بماذا يتميز القصص القراني
مميزات القصص القرآني
الناظر والمتمعن في القرآن الكريم يجد انه اولى اهتمامًا كبيرًا بالناحية القصصية، والتي تفكر الشخص وقام بحساب القصص لوجد عددًا كبيرًا من الايات التي تضمنت على قصص الانبياء، وقصص المؤمنين الصالحين وقصص الكافرين الذين هلكوا بسبب طغيانهم وظلمهم
وتمتاز القصص القرانية عن غيرها من القصص بمزايا عديدة منها:
- القصص القرانية تأخذ من كل قصة اشرف مواضعها، لذلك لم تأتي متتالية، بل موزعه على كل مقام يناسبها
- تم نسج القصص القرانية على اسلوب الايجاز ليكون اشبه بالتذكر من شبهه بالقصص
- وردت القصص القرانية باسلوب بديع للاتعاظ مع الحفاظ على الغرض الاساسي من القصة، والقصص لم تركز على الاشخاص بقدر ما ركزت على الحوادث
- التركيز على بيان عقيدة التوحيد وبرهانها باسلوب قصصي معجز
- اشتملت القصص القرانية على المعجزات والخوارق
- قصص واقعية حدثت ودارت وليست من وحي الخيال
- تتسم القصص بالعفة والبعد عن اثارة الغرائز وهي تثير الخشوع في نفس القارئ [2]
خصائص القصة القرآنية
من الخصائص في القصة القرانية انها:
- المزج بين القصص: جمعت بين قصص المؤمنين الصالحين وقصص الهالكين، وبينت نتيجة الصالحين وهلاك الاخرين
- التكرار: تتكرر القصة الواحدة مرات عدة، لكن هذا التكرار يكون مقرون مع تلوين في العبارات وتجديد الاسلوب فيزيد القصة جمالًا ويزيد من ابعادها وتفاصيلها المشوقة كي تثبت بذهن القارئ
- لا تذكر القصة جميعها في موطن واحد، بل تقسم على عدة سور
- القصص القرانية حقيقة واقعية، تعتمد على احداث سابقة ملموسة
مزج القصص:
جمعت القصص في القران الكريم بين الصالحين وبين الطالحين، مثل قصص الانبياء التي بينت العنت والمشقة التي دفعها الانبياء في سبيل نصر الدعوة والرفض من القوم الكافرين، حتى اتى نصر الله، فانزل على الذين كفروا عقابًا لا يرد
التكرار:
نجد ان كل قصة في القران تتكرر عدة مرات في سور مختلفة، وهذا الامر يتم في كل مرة باسلوب مختلف وتغير في طريقة العرض، كي تثبت القصة في ذهن القارئين، وتوقظ الغافلين، وقد اراد الله عز وجل بهذا التلوين والتجديد ان يصل الى جميع الناس وترسخ القصة في اذهانهم ويأخذوا العبرة منها.
ذكر القصة في مواضع مختلفة:
لا يذكر الله القصة جميعها في موضع واحد، بل يوزعها على السور لحكمة بالغة، فهو يريد ان يكون القران كتلة واحدة، لا ينفصل بعضه عن بعضه الاخر، كي لا يأخذ الانسان جزءًا منه فقط فيركن اليه ويهمل الجزء الباقي
القصص القرانية حقيقة
: القصص القرانية حقيقة ملموسة خالية من الخيال والتأليف ومن اصدق من الله حديثًا. [1]
فوائد القصص في القرآن الكريم
فوائد القصص الدنيوية هي:
- تزيد خبرة الشخص ويرى اخبار الناس في الماضي وكأنه عاصرهم، فتزيد بذلك معرفته ويحسن تدبيره
فوائد القصص الاخروية هي:
- اخذ الحكمة مما حدث في القصص في القران الكريم، وكيف اهلك الله الظالمين ونجى الصالحين
- التخلق بالصبر والتحلي بمكارم الاخلاق عند المصائب والاهوال التي تقع بالانسان
- نقل السامع الى واقع اخر، يتخيله ويعيش تفاصيله بسبب هذه القصص، فيترتب على ذلك، تحريك النفس وتحفيزها الى العودة للطاعات واجتناب السيئات
زيادة خبرة الشخص:
يرى الانسان الذي يتبدر بقصص القران الكريم كيف انتهى الحال بالملوك الذين عاثوا في الارض فسادًا، كيف ذهبت اموالهم وفسدت احوالهم في النهاية، فيتعلم بذلك ويأخذ عبرة بأن الصراط المستقيم هو المنجي، وهذا الامر يزيد من عقلانيته، وتصبح هذه القصص قدوة يقتدي بها في مسير حياته.
