اللغة هي الوسيلة الاولى التي يستخدمها المرء من اجل التواصل الانساني، والتعبير عما يفكر به ويدور بخاطره من افكار واحاسيس ومشاعر، وهي ايضًا تعبر عن كل ما يحتاجه الشخص من متطلبات سواء كانت اجتماعية او ذاتية، لذلك فإن اللغة هي الوعاء الذي يصب به الانسان خبراته ومعلوماته.

والاصوات الكلامية هي الجانب العملي للغة، فالأصوات هي الوسيلة التي يعتمد عليها الشخص في بناء الصرح اللغوي، لذلك فإن الانسان اهتم بشكل كبير بالاصوات، وجعلها موضع رعايته واهتمامه. [2]

معنى الفونيم وشرح له

الفونيم هو صوت مجرد ليس له وجود اثناء الكلام، وللفونيم دور وظيفي، فاستبدال فونيم مكان اخر يؤدي لتغيير في المعنى، مثلًا لو وضعنا حرف ص مكان س في سار لاصبحت صار وتغير

معنى

الكلمة، وبالتالي الفونيم هو مجموعة اصوات متماثلة صوتيًا في توزيع اما يكون تكاملي او حر، وكل صوت في المجموعة يسمى الوفونًا

ولتوضيح معنى الفونيم يجب ادراك ما يلي:

المقصود بالتماثل الصوتي هو ان يتماثل صوتين في مكان النطق او يتقاربا في مكان النطق، على سبيل المثال ت، د متماثلان صوتيًا لان مكان النطق لهذين الحرفين هو الاسنان العلوية، وكلا الحرفين وقفي، لذلك يمكن ان يكون هذين الصوتين الوفونين لفونيم واحد في إحدى اللغات.
التوزيع التكاملي هو ان تتقاسم الالوفونات المواقع فلا يأخذ احدهما مكان الاخر، مثلًا صوت النون في كلمة

نهر

يختلف من الناحية الصوتية عن صوت النهر في كلمة منك، عنك، إن تاب وغيرها والسبب في ذلك يعود للبيئة السياقية التي

ورد

كل منها.
التغير الحر، يمكن الا تكون الالوفونات موزعة بشكل تكاملي، فبالتالي ستخضع لتغيير حر، ويجوز لاي واحدة ان تحل مكان الاخرى، مثلًا يمكن ل (ت) في اخر الكلمة ان تكون هائية او حبيسة، وبذلك تكون ت الهائية و ت الحبيسة الوفونان في تغير حر.

أنواع الفونيمات

تنقسم الفونيمات في علم اللغة إلى نوعين رئيسين هما:

الفونيم القطعي: وهي الصوامت والصوائت، ويدعوها البعض فونيمات خطية او تركيبية لانها تتوالى في الكلام على صورة خطيرة، ولان الكلام يتركب من الفونيمات القطعية بشكل رئيسي كوحدات متتالية من الفونيمات القطعية.
الفونيم فوق القطعي: هو الفونيم الذي يصاحب الفونيم القطعي، ويدعى الفونيم فوق التركيبي، ويشمل هذا الفونيم النبرات والفواصل.

الفونيمات القطعية لها نوعين ايضًا:

الفونيمات الثابتة: وهي التي لا تختلف من لهجة لاخرى مثل م، ن، س
الفونيمات المتقلبة: وهي التي تختلف من لهجة لاخرى باللغة الواحدة، مثل ث، ج، ذ، ظ، ق، حيث نرى ان هذه الفونيمات تنطق بشكل مختلف في اللغة العربية، على سبيل المثال، ث، البعض ينطقها س، والبعض الاخر ينطقها ت. [1]

مكونات الفونيم في اللغة

يمكن اعتبار الفونيم مماثل لحرف في اللغة العربية، اي ان حرف في اللغة العربية يقابل مصطلح فونيم في اللغة الانجليزية، ويمكن ان نعتبر ان مصطلح صوت في اللغة العربية يقابل مصطلح الوفون في اللغة الانجليزية.

فالحروف في وحدات من نظام، وهذه الوحدات عبارة عن اقسام ذهنية وليست نطقية مثل الاصوات، والفرق واضح بين العمل الحركي للصوت وبين الادراك الذهني للحرف، اي بين الشيء المادي المحسوس، وبين المعنوي المفهوم، ويقول بعض علماء اللغة الكلام حروف، والقراءة صوت، والصوت عندهم غير الحرف.

