مفهوم التفوق ومكوناته
مفهوم التفوق
يعرفه
التفوق
الدراسي
لغوياً بأنه العلو وارتفاع في الشأن والتفوق مشتق من فوق، والفوق هو نقيض أسفل، فحين يقال الولد فاق زملائه يعني تفوق عليهم، وفي الاصطلاح يشار للتفوق الدراسي بأنه أحد المظاهر الأساسية للنشاط العقلي الوظيفي عند الأفراد حيث لاحظ عدد من العلماء والباحثين أن بعض الأفراد يظهرون تفوق في التحصيل الدراسي والأداء في مختلف المجالات ولكنهم لا يصلون إلى معامل ذكاء مرتفع إذا ما قيس ذكاؤهم بمقياس محدد، الأمر الذي دفع بعض الباحثين والمشتغلين في التفوق باتخاذ أعلى مستوى تحصلي مرتفع محكم للتفوق الدراسي[1].
التفوق الدراسي هو الإنجاز التحصيلي في مادة دراسية أو في مهاة معينة والقدرة على تحقيق أعلى الدرجات في الاختبارات المدسية أو الاختبارات الموضوعية المقننة والمتفوق دراسياً هو من وصل في أدائه إلى مستوى أعلى من مستوى العاديين في مجال من المجالات التي تعبر عن المستوى العقلي الوظيفي للفرد، أي أنه يملك قدرات عقلية معرفية مرتفعة، وهو يشير إلى التحصيل العالي والإنجاز المدرسي المرتفع في التحصيل الجيد وقد يعد هذا مؤشر على
الذكاء
ويعرف الطالب أو الشخص المتفوق في تحصيله الدراسي بأنه يرتفع في إنجازه وفي تحصيله الدراسي بمقدار ملحوظ فوق الأكثرية أو المتوسطين من أقرانه، أي إذ زادت نسبة تحصيله الأكاديمي عن 90 بالمئة فهم أعلى فئة من الطلبة في التحصيل الأكاديمي[2][5].
مكونات التفوق
أتفق العلماء والمتخصصين بأن هناك ثلاث مكونات أساسية للتفوق، لا يمكن لأن تنفصل أي منهم عن الأخرى وتتمثل في[3][2]:
عوامل خاصة بالفرد
يقول العلماء بأن التفوق يحتاج إلى أن يكون
الطفل
لديه استعداد للتفوق، كما أن الوراقة لها دور كبير في التفوق مثل الجينات الموروثة من الآباء كالتفكير والمخ والتشابكات العصبية والبنية الجسمية، وتتمثل العوامل الفردية في:
- الوراثة: حيث إن الفروق الفردية بين مستويات التفوق دائماً ما تعود إلى عوامل وراثية والتي تبرز تأثيرها خاصة في قابلية الفرد للتعلم.
- الذكاء: حيث أن الذكاء أحد العوامل الأساسية للتفوق.
- الدافعية: إذ أن هناك علاقة ارتباطية دالة إحصائية بين الدافعية والتفوق الدراسي.
-
الرضا
عن الدراسة، فالاتجاهات الإيجابية نحو المؤسسة التعليمية لها دور كبير في تفوق الطلاب.
البيئة المحيطة
لابد أن تكون
البيئة
المحيطة داعمة ومؤيدة ومهيئة للتفوق، حيث قد يكون الشخص لديه استعداد للتفوق وعنده مقومات شخصية وعقلية، إلا أن البيئة المحيطة كالأسرة وجماعة
الأصدقاء
أو المدرسة حتى أو الضوضاء والمؤثرات الخارجية غير مشجعة على الإنجاز والتفوق وذلك على النحو التالي:
- الأسرة: تلعب الأسرة دور كبير، كونها البيئة الأولى التي تحتضن الطفل منذ ولادته فالطفل المتفوق يتأثر تأثير بالغ لما تهيئه له أسرته، فالدراسات أثبتت أن المستوى الخاص بالأسرة والوفرة في المؤثرات التربوية والثقافية والاستقرار العاطفي والاجتماعي لهم دور فعال في تشجيع وتحفيز الأطفال على التفوق والتحصيل الدراسي.
- البيئة الاجتماعية: لوحظ أن الأطفال المتفوقين غالباً ما يكونوا من بيئة اجتماعية ذات مستوى رفيع، حيث يتوافر لديهم مقومات مادية مناسبة وذلك من أجل تنمية المهارات وتوفير وسائل الترفيه والتسلية التي تدفع للدراسة بجد ونشاط.
- المدرسة: المدرسة تؤثر على تحصيل الطلاب وتفوقهم من خلال توفير بيئة ملائمة للدراسة وجو ناسب للفهم والاستيعاب، كما يتطلب توفير كتب ذات مستوى جيد ومفهوم وممتع ومشوق.
-
المهارات وظهور التفوق
إذا توافر لدى الفرد العقل الذكي والذهن الحاضر والبيئة الملائمة للتفوق، ساعد ذلك في ظهور المهارات والإبداع لدى الشخص وحصل على فرصة مثالية لإبداء ما هو عليه من تفوق، حيث أن التفوق يحتاج مقومات غير الموهبة تماماً، فهناك فرق بين
التفوق والموهبة
.
