1]
صلح الحديبية وفتح مكة
في العام السادس من هجرة البي عقد الرسول صلى الله عليه وسلم صلحًا مع قبيلة قريش، وكان هذا الصلح هو (صلح الحديبية)، ومدته كانت عشر سنوات، وتم تخيير كل الناس والقبائل أن من شاء الدخول في حلف الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل، ومن شاء الدخول في حلف قريش يدخل، وقد روى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قالا – وهما يذكران صلح الحديبية:
“هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى وَضْعِ الْحَرْبِ عَشْرَ سِنِينَ، يَأْمَنُ فِيهن النَّاسُ، وَيَكُفُّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ … وَكَانَ فِي شَرْطِهِمْ حِينَ كَتَبُوا الْكِتَابَ أَنَّهُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ مُحَمَّدٍ وَعَهْدِهِ دَخَلَ فِيهِ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَدْخُلَ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ دَخَلَ فِيهِ، فَتَوَاثَبَتْ خُزَاعَةُ، فَقَالُوا: نَحْنُ مَعَ عَقْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَهْدِهِ، وَتَوَاثَبَتْ بَنُو بَكْرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ فِي عَقْدِ قُرَيْشٍ وَعَهْدِهِمْ …”.
وفي العام الثامن من الهجرة، ساعدت قبيلة قريش قبيلة بنو بكر على مهاجمة قبيلة خزاعة، وهي كانت قبيلة حليفة للمسلمين، وقتلوا منها عددًا من الأِشخاص، وبذلك تكون قريش وحلفاؤها قد نقضوا صلح الحديبية، ولذا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينصر حلفائه من قبيلة خزاعة، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه: ” وكان سبب ذلك أن قريشا نقضوا العهد الذي وقع بالحديبية، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغزاهم”.
وبعد أن انقضت الحرب خرج عمرو بن سالم الخزاعي وقدم على نبي الله عليه الصلاة والسلام، وكان النبي جالسًا بالمسجد فقال:
يا رب إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر هداك الله نصرا أيدا … وادع عباد الله يأتوا مددا
إن قريشا أخلفوك الموعدا … ونقضوا ميثاقك المؤكدا
هم بيتونا بالوتير هجدا … وقتلونا ركعا وسجدا
وزعموا أن لست أدعو أحدا … وهم أذل وأقل عددا
ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نصرت يا عمرو بن سالم”، فكان هذا هو ما هاج فتح مكة.
الهدف من فتح مكة
لقد كان الهدف وراء فتح مكة هو نفسه الهدف العام المشترك ما بين غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كلها، والذي يتمثل في الدعوة إلى الإسلام ونشره، والحد من الفتن، والتخلص من الحواجز التي تصد الناس عن دين الله، وقد قال عز وجل: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة/193].
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) رواه البخاري ومسلم.
وإلى جانب هذا الهدف فقد كان هناك هدف خاص بفتح مكة، وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يود نصر حلفائه من خزاعة بعد أن اعتدت قريش وحلفاؤها عليهم. [2]