أهداف مشروع توطين البادية
أهم أهداف مشروع توطين البادية
بالحديث
عن هذا
المشروع
في الحقيقة مواطني السعودية هم المعنيين به، خاصةً بعد التطور الذي أحدثه تطبيقه وإرساء قواعده داخل المملكة، وتم إنشائه لعدة أغراض كان أهمها تطوير
البيئة
البدوية بالسعودية، إلى جانب منح سكانها مقومات الاستقرار اللازمة، بدلًا من حياة التنقل التي كانوا يحيونها، ويعود الفضل في فكرة توطين
البادية
للملك عبد العزيز آل سعود.
بعد مرحلة توحيد جميع مناطق المملكة السعودية، أتي دور الاهتمام بالقبائل البدوية التي تعيش في صحرائها، وقد كان لهم نصيب في تفكير الملك، حينما أراد تهيئة حياة مستقرة لهم، ومنحهم حياة أفضل من الحالية، والتي تربوا ونشأوا عليها، لهذا يمكننا تلخيص أهداف التوطين في الآتي:
-
تنمية المجتمع البدوي
من المعلوم أن حياة البدو تلخصت في الترحال، وعدم الاستقرار في مكان معين بحثًا عن الماء، والطعام، وهؤلاء لم يتعلم أطفالهم، ولم يهتموا بإدخالهم مدارس كون حياتهم غير مستقرة، كما أنهم حُرموا المنزل الآمن المستقر، لهذا تعد أهداف التنمية كالآتي:
- منحهم مكان مناسب للحياة، بالإضافة إلى توفير مساكن لمن يحتاج منهم.
- توفير عمل للراغبين، إلى جانب مساعدتهم في إنشاء مشاريع بسيطة ليحصلوا على دخل لهم شهريًا.
- إقناعهم بالتخلي عن مظاهر الترحال، والتمسك بمنزل ثابت، مبني من الطوب، وحديث وبه من المرافق ما يحفظ آدميتهم.
- توفير الخدمات الأساسية للجميع.
-
برامج الدعم المالي
تلك البرامج تم إنشائها خصيصًا من أجل المحتاجين، والأشخاص الذين هم في مستوى مالي أقل، وهي في الحقيقة متنوعة، وتشمل جوانب عدة في حياة المواطنين ذوي الحاجة، ومن تلك البرامج ما يلي:
-
حساب
المواطن: وهو برنامج يهتم بمنح المستحقين المسجلين فيه راتب شهري، ليعينهم على مواجهة غلاء الأسعار، وتوفير متطلبات حياتهم.
-
دعم ريف: أما هذا البرنامج فهو يهتم بتقديم تمويلات مالية لإنشاء المشاريع الصغيرة، للبدو أو لصغار الحرفيين، وكذلك للنساء، وهو يهتم أيضًا بتشجيع الأسر لبيع منتجاتها التي تصنعها منزليًا.
-
تقديم تمويلات مختلفة لزواج المتعسرين، وكذلك قروض تعليم، وتمويلات لشراء
السيارات
وغيرها من الأمور.
-
بالإضافة لتوفير دخل ثابت شهري للمتقاعدين وكبار السن، وكذلك المطلقات، أو الأرامل، وغيرها من المساعدات المالية.
-
تعليم أطفال البادية
في البداية اعتاد البدو عدم تعليم أطفالهم، كون حياتهم تستلزم عدم الاستقرار، لكن بعد توطين البادية، أصبح بالإمكان إلحاق الأطفال بالمدارس على حسب أعمارهم، مقابل مصروفات بسيطة تشجيعًا لهم.
وكذا الحال مع طلاب الجامعة، تمنحهم الحكومات بعض الدعم لمن لا يستطيع تحمل تكلفة
التعليم
الجامعي، لسوء حالته الإقتصادية، وهناك إمكانية أيضًا لأخذ قروض لإتمام مراحل التعليم، مقابل أقساط بسيطة للغاية، وعلى فترة سداد ليست قصيرة.
-
العمل
يعد توفير العمل لمجتمع البادية من ضمن أهم الأهداف التي حرص المسئولون على تحقيقها، حيث تم توفير دورات مجانية لتعليم الحرف وتطوير المهارات، وكذلك توفير قروض إنشاء مشروعات كما سبق وذكرنا، بالإضافة لمنح المرأة الفرصة للعمل من منزلها إن كانت تمتلك مهارة معينة مثل الغزل والنسيج أو الخياطة وغيرها.
-
وقف الحروب القبلية
كان معروف عن مجتمع البادية عدم التوحد، ووجود ما يعرف بالنزعة القبلية، وأحيانًا كانت تحدث حروب تستمر على مر السنين بين قبيلتين أو أكثر، لكن بعد تطبيق مبادئ مشروع التوطين، اختفت الخلافات، وبات الإتحاد بينهم أمرًا ضروريًا، وأصبح بينهم تعاون في العمل، وعلاقة اجتماعية طيبة، ونسب أيضًا.
