ما حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

حكم المحبة والتعاون بين المسلمين


حكم المحبة والتعاون بين المسلمين

واجب


، والايات القرانية التي تحث على المحبة والتعاون كثيرة، قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى {المائدة:2} والبر هو الخير، وتجنب المنكر، والله عز وجل ينهى عن التعاون في الشر، وفي الامور الخارجة عن طاعة الله، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ” وشبك النبي صلى الله عليه بين أصابعه.

من سنن الله عز وجل في الكون ان خلق الناس مختلفين ليس فقط في الاشكال، انما الاختلاف يكمن في كل شيء اخر، فنرى الفقير والضعيف، والقوي والغني، والمريض والصحيح البنية، والعالم والجاهل وهذا الامر موجود منذ بدء الخليقة، ومن الواجب عليهم ان يتعاونوا فيما بينهم لمساعدة بعضهم البعض، فالعالم يعلم الجاهل، والغني يعطي الفقير، والمؤمن يغيث الملهوف وينصر المظلوم، ويساعد الضعيف، وذلك حكمة من حكم الله عز وجل، حتى يعين الناس بعضهم بعضًا، ويتعاونوا على مرضاة الله عز وجل، وبغير التعاون والمحبة يتحول الكون الى غابه يأكل فيها القوي والضعيف، ويستبد الظالم بظلمه، وتنتشر الكراهية بين الناس.

لكن المحبة يجب ان تكون في مرضاة الله عز وجل، وتكون مبنية على الحب في الله، لأنها اذا لم تكن كذلك، تستطيع اضعف التحديات ان تقطع صلات المحبة بين اشخاص عشرة  عمر مع بعضهم البعض، مثل فض الشراكة التجارية، او انتهاء علاقة بين اصدقاء الجامعة بمجرد انتهاء فترة الحياة الجامعية، وغيرها الكثير من الامثلة

اما اذا كانت المحبة في الله، فيبقى الحب بين المؤمنين بغض النظر عن الظروف، وعن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام انه قال (وأن يُحبَّ المرء، لا يحبُّه إلا لله)

والعلاقات التي يجب ان تتوافر في وقتنا الحالي هي العلاقات القائمة على المحبة في الله، بغض النظر عن المصالح الدنيوية مثل كسب مادي او زيادة النسب والشرف، وزيادة العلاقات والشهوات، ونحن اليوم بأمس الحاجة الى حب صادق بعيدًا عن النفاق والشبهات والكذب والخداع، قال صلى الله عليه وسلم (لا تَدْخلوا الجَنَّة حتى تُؤْمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحَابُّوا، أفلا أُنبِّئكم بما يُثبت ذلك لكم؟ أَفْشوا السَّلام بينكم) [1] [2] [3]

صور المحبة والتعاون بين المسلمين

التعاون هو وصية من الله عز وجل الذي يأمر المسلمين بالألفة، لأن في الجماعة نصر على العدو، وفي التفرق ضعف، قال تعالى ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].

ومن صور التعاون

  • التعاون في الدعوة
  • التعاون بين الاخوة
  • التعاون على العبادة
  • التعاون في طلب العلم
  • التعاون على الافعال الخيرية
  • التعاون بين الزوجين


التعاون في الدعوة ونصر الدين الاسلامي:

يكون من خلال التعاون المشترك بين المسلمين في الدعوة الى سبيل الله بالموعظة الحسنة، والترغيب بالدين الاسلامي


التعاون بين الاخوة:

من الامثلة الجميلة عن التعاون هي طلب سيدنا موسى من الله عز وجل ان يرسل معه اخاه هارون الى فرعون كي يشدد به ازره ويعاونه على القوم المشركين ويقوى به عضده، قال تعالى (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)


التعاون على عبادة الله عز وجل

: التعاون يكون من خلال التشجيع على العبادة، حيث كان السلف الصالح يتقاسم قيام الليل، فينام اشخاص ويستيقظ اشخاص اخرين، كي يكون المنزل عامر بذكر الله طوال الوقت.


التعاون في طلب العلم

: فمثلًا اذا عانى الطالب من مشكلة او ضائقة منعته من حضور الدروس، هبَ اصدقائه لمساعدته وشرح الدروس له.


التعاون على الافعال الخيرية:

مثل المشاركة في الاعمال التطوعية حتى لو كانت اهدافها دنيوية نبيلة، مثل زراعة الاشجار، او اقامة ندوات تعليمية، او المشاركة في الحملات التوعوية عن البيئة، او غيرها من الاعمال النبيلة.


التعاون بين الزوجين:

من الامور الهامة التي لا يجب الاغفال عن ذكرها، حيث يتوجب على الزوج ان يساعد زوجته في اعمال المنزل اسوةً بالنبي عليه الصلاة والسلام، عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في أهله؟ قالت: كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة “،ويجب ان يتم التعاون بينهما ايضًا على امور الاخرة، والصلاة والتحفيز على العبادة.

لذلك يجب على كل مسلم ان يقوم بدوره بحسب استطاعته

  • الشخص الغني يقدم للفقراء المال ويبذل لهم ما يحتاجونه من مساعدة
  • الشخص الخبير بصنعة، يعلم غيره كي يصبح متمرسًا بالعمل مثله
  • الشخص العالم يقدم علمه للطلاب ولا يبخل عليهم بالمعرفة [1] [4]

آثار المحبة والتعاون بين المسلمين

لا يوجد دليل على اهمية المحبة والتعاون اكثر من قوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [سورة الحجرات] ولاثار المحبة

  • رضا الله عز وجل وملائكته
  • الاستظلال في عرش الرحمن
  • سلامة الصدر والتآلف بين القلوب
  • التخلص من الغل
  • بناء المجتمع


رضا الله:

الله عز وجل يحب المتحابون في الله، الذين يشجعون بعضهم البعض على الهداية ويكرهون المنكر ويستاؤون منه، وعن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ((حول العرش منابرُ من نور، عليها قوم لباسُهم نور، ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء))، قالوا: صِفهم لنا يا رسول الله، فقال: ((المتحابون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاورون في الله))؛ رواه مسلم.


الاستظلال في عرش الرحمن

: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : “إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي ( رواه مسلم)، اي ان المحبة دافع للاحتماء من الحر الشديد يوم القيامة، والاستظلال في عرش الرحمن، مع سبعة اخرين مثل شاب نشأ في عبادة الله.


سلامة الصدر:

المحبة بين المسلمين والتعاون يقي من امراض القلب النفسية مثل الكره والبغض، والشر، ونهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الخصام، وحبب في التسامح والتغافل عن زلات المسلم لاخيه المسلم، والبغض والقطيعة اضداد للمحبة والتعاون.


التخلص من الغل

: يريد الشيطان ان يوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين، والحسد ايضًا هو تمني زوال النعمة عن المسلم، لكن هذه الامور جميعها لا تمت لسلامة القلب بصلة، فالقلب النقي هو القلب الذي يفرح لفرح غيره، ويخلو من الغل والكراهية والحسد


بناء المجتمع:

لا تقتصر اهمية المحبة والتعاون على سلامة القلب ورضا الله عز وجل، انما لها اهداف وفوائد تنعكس على المجتمع باكمله، فالاسرة التي يتعاون فيها الزوجين على تربية الابناء، واعمال المنزل، ويتعاون فيها الافراد على الاقتصاد في الانفاق، والمشاركة بالافراح والاحزان هي اسره سعيدة، والمجتمع الذي يتعاون فيه الغني والفقير، ويتم فيه مساعدة المريض، وكفالة اليتيم، واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ومحاربة الظلم هو مجتمع خالي من الفساد. [2] [5] [6]