ما هي التبوريدة ؟.. وما أصلها .. وأنواع وأشكال ملابسها

ما هي التبوريدة

التبوريدة وهي المعروفة أيضًا باسم الخيالة والباردية وهي أحد أنواع الفانتازيا والفنون في عالم الفروسية ويتم تقديم عروض فروسية تحكي عن الهجمات العسكرية في دولة المغرب في مختلف مناطق الدولة مثل المناطق الصحراوية والعربية والأمازيغية، كما أن التبوريدة يعود تاريخها إلى القرن الخمسة عشر و توارثت عبر الأجيال كما أنها تحافظ على بعدها الروحي القوي كما أن الحصان لديهم يعامل معاملة الحيوان المقدس، البتوريدة لها شعبية كبيرة وإقبالاً لدى الجمهور المغربي والدولي أيضًا، ترتبط التبوريدة بالمناسبات الاحتفالية مثل:

الأعياد الفلاحية المواسم و أغلب الأعياد العائلية والوطنية، وهي مشهور في المجتمع الغربي بـ “الفانتازيا” وتأتي الكلمة من أصل لاتيني ومعناها الترفية.

تكون عبارة عن إحدى عشر إلى خمسة عشر فارس ومن القواعد أنهم يجب أن يصطفون على خط مستقيم و منتظم، ويكون في وسط الفرقة المقدم ومهتمه تتمثل في تنظيم حركات الخيل والرجال، ويقوم جميع الفرسان بترديد عبارات متنوعة تعرف بـ حركات الجهاد، يقومون بتوجيه النيران من البنادق التي يحملونها في اتجاه السماء أو في اتجاه الأرض وهذه الحركات لا تتم إلا بإشارة المقدم وهو قائد الفرقة، ومع خروج كل طلقة يكون هناك تصفيق حار وزغاريد، ولا يتم إطلاق أي طلقات عشوائية أو مبعثرة.

أصل التبوريدة


يعود أصل فن التبوريدة إلى القرن 15 الميلادي وكان هذا الفن من التراث الشعبي الذي كان يستخدم قديماً  من قبل الأشخاص المجاهدين ضد العدوى والغزاة، وكانت المراسم تقام عندما يركب المجاهدين الخيول ويمسكون بالبنادق ويقومون بتشكيل صفوف ضد الأعداء والغزاة  الأجانب المتوافدين على أرضهم.


تعتبر التبوريدة جزء هام من جذور التراث المغربي، كما أن لها إعجاب وشهرة واسعة بين الشعب المغربي حديثًا وقديماً لا يوجد مناسبة عائلية أو وطنية إلا وكانت التبوريدة جزء منها كما أن التبوريدة من الفنون المرتبطة بالشعب المغربي كثيراً مرتبطة بالعادات والتقاليد، يتم إقامة العروض وتشتعل الساحة بـ المواويل والأغاني والصيحات وتكون تمجد للبارود والبندقية التي هي أساس العرض ولا يمكن الاستغناء عنها ويقدم هذا العرض أمهر الفرسان وأجمل أنواع الخيول الخاصة بالتبوريدة، ومن أكثر ما يميز التبوريدة أنه لا يمكن امتلاكها أي شخص بل من يمتلكها يكون صاحب سمعة طيبة بين شعبه وله شأن عظيم.

أنواع وأشكال ملابس التبوريدة

من المعروف أن زي التبوريدة زي موحد فإن الفارس يرتدي زياً تقليدياً خاصاً بـ التبوريدة ويكون هذا الزي موحد بين جميع أفراد السربة، الزي عبارة عن جلباب أبيض رقيق  تحته ما يعرف بـ الفرجية أولتشامير ومعه السروال العربي الواسع المعروف في جميع الدول العربية ويكون لونه أبيض وفوق جميع الرداء مايعرف بـ البرنوس” ويكون من خامة رقيقة بيضاء.

يرتدون جميعاً عمامة بيضاء ويكون رأس العمامة مرصع بالحراف وتكون عبارة عن حبال حريرية حمراء ويمكن للفارس أن يضعالكُمِّية أوالخنجر أوالشكارة ويكون بها امجدُولأحمر إلى كتفه، حذاء الفارس مصنوع من الجلد الخفيف ويصل إلى تحت الركبة ويتم ربط مهاميز فيه من الأمام وذلك لنقر الخيل ليقوم بأداء الحركات إذا تقاعس وتعرف بـ التّماك.

