صيغة دعاء الاشتراط الصحيحة
دعاء اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني
لقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت “دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ضباعة بنت الزبير فقال لها (لعلك أردت الحج؟، قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال: حجي واشترطي، وقولي: اللهم مَحِلِّي حيث حبستني)[1].
مضمون العبارة التي سنقوم بشرحها بشئ من التوضيح لسؤال يدور في أذهان الجميع مننا وبشكل توضيحي، يمكننا أن نقول المؤمن الذي يريد أن يعتمر أو يؤدي فريضة الحج وكان خائف من أمر ما وخشي أن يعوقه ويمنعه مانع.
ربما يكون عدوى أو إصابته بمرض أو خوفا من الأسباب التي تندرج أسفل المعوقات والأعذار التي تمنع إكمال وإتمام المناسك على أكمل وجه، في حالة بدئه في الإحرام فله تبعاً للحديث أن يشترط على ما أتي به، في حالة إصابة مانع أو حال بينه وبين وصوله إلى البيت الحرام شئ أو بينه وبين الوقوف على جبل عرفات شئ.
فقد يكون حكمه إن إحرامه تم تحلله ولا يوجد أي شيء عليه، وإذا كان بالإمكان الطواف واُتيحت الفرصة، وحصر عن وقوفه بجبل عرفة وهو يريد أن يحج فيمكن أن يقوم بتغيير نيته من أداء الحج إلى الاعتمار ويبدأ في الطواف ويسعى.
كما يجب أن يقصر شعره أو يحلق وليس عليه هدي وذلك في كلتا الحالتين سواء كان اشترط أو لم يشترط، ويجوز ذلك أيضا لغير المحضر ولكن الأولى أن يكون الحصر أولى وذلك وفق المذهب الحنبلي.
أما بالنسبة للأفراد الذين لم يشترطوا عند الإحرام ثم أحصروا فلا يجوز لهم التحلل من إحرامهم بالحج والعمرة إلا في حالة واحدة وهي بعد ان يقوم بذبح هدي في الحرم أي شاه، وذلك إذا كان هذا من امكانياته وهذا أمر من الله في سورة البقرة (فإن احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله).
أما إذا لم يستطع فعل ذلك بالحرم فيجب أن يذبح الهدي في الموضع الذي قام بالإحصار فيه، كما فعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديبية، وهي ليست من الحرم باتفاق.
أما بالنسبة لمن تحلل من إحرام الحج أو أداء العمرة سواء بهدي أو من غير هدي فلا يلزم ان يقضي مناسك الحج أو الاعتمار إلا أن تكون فريضة الإسلام فتلزمه وتملي عليه بالوجوب الذي يسبق ذلك.
قال رسول الله (قوموا فانحروا ثم احلقوا)، وقال الله تعالى في سورة البقرة (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقو رءوسكم حتي يبلغ الهدي محله).
معنى الاشتراط في الحج والعمرة
الشيخ ابن باز رحمه الله أوضح أيضا الفائدة العائدة من هذا الشرط أن المحرم في حالة تعرضه للعائد الذي يمنع أداء المناسك لأي سبب من الأسباب فيجوز له التحلل وليس هناك عليه شيء [2] .
كما أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال موضحاً عن معنى الاشتراط أن الإنسان في حالة طرأ له ظرف ما منعه من مناسك التحلل أي تحلل بدون أي شيء في هذه الحالة ليس عليه أي شئ.
دعاء الاشتراط للعمره
إن هناك شروط يستلزم حدوثها للدعاء و من أهم شروط الدعاء هو الإخلاص الكامل في الدعاء لله جل جلاله، وهذا في معناه ان يكون الانسان يعلم من داخله بعظمة الله وقدرته على كل شئ واستشعاره بفقره إلى الواحد القهار وعلى علم بغني ربه عنه [3].
