فن التجاهل الذكي .. وأساليبه


التجاهل الذكي في علم النفس

التجاهل المتعمد أو التجاهل الذكي، هو أحد الاستراجيات البسيطة والفعالة في علم النفس، وتكون بهدف تخفيف أغلب السلوكيات السلبية التي يتعرض لها الإنسان، والجدير بالذكر أن فن التجاهل الذكي هو المضاد لجذب الانتباه.

حيث ينوي الشخص المتجاهل تجاهل الشخص الذي أمامه بعد فعل سلوك معين، لأن التوبيخ واللوم بعد فعل شيء ما يزالان شكلاً من أشكال الانتباه الذي يسعى إليه المخطئون، لذا فإن استخدامه يزيد من تكرار السلوك السيئ مرة أخرى، والتجاهل الذكي في علم النفس هو منع الإهتمام نهائيًا، وهو ما لا يرغب به الطرف الآخر.

ويوجد هناك الكثير من الأسباب للتجاهل المتعمد لشخص ما، ويمكن أن يكون هذا الإهمال عقابًا على الإساءة، في حين أن الشعور بالإهمال يمكن أن يكون ناتجًا عن مشاعر الفقد العاطفي واللامبالاة تجاه شخص ما، وأحيانًا يكون الإهمال ناتجًا عن الرغبة في الحصول على جذب إنتباه الشخص الآخر، وترى الكثير من الدراسات والأبحاث أن الإهمال والتجاهل المتعمد هو أحيانًا واحدة من علامات الحب، وغالبًا ما يحمل الإهمال الكثير من الدلالات التي يمكن من خلالها معرفة حقيقة مشاعر الشخص الآخر، ويعتقد علماء النفس أنه يجب التعامل مع الإهمال بحكمة من أجل التغلب عليها دون خسارة.

ويشير علماء النفس إلى أن هناك أنواعًا عديدة من التجاهل الذكي، نذكر منها التالي:

  • تجاهل حقيقة ما يحدث حول الشخص، حيث يرفض الناس قبول ما يحدث ويرفضون رؤية الواقع.
  • تجاهل كل الأسباب المحتملة للمشكلة، وفقد الرغبة في فهم سبب المشكلة والإصرار على تجاهلها.
  • التجاهل المتعمد لحقيقة الأشياء، أو حتى يرفض الاعتراف بصحتها، حيث يرفض الشخص ما يجري.


أساليب فن التجاهل الذكي

يعتبر فن التجاهل من أكثر الأمور التي تجعل الإنسان يعيش حياة سعيدة بسلام بدون أي ضغوطات نفسية من الآخرين، ويجب إتباع بعض الأساليب والاستراتيجيات التالية لتتمكن من تطبيق فن التجاهل الذكي ولتتمكن من العيش بسلام،

ومن أهم أساليب فن التجاهل الذكي مايلي

:[1]

  • تجاهل التفكير في النقد الذي تتلقاه من الآخرين، والتي تجعلك تشعر بالسوء تجاه نفسك.
  • تجاهل نوبات الغضب والتباهي التي من الممكن أن يصنعها كلام الآخرين.
  • تجنب وتجاهل الأشخاص الذين يتحدثون إليك من أجل النميمة فقط.
  • تجنب وتجاهل الأشخاص الذين يملئون عقلك بالأفكار السلبية فقط.
  • تجاهل أي شيء يجعلك تشعر بأنك عديم القيمة.
  • تجنب وتجاهل الأشخاص الذين يجعلونك تشعر وكأنك غير مهم، ومشاعرك غير موجودة وحقوقك ليس لها قيمة.
  • تجنب وتجاهل من ينشر الكراهية للآخرين.
  • تجنب وتجاهل الأشخاص الذين ينتقدونك فقط بغرض الشعور بالرضا عن أنفسهم.
  • تجاهل النقد والنصائح والآراء غير المرغوب فيها من الآخرين.
  • بدلاً من الغضب والصراخ على الآخرين وخاصة أطفالك، تعلم فن تشتيت الانتباه وفن جعلهم يشعرون أنك أقل إزعاجًا من سلوكهم ونوبات غضبهم، وهو فن التجاهل.
  • تجنب أي جدال من أجل إثبات أنك على حق وأن الشخص الآخر خاطئ.
  • تجاهل الذين يسخرون من أحلامك وطموحاتك.
  • تجاهل كل ما يجعلك تتنازل عن قيمك وكيانك.
  • تجاهل المناقشات السياسية والدينية -حيث يتم التعبير عن آراء معارضة-.
  • تجاهل الرغبة في إثبات نفسك للآخرين والحصول على موافقتهم على ما تريد القيام به.
  • تجاهل الرغبة في إرضاء الجميع.
  • تجنب محاولة إصلاح الآخرين وتغييرهم؛ فهذه الطريقة لا تنجح أبدًا.
  • تجنب التخطيط للإنتقام من الطرف الآخر، حتى لو أساء إليك.
  • تجاهل كل ما يضيع وقتك ومالك ومجهودك ولا يضيف أي قيمة لحياتك.
  • تجاهل ما قد يعتقده الآخرون عنك.
  • تجاهل المقارنة مع الآخرين، إذا كان ذلك يجعلك تشعر بكيف أن الآخرين محظوظون.
  • تجاهل الشعور بالأسف على نفسك والغرق في أحزانك.
  • تجاهل العيش في حياة وهمية لإثارة إعجاب الآخرين.
  • تجاهل الفشل والأخطاء التي تمر بها، بعد أن تكون قد تعلمت وأخذت الدروس منها.
  • تجاهل التعليقات الجارحة من الآخرين.