عوامل التفوق
أشارت أحد الدراسات الميدانية أن هناك مجموعة من الأمور التي يمارسها الطلاب تساعدهم على التحصيل الدراسي الجيد والتفوق، وهي مجموعة من
العادات
البسيطة تتمثل في:
- التحضير اليومي لمواد الدراسة، بحيث لا تتراكم على الطالب وقت الامتحان.
- الرجوع الدائم للمعلم ومناقشة الأمور الصعبة، وطلب إعادة شرحها وتوضيحها.
-
تنظيم اليوم بين الدراسة والمذاكرة والحرص على
النوم
الكافي وتخصيص وقت للترفيه ووقت للعائلة والحياة الاجتماعية. - تهيئة المناخ المناسب للدراسة والمذاكرة من الأسرة، وتحديد مكان مخصص ودائم للمذاكرة بعيد عن الضوضاء تماماً.
خصائص المتفوقين دراسياً
يحب المتفوق العمل منفرد، ودائماً ما يطرح سؤال ماذا لو؟، كما أن دائما ما يربط المتفوق العلاقات بين الأشياء والحوادث، ولديهم مجموعة من الأفكار متنوعة وكثيرة و طلاقة لفظية عالية، كما أن المتفوق يستطيع النقاش في عدة أفكار ومواضيع في وقت واحد نتيجة للفطنة والذكاء، ودائماً يتباهى باكتشافاته واختراعاته إذ لديه طرق ذكية وغير تقليدية لإنجاز العمل، فيعيد بناء الأفكار والآراء ويقوم بإنجاز مهامه ويتخطى ما طلب منه، فيقوم بعمل المزيد، وهناك الكثير من الصفات التي تظهر على المتفوقين ويمكن
تحديد
سماتهم في[4]:
-
العمل الموجه
داماً ما يعمل الشخص المتفوق بجد ويسير في طريق محدد، حيث يلاحظ أن المتفوق هو دائماً ما يسعى لإنجاز عمله في
الوقت
المحدد، ولا يؤخر ما يجب إنجازه أبداً.
-
متفائل
الشخص المتفوق دائماً متفائل حيث يركز على كل ما هو جيد، ويهتم بردود الأفعال الإيجابية، والطموح الذي أمامه دائماً ما يجعله متفائل ومنتظر لأمور جيدة تحدث في المستقبل، نتيجة جهده كثمرة لتعبه.
-
لديه بصيرة
يستطيع الشخص المتفوق دائماً أن يضع أهداف وخطط طويلة الأمد ويركز على تنفيذها، فهو دائماً ما يسافر للمستقبل ويعود للحاضر للتخطيط الجيد للمستقبل الذي يضعه نصب عينه.
-
يركز على النتائج
دائماً ما يركز المتفوق على النتيجة المرغوبة، كما أنه يرى النتائج الإيجابية أكثر من السلبية، فحتماً سيقع كل شخص في أمور سلبية في حياته، ولكن لا يركز الناجح إلا على الجيد، ويضع السلبي فقط
محل
نظره لكي يتعلم منه ولا يكرر أخطائه.
-
التنظيم والابتعاد عن
الفوضى
من المؤكد أن الشخص المتفوق لا فوضى ولا إزعاج في مخيلته ولا في تفكيره، فعقله لا يعرف الفوضى، هو شخص منظم للغاية لكي يستطيع الحصول على أهدافه، فالفوضى تقلل من النتائج وتؤثر على تركيز الأشخاص، لذا يعمل المتفوقين على ترتيب حياتهم وأفكارهم أول بأول.
-
المرونة
الشخص المتفوق لابد أن يكون مرن ومنفتح على كل أنواع التغيير، بحيث لا تكون حياته دائماً بسيطة ويكون ملتزم بتجربة العديد من التغييرات، فالمرونة جزء من النجاح، لذلك يجب على الشخص الناجح دائماً تجربة أشيا جديدة.
-
القبول
لابد من أن تكون العقلية الخاصة بالمتفوقين عقلية إيجابية فبرغم أن لا يمكن لشخص أن ينسى الماضي أو ما أحزنه، إلا أن الوقوف كثيراً عند الأمور السلبية يؤثر على الحاضر والمستقبل، لذا يعمل الشخص المتفوق عل قبول ما مضى وتقبله، لكي يستطيع أن يعيش حياته القادمة بنجاح وتفوق.
-
البحث عن الفرص
الشخص المتفوق لا يقبل أبداً بالثبوت والوقوف في مكانه، فهو دائماً ما يبحث عن فرص التطور والسمو والوصول إلى المراتب الأعلى.
-
عدم المقارنة
يتجنب المتفوق دائماً مقارنة نفسه بالآخرين فهو دائماً ما ينظر إلى القمة فقط، وليس إلى المتسابقين.
-
الحرص على التعلم
من سمات الشخص الناجح أنه دائماً ما يسعى للتعلم والاستفادة القصوى من كل المعلومات والمصادر المحيطة به لكي يكون قاعدة معلوماتية كبيرة، ويكون لديه خبرة وكفائه عالية، فلا يترك معلومة تمر دون أن يستثمرها.
-
الانضباط
من الأمور الأساسية التي تساعد الأفراد على الإنجاز والتفكير الجيد
الانضباط
والتمسك بالسلوكيات الدينية والعادات والتقاليد السليمة، فلا مجال للأشخاص الغير منضبطين للنجاح أو لتحقيق الأهداف.