كيف خدمت الثورة المعلوماتية التعلم عن بعد

نبذة عن الثورة المعلوماتية

في اثناء الخمسين عامًا السابقة أو قرابة هذه الفترة، دخلت أمريكا فيما يعرف بالثورة المعلوماتية، والتي تركزت في إنشاء وانتشار الإنترنت وجعلت من السهل على الشركات في شتى بقاع العالم مشاركة في المعرفة، مما توصل إلى تأثير اقتصادي عالمي ضخم، وقد وفرت التكنولوجيا بعدم البطىء في الإنتاج نتيجة المحيطات أو الجبال، والسرعة التي يمكن للأفكار والأموال أن تنتقل بها تكاد تكون فورية.

بدأ الشعور بالتأثير الثوري الحقيقي لثورة المعلوماتية لكن لم تكن “المعلومات” هي المغذي لهذا التأثير، كما إنه ليس “ذكاء اصطناعي”، كذلك إنه ليس تأثير أجهزة الكمبيوتر ومعالجة البيانات في صنع القرار أو وضع السياسات أو الإستراتيجية، ولكنه شيء لم يتوقعه أحد من الجانب العملي أو حتى تحدث عنه من عشرة أو خمسة عشر عامًا وهو التجارة الإلكترونية أي الظهور المتفجر للإنترنت كقناة توزيع اساسية، وربما في النهاية هي قناة توزيع عالمية اساسية للسلع، من أجل الخدمات، والمثير للمفاجأة، الوظائف الإدارية والمهنية.

يؤدي هذا إلى تغيير جزري في الاقتصادات والأسواق وهياكل التصنيع، سواء بالمنتجات والخدمات وتدفقها تجزئة المستهلك كذلك قيم المستهلك وبالطبع سلوك المستهلك والوظائف وأسواق العمل ولكن التأثير قد يكون أكبر على المجتمعات والسياسة، وقبل أي شيء، على الطريقة التي نرى بها العالم وذواتنا فيه.[2]

تأثير الثورة المعلوماتية على التعلم عن بعد

أثرت الثورة المعلوماتية على التعلم النشط أن يتم خارج الحدود المادية للمدرسة ويكون عن بعد، وسمح للطلاب بالتواصل مع زملائهم في أي مكان في العالم، هذا أضاف طابعًا فوريًا وأصالة على التعلم الذي لم يكن ممكنًا لولا ذلك، ولكن لن يكون الشباب فقط هم الذين سيستفيدون من ثورة المعلوماتية في التعليم، بل ستكون تقنية المعلومات أيضًا عاملاً كبيرًا في الجبهة الاساسية التالية للتعليم المستمر والشامل، ومع التغيير التكنولوجي السريع، ستكون هناك حاجة للقوى العاملة كلها للترقية دوماً وتعلم مهارات جديدة والمعرفه.[3]

حفزت الثورة المعلوماتية بالتحرك الجماعي إلى الدورات التدريبية عالية الجودة المقدمة من خلال شبكات التعليم عن بعد، هذا مفيد بشكل خاص للطلاب الناضجين الذين يتعين عليهم التوفيق بين الالتزامات العائلية ومتطلبات العمل والتعليم، بما في ذلك العمل الإضافي والعمل بنظام الورديات،  كما سيوفر هؤلاء الطلاب العاملون وقت السفر وسيكونون قادرين على تصميم جدول دراستهم بمرونة لمتابعة دوراتهم من المنزل أو في أي مكان آخر في الأوقات الأكثر ملاءمة لهم، كما يمكن لهؤلاء العمال أو الطلاب تسجيل الدخول إلى المحاضرات متى أرادوا ذلك من خلال الفيديو عند استطاعتهم، يمكنهم المشاركة في الدورات التعليمية والندوات عبر الإنترنت، كما يمكنهم تنفيذ الدورات الدراسية والمشاريع التعاونية مع الطلاب الآخرين.

اعطت تقنية المعلومات بعدًا آخر للأدوار القيادية في التعليم وإدارة التغيير، فإن دمج التكنولوجيا في المناهج الدراسية يتعلق إلى حد كبير بالتغيير، فالمدراء هم القادة الرئيسيون في تكوين رؤية مشتركة وتحديد الاتجاهات الاستراتيجية للتغيير المنهجي، وهو يعد مفتاح نجاح تكامل التكنولوجيا هو الناس، سيتعين على المديرين كقادة إصلاح مدرسي رعاية موظفيهم وتوفير نظام يدعم التعلم والتغيير.

كيف تغير وجه التعليم بعد الثورة المعلوماتية

  • أصبح التعلم أكثر تخصص
  • جعل الطلاب أكثر ذكاءً
  • يحفز الطلاب
  • فرص التعلم واسعة النطاق
  • يجعل الطلاب أكثر قابلية على المساءلة
  • معدل مشاركة أفضل
  • تعميق مشاركة المعلمين وأولياء الأمور

تتمثل إحدى أهم مزايا التعليم من البعد هو مساعدة الطلاب على التعلم بالسرعة التي تلائمهم وعلاوة على هذا، يتيح التنسيق الرقمي للمعلمين المناهج الدراسية المخصصة لتلائم قدرات تعلم الاشخاص.


جعل الطلاب أكثر ذكاءً :

توفر الأدوات التي تم تطويرها باستعمال أحدث التقنيات للطلاب تطوير قدرة تعلم ذاتية فعالة، ويكونوا افضل في استعمال الموارد على الإنترنت والبحث عن المعلومات المطلوبة وجمعها، وعلى هذا النحو قد يعزز التعلم الرقمي إنتاجيتهم وكفاءتهم.


