الفرق بين الإعلانات قديما وحديثاً

تعريف الإعلان

هناك العديد من التعريفات الخاصة بالإعلان من بينها أن الإعلان هو عبارة عن الأساليب والممارسات المستخدمة من قبل المعلنين وأصحاب

السلع

والمنتجات والخدمات لإقناع الجمهور ليكون له أتجاه إيجابي تجاه الخدمات والسلع، كما أنه هو السعي للترويج للسلع المعروضة للبيع، ويستخدم الإعلان العديد من الأساليب الدعائية للوصول إلى أهدافه[1].

حددت الجمعية البريطانية تعريف الإعلان على أنه، وسيلة للتعرف بسلعة أو خدمة لهدف البيع أو الشراء، وعرفته جمعية التسوق الأمريكية بأنه وسيلة غير شخصية لتقديم الأفكار والسلع والخدمات بواسطة جهة معلومة ومقابل أجر مدفوع، ووفقا لتعريف أوكستفيلد فالإعلان عبارة عن عملية اتصالي تهدف إلى التأثير من البائع على المشتري على أساس غير شخصي حيث يفصح المعلن عن شخصيته، ويتم الأتصال من خلال وسائل الاتصالات العامة.

الفرق بين الإعلانات في الماضي والحاضر

هناك فروق واضحة بين الإعلانات في الماضي والحاضر، حيث إن التقدم التكنولوجي والتطور

التاريخ

ي لوسائل الإعلان والاتصال جعلت أن التطور للإعلان شكلاً ومضمون لابد منه، كما أن المتلقي والجمهور نفسه اختلف فكراً وفهماً للطبيعة الإعلانية وجاءت أهم الفروق بين إعلانات الماضي والحاضر في[2]:


  • شكل الإعلان

في الماضي كان الإعلان حفري وعلى ورق البردي، ثم تطور عبر التاريخ ليكون في الجرائد والمجلات وملصق على الشارات واللوحات في

الشارع

، ثم تطور الأمر في العصر الحديث ليكون الإعلان منتشر على شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وباتت الإعلانات المتحركة منتشرة في

الشوارع

، كما أن

التكنولوجيا

جعلت الإعلانات لها انتشار واسع جداً في كل مكان، فلم يعد الأمر مقتصراً على الورقيات والمطبوعات.


  • المضمون

تطور مضمون الإعلان التجاري بشكل عام وحتى الخدمي والإنساني كتطور

طبيعي

وموازي للتطور التكنولوجي الراهن، حيث أصبحت الإعلانات اكثر جاذبية لكي تستطيع السيطرة على جزء من تفكير الجمهور الذي بات أكثر وعياً وعلماً بخفايا الإعلانات وحيل المعلنين، لذا باتت الإعلانات أكثر مصداقية وواقعية، كما باتت تستعين بالمشاهير لكسب ثقة الجماهير.

باتت الإعلانات الحديثة تستخدم التقنيات الحديثة كالتصوير الثلاثي الأبعاد وتطبيق الأفكار الخيالية الجذابة التي تجذب الأطفال والكبار، وتوفير أجواء مميزة للإعلان تجعله أكثر جذباً وتأثيراً على الأفكار.


  • الجهد المبذول

في الماضي كان الجهد المبذول بسيط في الإعلانات وتطبيق الأفكار بسيط للغاية وسطحي فكانت تعتمد على الصورة فقط مع تصميم بسيط واسم المنتج، حتى الإعلانات التلفزيونية كانت بسيطة، وكان يمكن تصويرها في اقل من يوم واحد أو

ساعات

حتى، أما الآن بات المسوقين والمعلنين يتفننوا ويبدعوا في تصميم الإعلانات والكلمات والأغاني والأفكار لكي تجذب المشاهد وتكسب ثقته وتؤثر في عقله ووجدانه، فيمكن تصوير إعلان واحد يحتاج أكثر من أسبوع أو شهر لكي يخرج بشكل لائق.


  • أفكار الإعلانات

في الماضي كانت الأفكار بسيطة ولا تحتوي على فكر كبير، أما الآن فالإعلان بات يحتوي على أفكار تجعل المشاهد يفكر ويندمج معها، كما أن العقل التسويقي والدعائي الآن بات لا يمكن توقعه، لذا يتفاجئ الجمهور بالمزيد من الإعلانات الإبداعية المؤثرة والفعالة، وذلك يمكن ملاحظته من

الاشكال التاريخية للإعلان

.


  • الاستعانة بالخبراء

في الماضي كانت الإعلانات من تصميم الأشخاص حيث غن تاريخ الإعلان قديم، غذ يعود إلى ثلاثة آلاف عام قبل التاريخ فكانت الإعلانات يدوية وبسيطة، أما الآن فأصبح هناك خبراء ومتخصصين ومفكرين وظيفتهم تصميم الإعلان والتدقيق على كل صغيرة وكبيرة حتى يخرج بشكل لائق للجمهور.


  • دراسة الجمهور

دراسة الجمهور باتت جزء أساسي من نجاح الإعلان الحديث، فالمنتج دائماً موجه لفئة معينة من الجماهير أو للعامة، لذا يجب معرفة جمهور المنتج ودراسته وتحليله ومعرفة ميوله واهتماماته وكيفية جذب انتباهه، كما يجب معرفة الوسيلة الأكثر إطلاع عليها الجمهور لكي يكون الإعلان ناجح وفعال، وله رجع صدى مثالي ومرضي للشركة المنتجة.


