اين وقعت معركة ذات الصواري


معركة ذات الصواري معركة بحرية انتصر فيها المسلمون


معركة ذات الصواري معركة بحرية انتصر فيها المسلمون



على البيزنطيون عام 655 ميلاديًا



.


وقعت معركة ذات الصواري بين المسلمين والبيزنطيون  والتي انتهت بنصصرة المسلمين، وهزيمة جيش الإمبراطورية البيزنطية هزيمة ساحقة وفرض الجيش الإسلامي سيطرته على البحر المتوسط وتراجعت قوة الإمبراطورية البيزنطية وتراجع نفوذها على طرق التجارة وضعفت سيطرتها البحرية.


قائد معركة ذات الصواري


وقعت معركة ذات الصواري البحرية بين جيش المسلمين


بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي السرح رضي الله عنه


، أما جيش البيزنطيون فكان تحت قيادة قسطنطين الثاني ابن أخي الملك هرقل، وقد كانت معركة شديدة الوطأة على المسلمون ثبتوا فيها ثباتًا شديدًا وأبلوا بلاء عظيم ذهبت فيها أرواحهم فداء ما حققوه من نصر، وكانت هذه المعركة عام 655 ميلاديًا أي على عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقال المسعودي رحمه الله: ” ملك قسطنطين بن قسطنطين أخى هرقل- وقيل إنه ابن هرقل- تسع سنين وستة أشهر في خلافة عثمان بن عفان، وهو الّذي غزا في البحر في نحو ألف مركب حربية وغيرها، فيها الخيل والخزائن والعدد، يريد الإسكندرية من بلاد مصر، وكان عامل مصر والإسكندرية لعثمان: عبد الله بن سعد بن أبى سرح، فالتقوا في البحر، فكانت على قسطنطين، فعطبت مراكبه، وهلك أكثر رجاله، ونجا في مركب، فوقع في جزيرة سقلية من بلاد إفريقية، فقتله جرجيق ملكها، تشاؤما به، لإهلاكه النصرانية. [1]


اين وقعت معركة ذات الصواري


وردت العديد من الأسئلة حول اين وقعت معركة ذات الصواري؟ ولكن لا تحتوي المصادر التاريخية العربية والأجنبية على إجابة دقيقة واضحة يمكن اعتمادها، كما أن آراء بعض المؤرخين تباينت فالإجابة حول موقع معركة ذات الصورة ليست موحدة في المراجع جميعها ومن هذه الآراء التي أختلف عليها المؤرخون ما يأتي:


كتاب فتح مصر وأخبارها:


ذكر الكتاب خطبة عبد الله بن سعد بن أبي السرح وقال: قد بلغني أن هرقل قد أقبل إليكم في ألف مركب. ولم يحدد مكان المعركة.


كتاب الكامل في التاريخ:


لم يأتي هذا الكتاب أيضًاللأثير على ذكر موقع المعركة، ولكنه ربط سبب وقوعها بما أحرزه المسلمون من نصر في إفريقية مما يعني أنها وقعت في أحد بلاد إفريقيا التي تطل على البحر المتوسط.


كتاب البداية والنهاية:


يقول (فلما أصاب عبد الله بن سعد بن أبي السرح من أصاب من الفرنج والبربر بلاد إفريقية، حميت الروم واجتمعت على قسطنطين بن هرقل، وساروا إلى المسلمين في جمع لهم لم ير مثله منذ كان الإسلام؛ خرجوا في خمسمائة مركب وقصدوا عبد الله بن سعد بن أبي السرح في أصحابه من المسلمين ببلاد المغرب.)


كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة:


يقول( غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية).


تاريخ ابن خلدون يقول:


(ثم بعث ابن أبي السرح السرايا ودوخ البلاد فأطاعوا وعاد إلى مصر، ولما أصاب ابن أبي السرح إفريقية ما أصاب، ورجع إلى مصر خرج قسطنطين بن هرقل غازيا إلى الإسكندرية في ستمائة مركب.)


المراجع الأجنبية:


تذكر المراجع الأجنبية معركة ذات الصواري باسم موقعة فونيكة، وفونيكة هي عبارة عن ثغر يقع غرب مدينة الإسكندرية، بالقرب من مدينة مرسى مطروح.


أسباب معركة ذات الصواري


  • توجيه المسلمين العديد من الهجمات القوية على الروم في إفريقية.

  • إصابة  جيش الروم في سواحله الشرقية والجنوبية، وذلك بعد سيطرة أسطول المسلمين عليها.

  • خوف الروم من أن يزداد نفوذ وسيطرة الأسطول الإسلامي على البحر المتوسط مما يشكل على خطر كبير على عاصمتهم القسطنطينية.

  • محاولة قسطنطين أن يستعيد هيبة الإمبراطورية البيزنطية التي أطاحت بها الخلافة الإسلامية.

  • ظن الروم أن هذه المعركة هي مضمونة النتائج.

