لماذا شجرة الحنظل شجرة خبيثة
هل شجرة الحنظل شجرة خبيثة ولماذا
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا كَلِمَةࣰ طَیِّبَةࣰ كَشَجَرَةࣲ طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتࣱ وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ تُؤۡتِیۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِینِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةࣲ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارࣲ [إبراهيم 24- 25].
ومن هنا يتبين أن
القرآن الكريم
اخبرنا عن وجود شجرة خبيثة، وشبه بها الكلام الخبيث فما هي الشجرة الخبيثة التي قصدها القرآن.
إن الشجرة الخبيثة التي ذكرت في القرآن على بعض الأقوال هي شجرة الحنظل، والسبب في أنها شجرة خبيثة هو أنها كما قال أنس بن مالك رضي
الله
عنه ” ألم تروا إلى
الرياح
كيف تصفقها يميناً وشمالاً؟”.
وفي أقوال أخرى أنها مثل المنافق لا طعم لها، لذلك فهي خبيثة، مثل خبث المنافق، ولكن الغرض في النهاية مضمونه التشبيه وليس الشجرة نفسها.
إذن فسبب اعتبار شجرة الحنظل أنها شجرة خبيثة هو انها لم يضرب لها عرق، او ليس لها مستقر في الأرض وليس لها ثبات في الأرض، ولا فروع تصعد في السماء.
وقد شبه النبي المنافق بشجرة الحنظل، فقال عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأُتْرُجَّة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها طيِّب، ومَثَل المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ مثَل التمرة؛ لا ريحَ وطعمُها حُلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيحانة؛ ريحُها طيِّب وطعمُها مُرٌّ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة؛ ليس لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ))؛ رواه مسلم.
ومن هنا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن قراءة القرآن الكريم، فشبه المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل ثمرة غالية الثمن اسمها الأترجة وهذه الثمرة لها رائحة جميلة وطعم جميل.
أما المؤمن الذي لا يقرأ القرآن فقد شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالتمرة التي ليس له رائحة ولكن لها طعم حلو، والمقصود هنا حلاوة الإيمان التي ينقصها قراءة القرآن الكريم.
أما المنافق الذي يقرأ القرآن الكريم فهو مثل نبات الريحان رائحته حلوة وطعمه مر كناية عن تأثر نفسه بخباثة النفاق، وإن ظهر بمظهر جميل مثل رائحة الريحان.
أما المنافق الذي لا يقرأ القرآن الكريم فهو مثل نبات الحنظل لا رائحة له وطعمه مرة، وهنا إشارة مهمة لضرورة كل من الإيمان بالله وقراءة القرآن الكريم.
لكن جاءت تفسيرات متعددة ومختلفة لتفسير آية شجرة الحنظل، فقد جاء في تفسير البغوي “معالم التنزيل”: ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾. وَهِيَ الشِّرْكُ، ﴿ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ﴾، وَهِيَ الْحَنْظَلُ. وَقِيلَ: هِيَ الثُّومُ. وَقِيلَ: هِيَ الْكُشُوثُ وَهِيَ الْعَشَقَةُ، ﴿ اجْتُثَّتْ ﴾، يعني اقتلعت، ﴿ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَها مِنْ قَرارٍ ﴾، ثَبَاتٍ، مَعْنَاهُ وَلَيْسَ لَهَا أَصْلٌ ثَابِتٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فَرْعٌ صَاعِدٌ إِلَى السَّمَاءِ، كَذَلِكَ الْكَافِرُ لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا يَصْعَدُ لَهُ قَوْلٌ طَيِّبٌ ولا عمل صالح. [1]
الكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر
تعددت مواطن ذكر الشجر في القرآن الكريم، ما بين شجر طيب مثل شجر الزيتون، وما بين شجر خبيث لم يبين القرآن الكريم اسم هذا الشجر، وإنما فسره من حديث نقله أنس رضي الله عنه، وبينه العلماء وقالوا أن الشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل.
وشبه القرآن الكريم الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة، ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾.
