اسماء سورة الفاتحة وفضائلها واهم مقاصدها
اسماء سورة الفاتحة
-
فاتحة الكِتاب.
-
أُمُّ الكِتاب.
-
الرقية.
-
الحمد.
-
أمُّ القرآن.
-
السَّبْع المَثاني.
-
القُرآن العظيم.
تأتي سورة الفاتحة كأول سورة في القرآن الكريم من حيث الترتيب وليس التنزيل، ولقد ثبت لسورة الفاتحة سبعة أسماء منها الفاتحة، ولقد وردت جميع هذه الأسماء السابعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في أدلة ومواضع مختلفة كما يأتي:
فاتحة الكتاب :
جاء اسم فاتحة الكتاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عُبادةَ بن الصَّامتِ رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله: (لا صلاةَ لِمَن لم يقرأْ بفاتحةِ الكِتاب).
أم الكتاب :
ورد هذا الاسم عن السيدة عائشة رضي الله عنه في أحد المواقف التي كانت ترويها عن النبي، فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُخَفِّفُ الرَّكعتَينِ اللَّتَينِ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ، حتى إني لأقولُ: هل قرَأ بأمِّ الكتابِ).
الرُّقْية :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (كنا في مسيرٍ لنا، فنزلنا، فجاءت جارية، فقالت: إن سيد الحي سَلِيمٌ، وإن نفرنا غُيَّب، فهل منكم راقٍ؟ فقام معها رجل ما كنا نأبنه برُقية، فرَقَاه، فبَرَأ، فأمر لنا بثلاثين شاةً، وسقانا لبنًا، فلما رجع، قلنا له: أكنت تُحسِن رقية، أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأمِّ الكتاب، فقلنا: لا تُحْدِثوا شيئًا، حتى نأتي، أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا المدينة، ذكرنا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: {وما يُدريه أنها رقية؟ اقسِموا، واضربوا لي بسهم).
الحمد :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد» {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة: 2]، «قال الله: حَمِدَني عبدي…»
أم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم :
وردت هذه الأسماء الثلاثة نقلًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (أمُّ القُرآنِ هي السَّبْع المثاني، والقرآنُ العَظيم) كما جاء في موضعٍ آخر عن أبي سَعيدِ بن المعلَّى رضي الله عنه قال: (مرَّ بي النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأنا أُصلِّي، فدَعاني فلم آتِهِ حتى صلَّيتُ، ثم أتَيتُ فقال: ما منَعك أن تأتيَ؟ فقلتُ: كنتُ أُصلِّي، فقال: ألم يقُلِ اللهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ؟! ثم قال: ألَا أُعَلِّمُك أعظمَ سورةٍ في القرآنِ قبلَ أن أخرُجَ منَ المسجدِ؟ فذهَب النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليخرُجَ منَ المسجدِ فذَكَّرتُه، فقال: الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ هي السَّبعُ المَثاني، والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه).
ولقد وردت الكثير من الأسماء الأخرى التي أخرجها المفسرون من آيات القرآن ومن الأحاديث النبوية ولكن لا يوجد لها أدلة واضحة ومنها ما ورد عن السلف، ومنها ما يأتي: ( الحمد، وفاتحة الكتاب، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والواقية، والكافية، والشفاء، والشافية، والرقية، والواجبة، والكنز، والدعاء، والأساس، والنور، وسورة الصلاة، وسورة تعليم المسألة، وسورة المناجاة، وسورة التفويض). [1] [2]
سبب تعدد أسماء سورة الفاتحة
تعددت الأسباب التي جاءت خلف كثرة أسماء سورة الفاتحة، لكن يمكن القول أن هذا التعدد جاء لشموليتها ولما احتوت عليه من معانيٍ كثيرة، ومن أقوال العلماء حول سبب تعدد أسماء سورة الفاتحة ما يلي:
-
قال البخاري :
“سميت أم الكتاب؛ لأنها يُبدأ بكتابتها في المصحف، وبقراءتها في الصلاة”.