ما هي التبوريدة ؟.. وما أصلها .. وأنواع وأشكال ملابسها

ما هي التبوريدة ؟.. وما أصلها .. وأنواع وأشكال ملابسها


ما هي التبوريدة ؟.. وما أصلها .. وأنواع وأشكال ملابسها


  • الــــ سرج أو السناح

يقوم كل فارس بتزين الفرس التي سوف يركب عليها حتى تظهر جميع أنواع الفرس بمظهر أنيق ومتألق ويتم تزين الفرس بسرج  خاص بالطريقة التقليدية وتكون الزينة من مكونات أساسية هناك بعض المكونات الكمالية ومنها:

  • اللبد: ويكون عبارة عن نسيج مصنوع من الصوف المحلي وناعم مثل الحرير ويتم وضعه على صهوة الفرس.
  • الطّراشح: وهو عبارة عن ستة سجاجيد مصنوعين من الملف نوع من الخيوط وتكون وظيفتهم هو حماية صهوة الفرس من الاحتكاك  بـ القربوس.
  • القربوس: من أهم العناصر في تزين وخاصةً في السرج يربط هذا هذا الجزء في الفرس من مقدمة البطن برباط محكم يعرف بـ تاكُست وبآخر من صدر الفرس ويعرف بـ الدِّّير.

من أنواع الزينة الأخرى هو الأنواع التى يتم تعليق أجراس بها، وتكون عبارة عن أجراس صغيرة معلقة بخيوط من الحرير ويتم ربط حبات الموزون و  أقبض وهو عبارة ع وشاح ذهبي اللون يعلق في رقبة الفرس ومعه تِسككِرِّيت والتي تربط إلى اللجام في ناصية الفرس.


مواصفات خيول التبوريدة

هناك بعض المواصفات المحددة التي يجب أن تتوافر في الخيول الخاصة بالتبوريدة وذلك ليتمكن الفارس من توجيه الخيل ويمكن للخيل الاستجابة لبعض الضوابط في لعبة الفروسية ومن بعضها:

  • أن تكون الفرس حرة: وهذا يعني أن تكون الفرس عزيزة النفس ومن مؤشرات الرفعة عند الفرس هو التعفف عن أكل علف أي فرس أخرى وتقوم بتحريك الأذنين في اتجاهين مختلفين وذلك عندما يقترب منها أي شخص غريب.
  • صغر السن: ومن أهم الشروط أن تكون الفرس ذات سن صغير فمن يرغب في اقتناء الخيل وألا يكون قد حمل السرج قط حتى يسهل ترويضه من طرف صاحبه الجديد.
  • الطول: من التعليمات الهامة أن الفرس يجب أن يكون طويلاً ويعتمد ذلك على قياس المسافة بين ركبتيه وبين ملتقى الحافر والساق،  وإذا تجاوز الفرس أربعين سنتمترا فهذا يعتبر من المميزات وأنه خيل مميز.
  • الهيئة من الخلف مايعرف بـ السلهام: من أكثر العلامات المميزة للفرس هو اتساع خاصرته وأن يكون الفرس ذا عضلات مفتولة وذيله قصير وينتهي بخصلة من الشعر الطويل الناعم الغير مجعد وهذه المواصفات في الخيل يطلق عليها مصطلح (السلهام).
  • الهيئة من الأمام: يجب أن يكون الفرس يمتلك صدر واسع عريض من الركبتين ورأسه مرفوع دائماً.
  • اللون: أغلب الأشخاص يفضلون أختيار لون الفرس ومن أميز ألوان الفرس الأشقر الأدهم والمذهب اللون، والأسود الداكن، هناك بعض أنواع الفرس التي تمتلك ثلاث ألوان ث حيث يولد الفرس أسود ثم يتحول إلى لون مزركشا بالأبيض والأسود وهذا هو اللون المحبب.


طقوس وتقاليد التبوريدة


هناك طقوس وتقاليد محددة للتبوريدة ومنها:


  • الترويــــض

وهذه العملية تكون من بداية التبوريدة ويجب تدريب المهر أولاً على طريقة الرقص وهي من أصعب المراحل التي يمر بها الفارس ويكون الهدف هو اختلاق الألفة بين المهر والفارس، والمرحلة الثانية وضع اللجام للمهر ويكون ذلك صعب مع الرقص ويواجه الفارس كثير من الصعوبات في بداية الأمر ولكن بعد الألفة بينهم يكون الأمر سريع ثم تأتي مرحلة ركوب المهر بشكل متقطع ولمسافات ليست طويلة  حتى يشتد عود المهر.


  • الآليات المحركة لعملية التبوريدة

الميدان أو المطرك: من نجاح فن التبوريدة هو احترام المجموعة للقائد وللشروط التي يضعها ومنها شروط للفرس وشروط للفارس وهناك شروط تتعلق بالمكان والنشاط الفني وهو ما يعرف لدى العامة بـ المطرك أو المجبد ويكون عبارة عن ميدان يحتضن به ملتقيات ومجريات فن التبوريدة وعلى أرضيته يتم العرض والفرجة.

وعلى هوامش هذه المطارك يتم نصب الخيم  والأقبية كما أن هناك ممارسة لبعض الأنشطة الرياضية الأخرى يمكن التقديم لها من طرف الشباب الأحياء والقريبين من هذا الفن ويكون فرصة لإظهار المواهب كما تقام بالاتفاق مع المناسبات والمواسم المتعددة والمتنوعة خلال السنة.