ما ابرز مظاهر العيد
من ابرز مظاهر العيد
- الاغتسال.
- لبس الجديد من الثياب.
- التطيب بأفضل العطور.
- التكبير.
- الفطر قبل الصلاة في عيد الفطر.
- الأكل بعد الصلاة في عيد الأضحى.
- صلاة العيد.
- الزيارات.
- التهنئة.
- أكل الطيب من الطعام.
- الاحتفال واللهو المُباح.
يعد الاحتفال بالعيد تقديسًا لشعيرة من شعائر الدين الحنيف، والنفس الإنسانية مُحبة للفرح، والسرور، والأعياد، وقد منح الله المسلمين عيدين : (الفطر، والأضحى)، فعن
أنس
رضي الله عنه قال : (
قَدِم النبيّ صلّ الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال : قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما : يومَ الفطر والأضحى
)، واختُصت أيام العيد ببعض العبادات، والعادات، والآداب التي يجب مراعاتها عند الاحتفال بالعيد، وإليك أبرز مظاهر العيد :
الاغتسال
: الغسل من سنن العيد (وهو قول الجمهور في حكمه)، عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما : أنَّه (كان يَغتسل يومَ الفِطر قبلَ أنْ يَغدُوَ)، وسأل رجلٌ عليّاً رضي الله عنه عن الغسل قال : اغتسل كل يوم إن شئت، فقال : (لا، الغسل الذي هو الغسل)، قال : (يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، ويوم الفطر).
لبس الجديد من الثياب
: كان مشهورًا عن الصحابة التجمل، ولبس الجديد في الأعيال، فعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ)،وقال الشوكاني رحمه الله : (ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية التجمل للعيد : تقريره صلى الله عليه وسلم لعمر على أصل التجمل للعيد، وقصر الإنكار على من لبس مثل تلك الحلة لكونها كانت حريراً)، وقال
ابن القيم
: (وكان الرسول صلّ الله عليه وسلم يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه، وكان له حُلَّة يلبسها للعيدين والجمعة).
التطيب بأفضل العطور
: على جميع المسلمين التزين، والتعطّر، ولبس أفضل الثياب، ويستوي في ذلك الخارج للشارع، والصلاة، وملتزمي البيوت، وعلى النساء التزين، والتعطّر في البيوت فقط، وعند الخروج يتخليّن عن زينتهن حتى لا يُفتتن بهن، فعن رسول الله صلّ الله عليه قال : (
لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تَفِلات )،
(غير متطيبات)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه : (كان يتطيب يوم الفطر)،
التكبير
: التكبير من سنن العيد، ويبدأ في عيد الفطر من رؤية الهلال، قال تعالى : (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ)، وفي عيد الأضحى يبدأ التكبير من صبح يوم عرفة، إلى آخر أيام التشريق، ثبت عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه كان يخرج يوم الفطر فيكبِّر حتى يأتي المُصلَّى، وحتى يقضيَ الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير .
الفطر قبل الصلاة في عيد الفطر
: يُسن عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه كان لا يخرج إلى الصلاة يوم الفطر قبل أن يُفطر على بعض تمرات، ورد في صحيح البخاري عن
أنس
رضي الله عنه قال : (
كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمراتٍ، ويأكلهن وِتراً
)، (أي يأكل عدد مفرد من التمر).
الأكل بعد الصلاة في عيد الأضحى
: عن
بُريدة
رضي الله عنها قالت: (
كان النبي صلّ الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ويوم النحر : لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته
).
صلاة العيد
: اختلف جمهور الفقهاء على حكم صلاة العيد، قيل أنها واجبة لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وقيل أنها سنة، عن أمِّ عطيةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالتْ : (أمَرَنا تعني النبيَّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم أن نُخرِجَ في العِيدينِ : العواتقَ، وذواتِ الخدورِ، وأَمَر الحُيَّضَ أنْ يعتزِلْنَ مُصلَّى المسلمينَ)، (والخروج هنا للصلاة)، وقيل أنها سنة مؤكدة، عن طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه : أنَّ رجلًا جاءَ إلى رسولِ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم يسألُه عن الإسلامِ، فقال صلَّ اللهُ عليه وسلَّم :
(خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على عبادِه، فقال : هل عليَّ غيرُها؟ قال : لا، إلَّا أنْ تطوَّع)، وهذا القول هو قول أغلب أهل العلم، والقول الثالت أنها فرض كفاية، أي إذا أداها البعض سقطت عن المجموع.
