كيف عاقب الله قوم صالح
عذاب قوم صالح
عذاب قوم صالح (قوم ثمود) هو
الرجفة
،
والصيحة
،
والصاعقة
،
والطاغية
،
والجثوم في الدار
. وقد ذكر قوم صالح وعذاب قوم صالح في القرآن الكريم في أكثر من سورة. ومن الملاحظ أن ذكر عذاب قوم صالح في القرآن الكريم كان تارة بالرجفة، وتارة بالصيحة، وتارة بالصاعقة، وتارة بالطاغية. كل هذه الكلمات والتعبيرات التي ذكرت في عذاب قوم صالح متقاربة ومتماثلة من حيث المعنى وهي دليل على شدة العذاب الذي تعرض له قوم نبي الله صالح عليه السلام.
بعد أن قتل قوم صالح الناقة قال لهم نبي الله صالح تمتعوا في داركم ثلاثة أيام وقال قوم صالح يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين فقد طلب قوم صالح نزول العذاب فأخذهم الله سبحانه وتعالى أخذ عزيز مقتدر. ولم ينج من العذاب سوى نبي الله صالح ومن آمن معه من العذاب الشديد في الدنيا ومن العذاب والخزي في الآخرة وذلك وعد الله سبحانه وتعالى. قال تعالى في سورة هود (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ) وهذا وعد الله سبحانه وتعالى بالنجاة للمؤمنين والعذاب للكافرين.[1]
آيات عذاب قوام صالح في القرآن الكريم
ذكر قوم صالح في القران الكريم في أكثر من آية. ومن بعض الآيات القرآنية التي ذكرت قوم صالح وعذاب قوم صالح:
الرجفة: (فَعَقَرُوا النّاقَةَ وَعَتَوا عَن أَمرِ رَبِّهِم وَقالوا يا صالِحُ ائتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ المُرسَلينَ*فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ*فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلـكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحينَ). [سورة الأعراف، آية: 77-79]
الصيحة: (فَعَقَروها فَقالَ تَمَتَّعوا في دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذوبٍ*فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ*وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ*كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ). [سورة هود، آية: 65-68]
العذاب العظيم: (وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ*فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ*فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ). [سورة الشعراء، آية: 156-158]
العذاب الشديد: (كَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ*قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّـهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ*وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ*فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). [سورة النمل، آية: 48-52]
الصاعقة: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ). [سورة فصلت، آية: 13]
صاعقة العذاب الهون: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ). [سورة فصلت، 17]
الطاغية: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ*فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ). [سورة الحاقة، آية: 4-5]
العذاب: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا*إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا*فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا*فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا*وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا). [سورة الشمس، آية: 11-15]
[2]
سبب عذاب قوم صالح
سبب عذاب قوم صالح هو
تكذيب قوم صالح بنبيهم صالح حتى بعد أن أتاهم بمعجزة
. كان قوم صالح قوم مشركون يعبدون الأصنام. فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم نبي الله صالح من أجل دعوتهم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام فآمن من آمن وكفر من كفر. وكان تعامل القوم الكفار من قوم صالح تعامل كبر وغرور واستعلاء لأن قوم صالح كانوا منعمين من مظاهر الحضارة من العمران والبنيان. ومع ذلك، كان تعامل القوم الكفار من قوم صالح دليل على جحود نعم الله سبحانه وتعالى وإنكار وجود الله سبحانه وتعالى واتهام نبي الله صالح بالسحر.
ومع ذلك، كان تعامل نبي الله صالح مع القوم الكفار تعامل مختلف بين الترغيب والترهيب من تذكير القوم بنعم الله سبحانه وتعالى عليهم إلى تذكير القوم بمصير الإنكار والإعراض عن الله سبحانه وتعالى مثل مصير قوم هود (قوم عاد). وقد ذكر أن قوم صالح سألوا نبي الله صالح عن دليل صدق نبوته ورسالته. فدعا نبي الله صالح ربه فأخرج لهم الناقة آية ودليل صدق نبوته ورسالته. كانت هذه الناقة آية واضحة على صدق نبوته ورسالته وامتحان لهم فآمن من آمن وكفر من كفر. ولكن تعامل القوم الكفار من قوم صالح هذه المرة كان مختلف. تآمر القوم الكفار من قوم صالح للتخلص من نبي الله صالح. حيث تآمر القوم الكفار من قوم صالح على قتل الناقة أولًا ومن ثم التخلص من نبي الله صالح. وقد تآمروا على قتل الناقة لأن نبي الله صالح أمرهم أن يتركوا الناقة وشأنها ولا يمسوها بسوء. ولذلك قتلوا الناقة فعذبهم الله سبحانه وتعالى شر عذاب ونجى نبيه صالح ومن آمن معه.[3]
الدروس المستفادة من قصة عذاب قوم صالح
- أخذ العبرة من حادثة عذاب قوم صالح.
- تذكر كل من مصير المؤمنين ومصير الكافرين.
- التمسك بطريق الخير ولو قل السالكين.
- الابتعاد عن طريق الشر ولو كثر الهالكين.
- الصبر على أذى الكافرين.
هناك الكثير من الفوائد والعبر المأخوذة من قصص الأنبياء. قال الله تعالى في سورة يوسف: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ). كما قال الله تعالى في سورة هود: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) وواحدة من قصص الأنبياء هي قصة النبي صالح عليه السلام.
وقد ذكرت قصة النبي صالح عليه السلام في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم من أجل أخذ العبرة. وقد ذكرت قصة النبي صالح عليه السلام طرفين الطرف الأول هو النبي صالح عليه السلام ومن آمن من قوم صالح والطرف الثاني هو من كفر من قوم صالح. والإنسان مخير بعد ذلك إذا اختار طريق الخير استحق الجزاء من الله سبحانه وتعالى وإذا اختار طريق الشر استحق العقاب من الله سبحانه وتعالى.
كما أن ذكر قصص الأنبياء مثل قصة النبي صالح عليه السلام ولا سيما قصة عذاب قوم صالح عليه السلام تذكر بمصير الجبارين والمتكبرين والظالمين في هذه الحياة الدنيا. وأن كل شخص يفعل مثلما فعل أولئك الجبارين والمتكبرين والظالمين سوف يكون مصيره مثل مصير هؤلاء الأشخاص. يجب أن تكون قصة عذاب قوم صالح قصة لأخذ العبرة والتمسك بطريق الخير والهدى حتى لو قل السالكين والابتعاد عن طريق الشر والضلال حتى لو كثر الهالكين.[4] [5]