-
قال أبو السعود :
“سميت أم الكتاب لكونها أصلاً لكل الكائنات، وسميت سورة الحمد؛ لأنه سبحانه افتتحها بحمده، فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) و(حمدُه) جل وعلا هو الذي تدور عليه السورة.”
-
قال ابن تيمية :
“سميت الواجبة؛ لأنها تجب في الصلوات، لا صلاة إلا بها، وسميت الكافية؛ لأنها تكفي من غيرها، ولا يكفي غيرها عنها”.
-
قال البقاعي :
“سميت أمَّ القرآن؛ لأن القرآن جميعه مفصل من مجملها.”
قال بعض العلماء أيضًا أنها سميت بـ (المثاني)؛ لأنها تثنى في كل ركعة، وقيل: سميت بذلك؛ لأنها استثنيت لهذه الأمة، فلم تنزل على أحد قبلها؛ ذخراً لها، وقيل سميت أمَّ القرآن؛ لكونها أصلاً ومنشأً له، إما لمبدئيتها له، وإما لاشتمالها على ما فيه من الثناء على الله عز وجل، والتعبد بأمره ونهيه، وبيان وعده ووعيده، وقال المفسرون: سميت سورة الشكر، والدعاء، وتعليم المسألة؛ لاشتمالها عليها، وسميت الشافية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء»، وسميت سورة (الصلاة) لقول الله تعالى في الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي» رواه مسلم.
فضل سورة الفاتحة
يتمثل
فضل سورة الفاتحة
في الكثير من الأمور التي يصعب إحصائها، ومن أبرز هذه الأمور التي تتمثل بها فضل سورة الفاتحة ما يأتي:
-
أنها أفضل سورة في القرآن وذلك لم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: فَقَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا).
-
أن سورة الفاتحة هي السبع المثاني وقد قال فيها الله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ).
-
تجمع سورة الفاتحة بين الكثير من الأمور التي هي دعاء شامل في نفسها، فهي تحمل توسل إلى الله سبحانه وتعالى وثناء عليه وبعدها توحيده وحمده وأخيرًا يأتي طلب الهداية والاستعانة بالله تعالى.
-
تشتمل سورة الفاتحة على شفاء القلب والبدن.
-
تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
-
الرد على المبطلين وأهل البدع.
-
تشتمل على جميع معاني الكتب التي أنزلت. [3] [4]
مقاصد سورة الفاتحة
تعتبر سورة الفاتحة شاملة وكاملة، فلقد احتوت على ما لم تحتوي عليه أي سورة أخرى من القرآن فهي تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، ومن مقاصد سورة الفاتحة ما يأتي:
-
أصول الدين وفروعه.
-
العقيدة.
-
العبادة.
-
التشريع.
-
الاعتقاد باليوم الآخر.
-
الإيمان بصفات الله الحسنى.
-
إفراد الله بالعبادة.
-
الاستعانة بالله فقط.
-
الدعاء والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى وطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم.
-
التضرع إلى الله بالتثبيت على الإيمان.
-
انتهاج سبيل الصالحين.
-
تجنب طريق المغضوب عليهم والضالين.
-
الإخبار عن قصص الأمم السابقين.
-
الاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء.
-
التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه.
اشتملت سورة الفاتحة على جميع معاني ومقاصد القرآن العظيم، ومن
مقاصد سورة الفاتحة كما يراها الإمام السعدي
:
-
إثبات الجزاء على أعمال العبد في الدنيا في قوله تعالى في سورة الفاتحة: (
مالك يوم الدين).
-
إثبات أن الجزاء على الأعمال يكون بالعدل.
-
إخلاص الدين لله تعالى وأننا نعبده ونستعين به، وذلك في قوله تعالى في سورة الفاتحة: (
إياك نعبد وإياك نستعين)
.
-
إثبات أن النبوة حق في قوله تعالى في سورة الفاتحة: (
اهدنا الصراط المستقيم)
لأن الهدياة لا يمكن تحقيقها بدون الرسالة.
-
إثبات القدر على العبد وأنه الفاعل الحقيقي في قوله تعالى في سورة الفاتحة: (
اهدنا الصراط المستقيم). [2]