ما هي العوامل التي تسهم في قيام الحضارات


من العوامل التي تسهم في قيام الحضارات

  • الإنسان
  • الموقع الجغرافي
  • الموارد الاقتصادية
  • تلاقي الشعوب

ساعدت الآثار والحفريات القديمة وبقايا المدن السابقة في تكوين فكرة عن نمو ونشأة الحضارات القديمة، كما ساعدت في تشكيل الحضارات اليوم، وعلى الرغم من أن أغلب الحضارات استندت إلى أساطير مثل الحضارة الرومانية وحضارة أتلانتس، إلا أن ذلك لا يهمّش من أهميتها عالميًا لأن كل واحدة منها شكلت نسبة هامة في تكوين الحضارات على مستوى العالم، وعمومًا قد نشأت الحضارات عندما بدأ الناس في الاستقرار اقتصاديًا وثقافيًا، وتحسن الوضع في العالم، وساعدت عدة عوامل في ذلك، منها:

العوامل الاقتصادية والغذاء

حيث عندما توفرت كميات كافية من الغذاء والطعام زاد عدد السكان ورافق ذلك زيادة في الطلب على الغذاء، لذلك كان من الضروري القيام بالتالي:

  • تأمين مصدر غذاء موثوق به ومستقر سواء بالاعتماد على الزراعة أو تربية الحيوانات والاستفادة من لحومها وألبانها.
  • الاستقرار في مكان محدد للزراعة وزيادة إنتاج المحاصيل لزيادة الغذاء ورعاية الحيوانات، وكل هذا يتطلب من الناس البقاء بالقرب من مكان عملهم في الحقول.
  • تطور الصناعات المعدنية المختلفة، وذلك بعد أن أصبح السكان قادرين على التنقيب عن المعادن المختلفة مثل الرصاص والبرونز والنحاس والفضة والذهب والحديد وتحويلها إلى أدوات مفيدة في عملية إنتاج الغذاء.
  • تطوير الحرف وإنشاء المهن التي تتطلب من الأفراد القادرين على تكريس جزء من وقتهم أو حتى دوام كامل لإكمالها، مثل النسيج وصناعة الفخار والمجوهرات.
  • تخصيص أعداد كبيرة من السكان تكفي كقوى عاملة لإنتاج كميات أكبر من الغذاء.
  • نشوء التخطيط العمراني وإنشاء مراكز سياسية ودينية وأماكن مجتمعية دائمة بمختلف العناصر.
  • ظهور الأسواق المختلفة وتطورها لتلبية احتياجات شرائح المجتمع المختلفة من المواد الغذائية والسلع، وتلبية احتياجات الجمهور بشكل يضمن تحقيق الاكتفاء والأمن الاقتصادي.


العوامل المعمارية والتكنولوجيا

أي التقدم التقني، وهو البناء الاجتماعي والمادي الملموس الذي يدعم النمو السكاني، وبالتالي يساعد في إنشاء الحضارات على أساسه، وهو من أهم

إنجازات الحضارة الصينية

، ويشمل ذلك التالي:

  • وجود مبانٍ خارجية كبيرة يمكن للمجتمع أن يشاركها مثل الكنائس والمعابد والقصور وكل ما يشار إليه على أنه معلم أثري.
  • وجود نظام كتابة لتبادل المعلومات لمسافات بعيدة وقريبة داخل البلاد وخارجها.
  • وجود مجموعات دينية على رأسها زعيم ديني مثل الكاهن أو الشيخ.
  • وجود تقويم أو رصد للأرصاد الجوية للتعرف على نظام تغير الفصول على مدار السنة.
  • وجود شبكات طرق لربط المجتمعات والبلاد ببعضها.


العوامل السياسة والاجتماعية

ويشمل الهيكل السياسي للحضارات المتقدمة التالي:

  • ساعد ربط الطرق بين المجتمعات على مشاركة السلع، مما ساهم في إنتاج السلع الكمالية والغريبة مثل العنبر البلطيقي؛ حيث أنه نوع من المجوهرات المصنوعة من المعادن الثمينة، والسبج، وصدف المحار الشوكي والعديد من المواد الأخرى.
  • ظهور طبقات وألقاب اجتماعية مع سلطات مختلفة في المجتمع.
  • تشكيل القوات العسكرية المسلحة لحماية المجتمع وقياداته.
  • إيجاد طرق لتحصيل الضرائب والجزية بالإضافة إلى الملكية الخاصة.
  • وجود حكومة تنظم كل ما سبق ذكره.

ويجدر بنا الذكر أن وجود كل هذه العوامل والميزات معًا في حضارة ما لا يتطلب أن يطلق عليه اسم حضارة، لكن توفرها جميعًا دليل على وجود مجتمع متطور بشكل كبير، على سبيل المثال الحضارة الصينية، حيث أن

الحضارة الصينية من أقدم الحضارات واطولها في تاريخ العالم

. [1]

العوامل التجارية

تلعب التجارة أيضًا دورًا هامًا في قيام الحضارات على مستوى العالم، فمثلًا في حضارة “التيوتيهواكان”؛ يرجع جزء كبير من ثروة وقوة تيوتيهواكان إلى التنقيب عن الرواسب الغنية من حجر السج وتداولها وبيعها حول المدينة؛ وحجر السج هو صخرة بركانية صلبة كانت ذات قيمة عالية كأداة حادة للقطع، حيث قام تجار تيوتيهواكان بتصديره إلى الثقافات المحيطة في مقابل السلع والخدمات المستوردة إلى مستوطناتهم.

