ما العلم الذي يهتم ببيان معاني آيات القرآن الكريم
العلم الذي يهتم ببيان معاني آيات القرآن الكريم هو علم
العلم الذي يهتم ببيان آيات القرآن الكريم هو
علم التفسير .
علم التفسير هو العلم الشرعي المعروف، والمراد منه إيضاح كلام الله تبارك وتعالى، ومعرفة ما وراءه من معنى ومقصد، وعلم التفسير اصطلاحًا كما فسره العلماء أنه العلم الذي يتم البحث فيه عن كيفية النطق والتلفظ بآيات الله سبحانه وتعالى وما معنى مدلولها وأحكامها التي نص عليها القرآن الكريم، ومعرفة آيات النسخ وسبب نزولها توضيح ما أُبهم في القرآن الكريم، ولعلم التفسير قواعد وركائز، قد تم وضعها من قِبل العلماء والمفسرين الجُلال، وتلك القواعد قد تم أخذها من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله، في كتابه مقدمة في أصول التفسير، كما تم ذكر ذلك أيضًا في مقدمة كتاب التفسير للإمام ابن كثير رحمه الله، أن أصح التفسير ما كان موجود في القرآن والسنة، أي يعني تفسير معاني القرآن بالقرآن من خلال المدلولات القرآنية، ثم بعد ذلك تفسير القرآن بالسنة النبوية وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي بعد ذلك ما قيل على لسان الصحابة رضوان الله عليهم، ثم الأئمة في علماء التفسير من التابعين، ثم تابعي التابعين. [1]
أهمية علم التفسير
-
معرفة كلام الله.
-
شرف تصديق القرآن.
-
تدبر القرآن.
-
العصمة من الضلال.
-
توريث المعاني.
-
الدخول في زمرة الخير.
لعلم التفسير أهمية عظمى وأجر كبير لفضائله، فيبين علم التفسير الدلائل الإلهية وذلك من الكتاب والسنة، وقد حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه على التبين من الكتاب والاستدلال من القرآن والسنة النبوية فقال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [المائدة:15-16] فالعلم التفسير أهمية وأصول عظمى، ومنها مايلي:
معرفة كلام الله:
علم التفسير من العلوم الجليلة التي تساعد على فهم كتاب الله عز وجل ومعرفة المراد من إنزاله وأحكامه وبالتالي المساعدة على الالتزام بالقواعد المذكورة في الكتاب المقدس وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقد ذُكر في صحيح البخاري عن أبي جحيفة السوائي قال:(قلت لعلي رضي الله عنه هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة، قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافرٍ) ففهم معاني القرآن يساعد على الالتزام بالعقيدة الصحيحة وتطبيق الشرعية في كافًة أمور الحياة.
شرف تصديق القرآن:
أن أشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأعظمه هو كلام الله عز وجل فقد روي أن: ( فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)وذلن إن دل فيدل على وجوب الاشتغال بأعظم العلوم وهو التفسير، فمن تعلم علوم التفسير وعمل بها وفهم معاني ما أنزل الله عز وجل ازدادت حياته بركة وكان من الصالحين وزاد الله أهله وبيته وأولاده خير وبركة ويقين، وقد ذُكر ذلك في كتاب الله عن فضل كلام الله عز وجل فقال سبحانه وتعالى في سورة ص: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ).
تدبر القرآن:
علم التفسير من العلوم التي تساعد على فهم معاني القرآن الكريم وتدبره وإنه لشرف عظيم لمن يحمل كتاب الله عز وجل، ولشرف أعظم لمن يحمل معانيه وتدبرها، فيساعد علم التفسير على معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته الجليلة سبحانه وتعالى، ومعرفة السلوك الصحيح وأصول المواعظ والاعتقاد، دخل القرآن في كل شيء فلا تجد شئ في أمور الحياة بشكل عام لم يذكرها القرآن الكريم تكلم علم القرآن في الأحكام الشرعية كافًة، فنرى الآيات في علم المواريث وأحكام الطلاق والنفاس والحيض، وأحكام النكاح والصلاة والصوم والزكاة والحج، والموازين وفنون التعامل مع الكافر وأحكام القصاص وغيرها من الأحكام الشرعية الموجودة في حياتنا، كل تلك المفاهيم والآيات تحتاج إلى تفسير وتبسيط لكي نتمكن من معرفتها والالتزام بها وذلك ما يقدمه علم التفسير ومن بعد السنة النبوية ثم الصحابة والتابعين وأتباع التابعين من العلماء.