فوائد التجاهل

التجاهل والإهمال هو في الحقيقة نعمة؛ لأنه يعيد الجميع إلى حجمه الحقيقي، عندما تتأثر بكلمات أو آراء شخص ما، فإنك تمنحه قيمة وحجمًا أكبر من حجمه الفعلي، لهذا السبب عليك أن تعطي لنفسك أولوية أكبر من أي شخص آخر، وضع نفسك في المرتبة الأولى ولا تجعل أحدًا يزعج مزاجك وسعادتك.

ويوجد قاعدة حياتية سوف تتعلمها مع مرور الوقت، وهي:”التجاهل هو نصف السعادة”، وفي كل علاقة مع الآخرين ستؤمن بها أكثر، حيث في الواقع أن التجاهل ليس السمة السلبية التي نعتقد دائمًا أنها كذلك، في أغلب العلاقات يكون التجاهل هو الحل،

ومن أبرز فوائد فن التجاهل الذكي مايلي

:[2]

  • خلق مساحة للأشياء التي نحبها والتي سترفعنا عقليًا وعاطفيًا وجسديًا من خلال تجاهل المشاكل، والأمور غير الأساسيات، والمشتتات، وما هو ليس مهمًا أو مفيدًا.
  • التجاهل الذكي يجعل الإنسان لا يشعر بالإرتباك العاطفي ويحفز تقديره لذاته وإحترامه لذاته.
  • تعلم طرق التعامل الصحيحة والقوية والإيجابية مع انتقاد الأشخاص.
  • التجاهل يمكن أن يجعلك تستمع وتفهم وتتخذ الإجراءات المناسبة عندما يُظهر الأشخاص الذين يرغبون في انتقادك دون أن تتأذى أو تحزن.
  • إذا تم استخدام

    علامات التجاهل

    بشكل صحيح؛ يمكن أن تكون الطريقة الأفضل والأكثر فاعلية للاحتجاج وإظهار استيائنا.


سيكولوجية التجاهل

فن التجاهل الذكي لا يدرك معناه إلا من يتبعه كأسلوب حياتي، حيث يعتمد على مبدأ أنه عليك أن تتجاهل كلمات الناس وتعليقاتهم التي تأتي كل يوم من أشخاص هدفهم الأساسي هو استخدام الكلمات لإيذاء الآخرين وجعلهم يفقدون الثقة بنفسهم، وكما يقال: “إن تعلمت فن التجاهل ستجتاز نصف مشاكل الحياة”.

من الجدير بالذكر أنه يجب أن تتجاهل بالتكتيكات الذكية، فالحياة تتطلب بعض التجاهل؛ من تجاهل الناس، وتجاهل المشاكل والمضايقات، وتجاهل الأفعال والكلمات، من أجل صحتك، وفي السطور التالية نذكر لك أبرز أنواع التجاهل التي يجب عليك معرفتها في حياتك، و

من أنواع التجاهل مايأتي

:[3]


  • تجاهل مخاوفك.

علينا أن نتجاهل أي شيء يجعلنا نشعر بعدم اليقين والخوف، وعلينا أن نتجاهل الصوت في رؤوسنا الذي يخبرنا باستمرار أن نستسلم، حيث أننا بحاجة إلى تدريب عقولنا للبحث دائمًا عن الإيجابيات في كل موقف، كما أننا بحاجة أن نتجاهل مخاوفنا التي قد تصل لمرحلة تحديد سلوكنا الحياتي.


  • تجاهل الكراهية.

تجاهل أولئك الذين يكرهونك، وتوقف عن منحهم السماح بالدخول في رأسك، وإذا سنحت لك فرصة لإظهار اللطف معهم فلا تتخلى عن هذه الفرصة، وأطهر كونك لطيفًا مع من يكرهونك.


  • تجاهل النقاد.

علينا أن نتجاهل النصائح أو الآراء أو الانتقادات السلبية التي قد نسمعها من بعض الناس، حيث نحتاج إلى التوقف عن الاستماع إلى “كيف لم تقوم بفعل هذا الشئ” أو “كيف فعلت ذلك”، ببساطة لأن تجربتنا لن تتغير أبدًا، فلماذا نتخلى عن طموحاتنا والأشياء التي نحبها لأنها لم تنجح مع شخص آخر؟.


  • تجاهل مسببات عدم راحة البال.

ابدأ في تجاهل الأشخاص أو نشاط معين لديه القدرة على التسبب لك تى في أقل قدر من الألم وإنعدام راحة بالك، حيث لا يستحق ذلك أبدًا.


  • تجاهل بعض أسئلتك.

“هل سأقع في الحب يومًا ما؟”

“هل سأكون سعيدا يوما ما؟”

“هل سأتوقف عن الشعور بالوحدة؟”

توقف عن البحث عن إجابات لتلك الأسئلة وتجاهلها، حيث أنها لا تثير سوى الشك الذاتي.