يجب أن يغرس بداخله أن الله وحده الذي بيده تحقيق كل ما يريد ويتمنى ويكون مستشعراً قرب الله العظيم منه عند البدء في الدعاء بأي وقت من الأوقات حيث قال الله تعالى عن الدعاء ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾.
من الأمور التي يجب معرفتها في هذا الأمر أن ليس هناك إجابة واضحة مؤكدة واجبة خاصة بالاشتراط في الحج أو العمرة، حيث ان العلماء قد اختلفوا في مدى مشروعيته ورى القول على ثلاثة أمور وهم كالتالي:
- استحبابه بشكل مطلق لجميع من يريدون إداء فريدة الحج أو مناسك العمرة.
- عدم مشروعيته بشكل مطلق.
- الأمر الأوسط الذي صدر عن شيخ الإسلام فقال جوازه في حق من كان يخشى ألا يتم الامر بسبب الأمراض أو أعذار مثلها وهذا الامر تم الاتفاق عليه أيضاً من العلماء العثيمين
بالنسبة للصيغة التي تشرع لكل مُريد أن يشترط فهي تأتي في معناها أن يلبي بالحج في حالة كونه مفردا، أو يكون متمتعا بالعمرة إلى الحج إن كان متمتعا، إلا إذا كان قارنا فيكون بالحج والعمرة، ثم يقول ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
لا تُعتمد هذه الصيغة حيث أن كل ما يجيئ من الكلمات بلفظ يدل على المقصود أجزأ، فقال ابن قدامة أن غير هذا اللفظ وله نفس المعنى ويؤدي الغرض فهو يقوم بمقام الكلمة.
حيث أن المقصود هو المعنى الذي منكن يصل بالكثير من الكلمات والعبارة إنما تعتبر إداه فقط لتوضيح المعنى، (قال إبراهيم: خرجنا مع علقمة وهو يريد العمرة، فقال: اللهم إني أريد العمرة إن تيسرت وإلا فلا حرج علي).
كان يقول لله تعالى قد علمت ما في نيتي وما الذي ابغاه، فإن كان هذا الامر سيتم فهو شئ محبب إلي وإذا لم يتم فلا حرج على، وقالت عائشة لعروة قل: اللهم إني أريد الحج وإياه نويت فإن تيسر وإلا فعمرة.
طريقة الدعاء الصحيحة
هناك مجموعة من آداب الدعاء الذي يجب أن يراعيها الداعي في وقت طلبه من الله وهي [4]:
أن يرفع يديه عند الدعاء حيث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( إن الله حي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً)، كما أن النبي قال (الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب).
كما أن أحد الأمور التي تندرج أيضا أسفل آداب الدعاء هو الإلحاح في الدعاء حيث أن الفرد يجب أن يكرر ويلح في طلب دعائه، ولا يمل ولا يكل حتى وإن تم تخلف الاجابة في المرة الأولى أو الثانية أو حدوث الدعوة بشكل فوري فإن لله حكمة في تأجيل الاستجابة، كما أن الله يمنع تحقيق إجابة دعاء الإنسان حتى يزداد في الدعاء والافتقار إلى الله، وربما يكون تأجيل الاستجابة امتحان للعبد ويرى هل سيستمر في طلب الدعاء ويريد الاستجابة من الله أم سيشعر بالحسرة ويمتنع ويكف عن السؤال من الله، لذلك يجب على المسلم أن يلح على ربه في طلب شئ ما فالله جل جلاله يحب الملحين في الدعاء والمتزللون له.
عليك أن تعلم أمر ما وهو لا يحل لأي فرد أن يدعو بالشر أو بإثم أو لحدوث ضرر لأحد، وذلك يرجع إلى أنه نوع من الاعتداء في الدعاء وهذا حرام ولا يجوز، في حالة دعاء شخص على شخص بأي أمر أو دعوة لا يستحقها هذا الشخص فبالتالي هذا يكون اعتداء في دعائه ولا يحل، فعليك أن تُلم بآداب الدعاء لكي لا تقع في خطأ عند الدعاء.