10 من مظاهر التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم
مظاهر التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم
قد أكرم
الله
تعالى رسولنا صلى الله عليه وسلم على خير الطباع، واختار له أشرف
العادات
وأحسنها، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل الناس وأرفعهم منزلة و قدراً في جميع شؤونه، لذلك يحب بعض العلماء التأسي والاقتداء بالرسول الكريم في جميع أفعاله حتى ما كان يفعله على وجه العادة والجبلة.
قال الشيخ
الإمام أبو “حامد الغزالي”
رحمه الله
عليه في كتاب الأربعين: “اعلم أن مفتاح
السعادة
في اتباع السنة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع مصادره وموارده وحركاته وسكناته حتى في هيئة أكله وقيامه ونومه وكلامه لست أقول ذلك في آدابه فقط لأنه لا وجه لإهمال السنن الواردة فيها بل ذلك في جميع أمور العادات فبه يحصل الاتباع المطلق كما قال تعالى
“قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله “
، وقال تعالى:
“وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”،
فلا ينبغي أن تتساهل في امتثال هذا فتقول هذا مما يتعلق بالعادات فلا
معنى
للاتباع فيه فإن ذلك يغلق عنك بابا عظيما من أبواب السعادات.
من مظاهر التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم:
-
الحرص على الفرائض.
-
اتباع سنة الرسول ونشرها.
-
الذكر وقيام الليل.
-
الإقتداء به في القول والفعل.
-
محبة من يعمل بسنته.
-
صيام التطوع.
-
كثرة الإستغفار.
-
فعل
الحجامة
لإخراج
الدم
الفاسد.
-
اتباع جميع عبادته.
-
اتخاذ الرسول قدوة حسنة في أفعاله وقوله وكل شيء.[1]
كيفية التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم
من طرق السعادة هو التأسي والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل أفعاله مثل حركاته وسكناته وقيامه ونومه وكلامه حتى في أكله، مُتبعين قول الله تعالى
“وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”
فلا يجب أن نتجاهل أبداً أي فعل أو قول قد صدر عن النبي، وقد ذكر الإمام ابن تيمية
“أن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم يشرع في جنس تلك الأفعال لا في أنواعها”
مثل
الأكل
والملبس فإنه يختلف من بلد لأخر فيجب اتباع عادات البلد ويكون الشخص مقتدى وتأسياً بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم.[2]
من دلائل محبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
من فضل الله تعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، دلائل
حب
الله للنبي صلى الله عليه وسلم النبي كثيرة منها الثناء عليه هو أهله والصلاة والسلام عليه وتأكيد على ذلك بقوله الله تعالى:
“
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”.
فإن جميع فضائل ومعجزات ونبوءة النبي وتعريف الناس بسنته وتعليمهم إياها وتذكيرهم دائماً بمنزلته ومكانته وحقوقه وذكر صفاته وأخلاقه، وسيرته وغزواته من دلائل محبة الله للنبي صلى الله عليه وسلم، كما أوصانا الله تعالى بتأدب عند ذكر الرسول فلا يذكر باسمه مجردا، بل يوصف بالنبوة والرسالة فلا نقول محمد ولكن: نبي الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه خصوصية للنبي دون إخوانه من الأنبياء، من أكبر الدلائل على ذلك أن الله تعالى ـ قَطْ لم يخاطبه باسمه مجردا وقال تعالى في كتابه العزيز:
”
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ” قال بعدها: “
وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ”
.
كما وجهنا الله إلى هذا التأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى
“
لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً”
،
ومن دلائل حب الله للنبي صلى الله عليه وسلم توقير أحاديث النبي والتائب في مجالس الأحاديث وعند سماعها، وتصديق الرسول فيما أخبر به من أمر الماضي أو الحاضر أو المستقبل، قال الله تعالى:
“
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى”
، فإن من سوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم التكذيب والتشكيك في أحاديثه بزعم أنها معارضة للعقل أو الهوي، فعن.
عائشة
رضي الله عنها قالت : (
لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعوا بذلك إلى
أبي بكر
فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: أوَ قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال : نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة. فلذلك سمي
أبو بكر
الصديق.[3]
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون في الآتي
من أصول الدين محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإيمان المسلم يكتمل بمحبة النبي لا يدخل المسلم في عداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه، قال عز وجل :
” قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين”
،
وعن
أنس
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين”
.
تكون هذه المحبة عملاً فلبياً وتظهر في سلوك المؤمن وأفعاله دلائل المحبة للرسول صلى الله عليه وسلم:
-
طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، فقد حسم القرآن دلائل المحبة لله ولرسوله عليه
الصلاة
والسلام في آية المحنة وهي قوله جل وعلا :
“
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم “.
-
تعظيمه وتوقيره والأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، “
إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا . لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا”.
-
ومن دلائل المحبة أيضا الاحتكام إلى سنته وشريعته،
“فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما”.
-
ومن الدلائل أيضا على محبت الرسول صلى الله عليه وسلم الذَّبُّ عنه والدفاع عن سنته ضد كل مبطل ومشكك والحرص على نشرها بين الناس،
“لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا”.[4]