الاتجاهات النظرية في الأنثروبولوجيا
ما
هي الاتجاهات
النظرية
في
الأنثروبولوجيا
تتألف الاتجاهات النظرية في الأنثروبولوجيا إلى عدة اتجاهات ويبلغ عددهم ست اتجاهات أساسية، وهم الاتجاه التطوري، الاتجاه التاريخي، الاتجاه الانتشاري، الاتجاه التناسقي التكاملي، الاتجاه البنائي الوظيفي وأخيرًا الاتجاه البنيوي الأنثروبولوجي، ولمعرفة تلك الاتجاهات نتناولها بالتفصيل.
من أقدم مؤسسي علم الاجتماع والنظريات والاتجاهات في علم الأنثروبولوجي هو داروين، كذلك فالأنثروبولوجيا هي دراسة علم الإنسان والمجتمعات، كما يتطلب التحليل والتفسير لمعرفة دليل سلوك الكائن البشري، والتي يستفاد منها في
مجالات الانثروبولوجيا
وقد تم تقسيم الاتجاهات النظرية للأنثروبولوجي إلى:
-
الاتجاه
التطوري
كان ذلك الاتجاه من أولى الاتجاهات ظهورًا منذ اكتشاف الأنثروبولوجيا، حيث قام باحتوائها ومن ثم محاولة معرفة النشأة الخاصة بالمجتمعات، وقد تم ظهوره في القرن التاسع عشر ميلاديًا.
كان الاتجاه التطوري يقوم بدراسة
العادات
والتقاليد لكل مجتمع حينها ومن ثم يقوم أيضًا بدراسة الثقافة والتاريخ الإنساني.
فمن علماء الأنثروبولوجيا من قام بتقسيم المجتمعات الإنسانية إلى عدة مراحل تسير وفقها وتتطور بها وتلك التطورات تسير وفق منهج مبسط ثم بعد ذلك يصبح معقدًا بعض الشيء ولكن في نهاية الأمر يصبح معقدًا للغاية.
جميع التطورات تلك تحدث في كافة المراحل، كذلك فقام مورغان بتقسيم المراحل التي مر بها الإنسان لثلاث مراحل وهم:
-
مرحلة الهمجية
: حيث تنقسم تلك المرحلة لثلاث خطوات تدريجية، عند الانتقال من خطوة لأخرى يتم رفع مستويات الثقافة في المجتمع أثر تلك التقدم، وتلك التقدم يكمن في سبل العيش والأنظمة المجتمعية في تلك الفترة.
-
مرحلة البربرية
: حيث تنقسم أيضًا لثلاث مراحل متدرجة ويتم التقدم من خلال العبور للمراحل الأحدث بالثقافات والأنظمة.
-
مرحلة المدنية
: وتلك هي المرحلة التي تم اكتشاف
الحروف
الهجائية وأسس
الكتابة
بها، وتلك المرحلة هي الممتدة حتى وقتنا الحالي، كذلك يتم الابتكار بها والتقدم وفق تكنولوجيا المجتمع والعادات والتقاليد.
جميع المراحل السابقة تتغير ويتم العبور لمراحل أخرى، ولكن القاعدة المعروفة التي لا يجب الخلل بها هي أن الإنسان تاريخه وأصله من الجنس البشري وهو ما يشير إلى معرفة
ماهي الانثروبولوجيا
.
-
الاتجاه
التاريخي
كان رائد ومؤسس ذلك الاتجاه في أمريكا وهو عالم الاجتماع فرانز بواز، وقد تقدم الاتجاه التاريخي عن الاتجاه التطوري، حيث التطوري هو بداية تطور المراحل الإنسانية، أما التاريخي هو دراسة تاريخ الإنسان والمجتمعات ومعرفة أساسها.
كان يدرس في ذلك الاتجاه القبائل، وهي القبائل البشرية التي تتكون من عديد من الأشخاص وكانت كل قبيلة تحمل أسمًا خاص بها ولها أصل وتاريخ يختلف عن غيرها.
كان الهدف الأساسي من دراسة أصول القبائل والعشائر هو الوصول إلى أسس هامة يستطيع الحكم من خلالها على أصل الجنس البشري بشكل عام، وهي من
اهداف علم الانثروبولوجيا
.
-
الاتجاه
الانتشاري
ويفسر ذلك الاتجاه أهمية التغلغل والانتشار للقبائل وانتقالها وأيضًا تداخلها مع قبائل أخرى إلى انتشار الثقافات الإنسانية وذلك بسبب التداخل والتناغم.
كذلك فأثر تلك التداخل وانتشار الثقافات يؤدي إلى خلق قبائل جديدة، وتلك القبائل هي تتكون من عدة أشخاص يكون لهم نفس خصائص الثقافات، أي يذهب الإنسان للعيش في مجتمع أو قبيلة تحمل نفس خصائصه ويشعر أنه ينتمي لها.
كل مجتمع أو قبيلة تحتوي على نفس الخصائص الثقافية والأساليب كالصيد أو طهي الطعام، ونشر الثقافات يأتي عن طريق منطقة تتمركز بها الثقافة ثم يتم انتقالها للعديد من المناطق حولها، وذلك يتمثل في مصر الفرعونية، حيث أنها مصدر نقل الثقافات والخصائص والأساليب كالآثار والتحنيط والأعمال الأخرى كفنون الطهي والملبس، وأثر ذلك تم نشره للعالم أجمعه.
