مظاهر تدل على تعظيم الله تعالى
ان تعظيم
الله
عز وجل ليس فقط كلامًا يقال، او ادعاء يدعي الانسان انه يقوم به، ولكنه عمل خالص لوجه الله، وإذا استحوذ الايمان على
القلب
، ظهرت تأثيراته على القول والفعل والعمل، فتعظيم الله عز وجل له لوازمه وشرائعه.
من المظاهر التي تدل على تعظيم الله تعالى
توحيد الله عز وجل
توحيد الله يعتبر من اهم مظاهر تعظيم الله، والخلاص من الشرك، فمن اشرك بالله، فقد حبط عمله في الدنيا والاخرة، لانه لم يعظم الله التعظيم الذي يليق به، قال تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}
لذلك يجب ان يدرك العبد عظمة الله عز وجل الغني بقدرته، وملكه، وجوده، وإحسانه وعلمه ورحمته وكماله المطلق، وإن
الشياطين
كانت تتقرب من المشركين بان تحرضهم على عبادة الاوثان التي يزعمون انها تقربهم من الله عز وجل، لانه يرون انفسهم احقر من ان يعبدوا الله دون واسطة، لكن هذا الامر لا يمت للاسلام وتعظيم الله بصلة.
ومن توحيد الله ايضًا توحيده في اسمائه وصفاته، من غير تشبيه ولا تكييف، فالله عز وجل منزه ان يشبه احد من خلقه، وتسبيح الله وتقديسه يكون وفق ضوابط شرعية، ولا يجوز ان يكون مبني على اهواء او اراء عقلية فاسدة، ومن الناس من اغراه الشيطان ليتبع الهوى، فانحرفوا عن باب
القدر
، ونفوا صفات وخصائص الله عز وجل وعلمه وكلامه وتكليمه لمن شاء، ونقى قدرة الله عز وجل، وهذا يودي إلى الضلال والهلاك.
احسان الظن بالله عز وجل
من مظاهر تعظيم الله احسان الظن به في جميع الافعال، وتنزيهه عن النقص والجهل والظلم، لان كل ظن لا يليق بحمد الله وحكمته ورحمته يعتبر سوء ظن بالله عز وجل، وإن
سوء الظن
والظن غير الحق بالله عز وجل يعتبر خلاف لما يليق بحكمة الله عز وجل وبإيماننا به، وبتفرد الله بالربوبية والالهية، وما يليق بوعد الله وبكلمته التي ارسلها إلى الرسل.
فمن ظن ان الله لن ينصر المسلمين ويظهرهم على اعدائهم، ولم ينصر دين الحق، فإنه يظن بالله ظن السوء، وينسب إليه صفات لا تليق بكمال الله وجلاله، وهذا يتعارض مع حكمة الله وجلالته، ومن ظن بالله ذلك فما عرف الله ولا عرف صفاته.
ومن انكر ايضًا ان يكون القدر الذي اصابه لحكمة من الله، وانها لم تكن سدى، او عن باطل، فهذا يدل على ان المسلم لم يعرف الله، وظن به ظن السوء.
تعظيم حرمات الله وحدوده
معرفة حدود الله ونواهيه وسيله لتعظيم الله عز وجل، ومن يتعدى حدود الله ولا يعظم حرماته فإن هذا يدل على ضعف في الايمان او انعدامه، ومن مظاهر تعظيم الله الوقوف عند حدود الله دون جفاء، والمؤمن الذي يتجرأ على المعاصي ما قدر الله حق قدره، لان المؤمن الحق لا يهون عليك ارتكاب المعاصي، ويمنعه الايمان بالله وتجنب نواهيه ان يعصيه.
ومن علامات تعظيم حرمات الله رعاية حدود الحرمات واوقاتها، والمسارعة إلى اداء الحقوق في وقتها، والحزن على فوت الحسنات وارتكاب الذنوب، فنجد المسلم يحزن إن لم يصلي
الصلاة
جماعه، مع ان الصلاة الفردية مقبولة، وذلك لعلمه ان صلاة الجماعه خير من الصلاة الفردية
وسائر الامور الاخرى تنطبق على ذلك، ومن علامات التعظيم الاخرى ان يمتنع المسلم عن الامور التي يمكن ان يقع فيها في الفتنة، ولا يخالط من سقط في قلبه تعظيم الله.
