ماهي فوائد معرفة أسباب النزول
من فوائد معرفة أسباب النزول
- معرفة وجه الحكمة من تشريع الحٌكم.
- تخصيص الحكم بصورة السبب.
- معرفة ارتباط سبب النزول بحكم الآية.
- الفهم الصحيح للآيات القرآنية.
- تعيين المبهم، ومعرفة فيمن نزلت الآية.
- دفع توهم الحصر الظاهري في الآيات.
- بيان دفاع الله تعالى عن نبيه، وعنايته به.
تحدث القرآن عن العديد من الوقائع، والأحداث، وروي عن الرسول العديد من الأحكام، والأحداث، ولكل حدث، أو واقعة، أو حكم نزل به القرآن الكريم، أو نُقل عن رسول الله صل الله عليه وسلم سبب، فأسباب النزول هي الوقائع، والقصص، والأحداث التي وقعت في عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وفوائد معرفة أسباب النزول هي :
معرفة وجه الحكمة من تشريع الحٌكم
: من صفات الله عز وجل أنه (الحكيم)، فكل ما يقوله، أو يفعله، ويقضي به هو لحكمة بالغة، وهذا خلافًا لبعض الأشاعرة الذين يقولون بنفي الحكمة عن أفعال الله تعالى، وأنه يفعل ما يريد دون شرط أن يكون وراء أفعاله، وأقواله حكمة، وتعالى الله عما يقولون، فما من شئ يفعله رب العباد إلا لحكمة، يقول تعالى في سورة القمر، الآية الخامسة : (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ)، ومن الحكم التي تصل إلى العبد من معرفة أسباب :
رفع الحرج عن العباد، والتيسير عليهم.
بيان رحمة الله تعالى بعباده.
رعاية مصالح الأمة الإسلامية.
بيان تدرج التشريعات.
تربية الله للأمة الإسلامية.
تخصيص الحكم بصورة السبب
: لا يمكن معرفة المقصود بحكمٍ ما، أو القياس عليه لاستخراج الأحكام إلا بمعرفة الأسباب، على سبيل المثال : قال تعالى في كتابه العزيز : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)، نزلت هذه الآية في الصحابي (هلال بن أمية رضي الله عنه)، في صحيح البخاري عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلّ الله عليه وسلم بشَرِيك بن سَحْمَاء، فقال النبي صلّ الله عليه وسلم : (البيِّنة أو حَدٌّ في ظهرك)، فقال : يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً، ينطلق يلتمس البينة؟! فجعل النبي صلّ الله عليه وسلم يقول : (البينة وإلا حَدٌّ في ظهرك)، فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق، فليُنزِلَنَّ الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ)، قرأ حتى بلغ : (إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
من يقولون (أن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ)، يقولون أن الحكم الشرعي في هذه المسألة (حكم الملاعنة)، خاص بهلال بن أمية، ويُطبق على غيره بالقياس، قال النبي صلّ الله عليه وسلم : (حُكْمِي على الواحد حكمي على الجماعة)، (تنبيه : هو حديث يُكثر ذكره الأصوليون، ولكنه غير صحيح)، ويقول العلامة الزرقاني في مناهله : (وبدون معرفة السبب تصير الآية معطلة خالية من الفائدة).
معرفة ارتباط سبب النزول بحكم الآية مع ورود مخصص
: قد يرد اللفظ بشكل عام، ويقوم الدليل على تخصيصه، يدخل اللفظ العام في صورة السبب في اللفظ العام قطعيًا، فلا يجوز إخراجها بالاجتهاد الظني.
الفهم الصحيح للآيات القرآنية
: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب)، ويقول الإمام أبو الحسن الواحدي كما نقل عنه الإمام السيوطي في الإتقان : (لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها)، إن معدم معرفة سبب نزول الآية، والقصة وراء نزولها يؤدي لالتباس الفهم، فتعتبر أسباب النزول من أهم الأمور التي تُعين على الفهم الصحيح للكتاب العزيز.
تعيين المبهم، ومعرفة فيمن نزلت الآية
: تعيين فيمن نزلت الآية يدفع الاشتباه، في الصحيحين عن يوسف بن ماهك قال : كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبدالرحمن بن أبي بكر شيئًا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا، فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: (وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي)، (سورة الأحقاف، الآية 17)، فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئًا من القرآن، إلا أن الله أنزل عُذري).
