هل الذنب يمنع الرزق ؟.. ” موانع الرزق التي يمكن تفاديها “


هل الذنب يمنع الرزق


الرزق الوفير هو أكثر ما يتمنى الناس ويرجون من ربهم، ويسعى الكثير من الناس لزيادة رزقهم بالأسباب الدنيوية والدينية رغبة في زيادة وسعة

الرزق

، ولكن هل الذنب يمنع الرزق.


يرى علماء الدين أن الرزق بيد

الله

وقدره وليست دائما تمنع عن الناس بذنوبهم قد تكون سبب أو لا تكون فليس شرط، ولكن من المؤكد أن كلما زادت الذنوب والمعاصي للمسلم كانت سبب في منع الرزق فهي طريقة من طرق ردع المسلمين ليتوبوا ويعودوا لخالقهم ويكون جزاؤهم الجنة، أما غير المسلم فيكفيه عقاب الحرمان من الجنة.


الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده عن ثوبان ‏قال ‏ :قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏:”  إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد

القدر

إلا الدعاء ولا يزيد في

العمر

إلا البر.”  [1]


موانع الرزق التي يمكن تفاديها


هناك العديد من

اسباب عدم التوفيق

و من موانع الرزق والتي تؤثر على الخير والرزق بكافة معانيه ومن تلك الأسباب:


  • ترك الأخذ بالأسباب تواكلًا واعتمادًا على القدر


حيث يرى بعض الناس أنه لا حاجة للعمل ما دام أن الرزق بيد الله ومن عنده، لذا يترك البعض الأخذ بالأسباب إما تكاسلاً أو إهمال أو من سوء الفهم للأخذ بأسباب الرزق.


  • أكل الحرام أو ما فيه شُبْهة



أكل المال الحرام سواء أكل مال الناس أو الرشوة والربا والسرقة وغيرها من طرق الكسب الحرام والتي تخالف شرع

الإسلام

وتمنع رضا الله.


  • كفر النِّعم وازدراء عطايا الله وإن بدت قليلة



كثير من الناس يركز على ما ينقصه ويحتاجه وما حرم منه ويتغافل عن النعم والعطايا والمنح التي أعطاه الله أياها ومن موانع الرزق عن العباد هو الكفر بنعمة الله على الإنساء وتقليل ما يعطيه الله له وتقليل قيمته والنظر إلى عطايا الله باستصغار وتقليل.


  • البخل والشح


يعد

البخل

والشح من أسوء الصفات التي يمكن أن يتصف بها إنسان إلى جانب كونها صفة ذميمة وقد قال الله سبحانه وتعالى {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر:9]، والشح أكثر سوء من البخل {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى . وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل:8-11].


ويبين الله سبحانه وتعالى مدى سوء الشح والبخل أيضا في الآية : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران:180].


  • القيام بالأعمال الشِّركيَّة


تعد الأعمال الشركية وهي كثيرة من أحد أسباب منع الرزق عن العباد ومن الأعمال الشركية

دعاء

غير الله والتوسل بالعباد والذبح لغير الله وتعليق التمائم وما في حكمها والتعلق بغير الله لأن الشرك ظلم عظيم.


القرآن الكريم نور وهدى ودليل البشر للجنة بتعاليمه وأحكامه والإعراض عن القرآن الكريم وكلام الله المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم هو سبب في منع الرزق، فالرزق يزيد بذكر الله وقراءة القرآن الكريم، ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].


  • عدم نسبة الفضل في الرزق إلى الرزاق المُنعِم


كل الخير بيد الله سبحانه وتعالى


والرزق من عنده


لأنه هو الرزاق ولكن الناس كثير ما تنسى او تغتر بنعم الله فينسب الشخص لنفسه الفضل فيقول هذا الرزق بسبب اجتهادي أو بسبب ذكائي أو بسبب مهارتي أو بسبب أني محظوظ وغيرها من الأسباب التي يمكن للإنسان أن يرجع لها الرزق سوى الله سبحانه وتعالى.


  • الانشغال عن الفرائض بطلب الرزق


قد ينشغل الناس بطلب الرزق والعمل ويستغرق ذلك أوقاتهم وحياتهم فيهملون في تأدية الفرائض فترى الشخص يهمل في

الصلاة

على وقتها بحجة العمل، وينصرف عن صلاة الفجر بحجة الاستيقاظ مبكر للعمل في حين انه قد يستيقظ لأي أمر آخر، او يمتنع عن تأدية فريضة الحج وهو لها مستطيع بحجة العمل أو تنشغل المرأة عن بيتها ورعايته وهي فريضة عليها بحجة العمل.


  • ترك إخراج الزكاة


يعد ترك إخراج الزكاة أحد أسباب موانع الرزق وذلك لأن الزكاة هي حق الفقير في المال الذي أنعم به الله على الناس، ومن يقصر في فرض من فروض الله يؤتى العقاب من جنس العمل.


  • الذنوب والمعاصي


تعد الذنوب والمعاصي من أهم أسباب موانع الرزق حيث تبعد الإنسان عن ربه فتحجب نعمه، ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 160، 161]. [2]


كيفية تفادي موانع الرزق


يعد أمر تفادي موانع الرزق أمر ليس بالمستحيل ولكنه أيضا ليس باليسير فالابتعاد عن المعاصي والذنوب يحتاج مجاهدة النفس والتقرب إلى الله والاستعانة بالله والاستمرار في الدعاء، ومجاهدة النفس في الابتعاد عن مغريات المال الحرام وتجنبه وتعلم العلم الشرعي الصحيح للابتعاد عن أنواع الشرك المختلفة، وتجنب

أثر الذنوب والمعاصي على الرزق

على حياة الشخص، ويمكن باتباع ما يلي تفادي موانع الرزق:


  • الالتزام بالأدعية وبالأخص

    دعاء الرزق

    والمداومة عليه باستمرار.

  • الالتزام بالطاعات وبالأخص التصدق على الفقراء.

  • الالتزام بالفروض الخمس وما سواها من فروض خاصة.

  • تجنب

    الكبر

    والغرور

    ورد

    الفضل لله وحده سبحانه وتعالى.

  • الابتعاد عن الذنوب والمعاصي.

  • الحرص على أداء الزكاة.

  • عدم الانشغال بالرزق عن الفرائض والعبادات.

  • تجنب

    اسباب منع الرزق

    .

  • الالتزام بالاستغفار لما في

    عجائب الاستغفار في تحقيق الامنيات

    من فضل كبير.


ويؤكد العلماء أن المداومة على الأفعال الصالحة فهي تغير من حال العبد لأفضل ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97]، فكما تبين الآية أن

العمل الصالح

يجعل حياة الناس ذكر كان او أنثى حياة طيبة ويعطى الأجر جزاء له بأحسن ما كانوا يعملون، وهو جزاء صلاح حالهم. [3]


آيات الرزق في القرآن الكريم


ذكر الرزق في القرآن الكريم في مواضع متعددة وبين النبي صلى الله عليه وسلم كذلك أيضاً في الأحاديث، ومن الآيات التي ذكرت ذلك:


  • فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا * یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا * وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰ⁠لࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا﴾ [نوح].

  • إِنَّ ٱللَّهَ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران].

  • لِیَجۡزِیَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُوا۟ وَیَزِیدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ یَرۡزُقُ مَن یَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابࣲ  [النور].

  • إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِینُ [الذاريات].

  • اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {العنكبوت:62}. [4]