العصمة من الضلال:
يدل علم التفسير صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة فقال الله تعالى في سورة آل عمران: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، وقال تعالى أيضًا في سورة النساء: (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) وقد بين الله عز وجل ذلك في كتابه الكريم عن كيفية الاعتصام مما نهى الله عنه كما حث الرسول الكريم على كيفية الاعتصام بدين الله والنهي عن ما حرم الله والتمسك بالدين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله. وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون، قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس، اللهم اشهد اللهم اشهد، ثلاث مراتٍ) (رواه مسلم).
توريث المعاني:
إن من يتقن علم التفسير يصبح من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورث أعظم ما يورث وهو القرآن الكريم، لأنه بذلك يكون بلغ من العلم وأعظمه وأكبره، ويستطيع بذلك تبليغ كلام الله وسنة نبيه ونشرها عن معرفة وعلم وقد قال الرسول الكريم: (بلغوا عني ولو آية) وقال الله عز وجل في سورة إبراهيم: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وبهذا الاستشهاد دليل قاطع على أن المفسر مُبلغ ومبين ومن ورثة الأنبياء.
الدخول في زمرة الخير:
إن التفسير يعمل على إدخال صاحبه في زمرة الخير وذلك كما قيل في صحيح البخاري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعلم معانيها والعمل بهن) وهذا يدل على فضل تعلم القرآن الكريم وألفاظه والمعاني التي يحتوي عليها يستطيع أن يتبع هدى الله المُسير من خلال القرآن الكريم. [2]
علم التفسير وأنواعه
-
التفسير بالمأثور.
-
التفسير بالرأي.
التفسير بالمأثور:
المقصود منه بيان المعنى من الآيات لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وبعدها لما ورد على لسان الصحابة رضوان الله عليهم وهذا هو صحيح التفسير المعتمد، ويعتبر من أفضل أنواع التفسير لأنه يفسر القرآن بالقرآن ثم بعد كلام نبيه الكريم، ومصادره ما يلي:
القرآن :
تفسير الكلمات من الله عز وجل مباشرًة قال تعالى: (فَتَلقّى ءادمُ من رّبهِ كلمتٍ) (البقرة 37) ، وقوله تعالى: (رَبّنا ظلمنا أنفُسَنَا وإن لّم تغفر لَنَا وتَرحَمنَا لنَكُونَن من الخاسرين) (الأعراف 23).
السنة :
من ثاني علوم التفسير المأخوذ بها بعد القرآن الكريم فقال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (النحل 44) ، وقال الإمام أحمد أيضًا رحمه الله: (السنة تفسر القرآن وتبينه).
أقوال الصحابة :
يتم اللجوء إلى تفسير الصحابة والوثوق بما يقولون لمجالستهم الطويلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضور مجالس العلم.
أقوال التابعين :
أختلف العلماء في الأخذ بتفسير التابعين فمنهم من قال أن يُأخذ به كتفسير مأثور ومنهم من قال أن تفسيرهم كسائر العلماء، وللتفسير بالقول المأثور مؤلفات كثيرة ومنها ما يلي:
-
جامع البيان عن تأويل آي القرآن.
-
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
-
تفسير القرآن العظيم.
-
الدر المنثور.
التفسير بالرأي:
التفسير بالرأي عبارة عن تفسير القرآن بالاجتهاد وينقسم التفسير بالرأي إلى قسمين، وإليك هم:
-
التفسير بالرأي المحمود.
التفسير بالرأي المحمود هو التفسير المستمد من القرآن الكريم ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
-
التفسير بالرأي المذموم.
هو التفسير المعبر عن الرأي والهوى ومن يعبر عنه هم أهل البدع والاعتقادات الباطلة والتي لا تعتمد على أي سند أو دليل من القرآن أو السنة وللتفسير بالرأي مؤلفات وإليك
هي:
-
الكشف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل.
-
تيسير الكريم في تفسير كلام المنان.
-
في ظلال القرآن.
-
مفاتيح الغيب. [3]