  • محاولة قسطنطين أن يسترجع مدينة الإسكندرية التي تمتلك مكانة خاصة عندهم، بع مراسلة أهلها لقسطنطين


ولقد ورد عن ابن الأثير رحمه الله  أنه قال عن أسباب معركة ذات الصواري ما يأتي: ” سَبَبُ هَذِهِ الْغَزْوَةِ أنّ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا أَصَابُوا مِنْ أَهْلِ إِفْرِيقِيَّةَ، وَقَتَلُوهُمْ وَسَبَوْهُمْ، خَرَجَ قُسْطَنْطِينُ بْنُ هِرَقْلَ فِي جَمْعٍ لَهُ، لَمْ تَجْمَعِ الرُّومُ مِثْلَهُ مُذْ كَانَ الْإِسْلَامُ، فَخَرَجُوا فِي خَمْسِمِائَةِ مَرْكَبٍ أَوْ سِتِّمِائَةٍ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ وَعَلَى أَهْلِ الشَّامِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَعَلَى الْبَحْرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَكَانَتِ الرِّيحُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لَمَّا شَاهَدُوا الرُّومَ، فَأَرْسَى الْمُسْلِمُونَ وَالرُّومُ وَسَكَنَتِ الرِّيحُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: الْأَمَانُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، فَبَاتُوا لَيْلَتَهُمْ وَالْمُسْلِمُونَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ، وَالرُّومُ يَضْرِبُونَ بِالنَّوَاقِيسِ، وَقَرَّبُوا مِنَ الْغَدِ سُفُنَهُمْ، وَقَرَّبَ الْمُسْلِمُونَ سُفُنَهُمْ، فَرَبَطُوا بَعْضَهَا مَعَ بَعْضٍ، وَاقْتَتَلُوا بِالسُّيُوفِ وَالْخَنَاجِرِ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، وَقُتِلَ مِنَ الرُّومِ مَا لَا يُحْصَى، وَصَبَرُوا يَوْمَئِذٍ صَبْرًا لَمْ يَصْبِرُوا فِي مَوْطِنٍ قَطُّ مِثْلَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ نَصْرَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَانْهَزَمَ قُسْطَنْطِينُ جَرِيحًا ، وَلَمْ يَنْجُ مِنَ الرُّومِ إِلَّا الشَّرِيدُ، وَأَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بِذَاتِ الصَّوَارِي بَعْدَ الْهَزِيمَةِ أَيَّامًا وَرَجَعَ، وَأَمَّا قُسْطَنْطِينُ : فَإِنَّهُ سَارَ فِي مَرْكَبِهِ إِلَى صِقِلِّيَةَ فَسَأَلَهُ أَهْلُهَا عَنْ حَالِه، فَأَخْبَرَهُمْ. فَقَالُوا: أَهْلَكْتَ النَّصْرَانِيَّةَ وَأَفْنَيْتَ رِجَالَهَا! لَوْ أَتَانَا الْعَرَبُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا مَنْ يَمْنَعُهُمْ، ثُمَّ أَدْخَلُوهُ الْحَمَّامَ وَقَتَلُوهُ “[1]


قصة معركة ذات الصواري


وقعت معركة ذات الصواري بسبب خوف الروم من أن يفرض المسلمين سيطرتهم على البحر المتوسط ولقد وقعت هذه المعركة في عرض البحر، ويقول مالك بن أوس بن الحدثان: كنت معهم في ذات الصواري، فالتقينا في البحر، فنظرنا إلى مراكب ما رأينا مثلها قط، وكانت الريح علينا -أي لصالح مراكب الروم- فأرسينا ساعة، وأرسوا قريبا منا، وسكتت الريح عنا، قلنا للروم: الأمن بيننا وبينكم، قالوا: ذلك لكم، ولنا منكم [11]. كما طلب المسلمون من الروم: إن أحببتم ننزل إلى الساحل فنقتتل حتى يكتب لأحدنا النصر، وإن شئتم فالبحر. قال مالك بن أوس: فنخروا نخرة واحدة، وقالوا: بل الماء الماء، وهذا يظهر لنا ثقة الروم بخبرتهم البحرية، وأملهم في النصر لممارستهم أحواله وفنونه، مرنوا عليه فأحكموا الدراية بثقافته وأنوائه فطمعوا بالنصر فيه، خصوصا أنهم يعلمون حداثة عهد المسلمين به.


ولقد بات فريق المسلمين والروم في البحر هذه الليلة وقد كان موقف المسلمين صعب بسبب ما تعرضوا له، فقال القائد المسلم لصحبه: أشيروا عليَّ؟ فقالوا: انتظر الليلة بنا لنرتب أمرنا ونختبر عدونا، فما كان منهم إلا أن يقوموا بالدعاء والصلاة طوال الليل يرجون النصر من عند الله، وكان قسطنطين يريد إكمال المعركة على أسرع وجه في عرض البحر، لكن كان لقائد المسلمين عبد الله بن أبي السرح رأيًا آخر فقد رأى أن يكملوا معركتهم على البرية فقام بأمر المسلمين بأن يقتربوا بسفنهم من سفن العدو  وقام الفدائيون بربط السفن ببعضها ودار قتال شديد الوطأة على الطرفين وظلت الأمواج تضرب السفن حتى وصلت للبرية وقتل من الروم عددًا لا يحصى  حتى وصف المؤرخ البيزنطي “ثيوفانس” هذه المعركة بأنها كانت يرموكا ثانيا على الروم، ووصفها الطبري بقوله: إن الدم كان غالبا في الماء في هذه المعركة وصبر المسلمون رغم كل الصعاب التي يواجهونها حتى كتب الله لهم النصر.


لماذا سميت معركة ذات الصواري بهذا الاسم


اختلف بعض المؤرخين في السبب الحقيقي وراء تسمية معركة ذات الصواري بهذا الاسم، لكن ترجح أحد الأراء أنه يرجع سبب تسمية المعركة بذات الصواري إلى



كثرة عدد صواري السفن التي اشتركت فيها من الجانبين، ويذكر البعض الآخر أنه نسبةً للمكان الذي وقعت فيه المعركة

،


ويقول الطبري: “فركب من مركب وحده ما معه إلا القبط حتى بلغوا ذات الصواري، فلقوا جموع الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة”، وسميت هذه الغزاة: ” ذات الصواري ” لكثرة المراكب وصواريها، وكان ذلك في سنة 34 للهجرة “. [1][2]