واختلف اللغويين في

تحديد

ماهية مكونات الفونيمات، واختلفوا في تحديد ذلك، فالبعض رأى

الفونيم يتشكل من مكونات تتمثل في تحققه الصوتي، وهو ما يسمى الوفونات، والفونيم يعني يشتمل على الفونات متشابهة او تنوعات صوتية يعتمد استعمال كل منها على موقعه من الكلمة والاصوات المجاورة له، والالوفونات هي ما يتكون منها الفونيم، ويمكن ان يكون بعضها بحكم السيقت اسناني، لثوي، او طبقي، ومن الممكن ان يكون لك لغة قواعدها للالوفون، بحسب انتمائه الى فونيم معين، والبيئة الصوتية السياقية في الجملة التي يقع فيها
القسم الاخر يجد ان مكونات الفونيم هي خصائصه وسماته، وقد اطلقوا عليها اسم الملامح التمييزية، وهي الملامح التي تتكون من خصائص صوتية يمكن من خلالها تمييز منطوق من معنى منطوق اخر

ومن اجل فهم مكونات الفونيم بشكل اكثر، يمكن شرح المثال التالي للفرق بين كلمة سار وكلمة صار

في الكلمة الاولى سار، نجد ان فونيم السين يتألف من

اسناني لثوي
مهموس
احتكاكي
مرقق

اما فونيم الصاد في كلمة سار، فإن له الملامح التمييزية الثانية، وهي

اسناني لثوي
مهموس
احتكاكي
مفخم

ففي هذين الكلمتين وجدنا تقابل واضح بين ملمح الترقيق والتفخيم، وادى هذا التقابل إلى اختلاف معنى الكلمتين، وهذا يعني ان ملمح الترقين والتفخيم هما ملمحين تمييزين، ومكونات الفونيم التمييزية يمكن ان ترد بملامح غير تمييزية، وهذه الملامح تعبر عن شخصية الشخص الناطق وانفعاله.

وظائف الفونيم في اللغة واهميتها

لدراسة الفونيم اهمية بالغة للغاية، وإن فهم دوره في علم الاصوات له عدة وظائف في اللغة، مثل:

الفونيم قادر على تمييز كلمة من اخرى، وهذا يستتبع قدرة الفونيم على التفرقة بين الكلمات في المستويات الصرفية والنحوية، يختلف مثلًا صام عن نام بسبب وجود فونيم الصاد في الكلمة الاولى وفونيم النون في الكلمة الثانية
الفونيم وسيلة مهمة من اجل عملية تعلم اللغات الاجنبية وتعليمها ايضًا، لان عدد الفونيمات يقل بشكل كبير عن الاصوات الفعلية الحقيقية في هذه اللغة، والتعرف على الفونيمات اسهل وسيلة لتعلم الاصوات المنطوقة
الفونيم يساعد باعتباره وحدة صوتية يشار إليها برمز كتابي إلى ابتكار الفبائيات منظمة وواضحة، والصور الصوتية للفونيم تتعدد، بحسب السياق الذي ترد به كما رأينا.

ومن اجل توضيح وظائف الفونيم في اللغة، يمكن اخذ الباء كمثال، فالباء هو فونيم تتعدد صوره من حيث النطق، يمكن ان يكون حرف الباء لفظه مجهور، ويمكن ان يتعرض في بعض السياقات النطقية إلى التهميس، وحرف التاء ايضًا مهموس، ويمكن ان يتعرض في بعض الاحيان إلى التجهير، والشيء نفسه ينطبق على الفونيمات الاخرى، او ينطبق على بعضها في اللغة العربية.

لغتنا العربية تشتمل على منظمة فونيمية دقيقة للغاية ومحدودة العدد، لكنها كافية وقادرة على التعبير عن التنوعات الصوتية او نقل التنوعات الالوفونية لكل وحدة صوتية فونيمية على نحو واسع وكافي، مثلًا نجد ان لفونيم الهمزة رمز، ولفونيم الباء رمز، وللتاء رمز، وهكذا، وكذلك الامر بالنسبة للحركات، حيث نجد أن لفونيم الفتحة رمز، ولفونيم الكسرة رمز، وللضمة رمز. [2]