اشهر قصائد الشاعر عتيج بن روضة الظاهري

قصائد الشاعر عتيج بن روضة الظاهري


قصيدة غزيّل فلّه

يعتبر الشاعر من

اشهر شعراء الامارات

من  أشهر ما أنتج  الشاعر بن روضة في حياته الشعرية قصيدة غزيّل فلّه، وهي تنتمي لسياق القصائد المشهدية التي أثبتت إبداع الشاعر في توثيقها وكيفية عرضها  بالحركة والحيوية التي يجب أن تتحلى بها تلك  النوعية من القصائد المفعمه بالتجارب الحياتية [1].

يمكن القول إن صيغ المنتجات الذاتية هي التي تغطي على الكثير من أشعار هذا الشاعر فهو يستخدمها كثيراً في المطلق، أنما بشكل خاص يتم تكثيف استخدامها إذا كان ما يتم كتابته يتعلق بالقصائد من النوع الغزلي التي تتضمن مجموعة حوارات وأحاديث متبادلة وتتطلب أن توظف الخيال.

حيث أن الحديث يناجي طرفان تبعد بينهم المسافات وتكون عائق المسافة يمنع لقائهما بالإضافة إلى أنه ليس في يديهم حيلة، ويحدث بعض بوادر الهجر.

كما أنه لا يوجد أي طريقة تساعده في التوصل وتكون عزيمة وإصرار الشاعر تقوده لكي يتغلب على الصحاب وتجاوز ما يحول بينه وبين مراده فهو يسعى إلى أن يحقق أمنياته المبهجة وتغير الحال والظروف إلى الأفضل ومن أشعاره:

باتت عيونه ما غِضَت

ساهرٍ ما لذّ طيب الرقاد

كل ما أنا قلت غضّي إهملت

خرّس الدمع المخدّة والوساد

وفي هذه القصيدة يحدث حوار بين الشاعر ونفسه، وهذا يؤكد على مدى سيطرة العزلة التي تطرأ عليه فهي مُخلله بالاضطرابات والمعاناة مصحوبة أرق وسهر لفترات طويلة.

وتسبب له ذلك بإجبار العين على النوم وأما عن عينيه التي تنحبس فيها الدموع ضاعفت الأرق وحرمته من الراحة، ومجموعة الاستعارات البديعية تلك أشارت إلى مدى غيره ودقة إبداع الشاعر في صياغة كلماته ومدى توافق أوزان أو قافية الأبيات بجانب التعبير الفصيح والمعنى الذي يحمل الشفافية والبوح بكل ما هو في داخله.


قصيدة زارني بعد العصر

في قصيدة زارني بعد العصر يكون هناك تفسير يوضح اشتغال الشاعر على بنية الصورة داخل  القصيدة، حيث أن الصورة تقع في المنطقة المحصورة بين الشدّ والجذب، والاقتراب والبعد، وتودّد مصحوب بمقاربة وممانعة.

كان يُستخدم أيضا صيغة الحوار حتى يتمكن من إيضاح ما في النفس وما تخبئه وما يلوع بها من أشواق، والنقطة التي يتجمع فيها الطرفان تكون كالبركان الذي ينفجر بما في داخله حيث أن كلا منهم يخبر الآخر بما يكنه فؤاده ويطغى شعور الناس والسلام عليهم ويذهب التردد حيث أن لا مكان له بينهم.

أن الفنان جابر جاسم شُجع علي تحويل هذه الأبيات الشعرية التي تحمل في مضمونها السياق الروائي على أن يقوم بتلحينها ويبادر في غنائها، حيث أنها تتميز بمناخ قصصي لافت للكثير من الناس ، فمن المعروف أن الأساليب القصصية هي وسائل هامة جدا.

فهي تصل  إلى الناس مباشرة وتظل القصة عالقة في الأذهان و متشبثة بالأفكار كما أنها تضفي  شحنة عاطفية إضافية في قلوب المستمع، وهنا كانت نقطة البداية و قدم جابر جاسم الأغنية المقتبسة من الحكي والتي تتضمن هذه المقاطع:

ودّعْنِيِه وراح ضيّعت الفكر

قمت أتصدّد عن يساري واليمين

دمع عيني فوق خدّيني انتثر

خرّس هدومي وأنا واقف حزين

حبّهم في كل الأعضاء انتشر

وغيرهم والله ما بهوى حِسِين

يا نخلّي حاسدينا في بحر

ونبقى نحن في بحرنا سباحين

ومن دخل بحر الهوى شاف الخطر

والهوى أهله أكيدٍ مِخطرين


قام جابر جاسم بتأدية مجموعة قصائد كثيرة كانت كلماتها من شعر  عتيج بن روضة، ومن ضمن تلك القصائد

  • لك قصر وسط الحشا باني.
  • آه من يوف تعلّل بالصبر.
  • راعي الدوج الخضر.
  • يا عين هلّي وبلّي مدمعي.
  • ياللي إنت غالي.
  • ذاب يالجمري فؤادي

إن هذا  البناء الوصفي المجسّم استلزم من الشاعر توظيف اهتمامه بأدق التفاصيل الجانبية بطريقة صحيحة، بجانب استحضار جميع ردات الأفعال الجسدية التي لم يلاحظها سوا الشاعر وعيناه وكانت مداركه متسعة لجميع الهوامش والأمور الغير مرئية بالنسبة للآخرين ولكن بالنسبة له هي محط اهتمام.

