ما هي الألفاظ الدالة على التضاد
من الألفاظ الدالة على التضاد
-
غني وفقير.
-
سعيد و تعيس.
-
متفوق و فاشل.
-
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ.
إن اللغة العربية كسائر اللغات اشتملت على العديد من الظواهر اللغوية المهم ولها العديد من الفروع سواء فرع علم النحو، أو علم البلاغة والصرف، والمطالعة وغيرها من الفروع التي يجب على كل متقن للغة ودار سها أن يتقنها، وتعتبر ظاهرة التضاد من الظواهر الموجودة في جميع اللغات وليست في اللغة العربية فقط.
تعريف التضاد لغةً واصطلاحًا
يتم تعريفه من جهتين وهما تعريف التضاد لغةً واصطلاحًا وذلك ما سوف نتعرف عليها فيما يلي:
تعريف التضاد لغة:
التضاد أو الضد بالنسبة لتعريف أهل اللغة هو تضاد كل شئ ليغلبة، بمعنى اللون الأبيض ضد اللون الأسود، والحياة ضد الموت، والليل ضد النهار، المجيئ والذهاب، وكل تلك الأمثلة بالنسبة للغة، ويعبر أيضًا عنه بمعنى التضاد أي ضده أي يعني مثله عنه وحده، وقد يكون التضاد تضاد على جماعة أو على فرد واحد إذا اجتمعت عليه الخصومة وقد الله عز وجل ذلك في كتابة الكريم فقال: ( وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)، والضد هنا بكسر حرف الضاد تعني المثل والمخالف للأصل، وقد قال العرب في ذلك أن ضد له ضديد أي لا يوجد له نظير ولا كفئ، أما الضد بفتح حرف الضاد فتعني الملئ ويقال يها ضد القربة يضدها أي ملائها، وتأتي أيضًا بمعنى أضد الرجل أي غضب الرجل، وقد روي عن عكرمة رضي الله عنه أنه قال أن الله عز وجل ذكر في سورة مريم : (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)، والذي فسرها أبو إسحاق فقال: (أي يكونون عليهم)، والتضاد بمعنى أبسط وأيسر أنه عبارة عن شيئان لا يجتمعان أبدًا وأكبر الأمثلة على ذلك الليل والنهار، والشمس والقمر، وقد قيل في التضاد أيضًا: (لقِيَ القومُ أضدادَهم وأندادَهم) أي لقوا أقرانهم، وقد قال الأَخفشُ: (النِّدُ الضِّدُّ والشِّبْه) كما ذُكر في القرآن الكريم في سورة فصلت قول الله تعالى: (وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا) أي بمعنى أضدادًا وأشباهًا.
أما التضاد بالنسبة للمنطق فيعني الشيئان اللذان لا يجتمعان وقد يرتفعان أحيانًا مثل الأبيض والأسود، ومما سبق توضحية وذكره فيما سبق يتضح لنا أن التضاد عبارة عن ألفاظ متقاربة ومتباينة في نفس الوقت أو قد تكون متطابقة أحيانًا ومتباينة أحيانًا، وذلك يفسر نظرية التقارب والتشابه والنظائر والتشبية في اللغة بشكل عام، وهذا الذي يؤدي في النهاية إلى معرفة نوع المعنى وما يقصد به من المخالفة والمغالبة والندية، ويفسر لنا أيضًا أن كلمة ضد تأتي في الأصل من الأضداد.
تعريف التضاد اصطلاحًا:
في الواقع لا يوجد أختلاف كبير بين تعريف التضاد في الاصطلاح وتعريفه في اللغة، ولكن على الرغم من ذلك فقد تم تعريف التضاد اصطلاحًا بعدة طرق وإليك هي:
-
تعريف أبي البقاء الكفوي قال: (هو عند الجمهورِ يُقال لموجودٍ في الخارج مساوٍ في القوةِ لموجودٍ آخرَ ممانع له، وقد يُراد بالضدِّ المنافي بحيث يمتنعُ اجتماعُهما في الوجود).
-
وتعريف محمد بن السيد حسن فقال: (هو اللفظ الدَّال على معنيين متقابلين).
-
وتعريف إبراهيم بن فتحي عبدالمقتدر فقال: (لفظةٌ واحدة تحمل المعنى وعكسَه).
-
وتعريف الزركشي فقال: (تسميةُ الشَّيءِ باسم ضِدِّهِ).