تعظيم شعائر الله
المؤمن الحق يعظم شعائر الله الزمانية والمكانية، فنجده يصوم في شهر رمضان ويعظم
الاشهر
الاربعة الحرم الاخرى، ويتقوم بتعظيم الليالي العظيمة مثل ليله القدر، التي تضاعف فيها الحسنات وتغفر المعاصي، وتعظيم هذه الاشهر من تعظيم الله عز وجل.
ومن المؤسف مشاهدة الناس وهم لا يقومون بتعظيم شهر رمضان المبارك، فيفسدونه بالمسلسلات التلفزيونية، وما فيها من المفسدات الاخلاقيه الاخرى، ومن الازمنة الاخرى المعظمة
عيد الفطر
والاضحى ويوم الجمعه. [1]
اسباب عدم تعظيم الله
-
الوقوع في الذنوب
: ارتكاب الذنوب يؤدي لذهاب تعظيم الله من القلوب، فتهون الذنوب على الشخص، ومن عقوبة الله للبشر ان يرفع عنهم مثابته فيستخفون به، وإنهم لو تفكروا بالله لما عصوه، والمؤمن الذي تمكنت الذنوب من قلبه يجرؤ على المعاصي، لان عظمة الله عز وجل تحول من ارتكاب الذنوب. -
التساهل في الاوامر الالهية:
الكثير من الناس اليوم لا يقومون بتأدية العبادات كما ينبغي. -
الغفلة عن العبادة:
العديد من الناس يغفل ذكر الله حتى في اوقات الانتظار التي يقضيها دون ان يقوم بفعل اي شيء -
ارتكاب المحرمات والنظر الحرام
:
النظر
إلى المحرمات يولد في القلب القسوة، وهذا يتنافى مع تعظيم الله الذي يحتاج لقلب لين مؤمن -
عدم قرءة القران بتمعن:
قراءة القران دون تمعن والاسراع لانهاء
الورد
دون التفكر بالمعاني يؤدي إلى ضياع الهدف الرئيسي من القران
امور تساعد على تعظيم الله
الاسباب المعينه على تعظيم الله
تشمل:
-
العبودية الكاملة لله وتوحيده:
كلما تقرب العبد لله بالصلاة والعبادة كلما زاد قربه من العبودية وعلت درجته عند الله تعالى -
التدبر بتمعن للقران الكريم ومعانيه:
ومحاولة فهم اياته، وليس الاسراع فقط لانهاء الصفحة وقراءه غيرها، وتدبر وفهم المعاني والايات التي تتحدث عن رحمة الله وعن عذابه، فإن قراءة هذه الايات يورث في قلب المؤمن خشية الله، فيتجنب ارتكاب المعاصي، كما ان قراءة القران بتدبر انفع للقلب، فهي تساعد المؤمن على ذوق حلاوة الايمان وهذا يؤدي في النهاية لصلاح القلب -
التفكر بخلق الله عز وجل:
التدبر والتفكر بعظيم صنع الله، وما خلق والسماوات والارض، واتساع الارض ما هو دليل إلا على عظمة الله، وقد اثنى الله على عباده المؤمنين الذين يفكرون بعظيم خلق الله، قال تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ( آل عمران: 190-191 ). -
الدعاء:
الدعاء من اهم الوسائل للتقرب إلى الله بشرط ان يكون المؤمن صادق النية في رغبته في التقرب من الله عز وجل. [2]
نتائج تعظيم الله
المسلم الذي يعظم الله ويعرفه يكثر من التسبيح والعبادة ولا يتجرأ على ارتكاب المعاصي او الاستهانة بما حرم الله، لانه ادرك عظمة الله عز وجل، قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: من الآية 41] اي ان
الطيور
والكائنات الحية الاخرى تسبح بحمد الله طوال الوقت، فالمسلم اولى بتعظيم الله وتقديره وتنزيهه، وذكره، لان ذكر الله يحيي القلوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» (صحيح البخاري). [3]