نبذة عن الشاعر عتيج بن روضة الظاهري

منذ عام 1966 كان الشاعر يمارس مهنة التنقّل بسيارته بين العين وأبوظبي ودبي أثناء ظهور بوادر الطفرة العمرانية داخل  المكان بجانب تشييد الطرق وإنشاء مجموعة الشركات العقارية ورمي أحجار الأساس لتكوين النواة الأولية التي يُقام عليها المباني  الحديثة،

كان للشاعر دور في حركة التطوير وتوضيح ملامح التغيير وتفسير التغيرات والتطورات الاجتماعية القادمة، حيث أن  قصيدة غزيّل فلّه لها حكايات عديدة لا تُعد ولا تحصي.

بدايتها  الرحلة الممتعة بين العين إلى دبي التي يتخللها ذكريات  العشّاق ومن يحبون  الأغاني وقيل ـأن تلك  النوعية من القصائد أصبحت تمثل هوية الغناء الإماراتي في المشرق والمغرب.

اجتمع كلا من الفنان جابر جاسم والشاعر  عتيق بن روضة الظاهري عام 1969، التقى، وغني له 15 قصيدة تنتمي  أغلبها إلى الغرض الغزلي، والتعاون الذي حدث بينهم  اثري  المشهد الغنائي بالإمارات.

بشكل خاص  بعد أن غنى  جابر جاسم غزيّل فله في الحفل الخاص بدورة كأس الخليج الثالثة لكرة القدم في الكويت عام 1974، والنتائج التي ترتبت على ذلك انجذاب أهل الخليج للأغنية وإعجابهم  بكلماتها ولحنها الجميل وأجوائها العفوية التي تتميز بالإيقاع المتوازن بين  كلا من التيمة اللحنية و الوضوح المحبّب في المفردة الشعرية.

ومن كلمات القصيدة المُغناه

في دبي لاقاني

إِمشّط القدلة

سلّمت وحيّاني

قال: وش بلاك مِدْلِه

قلت: ضاع برهاني

أسبابها الكِحْلة

تسحر بالأعيانِ

ورموشه مْظِلّه

جيش بميداني

ونحر معلّق له

لولو ومرجاني

وأصبحت لتلك  القصيدة المُغناه اثر تم حفره في اذهان و في وجدان الجماهير وظلت خالدة في  الذاكرة الجمعية، أنها احد الرموز  الساطعة التي يمكن أن يقوم  التعاون الخلّاق بطرحها بين المفردة الرنّانة والساحرة وبين الألحان المتناغمة المتناسقة.

بجانب  التقاسيم اللغوية الخاصة بالمفردات  وكل هذا يجتمع مع الأداء  الغنائي المرهف والمُعبر والموازي لجمال  القصيدة وديناميكية الإيقاع الذي ادخل السرور الممزوج بالراحة النفسية في وقت الاستماع.

خصائص شعر الشاعر عتيج بن روضة الظاهري

كان سمات شعر عتيج بن روضة هي العفوية في الكلام ولأنه يتميز الملكات الفطرية وهذه كان لها دور واضح في مساعدته  على أن يسبك أبياته ويحسن زخرفتها ويتمكن من  طرحها  دون وجود اي تكلف  أو تعقيد يطرأ علي المفردات ، كان يُستخدم  الكلمات السلسة والسهلة والواضحة والمتاحة لتؤدي المعنى  على نسق سردي يتميز  بكونه يشبه طريقة كتابه الرويّ، فهو يجيد عرض  القصص الكاذبة على من يتلقى شعره، وهو شعر يتشابه مع الغواية التي ليس لها  حيله  او مبهمة وبها ترميزات ، وهناك قصيده لهذا النسق يقول فيها:

زارني بعد العصر عندي حِضَر

بسّ ما طوّل قعد له ساعتين

يوم سلْمَت شمسنا عنّي ظهَر

قلت وين تبغي تمهّل يا ضنين

قال لي خايف من أقوال البشر

خايف العدوان تبعدنا سنين

قلت له يا سيدي لك الأمر

خلني أوصّلك بس قلّي وين

قال لي ساكن أنا جنب القصر

في بيوت الشعب باني طابقين