وقد قال الشيخ السعدي في تفسير ان الكلمة الخبيثة هي كلمة الكفر، “” ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةࣲ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارࣲ﴾ [إبراهيم ٢٦]
ثم ذكر ضدها وهي كلمة الكفر وفروعها فقال: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ المأكل والمطعم وهي: شجرة الحنظل ونحوها، ﴿اجْتُثَّتْ﴾ هذه الشجرة ﴿مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ أي: من ثبوت فلا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة، تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة، فهي ثمرة خبيثة، كذلك كلمة الكفر والمعاصي، ليس لها ثبوت نافع في القلب، ولا تثمر إلا كل قول خبيث وعمل خبيث يستضر به صاحبه، ولا ينتفع، فلا يصعد إلى الله منه عمل صالح ولا ينفع نفسه، ولا ينتفع به غيره. [2]
ما معنى كلمة اجتثت في القرآن الكريم
وردت كلمة اجتثت في القرآن الكريم عن الشجرة الخبيثة، والتي ربما يكون المقصود منها شجرة الحنظل في بعض التفسيرات، واجتثت تعني اقتلعت.
واجتث في اللغة العربية أي خلعه وقلعه من مكانه، واجتثاث الشجر مقصود به خلعه من مكانه، فلا يبقى له جذور، وتأتي كلمة اجتث في بعض الجمل مثل:
-
على المؤمن أن يجتث ما بقى في قلبه من معاصي
-
علينا أن نجتث الشرور من أنفسنا
-
اجتث الحقد من نفسك
-
يجتث الطيب الخبث من روحه [3]
الشجر في القرآن الكريم
وردت كلمة الشجرة في القرآن الكريم في عدة مواضع مختلفة ومنها:
-
﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰۖ لَّكُم مِّنۡهُ شَرَابࣱ وَمِنۡهُ شَجَرࣱ فِیهِ تُسِیمُونَ﴾ [النحل 10]
-
﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِۚ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡیَا ٱلَّتِیۤ أَرَیۡنَـٰكَ إِلَّا فِتۡنَةࣰ لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلۡمَلۡعُونَةَ فِی ٱلۡقُرۡءَانِۚ وَنُخَوِّفُهُمۡ فَمَا یَزِیدُهُمۡ إِلَّا طُغۡیَـٰنࣰا كَبِیرࣰا﴾ [الإسراء 60]
-
﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ یَسۡجُدُ لَهُۥ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَاۤبُّ وَكَثِیرࣱ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِیرٌ حَقَّ عَلَیۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن یُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یَشَاۤءُ ۩﴾ [الحج 18]
-
﴿۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةࣲ فِیهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبࣱ دُرِّیࣱّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةࣲ مُّبَـٰرَكَةࣲ زَیۡتُونَةࣲ لَّا شَرۡقِیَّةࣲ وَلَا غَرۡبِیَّةࣲ یَكَادُ زَیۡتُهَا یُضِیۤءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارࣱۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورࣲۚ یَهۡدِی ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾ [النور 35]
-
﴿أَمَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ حَدَاۤىِٕقَ ذَاتَ بَهۡجَةࣲ مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُوا۟ شَجَرَهَاۤۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمࣱ یَعۡدِلُونَ﴾ [النمل 60]
-
﴿فَلَمَّاۤ أَتَىٰهَا نُودِیَ مِن شَـٰطِىِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَیۡمَنِ فِی ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَـٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن یَـٰمُوسَىٰۤ إِنِّیۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [القصص 30]
-
﴿وَلَوۡ أَنَّمَا فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن شَجَرَةٍ أَقۡلَـٰمࣱ وَٱلۡبَحۡرُ یَمُدُّهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦ سَبۡعَةُ أَبۡحُرࣲ مَّا نَفِدَتۡ كَلِمَـٰتُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾ [لقمان 27]
-
﴿۞ لَّقَدۡ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذۡ یُبَایِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِینَةَ عَلَیۡهِمۡ وَأَثَـٰبَهُمۡ فَتۡحࣰا قَرِیبࣰا﴾ [الفتح 18]
-
﴿فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورࣲۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَ ٰ تُهُمَا وَطَفِقَا یَخۡصِفَانِ عَلَیۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَاۤ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَاۤ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ﴾ [الأعراف 22]
-
﴿أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلࣰا كَلِمَةࣰ طَیِّبَةࣰ كَشَجَرَةࣲ طَیِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتࣱ وَفَرۡعُهَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ﴾ [إبراهيم 24]
-
﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِی مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتࣰا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا یَعۡرِشُونَ﴾ [النحل 60]
-
﴿وَشَجَرَةࣰ تَخۡرُجُ مِن طُورِ سَیۡنَاۤءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهۡنِ وَصِبۡغࣲ لِّلۡـَٔاكِلِینَ﴾ [المؤمنون 20]