دفع توهم الحصر الظاهري في الآيات
: على سبيل المثال : (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، يقول العلامة عبدالعظيم الزرقاني رحمه الله : (ذهب الشافعي إلى أن الحصر في هذه الآية غير مقصود، واستعان على دفع توهمه بأنها نزلت بسبب أولئك الكفار الذين أبوا إلا أن يُحرِّموا ما أحل الله ويُحِلوا ما حرم الله عنادًا منهم، ومحادَّة لله ورسوله، فنزلت الآية بهذا الحصر الصوري مشادة لهم، ومحادَّة من الله ورسوله، لا قصدًا إلى حقيقة الحصر).
بيان دفاع الله تعالى عن نبيه، وعنايته به
: مثل آيات الإفك التي نزلت لتبرئة عائشة (أم المؤمنين)، أحب زوجات النبي إليه.
تيسير حفظ القرآن الكريم
: معرفة ما وراء الآيات، وأسباب نزولها، وفيمن نزلت، والأحداث، والوقائع يعين على حفظ آيات القرآن بصورة أسهل، وأفضل، يقول العلامة الزرقاني رحمه الله تعالى : (وذلك لأن ربط الأسباب بالمسببات، والأحكام بالحوادث، والحوادث بالأشخاص، والأزمنة، والأمكنة، كل أولئك من دواعي تقرُّر الأشياء، وانتقاشها في الذهن، وسهولة استذكارها عند استذكار مقارناتها في الفكر، وذلك هو قانون تداعي المعاني المقرر في علم النفس).[1][2]
أشهر الكتب المؤلفة في أسباب النزول
- أسباب نزول القرآن، (للإمام علي بن أحمد الواحدي).
- العُجابُ في بيان الأسباب، (للحافظ المحدث أحمد بن علي بن حجر العسقلاني).
- لباب النقول في أسباب النزول، (لجلال الدين السيوطي).
- تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول، (لخالد عبدالرحمن العك).
- الصحيح المسند من أسباب النزول، (للشيخ مقبل بن هادي الوادعي).
- الاستيعاب في بيان الأسباب، (تأليف سليم الهلالي ومحمد موسى آل نصر).
- المحرر في أسباب نزول القرآن في الكتب التسعة، (للدكتور خالد المزيني).
- صحيح أسباب النزول، (لإبراهيم محمد العلي).
- لصحيح من أسباب النزول، (للدكتور عصام بن عبدالمحسن الحميدان).
- الجامع في أسباب النزول، (جمعه ورتبه حسن عبدالمنعم شلبي).[3]
بلغ علم (أسباب النزول) مكانة كبيرة، وحظي باهتمام المؤلفين، فقد أُلِّف فيه العديد من الكتب، يقول الإمام السيوطي رحمه الله تعالى : (أفرده بالتصنيف جماعة، أقدمهم علي بن المَدِينِي شيخ البخاري، ومن أشهرها كتاب الواحدي، على ما فيه من إعواز، وقد اختصره الجعبري، فحذف أسانيده، ولم يزد عليه شيئًا، وألَّف شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابًا مات عنه مُسْوَدَّةً، فلم نقف عليه كاملاً، وقد ألفْتُ فيه كتابًا موجزًا محرَّرًا لم يؤلَّف مثله في هذا النوع سميته: (لباب النقول في أسباب النزول).[1]
مختصر أسباب النزول PDF
يعتبر كتاب أسباب النزول المسمى لباب النقول في أسباب النزول من أهم مؤلفات جمال الدين السيوطي في باب أسباب النزول، ويتميز عن كتاب الواحدي رحمه الله بعدة مميزات : (الاختصارات، والزيادات، وتخريج الأحاديث، والجمع بين الروايات، وتمييز الصحيح، عن المقبول، والمردود)، ومؤلف الكتاب هو : واحد من كبار علماء المسلمين، عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين خن الخضيري الأسيوطي المشهور باسم جلال الدين السيوطي.
لتحميل الكتاب
من هنا
.[4]