خصائص الحوار المسرحي
خصائص الحوار المسرحي
من اجل كتابة حوار مسرحي، يجب ان يكون لديك فكرة عن اساسيات الحوار المسرحي وخصائصه التي تشمل
- الحوار المسرحي يكشف عن الحبكة ويساعد في تقدم الاحداث
- تختلف عن الرواية التي تعتمد على السرد
- الكشف عن الشخصيات
- الحوار المسرحي يكشف عن شعور الشخصيات
- قد يتضمن الحوار المسرحي الشعر والرموز والاستعارات اللغوية في التعبير
الكشف عن الحبكة:
للحوار المسرحي اهداف واضحة ومحددة، ولا يجرى فقط من اجل تبادل الكلام بين الشخصيات، ويجب ان يكون بهدف تقدم القصة والاستمرار فيها والوصول الى حدث اخر، اما اذا كان الحوار لا يخدم هذا الغرض، ولا يساعد على الوصول للحدث التالي، فهذا يعني انه لم يؤدي الغرض الرئيسي منه
الكشف عن الشخصيات وتمييزها عن بعضها البعض
: يجب ان يكون المشاهد قادر على تمييز كل شخصية على حدة من خلال الحوار، لذلك يجب ان يحرص كاتب المسرحية على ان يميز كل شخصية من الشخصيات بنمط حوار مميز، ومفردات خاصة به، كي يستطيع المشاهد ان يميز الشخص الذي يتكلم دون الحاجة حتى للنظر اليه، وبهذه الطريقة تنشغل ادمغة المشاهدين في التفكير والتفاعل مع المسرحية.
الكشف عن المشاعر
: من خلال الحوار يستطيع المشاهد ان يميز حزن الشخصيات دون ان تضطر للاخبار بشكل صريح ان الشخصية تعاني من الحزن، وذلك من خلال تفاعل الشخصيات مع بعضها البعض، ويستطيع المشاهد تمييز ما تشعر به الشخصية وما تفكر به من خلال فهمه لاحداث المسرحية ومعرفة تاريخ الشخصية ودوافعها والامور التي تشغل بال الشخصية [2]
يحتوي الحوار على شعر واستعارات لفظية
: في هذه المرحلة تبرز قدرة الكاتب المسرحي اللغوية، وهنا يمكن التفريق بين الكاتب العادي الذي لا يستطيع الكتابة سوى باللغة العامية (هذا لا يعني ان ادخال اللغة العامية بمواطن صحيحة في المسرحية يقلل من اهميتها) وبين الكاتب المتمرس الذي يبدع في الشعر في المسرحية والايحاءات والاستعارات اللفظية التي ترفع من قيمة المسرحية، وهذه الامور تزيد من قيمة واهمية المسرحية، ومن ابرز كتاب المسرحية الذين لا يمكننا وصف اي مسرحية دون الاشارة اليهم الكاتب العظيم شكسبير الذي امتع العالم اجمع بمسرحياته التي امتعت العالم وتحولت الكثير من مسرحياته الى افلام ومسلسلات وقصص خلدت في التاريخ.
تعريف الحوار المسرحي
الحوار المسرحي ليس فقط وسيلة من وسائل التواصل بين الشخصيات، او الحوار الذاتي، اي ان هدف الحوار المسرحي اهم من ذلك، وهو يعتبر من الطرق الاساسية في المسرح التي يستخدمها الكاتب المسرحي لاخبار الاحداث الهامة عن الشخصيات للمستمعين عبر الحوار
على عكس الروايات، التي يقوم فيها الكاتب باخبارك بسهولة من خلال الكلام المقروئ عن تاريخ واحداث الرواية والظروف والحالة الداخلية لبطل الرواية، والاسباب التي ادت لتراكم ظروف معينة، يكون الامر على كاتب المسرحية اصعب بكثير، فهو لا يملك هذه الميزة التي يستطيع فيها المتابع ان يقرا عن الاحداث، ويضطر لاخبار المشاهد عن الاحداث الاساسية عبر الحوار المرسحي الذي يتم بين الشخصيات، والحوار المسرحي الجيد هو الذي يستطيع تأدية هذا الهدف.