أما من الجهة التاريخية فتم تقسيم التضاد على حسب التعريف القديم والتعريف الحديث، ومن هنا تم تأكيد أن للتضاد رأيين رأي قديم ورأي حديث، ولكلًا منهما رؤية ومعنى معين، فالرأي الحديث يعرف التضاد على أنه عبارة عن وجود لفظين يختلفان في اللفظ ويتضادان في المعنى مثل الطويل والقصير والبدين والنحيف وما إلى ذلك، أما الرأي القديم فيرى أن التضاد عبارة عن اللفظ المستخدم يتم تعيينة في معنايين متضاديين، وقد أيد هذا المعنى محمد بن السيد حسن فقال: ( في اللغةِ العربية كلمات تتميزُ بخاصيةٍ مزدوجة تستعمل على وجهين متضادَّيْن مثل جَلَل” للكبيرِ والصغير وللعظيم و”الصَّارخ” للمستغيثِ والمغيث)، ويعتقد أن هذا النوع من التضاد عبارة عن نوع من المشترك أي يتم وقوعه على شيئين متضادين وعلى شيئان مختلفان ولكنهما غير مختلفان، وهذا ما يفسر قول جون وجلل، أما مختلفين وغير متضادين ففي قول كـ العين، ويعتبر هذا النوع من التضاد هو الأدق والأشمل من بين الأنواع وفيما بعد سوف نوضح ذلك بالأمثلة. [1]
أمثلة على التضاد
قد ورد في القرآن جمل عديدة من الألفاظ التي تصنف على على أنها تضاد مثل ما يلي:
-
قول الله سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة: (مالك يوم الدين).
وهنا فسرها أهل اللغة على أنها من الدنو فقالوا دان الرجل إذا أطاع ودان إذا عصى ودا إذا ذل، وقد قيل لفظ الدين هنا في الأصل للتضاد، وهنا يكون المعنى كاملًا أن الله سبحانه وتعالى هو مالك الكون ومالك اليوم الذي لا يجازى فيه أي أحد إلا بعمله ولا يجازى فيه أهل الطاعة وبالتالي يتم معاقبة أهل المعصية والكفار، ويفوز المؤمنين ويتم ذل الكافرين بإذن الله.
-
قوله الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة.
(فلا تجعلوا لله أندادا)، فسرها أهل العلم على أن لا تجعلوا لهم أمثالًا تعبدونهم كعبادة الله عز وجل وقد قال أبو عبيدة الند هو المثل والضد، وهو أيضًا من الأضداد كما وضحنا من قبل و أن الله عز وجل بريء من كل هذا وبريئ من كل من يفتري عليه ويجعل مه إله آخر يعبده ويقدسه.
-
قول الله عز وجل في سورة البقرة: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك).
ويأتي العفو هنا بمعنى الذهاب، وهنا من حيث الأصل اللغوي في الأضداد وفي الأصل سياق الآية يدل على محو الذنب وه المعنى الأول لها، أما المعنى الثاني فيأتي في قول الله تعالى: (ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا)، أي أن الله سبحانه وتعالى بعد محو الذنب يكون الإنسان كأنه ولد من جديد ويرزقهم من حيث لا يحتسبوا فتكثر أموالهم واولادهم، ويأتي معنى الأضداد هنا أيضًا في قوله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، وخفتم هنا من الأضداد أي المخوف من معلوم الوقوع.
-
قول الله سبحانه وتعالى في سورة يونس: (وأسروا الندامة).
والأسر هنا من الأضداد ويأتي بمعنى الأظهر وبمعنى آخر الأخفى وقد يكون المعنى غير واضح أو مستتر كما هو الحال في اللغة فيأتي لفظ التضاد وعلى أساسه يتم فهم واستيعاب المعنى الآخر له.
-
قوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية 77: (يعلم ما يسرون وما يعلنون).
وهنا قال المفسرون أن الآية تحمل معنيين معنى الإظهار ومعنى ومعنى الإخفاء، فأما الإظهار فيعني أنه هذا اليوم ليس باليوم الذي يمكن فيه للكافر أن يكتم ما ناله عن بقية الخلق، وأن كل الأعمال سوف تكون ظاهرة أمام الجميع، وأن العذاب سوف يكون على الملأ حتى يرى الإنسان ذلك فيتحسر على ما فعل في الدنيا من معاصي وذنوب وشرك، ولا يمكن إخفاء الندامة على كل ما فعل بيده، أما الأخفاء فيكون إخفاء الندامة فقيل فيها: ( أخفى رؤساؤهم الندامة من سفلتهم حياء منهم، وخوفاً من توبيخهم)، وقد قال أبو حيان: (وهذا فيه بُعد، لأن من عاين العذاب هو مشغول بما يقاسيه منه، فكيف له فكر في الحياء، وفي التوبيخ الوارد من السفلة)، وقد كان بيان هذا أيضًا في هذا قول الله تعالى في سورة طه: (إن الساعة آتية أكاد أخفيها)، وقد قال المفسرون أن أخفى هنا من الأضداد أيضًا وتأتي بمعنى الإظهار وبمعنى الستر والآية في الأصل تحمل المعنيين. [2]