الزيارات
: من أجمل عادات الأعياد صلة الأرحام، والتواد بين الجيران، والأصدقاء، وذلك مأخوذ من سنة النبي في تغيير طريق العودة من المسجد، لمقابلة أكثر عدد من الناس، وتهنئتهم، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلّ الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق).
التهنئة
: عن جبير بن نفير قال : (كان أصحاب النبي صلّ الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك).
أكل الطيب من الطعام
: يستحب في العيد أكل، وشرب ما طاب، ولذ، في البيت، أو خارج البيت (بشروط شرعية، مثل : أن لا يكون مكانًا مختلطًا، ولا يُباع فيه الخمور، ويتم تشغيل الأغاني فيه)، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ).
الاحتفال واللهو المُباح
: يستحب الاحتفال بالعيد، واظهار الفرح بمجيئجه، واللعب، وادخال السرور على الكبار، والصغار، والخروج للتنزه، والرحلات، والغناء للصغار، وغناء، أو سماع الأناشيد بدون موسيقى، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّ الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ : (مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّ الله عليه وسلم ؟)، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ : (دَعْهُمَا) فَلَمَّا غَفَلَ، غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلّ الله عليه وسلم وَإِمَّا قَالَ : (تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ) فَقُلْتُ : نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ، وَهُوَ يَقُولُ : (دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ) حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ : (حَسْبُكِ ؟) قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : (فَاذْهَبِي)، (الردق : هو الدرع من الجلد).[1][2][3][4]
مظاهر العيد في السعودية
تغيرت عادات الاحتفالات بالعيد على مر السنين، ولكن احتفظت مظاهر العيد في السعودية برونقها، مازال العيد يأتي بالفرحة، والخير للأسرة كبيرًا، وصغيرًا، وللمجتمع كله، فمن بعض العادات القديمة المرتبطة بالعيد في السعودية، كان الأب يُحضر الأقمشة للأم لتخيطها ملابسًا جديدةً للأطفال قبل العيد بأيام، فتخيط الأم فساتين البنات، ويخيط (الترزي) ملابس الأبناء.
تُلوّن البنات أيديهن بالحناء، ويلبسن فساتينهن التي تحتوي على جيب يسمى (الخريطة)، يضعن فيه العيديات، وهو من الموروثات القديم في نجد، ويطوف الأطفال على الجيران، والأهل لأخذ العيدية، وقبل عشرات السنوات كان العيدية هي (القريض) : وهو أحد أنواع الحمص، والحلاوة الطحينية، والعسل، وكان الأطفال ينشدون عند جمع العيدية : ( أبي عيدي، عادت عليكم في حال زينة)، فيخرج الجيران بسلاتهم المصنوعة من سعف النخيل، ويُخرجون من العيديات، والبعض كان يعطي أموالًا كعيدية.
تعودّت ربات البيوت منذ قديم الأزل أن ينظفن البيوت تنظيفًا عميقًا استقبالًا للعيد، ويعلقّن الزينة، والأنوار، داخل، وخارج المنزل، وتحضر كل أسرة ما أحضرت مما لذ وطاب من الطعام، ويخرجن للساحات بعد الصلاة لتجتمع الأسر، ويتبادلون التهنئة، والعيديات، ويأكلون معًا، وتلبس النساء الملابس الجديدة، والأساور الذهبية، ويحملن عيدياتهن ويتزاورن مع الجارات، وقبل 30 عامًأ كانت تنتشر مراجيح الأطفال في أرجاء الرياض.
اشتهرت بعض الأكلات قديمًا مثل : (الجريش والقرصان والمرقوق، والمثلوثة، وهي من أشهر الأطباق في منطقة نجد)، وكان الجميع يتبادلون الصحون مع جيرانهم، كان للعيد رائحة الحناء المميزة، ودفء تجمع العائلة، وفرحة تجمع الأصدقاء، والأقرباء، أعاده الله علينا وعليكم بالخير، واليمن، والبركات.[5]