-
الاتجاه
التناسقي
التكاملي
في تلك الاتجاه كان للمظهر الخارجي أساس قوي في تفسير سلوك الإنسان ومعرفة نوع ودرجة ثقافته، كذلك تنقسم الثقافات إلى جزء خاص بالعاطفة والإحساس والجزء الآخر يختص بالسلوك الذي ينجم عن تلك العاطفة.
من خلال السابق يتم توضيح أن السلوك الخارجي للقبيلة هو من يحدد ثقافتها وذلك عند إجراء أبحاث مجتمعية في قبيلة كانت تهتم بالمظهر والطقوس والعادات الخاصة بها فتم تصنيفها من القبائل المنبسطة، على عكس قبيلة أخرى كان سلوكها أقرب للعداء وتلك تم تصنيفها من القبائل المنطوية.
-
الاتجاه
البنائي
الوظيفي
ذلك الاتجاه يقوم بعرض مفهومه وهو عن طريق تشارك العديد من المجتمعات أو القبائل في السلوكيات والعلاقات الإنسانية، ومن ثم تلك العلاقات تقوم بتوضيح نوعية تلك العمليات بينهم.
البناء الاجتماعي والوظيفة هما عاملان يكملان بعضهما، حيث يتكون البناء الاجتماعي من عدة وظائف اجتماعية، وتلك الوظائف الاجتماعية هي السلوكيات التي يقوم بها الكائن الحي الذي يصنف من البناء الاجتماعي.
كذلك تم تعريف الوظيفة الثقافية الدارجة تحت الوظيفة المجتمعية وبأنها تقوم بسد حاجات الكائن الحي من جميع الاتجاهات، وأن السبب الأساسي لتلك الوظائف المجتمعية التي تقوم بها هي بقاء الكائن الحي على قيد
الحياة
لاستمرارية الإنسان وعدم انقراضها.
-
الاتجاه
البنيوي
الأنثروبولوجي
قام دوركايم بتحديد الضمير الجمعي، وكذلك فرويد بتحديد اللاشعور وتلك التحديدات هي التي تقوم ببناء المجتمع وتحديد تلك الظواهر الاجتماعية والإنسانية وتلك القوانين من وجهة نظرهم، ولكنها تختلف اختلاف جذري عن قانون كلود ليفي ستروس، حيث اختص كلود بأن العقل الإنساني والعقيدة الدينية والقرابة هي أساس الظواهر الاجتماعية والإنسانية في المجتمعات. [1]
المدارس
النظرية
في الأنثروبولوجيا
تتكون الأنثروبولوجيا الثقافية من عدة مدارس، وتلك المدارس تعمل على وضع اتجاهات وقوالب يجب السير وفقها ومن تلك المدارس الثقافية:
-
مدرسة الثقافة والشخصية
وهي تقوم على أسس تحليل الثقافات الإنسانية وكيفية تأثيرها على عقل الإنسان، وتم الأخذ في الاعتبار أن السمات الشخصية هي التي تتحكم في الثقافة، ومن ثم تم عمل اختبارات شخصية لدراسة السمات.
-
مدرسة التطوير الجديدة
قامت بدراسة التطور الثقافي المتعدد في خطواته المعقدة، وذلك بأن الثقافة يمكنها العبور بأكثر من خطوة وسمة.
-
المدرسة البنيوية
تم حصر الثقافة بها بمقياس اللغة الشخصية للإنسان، وذلك وفق أساسيات ترسيب الثقافة في العقل الإنساني.
-
مدرسة الأعراق
وهي علم يختص بالأنثروبولوجيا المعرفية والتحليل، واتجهت تلك المدرسة إلى أن التحليل الباطني للعقل البشري هو الذي يسهم في نوعية الثقافة للشخص.
الأنثروبولوجيا
الاجتماعية
تقوم الأنثروبولوجيا الاجتماعية بدراسة سلوك الإنسان في المجتمع الذي ينتمي إليه، كذلك تنقسم لعدة مصطلحات أساسية كالثقافة، والثقافة هي طريقة الحياة التي يعيشها الإنسان في المجتمع، كذلك المجتمع هو مجموعة من الأشخاص تجمعهم صفات متشابهة ويقومون بنفس العادات والتقاليد وتربطهم روابط اجتماعية، حيث يقومون بنشر الثقافات الخاصة بهم، وتلك الروابط والاحتياجات الأساسية التي تعمل على بقاء الكائن الحي واستمراريته.
أهمية
الأنثروبولوجيا
الاجتماعية
للأنثروبولوجيا أهمية كبيرة وهي تقوم بدراسة
السلوك الإنساني
بشكل عام ومن ثم إيصاله للمجتمعات، كذلك هناك أبحاث ميدانية تصف السلوك الإنساني في الماضي والحاضر والثقافات المنتشرة في جميع المجتمعات.
من تلك الأهداف والأهمية للأنثروبولوجيا الاجتماعية هي:
-
تقوم بوصف العديد من العادات والتقاليد والسلوكيات الإنسانية في المجتمعات، وذلك عن طريق دراسات ميدانية في المجتمع بعينه وليست عن طريق الإنترنت.
-
معرفة أصل تركيب العقل الإنساني وشكل الحياة والتطورات التي مر بها المجتمع الإنساني، ومن ثم الوصول إلى أنماط التطور الإنساني.
-
تحديد
أصول التطور الإنساني، وذلك عن طريق التنقيب في الأزمنة القديمة والعصور الأولى.
-
وأخيرًا المقارنة بين السمات القديمة والأصل وأيضًا سمات الإنسان والمجتمع في
الوقت
الحالي ومن ثم معرفة كيفية تطور الإنسان على مر العصور والتنبؤ بالسلوكيات الإنسانية. [2]