والحوار الناجح هو الحوار الذي يستطيع فيه المشاهدين ان يفهموا بسهولة اختلاف الشخصيات، والصراعات الداخلية وردود فعل الشخصيات عبر الحوار بين الشخصيات او عبر الحوار الذاتي
وظائف الحوار في النص المسرحي
الحوار في النص المسرحي لا يهدف فقط للتواصل بين الشخصيات، بل يعتبر الامر الاساسي الذي يعتمد عليه الكاتب المسرحي من اجل اظهار ابعاد الشخصيات، وتقديم الاحداث والشخصيات للمشاهدين بطريقة منظمة بدقة ولها اهداف واسعة
ومن وظائف الحوار الاخرى في المسرحية
- يستعمل الحوار كاداة لنقل المعلومات
- يجب ان يكشف الحوار المسرحي الشخصيات
- التقدم في المسرحية
- التهيئة للاحداث الرئيسية
اداة لنقل المعلومات والتعريف بالاحداث الرئيسية
: يجب ان يتم الحوار بطريقة سلسة ويتدفق بشكل يناسب احداث المسرحية، ولا يجعل الشخصيات تبدو وكأنها ادخلت بالقوة على المشاهدين، واذا لم يتدفق بطريقة طبيعية فإن الحوار يكون متكلفًا وغير قريب من فكر المشاهد وعقله
كشف الشخصيات:
يعتبر الحوار اداة لكشف الشخصيات وبيئتها الحضارية والثقافية والاجتماعية والظروف المحيطة بها، بالاضافة الى مستوى الشخصيات الفكرية والعاطفي وحالة الشخصيات النفسية، وهذه المهمة ليست بالمهمة السهلة على الاطلاق، ويجب على الكاتب ان يختار بعناية الفاظ الشخصيات والعبارات التي يجب عليها استعمالها، وهنا تشكل المفردات التي تستخدمها الشخصية دورًا هامًا في الكشف عن اعماق الشخصية، وقد يلجأ الكاتب لاستعمال اللغة العامية في بعض الحوارات من اجل ان يكون للمسرحية طابع عصري
وكما ذكر سابقًا يجب ان يكون الكاتب حذر، على سبيل المثال اذا افرط في استعمال اللغة العامية او المفردات الشائعة في الوقت الحالي، فقد تفقد المسرحية محتواها في المستقبل عندما تندثر هذه التعابير او تصبح غير ذات معنى، مثل الاشارة الى حدث شائع في الوقت الحالي او تعبير شاع بسبب مواقع التواصل الاجتماعي
التقدم وتهيئة الاحداث الرئيسية:
الحوار المسرحي هو وسيلة لدفع الاحداث الى الامام، حيث يجب على الكاتب ان يستغل احداث المسرحية لصالحه من اجل تحريك الشخصيات، واذا غفل الكاتب عن هذا الامر، وقام بوضع جمل متكررة رتيبة، لا تؤدي دورًا ولا تكشف عن حالة الشخصية او تدفع الاحداث الرئيسية، فإن ذلك يؤدي لركود في المسرحية [1]
مميزات الحوار المسرحي
- الكشف عن الشخصيات ودوافعها وصراعاتها
- الافصاح
- الانسجام مع الشخصيات
- الايجاز والاختصار
الكشف عن دوافع الشخصيات وصراعاتها:
من ابرز مميزات الحوار ان يترك فرصة للمشاهدين لمعرفة صراعات الشخصيات، وهذه الصراعات يمكن ان تكون خارجية، اي تتضمن صراع البطل مع الاعداء الذين يتربصون به، او صراعات داخلية ذاتية، وفيها يصارع البطل مثلًا نزعته في حب الخير والشهوات المحيطة، او الدوافع القوية التي تجعله يلجأ لعمل الشر
ولفهم ذلك بشكل اوضح يمكن ان نتذكر مسرحية شكسبير مكبث التي عانى فيها القائد مكبث داخليًا بين ان يكون مخلصًا لملكه دنكن، او يتبع رغبات زوجته ويتخلص منه. [3]
الافصاح:
يتميز الحوار المسرحي بالافصاح والاختصار وانتقاء اهم المفردات كي لا يشعر المشاهد بالملل اثناء مشاهدة المسرحية وسماع حوارات لا تغني ولا تقدم اي اثر للمسرحية، كما يجب ان يبتعد الحوار المسرحي عن الغموض والتعقيد.
الانسجام مع الشخصيات:
تم ذكر هذا الامر في السابق، وهو واجب على الكاتب المسرحي ان يخلق حوارًا يناسب كل شخصية على حدة، بحيث يلائم الحوار الشخصية وخصوصيتها، وطبيعة الموقف سواء كان يتطلب الهدوء ام العنف
الايجاز والاختصار:
بمعنى ان الحوار المسرحي يكون مليئ بالدلالات اللفظية، ويستطيع المشاهد ان يفهم العديد من المعاني من جملة واحدة في المسرحية، وهو يدل على براعة الكاتب المسرحي. [4]