من هو الملك الموكل بنزول الوحي
الملك الموكل بنزول الوحي هو
الملك الموكل بنزول الوحي هو
جبريل عليه السلام
. وقد وصف القران الكريم الملك جبريل عليه السلام بالروح الأمين. قال الله تعالى في سورة الشعراء (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ). كما وصف القران الكريم الملك جبريل عليه السلام بروح القدس. قال الله تعالى في سورة النحل (قُلْ نَزّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رّبّكَ بِالْحَقّ لِيُثَبّتَ الّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىَ لِلْمُسْلِمِينَ). قال الله تعالى في سورة البقرة (قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لّجِبْرِيلَ فَإِنّهُ نَزّلَهُ عَلَىَ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىَ لِلْمُؤْمِنِينَ).
الملك جبريل عليه السلام هو الواسطة بين الخالق والمخلوق. كانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يصطفي من الناس رسل تحمل الرسالة للناس من مثل تعريف الناس بالله سبحانه وتعالى والسبب من وجود الناس على الارض إلى جانب بيان الأوامر والنواهي وكل الأمور الأخرى اللازم معرفتها. أي أن عمل هؤلاء الرسل هو توصيل هذه الرسالة للناس سواء كانت هذه الرسالة خاصة أو عامة. وكانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يكون التواصل مع الرسول عبر الملك الموكل بنزول الوحي من السماء إلى الأرض وهو الملك جبريل عليه السلام من أجل توصيل هذه الرسالة إلى الناس.
وذلك من قول الله تعالى في سورة الشورى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ * وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ). والنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس أول رسول يتنزل الوحي إليه بل أوحي إلى رسل من قبله. وذلك من قول الله تعالى في سورة النساء (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا). [1]
أشكال تنزيل الملك الموكل بنزول الوحي
عن عائشة أُمِّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ الحارثَ بن هشام -رضي الله عنه- سأل رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، كيف يأْتِيكَ الوَحْيُ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحْيانًا يَأْتِيني مِثْلَ صَلْصَلَة الجَرَس، وهو أَشدُّه عليَّ، فيَفْصِمُ عنِّي وقد وَعَيْتُ عنه ما قال، وأحيانًا يتمثَّلُ لي المَلَكُ رَجُلًا فيُكَلِّمُني فأَعِي ما يقول». قالت عائشة -رضي الله عنها-: ولقد رأيتُه ينزِل عليه الوَحْيُ في اليومِ الشديدِ البرْدِ، فيَفْصِمُ عنه وإنَّ جَبِينَه لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
قال الله تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ). أول أشكال نزول الوحي على الأنبياء هي الرؤيا الصادقة. الصورة الثانية للوحي أن جبريل كان يلقي التنزيل في قلب النبي دون أن يراه النبي صلى الله عليه وسلم. مثال على ذلك حديث صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب). روعي معناه نفسي.
ومن أشكال تنزيل الملك الموكل بنزول الوحي أن يظهر الملك جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم في هيئة رجل وكان الملك جبريل عليه السلام أكثر ما ينزل على هيئة دحية الكلبي وهو صحابي جليل وكان ذلك بعد الهجرة بعد إسلام الصحابي دحية الكلبي. ومن أشكال نزول الملك جبريل عليه السلام صلصلة الجرس. ومن أشكال نزول الملك جبريل عليه السلام نزوله في صورته الحقيقية وقد نزل على النبي في صورته الحقيقية مرتين فقط. [2]
الصفات الخَلقية للملك الموكل بنزول الوحي
-
العظمة الخلقية
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل: يا محمد! كيف يأتيك الذي يأتيك؟ -يعني جبريل عليه السلام- فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر) وفي حديث آخر عن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت جبريل عليه السلام عند سدرة المنتهى، وعليه ستمائة جناح، ينثر من ريشه تهاويل الدر والياقوت).
وللملك جبريل عليه السلام القدرة على التشكل والنزول بأشكال أخرى مثل صورة الصحابي الجليل دحية الكلبي حيث روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عرض علي الأنبياء…ورأيت جبريل، فإذا أقرب من رأيت شبهاً دحية بن خليفة). وهذه الصفة من صفات جبريل عليه السلام حتى ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في كل زمان ومكان وعلى أي هيئة كان. ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته التي خلق عليها إلا مرتين فقط. [3]
الصفات الخُلقية للملك الموكل بنزول الوحي
-
العلم
-
المكانة
-
الأمانة
-
القوة
العلم:
جبريل عليه السلام هو الملك الذي قام بتعليم أعلم الناس في الارض وهم الأنبياء والرسل في الارض. فجبريل عليه السلام هو الملك الموكل بنزول الوحي إلى من السماء إلى الأرض من الخالق إلى المخلوق فجبريل عليه السلام هو الذي أنزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أنزل التوراة على سيدنا موسى عليه السلام، وهو الذي أنزل الإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام.
المكانة:
جبريل عليه السلام هو أشرف وأقرب الملائكة إلى الله سبحانه وتعالى وهو الموكل في نزول الوحي إلى أنبياء ورسل الله سبحانه وتعالى. وهو صاحب مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى من قول الله تعالي في سورة التكوير (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِين). وهذل دليل على مكانة جبريل عليه السلام العالية بين الملائكة.
الأمانة:
من صفات جبريل عليه السلام صفة الأمانة. وهي صفة لازمة للمهمة الموكل بها الملك جبريل عليه السلام وهي نزول الوحي. جبريل عليه السلام هو محط ثقة من الله سبحانه وتعالى على مهمة عظيمة هي نزول الوحي إلى الأنبياء والرسل وقد حفظ جبريل عليه السلام هذه الأمانة وأدى الأمانة على أحسن وجه دون تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقصان. قال الله تعالى في سورة الشعراء (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).
القوة:
وصف القران الكريم جبريل عليه السلام بصفة القوة. قال الله تعالى في سورة النجم (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) وهذا دليل على قوة جبريل عليه السلام. وهذه القوة ايضًا من الصفات اللازمة للمهمة العظيمة الموكلة له. ومن قوة جبريل عليه السلام هبوطه من السماء إلى الأرض إلى الأنبياء والرسل عليهم السلام وصعوده من الأرض إلى السماء في اسرع من طرفة عين. [4] [5]