كما ساعدت العلاقات التجارية النشطة على تنمية الحضارات في أنحاء شرق آسيا وشبه القارة الهندية وحتى أوروبا وأفريقيا من خلال طريق الحرير؛ وهو عبارة عن مجموعة من طرق التجارة البرية والبحرية، والذي قام بربط أسواق التوابل والحرير في آسيا بتجار أوروبا، كما سهلت شبكة الممرات المائية الواسعة في جنوب شرق آسيا التجارة على مستوى العالم القديم.


العوامل الآثرية

حيث تعمل جميع الحضارات على الحفاظ على تراثها قبل آلاف السنين من خلال بناء المعالم والهياكل الكبيرة، على سبيل المثال، لا تزال الآثار القديمة في حضارة زيمبابوي العظمى تُستخدم باستمرار كرمز للسلطة السياسية في دولة زيمبابوي الحديثة، كما في الحضارة المصرية القديمة أيضًا.


عامل اللغة

تلعب اللغة أيضًا دورًا هامًا في بناء وتقدم الحضارات، فمثلًا في الحضارة الرومانية نشر الرومان اللغة اللاتينية في جميع أنحاء جنوب أوروبا، وذلك جعل التواصل والقيادة أسهل بالنسبة لروما في أقاليمها النائية. [2]


من الحضارات القديمة

عندما يتعلق الأمر بالحضارات القديمة، فإن معظم الناس يفكرون في الإغريق ومصر فقط، حيث أنهما يشكّلان المجتمع الحديث الآن، سواء كانت تأثيرات اجتماعية أو ثقافية أو سياسية، على الرغم من أنه هناك العشرات من الحضارات الأخرى التي كانت موجودة قبل فترة طويلة، في السطور التالية سنوضح لكم بإيجاز أهم الحضارات القديمة وأبرزها، وهي كالتالي:


  • حضارة مصر القديمة


    (The Ancient Egyptians) (


    3150- 30 قبل الميلاد)

وهي من

اقدم الحضارات في العالم

، وتأسست الحضارة المصرية القديمة عندما وحد الملك مينا -الفرعون الأول- مصر العليا والسفلى عام 3150 قبل الميلاد، وكان معظم سكانها يتجمعون على ضفاف نهر النيل، وهم مسؤولون عن الآثار التي تم بناؤها والتي تميز هذه الحضارة عن غيرها، بما في ذلك الهرم الأكبر في الجيزة، وهو أحد عجائب الدنيا السبع القديمة.

يمكن تعريف قدماء المصريين على أنهم حضارة “الأوائل”، حيث حققوا تقدمًا هائلاً في الرياضيات وكانوا روادًا في العلوم الطبية، كما أنهم كانوا أول من استخدم الممرات المائية كطرق تجارية، وصنعوا أدوات من معدن البرونز، وقد تم استبدال ثقافتهم القديمة بمرور الزمن بسبب الحروب والغزوات العديدة.


  • حضارة بلاد ما بين النهرين (


    Mesopotamia)


    (3500- 500 قبل الميلاد)

اعتقد العلماء أن بلاد ما بين النهرين كانت الحضارة الأولى، والتي تقع بين نهري دجلة والفرات، وتضم المنطقة اليوم العراق والكويت وتركيا وسوريا، وقد عاش السكان الأوائل في مستوطنات صغيرة تحولت في النهاية إلى مجتمعات زراعية متفرقة بنيت على أرض خصبة، كما تشتهر بلاد ما بين النهرين بتجارتها المربحة وإنشاء العديد من الصناعات عالميًا، بما في ذلك البناء، والأعمال المعدنية، والمصنوعات الجلدية.


  • حضارة المايا


    (The Maya Civilization


    )


    (2600- 600 قبل الميلاد)

كانت تتكون حضارة المايا من السكان الأصليين لأمريكا الوسطى والمكسيك، والذين كرسوا  نمط حياتهم على الصيد والجمع، في هذا الوقت حدثت التطورات الأولى في الزراعة في هذه البلاد، وتجاوز عدد سكانها 19 مليون شخص، وقاموا ببناء الآثار والمعابد والأهرامات التي تعتبر بعضها أعظم من تلك الموجودة في مصر، كانوا أيضًا خبراء في حفظ السجلات وعلماء فلكيين تمكنوا من تسجيل الدورات القمرية والشمسية وحركات الكواكب، ولا يزال أحفاد شعب المايا يعيشون في أجزاء من أمريكا الوسطى.


  • حضارة وادي السند


    (The Indus Valley Civilization)


    (3300- 1900 قبل الميلاد)

امتدت حضارة وادي السند من أفغانستان وباكستان الحديثة إلى شمال غرب الهند، مما يجعلها الحضارة الأكثر انتشارًا في العالم القديم، حيث غطت حوالي 1.25 مليون كيلو متر، وقد اجتمع الناس الأوائل حول حوض نهر السند وأقاموا مستوطنات زراعية، وبحلول عام 2500 قبل الميلاد، كانت حضارة وادي السند مزدهرة، وكان سكانها يعيشون في العشرات من المراكز الحضرية المتطورة.

كان لدى السكان نظام الكتابة، وكانوا أيضًا علماء رياضيات عظماء، كما أن علماء الآثار الحاليين لم يعثروا على أي آثار لحرب أو عنف جماعي في هذه الحضارة، حيث أنهم كانوا شعبًا مسالمًا يتاجر بشكل ودي مع الحضارات المجاورة بدون حروب، ويدعي مؤرخون أن نهايتهم كانت بسبب فيضان كبير. [3]