ما هو الشرك الخفي


هو الشرك في النية والإرادة والقصد


  • شرك النية.

  • شرك القصد.

  • شرك الإرادة.



الشرك الخفي




هو الشرك في النية والإرادة والقصد

، وهو نوعان، النوع الأصغر وهو الرياء وذلك يكون محله القلب، وشرك النفاق وهو من يكونوا على غير الإسلام ولكن يخفون كفرهم، ويكذبون على الله ورسوله، وهذا يُصنف من ضمن الشرك الخفي الأكبر لأن الشخص يكون في ظاهره مسلم وموحد بالله ومؤمن بما أنزل الله من كتاب ونبيين ومؤمن بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن في باطنه الكفر والعياذ بالله ولا يُكن في قلبه إلا العقائد الخبيثة وهؤلاء ما قال عنهم الله عز وجل في كتابه الكريم: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا) [البقرة:10]، فأمرنا الله سبحانه وتعالى بالأخلاص في العمل فقال (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) [الكهف: 110]. وقال أيضًا سبحانه وتعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) [البينة: 5]. وهذا الإخلاص من شروط التوحيد وكلمة لا إله إلا الله، ولذلك وجب التوضيح عن الشرك الخفي وما يخصه.


شرك النية


: قال القرافي رحمه الله في شرح النية أنها ما يقصده الإنسان بقلبه ويريد فعله، وقد عرف النووي النية على أنها إقبال القلب على العمل، أما القرافي فقد قال أن النية والقصد متقاربان جدًا في التعريف ولهذا تم تعريف النية بالقصد إلا أن كان هناك بعض الاختلافات البسيط والتي عرفها ابن القيم رحمه الله فقال: (فالنية هي القصد بعينه ولكن بينها وبين القصد فرقان وهما أن القصد معلق بفعل الفاعل نفسه وبفعل غيره . والنية لا تتعلق إلا بفعله نفسه ، فلا يتصور أن ينوي الرجل فعل غيره ، ويُتصور أن يقصده ويريده)، أما بعضالعلماء فقد أطلقوا تعريف النية على أساس أنها كيفية التمييز بين العبادات المختلفة التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، كالصلاة وتمييزها عن بعضها من صلاة الفجر عن الظهر عن العصر وما إلى ذلك، أو التمييز في العادات مثل الفرق بين غُسل الجنابة وغُسل التنظيف، وغسل التبرد، وهناك تفسير آخر للشرك في النية والإرادة والقصد تم ذكره في القرآن الكريم في أكثر من موضع وهو التمييز بالعمل والمقصود هنا هو عبادة الله وحدة لا شريك له وأن يكون الإنسان مؤمن بهذا نيًة وقصدًا وإرادة منه تسليمًا لأمر الله عز وجل في الانفراد بعبادته وحده لا شريك له سبحانه، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في كلامه مرة بلفظ النية ومرة بلفظ الإرادة.


شرك القصد:


يُقصد بالقصد هنا في اصطلاح الفقهاء هو العزم على فعل الشئ، وإن ضربنا مثال على ذلك خاص بالشرك لفإن وجدنا أن شخص يحمل مصحف ثم عزم على رميه من يديه بقصد، هنا يُقال عنه شرك لأنه ألقى كتاب الله عمدًا، والتعريف الآخر أن القصد لا يكون إلا بفعل مقدر يقصده الفاعل ويعزم عليه وكان الفرق بينها وبين النية أن النية تبيت ومن الممكن أن يعجز الإنسان عن فعلها، ولهذا لسبب حدثنا أبي كبشة الأنماري عن أحمد والترمذي وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ : عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا، فَهُوَ يَتَّقِي فِي مَالِه رَبَّهُ ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا ، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ عند الله ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا ، فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فيه بِعَمَلِ فُلَانٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، وَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ . وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا ، فذلك شَرُّ مَنْزِلَةٍ عِنْدَ الله . ثم قال : وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ : لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ ، وَهُما فِي الوِزْرِ سَوَاءٌ )


شرك الإرادة:


أما الإرادة فهي ما تجتمع عليه كلًا من النية والقصد وهو الإرادة في فعل الشئ سواء كان التوحيد والإيمان بالله عز وجل أو الشرك والكفر به والعياذ بالله، ولهذا نجد أن التضاد لشرك النية والإرادة والقصد معًا هو الإخلاص، وهو كما نعرف درجات فقال ابن رجب رحمه الله في درجات الإخلاص: ( واعلم أنَّ العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياءً محضاً بحيث لا يُراد سوى مراءاة المخلوقين لغرضٍ دنيوي، كحال المنافقين في صلاتهم)، وذكر الله تعالى في كتابه الكريم في تضاد الإخلاص وهو الرياء وهو أصل الشرك الخفي وأصل شرك النية والقصد والإرادة فقال: ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء:142]. [1] [2]


من أمثلة الشرك الخفي


  • الرياء.

  • الحلف بغير الله.

  • التمائم.


الشرك الخفي نوعان شرك أكبر وشرك أصغر وقد قال شيخ الإسلام بن تيمية: (الشرك نوعان، أكبر وأصغر، فمن خلَص منهما وجبت له الجنة، ومن مات على الأكبر وجبت له النار، ومن خلَص من الأكبر وحصل له بعضُ الأصغر مع حسناتٍ راجحة على ذنوبه دخل الجنة، فإن تلك الحسنات توحيدٌ كثيرٌ مع يسيرٍ من الشرك الأصغر، ومن خلَص من الأكبر، ولكن كثر الأصغر حتى رجحت به سيئاته دخل النار فالشرك يؤاخَذ به العبد إذا كان أكبر، أو كان كثيرًا أصغر، والأصغر القليل في جانب الإخلاص الكثير لا يؤخذ به)، إذًا تبين لنا أن الشرك الخفي ما هو إلا نوع من أنواع الشرك الأصغر، والذي سوف نوضح بعض الأمثلة عليه فيما يلي:


الرياء:


الرياء من الشرك الخفي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرياء: (


إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء) والرياء هو فعل الشئ لغير وجه الله سبحانه وتعالى كالذي يُصلي حتى يراه الناس مؤمن ويُذكي حتى يمدحه الناس ويقرأ القرآن حتى يثني الناس على ترتيله.


الحلف بغير الله:


كثير من الناس من يحلف بغير الله كالذي يحلف بالمصحف والنبي وحياة الأولاد وغيرهما من الأيمانات الباطلة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


(من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك)


رواه


الترمذي وأبو داود.


التمائم:


التمائم من الأشياء التي يتعلق بها الناس لجلب النفع ويظنون أنها تُجلب الحظ وتُذهب الضرر وذلك من الشرك الأصغر لأنه لا يجب التعلق بغير الله سبحانه وتعالى وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من علق تميمة فقد أشرك) رواه أحمد. [3] [4]


كيف نحمي أنفسنا من الوقوع في الشرك


إن من أعظم الذنوب هو الشرك بالله سواء كان شرك أصغر أو شرك أكبر، فالإيمان بالله وحده والبعد عن المنهيات والتقرب إلى الله هذا ما يُعظم حب الله في أنفسنا ويبعدنا كل البعد عن الشرك والعياذ بالله، ولهذا السبب سوف نتحدث عن كيفية الحماية من الوقوع في الشرك:


  • الدعاء والأكثار منه من أن يثبتنا الله على دينه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من قول يا مُثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، فالدعاء مفتاح الحلول لأي شئ مهما يكن.

  • أن يكون المؤمن دائمًا مستشعر قبح الشرك وعواقبه في الدنيا والآخرة.

  • التأمل في صنع الله عز وجل ومخلوقاته فمن تأمل في مخلوقات الله لا يمكن أن يشرك به لأنه يكون على دراية بأن من خلق كل هذا ما هو إلا إله واحد لا شريك له سبحانه.

  • التقرب إلى الله بالصلاة والذكر والعبادات المأمور بها.

  • ألا يدع نفسه للشبهات ويحصن نفسه دائمًا بذكر الله. [4]