من أهم الأهداف تنمية روح الوطنية في قلوب البدو اتجاه مملكتهم، خاصةً بعد منحهم امتيازات كفلت لهم حقوقًا كمواطنين سعوديين، وهذا ما جعل هؤلاء يحبون وطنهم، وينتقلون من حب القبيلة الواحدة، لحب المملكة كلها، فشعر أهل البادية أن السعودية هو وطنهم الفعلي وليس القبيلة. [1]
توطين البادية في عهد الملك عبد العزيز
اهتم الملك عبد العزيز بإرساء قواعد التوطين في نفوس أهل القبائل، وبعد اقناعهم بضرورة التوحد، والتخلي عن الخلافات، والمنازعات فيما بينهم، أصبح المواطن البدوي قادرًا على الانخراط في المجتمع الحضري، وقام بتوطيد علاقات جيدة مع الجميع، كما تقبل مظاهر التطور من حوله، وأصبح ذو عقلية ثقافية متفتحة.
واندمج أهل البدو في المعاملات الاقتصادية من حوله، فعمل بعضهم في الزراعة، وآخرين في التجارة، ومجال الأعمال والمشاريع، والبعض الآخر اهتم بالحرف اليدوية.
وأصبحوا الآن يعيشون حياة مستقرة، بفضل
تأثير توطين البادية في تحضر المجتمع
وتطلعوا للتعمير، والبناء، والتعليم، وأصبح لديهم آمال يسعون لتحقيقها، ونجح مشروع التوطين، وتحققت أهدافه بالفعل، وأصبحت السعودية محط تقدير الجميع بعد تلك الخطوة الهامة.
منح توطين البادية
قامت الحكومة بتوزيع قطع من الأراضي لأهل البادية ليستقروا فيها، ويبنون عليها منازلهم، وهذه الأراضي يوجد بالقرب منها المنشآت التعليمية، والصحية، والخدمية اللازمة.
وحدث هذا بالتحديد عام 1396 هـ، لكن لم يتم منحهم عقود ملكية وقتها، فنادى هؤلاء بعد مرور 40 عام من استقرار حياتهم، بضرورة الحصول على صكوك تثبت أحقيتهم في تلك الأراضي التي منحتهم الحكومة أياها.
وتم دراسة مطالبهم بالفعل أمام القضاء السعودي، وبناءً على هذه المطالب أعلنت
وزارة
العدل عن عدة خطوات هامة بعد إتمامها يصبح من حق هؤلاء الحصول على الصكوك بكل يسر.
بناء الهجر
بعد نجاح الملك عبد العزيز بإرساء قواعد التوطين، وتمكن من توحيد القبائل البدوية، نشأ الكيان السعودي، وكان إنشاء الهجر أولى خطوات التوطين، ونشأت أول هجرة عام 1912م تحت اسم الأراطوية.
وبعدها توالى تكوين وبناء الهجر الأخرى، والتي اختص كل منها بقبيلة معينة، وقد تم حصر عدد كافة الهجرالتي تم إنشائها نحو 152 بحلول عام 1950م.
وتم حصر المستوطنين الذين قدموا للاستقرار في
الهجرة
بعدد بنحو 10,000 .
وقد تم
التعاون
بين البدو ومجموعة من المزارعين لتعمير كل هجرة، ونتيجة لهذا الترابط نشأت علاقات ودية بينهم، وبات التآلف بين القلوب أمرًا مسلمًا به.
لهذا قام المستوطنين القادمين من البادية باستخدام كل الموارد المتاحة من حولهم طلبًا للاستقرار، فاستخدموا
الطين
المخلوط بالتبن لبناء المنازل، واُستخدم الطين اللين في لصق الطوب اللبن لبناء الجدران، ثم تم استخدام سعف النخيل في صنع السقف، وصُنعت الأبواب والنوافذ من أخشاب الأثل، أو جذوع النخل.
وبعد ذلك قامت الحكومة بتوفير وحدات سكنية حديثة بمبالغ مالية بسيطة كمقدم، ثم تقسيط بقية المبلغ المستحق على فترة كبيرة، وأقساط بسيطة لا تؤثرعلى توفير متطلبات الحياة.
واختلفت أنواع هذه المساكن، ما بين فلل، ومباني سكنية، أو شقق بسيطة، وكل مواطن من حقه اختيار
الوحدة
السكنية التي تناسب إمكانياته المادية، ودخله الشهري.
مواصفات الهجر الأساسية
-
توفر بئر ماء على كل رأس هجرة، توفيرًا لعنصر المياه الهام لاستقرار القبيلة.
-
بناء مسجد في الهجرة لإقامة الشعائر الدينية.
-
إعداد مدرسة متكاملة ليتلقى أطفال القبيلة التعليم فيها، ويقوم فيها علماء الدين بمنحهم العلوم اللازمة لهم.
-
الاستغناء عن الخيام، والاستعاضةعنها ببيوت مبنية من الطوب اللبن.
-
الاهتمام بالزراعة، وإعانة أهل القبيلة على توفير غذائهم بأنفسهم، ومن أجل تلك الخطوة تم توفير البذورلها، وكذلك المعدات والأدوات الضرورية لحفر آبار المياه.
-
مد يد العون المالي لمن يحتاج دعم من المواطنين بتيسيرات تلائم وضعهم الاقتصادي. [2]