  • التكنولوجيا الحديثة

من أكثر الفروق البارزة بين إعلانات الماضي والحاضر التأثير التكنولوجي الحديث، حيث غن وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت أحدثت طفرة كبيرة في أسلوب وشكل الإعلان، فباتت الإعلانات كثيرة ومتنوعة وبها المزيد من الأفكار الإبداعية، التي تجذب المستهلك.


  • سرعة الانتشار

من أهم الأمور التي تفرق بين الإعلانات في الماضي والحاضر هو سرعة الوصول والسيطرة على الأشخاص، ففي الماضي كان الوصول للمستهلك يحتاج جهد كبير وفي النهاية كان محدود، حيث كان من خلال المجلات والصحف وكان عدد المشاهدة يتوقف على شراء المنتج، أو على لوحات الشوارع وكانت تبدو ألوانها باهتة، عكس الحاضر فبات الأنترنت ووسائل الاتصال الحديثة وسيلة انتشار مذهلة للإعلان كما أن تعدد القنوات التلفزيونية وتطور وسائل الإعلان في الشوارع يجعل أكبر عدد من الأشخاص في

العالم

كله يشاهدوا الإعلانات.


  • الميزانية المرتفعة

بات المعلنين على علم ودراية كبيرة بأن الإعلانات وسيلة فعالة في الوصول إلى المستهلكين، وأسلوب فعال في التأثير في سلوكهم لذلك تقوم بعض الشركات الكبرى كشركات المشربات الغازية والهواتف المحمولة والسيارات، بوضع ميزانيات كبيرة للإعلانات للاستعانة بالمشاهير والشخصيات المحبوبة من قبل الجماهير للحصول على أكبر الحملات الإعلانية وبيع المنتج والتسويق له.

أما في الماضي لا لا يمكن فرض ميزانيات بهذه الضخامة لقلة المستهلكين وعدم وجود أفكار مماثلة ولا حتى عدد الأفراد حل العالم كان بنفس العدد، كما يجب الوضع في الاعتبار أن الحاجات الاستهلاكية لدى الأشخاص زادت زيادة بالغة في الآونة الأخيرة.


  • المستهلك جزء من الإعلان

استمر المستهلك ينظر له على أنه مستهلك سلبي في الماضي، ولكن في العشرون عاماً الماضيين بدأ

النظر

للمستهلك بأنه شخص إيجابي، حيث لا يمكن فرض الإعلان أو المنتج على المستهلك فوسط ملايين المنتجات وملايين الإعلانات على المستهلك الاختيار السليم المناسب له، كما أنه وفقاً للوسائل الحديثة يمكنه تغير الإعلان أو عدم تصفحه أو النظر غليه، لذلك بات هناك بنظرة المستهلك.

المستهلك بات أقل ثقة في المنتجات المعروضة ففي الماضي كان يسهل السيطرة على المستهلكين، فكان جذب الانتباه أمر سهل وإغراء المستهلك ببعض من المنتجات التي لا يوجد مثلها أو قليلة الوجود أمر عادي وبسيط، أما الآن فهناك ملايين البدائل التي يمكن أن يجربها بنفسه في الأسواق كما أن التجارب السيئة السابقة للمستهلك باتت تؤثر على اختياراته.

المستهلك أصبح جزء من المحتوي، حيث بات الكثير من الشركات والعلامات التجارية تستخدم التسويق والإعلان عبر المستهلك، فأصبح المستهلك ليس متفرج سلبي بل أنه يشارك برأيه في الإعلان وأنه منتج مميز ورائح، كما يحدث من المشاهير وصناع محتوي

اليوتيوب

وغيرهم والأشخاص في الشارع أيضاً، وذلك جزء من تطوير الإعلان حيث أدرك المعلنون أن المتفرج يثق في الأشخاص اكثر من الشركات والدعاية الترويجية.

العوامل التي أدت إلى تطور الإعلان

هناك العديد من الأمور التي أدت لتطور الإعلان والتي تتمثل في[3]:

  • اختراع المطبعة ما تلاها من وسائل الاتصال المتعددة التي كونت قنوات لوصول المعلن إلى الجماهير والقطاعات المستهدفة بسهولة ويسر.
  • التطورات التكنولوجية والتقدم العلمي الهائل الذي أدى إلى التوسع الإنتاجي وظهور ما يعرف بالإنتاج الجماهيري والمنظمات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية التي تعمل على تطاق دولي واسع.
  • زيادة دور المستهلكين في توجيه السياسة الإنتاجية وظهور المفهوم التسويقي الحديث الذي يعتمد بدوره على بناء كافة الجهود التسويقية وفقاً لحاجات المستهلكين ورغباتهم.
  • تعدد الوسائل الإعلانية وانتشارها وتنوعها من حيث التغطية الجغرافية واللوائح والضوابط والإمكانات الفنية وتعريفها الإعلانية مما أتاح قنوات مختلفة وأتاح تكرار الإعلان غبر وسائل عدة في وقت واحد.
  • تغير خصائص وأنماط

    الحياة

    والاستهلاك وانتشار

    التعليم

    وزيادة الوعي والتطلعات ونمو الطبقة المتوسطة.
  • انتشار مراكز البيع والمحلات التي تقدم العديد من السلع والمنتجات والخدمات في

    موقع

    واحد لأكثر من منتج وشركة، مما تطلب الاعتماد على الإعلان أكثر.
  • تزايد وكثرة الوكالات الإعلانية المتخصصة، مما أتاح فرصة أكبر للمنافسة والابتكار ورفع مستوى الجودة في مجال الإنتاج الإعلاني شكلاً ومضموناً.