يحفز الطلاب :

يكون الطلاب الذين يستعملون منصة التعليم عن بعد أكثر تفاعلاً ويطورون قاعدة معارفهم، بالاضافة إلى ذلك، يعد التعلم عن بعد أكثر تفاعلية من المحاضرات أحادية الجانب في النظام التقليدي، كما يتيح التعلم الرقمي للطلاب التواصل بشكل أفضل مع المواد التعليمية.


فرص التعلم واسعة النطاق :

وهذا من أبرز المزايا التي يحققها التعليم عن بعد للطلاب هي فرص التعلم المكثفة، فيتعلم الطلاب الكثير من الأشياء المختلفة من خلال الأدوات الرقمية.


يجعل الطلاب أكثر قابلية على المساءلة :

يكون تقييم الطلاب أكثر شفافية خلال نظام التعليم عن بعد حيث يتم تكوين التقارير تلقائيًا ويتم توفير الملاحظات في الوقت الفعلي، فإنه يمكّن للطلاب القيام بالتقييم الذاتي لأدائهم وتحديد طرق لتحسينه.


معدل مشاركة أفضل :

نطاق المشاركة محدود في حالة نظام التعليم التقليدي، ومن جانب أخر، يوفر نظام التعليم عن بعد مجموعة كبيرة من اختيارات التعلم عن طريق التوافر غير المحدود للمحتوى والجلسات التفاعلية والواقع الافتراضي وما إلى هذا.


تعميق مشاركة المعلمين وأولياء الأمور :

توفر تقنيات وأدوات التعلم الرقمي كمنصات التعلم الاجتماعي على المعلمين تكوين وإدارة مجموعات منفصلة للطلاب وأولياء الأمور وبالاضافة إلى ذلك، فإن فرصة تخصيص تسلسل التعلم للطلاب تجعل التعليم أكثر إنتاجية ويسرع التقدم.[4]

الثورة المعلوماتية وخدمتها اللغة العربية



كيف خدمت الثورة المعلوماتية اللغة العربية


عن طريق يعض النقاط الإيجابية التي قد أدت لها الثورة المعلوماتية في اللغة العربية، وهي:

  • مساهمة الباحثين داخل علوم اللغة في الوصول إلى أكبر المراجع العلمية باللغة العربية الأمر الذي قد ساهم على إنتاج عدد كبير من الأبحاث باللغة العربية في وقت قصير.
  • اشتهرت بعض المواقع التي توفر شرحًا وافيًا لأغلب دروس وقواعد اللغة العربية حيث أضحى في إمكانية الطلاب فهم وإتقان وتعلم اللغة العربية ببساطة.
  • وأضحت الكثير من موقاع الويب سايت تُقدم تصحيحاً لغويًا وتصحيح للأخطاء الإملائية، وهذا بالتأكيد قد ساهم على تقليل جزء كبير من الأمية في اللغة العربية.
  • ساهمت مصادر المعلومات الرقمية في المحفاظة على الهوية العربية واللغة العربية أيضًا، ولا سيما في البلاد العربية التي قد كانت تحت وطأة الاستعمار وتأثرت سلامة اللغة العربية لدى مواطنيها.

أدوات وحلول التعلم الرقمي

يقوم التعليم عن بعد على تغيير الطريقة التي يتعلم بها الأطفال مواضيع مختلفة، وتوفر تقنيات الإنترنت الحديثة والذكاء الاصطناعي (AI) تخصيص تجربة التعلم لتناسب الجداول الزمنية والاحتياجات المحددة للطلاب، وعلاوة على ذلك، تتوفر حالياً مجموعة مختلفة من حلول وأدوات التعلم عن بعد، يشمل التعلم الرقمي توظيف التكنولوجيا لتقوية عملية التعلم، وهذا بشكل رئيسي لأنه يعطي للطلاب التعلم من أي مكان، وتشتمل الأنواع المتنوعة من حلول وأدوات التعلم الرقمي المتاحة للطلاب وتتمثل في:

  • التعلم التكيفي.
  • وضع الشارات.
  • التعلم المختلط.
  • تقنيات الفصول الدراسية.
  • الكتب المدرسية الإلكترونية.
  • تحليلات التعلم.
  • كائنات التعلم.
  • التعلم بالنقال.
  • التعلم المخصص.
  • التعلم عبر الإنترنت أو التعلم الإلكتروني).
  • مصادر تعليمية مفتوحة.
  • الواقع الافتراضي.

أخر التحديثات للتعلم عن بعد

تشتمل التطورات التكنولوجية الأخيرة التي تؤثر بشكل ضخم على قطاع التعليم الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتلاعب والذكاء الاصطناعي والتعلم الافتراضي (ILT عبر الويب)، فقد غيرت هذه التطورات أو الاتجاهات طريقة تعلم الطلاب وطريقة تدريس المعلمين خلال الفصول الافتراضية، كما بدأت اللوحات الذكية والتعلم المعتمد على التكنولوجيا في استبدال الأساليب المعروفة للتدريس باستعمال السبورات والطباشير والتعلم من الكتب المدرسية، وهذه الاتجاهات في قطاع التعليم تجعل التعلم أكثر جاذبية وأقل إجهادًا كما إنها تعزز تجربة الطلاب ويحدث التعلم في الوقت الفعلي.