الحكمة
: يجد العاقل اللبيب الذي يتدبر قصص القران الكريم كيف تقلبت الدنيا باهلها، وكيف سلبت النفوس والذخائر فلم يبقى احدًا من ملوك الماضي، ولم يسلم من الدنيا لا الغني ولا الفقير، فيكون هذا الامر دافع كي يزهد الانسان في الدنيا ويتزود للاخرة، ويعمل من اجل دار البقاء الخالية من هذه النقائص والمنغصات جميعها.
التحلي بالصبر:
العاقل الذي يجد ان مصائب الدنيا لم يسلم منها نبي ولا ولي ولا ملك ولا احد من البشر يتعظ ويعلم ان ما يصيبه هو قدر محتوم ويجب عليه الصبر على المصائب [2]
أهمية القصص القرآني
للقصص القرانية اهمية بالغة، فالعبر المأخوذة منها لا تعد ولا تحصى، وهي ليست فقط سرد لما مضى من اخبار الامم، بل من ورائها حكمة بالغة واهداف هامة وجليلة، قال تعالى: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {يوسف:111}
ولهذه القصص اهمية بالغة في:
توضيح مقاصد الدعوة الى الله، وبيان اصول وتعاليم الشريعة، فقد قال سبحانه وتعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} (الأنبياء:25).
وللقصص اهمية شديدة في تثبيت قلب النبي وقلوب الامة والثقة التامة بنصرة الحق، بالاضافة الى تصديق قصص الانبياء السابقين وتصديق النبي محمد عليه الصلاة والسلام بما اخبر به قومه من احوال الامم السابقة
كما لها اهمية في الاعتبار من قصص الامم السابقة، قال تعالى {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب}، وبيان حكمة الله مما تضمنته القصص من احكام دينية ودنوية، قال تعالى {ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر، حكمة بالغة فما تغن النذر} (القمر:4-5). [3]
الحكمة من ذكر القصص في القرآن الكريم
لا شك بأن كل اية في كتاب الله عز وجل يوجد من ورائها حكمة من اجل اصلاح حال البشر عقيدةً وسلوكًا، ولقصص القران الكريم حكمة بالغة واغراض حكيمة وفوائد متعددة، والحكمة من ذكر القصص في القران الكريم
- منهاج للدعاة
- تقرير عقيدة التوحيد
- تصديق الانبياء السابقين
- اثبات بشرية الرسل
- تثبيت قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام والامة المسلمة
- معرفة اخبار الانبياء
- وعظ المشركين
- تجديد همة السعي لدى المؤمنين
منهج للدعاة
: الداعي يتعلم ويستمد دعوته من دعوة رسل الله الوارد ذكرهم في القصص، لأن القصص من ابرز الاساليب التي شرحت الاسلام وبينت رسالته ومزجت ورسخت تعاليمه في القلوب
تقرير عقيدة التوحيد:
التدبر في القصص القرانية يرشدنا الى ان عقيدة التوحيد هي العقيدة التي دعا اليها الانبياء والرسل صلوات الله عليهم اجمعين
معرفة اخبار الانبياء السابقين
: من الحكمة في ذكر القصص القرانية هي معرفة قصص الانبياء من اجل تكليل واستكمال شريعة الدين الاسلامي
اثبات بشرية الرسل:
بالرغم من اصطفاء هؤلاء الانبياء، الا ان القصص تثبت انهم بشرًا بخلاف ما ينسب اليهم، وليسوا ملائكة، وهذا تثبيت للنبي محمد عليه الصلاة والسلام على من كذبه من قوم قريش الذين حاولوا نفي نبوته لانه بشر يمشي في الاسواق ويأكل الطعام، وهذا تأكيد على رسالة خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام
تثبيت قلب النبي والامة الاسلامية:
من مقاصد القصص القرانية هي تقوية المسلمين وتأكيد نصر الله وخذلان الباطل في النهاية وهلاك اهل الباطل [2]