كيف تتحول الاعمال المباحة الى عباده ؟.. ومتى

كيفية تحويل الأعمال المباحة إلى عبادات

يهدف كل عبد من عباد

الله

للحصول على أفضل أجر يثاب عليه ويتقرب لله به، ومن عظمة الدين

الإسلام

ي أن الأجور مضاعفه والأعمال بالنوايا، ومن أراد أن يتقرب لله قربه الله له وأعطاه ما يتمنى وأكثر، أما عن كيفية تحويل الأعمال المباحة إلى عبادة، المقصود بها الأعمال العادية التي يقوم بها الإنسان دون العبادات، مثل

السفر

أو

النوم

أو تناول

الطعام

أو الزواج أي من الأفعال التي يقدم عليها المرء كالعمل وغيرها.

وفي الواقع يمكن تحويل الأعمال المباحة إلى عبادات، فقط من خلال تقوى الله والنية الطيبة مع كل عمل يقدم عليه المرء، فعند حضور نية الشخص بأنه يقدم على فعل الشيء من أجل الحصول على أجر من الله عز وجل ومن أجل أن يتقي الله يكون عمله المباح عليه أجراً عظيم[1][4].

تقوى الله أمر عظيم تجعل كل شيء جميل، فتحول الأعمال البسطة لعبادات يثاب عليها المرء، وذلك لقول الله عز وجل في سورة

النساء

آية1″يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً”، كما يقول عز وجل في كتابه العزيز”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”[3].

متى تتحول الأعمال المباحة لعباده

تتحول الأعمال التي يقدم المرء عليها لعبادات حينما تكون النوايا المصاحبة للأعمال خيراً يملأها التقوى، وذلك على النحو التالي[2]:


  • متى يكون النوم عبادة

فإذا ذهب الشخص للنوم مبكراً من أجل الاستيقاظ لصلاة الفجر في جماعة، فهو مثاب على نومه المبكر لحضور نية تقوى الله والقيام بعبادة عظيمة وهي صلاة الفجر، وبرغم أن النوم عادة عادية يقوم بها كل الناس وهي جزء من طبيعة البشر إلا أنها في هذه الحالة أصبحت عبادة وطوال نوم الإنسان تسجل له الحسنات، كما أن معاذ رضي الله عنه كان يحتسب

الساعات

التي ينامها في حسناته كما يحتسب الساعات التي يقوم فيها بين يدي الله في ظلمة الليل.


  • متى تكون الشهوة عبادة

عند زواج الشخص من أجل حفظ

الفرج

والعفة وعدم الوقوع في الزلات والمحرمات فيكون ثوابه عظيم ويبارك الله له في زواجه، ويصبح زواجه عباده كريمة، فالدين الإسلامي والشريعة الإسلامية المباركة كلها عظيمة تمنح الناس خيراً وثواب على أبسط الأفعال، إذ سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر”.


  • متى يكون الطعام والشراب عبادة

يمكن أن يكون طعام وشراب العبد المسلم عبادة فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال” عجبت للمسلم إذا أصابه خير حمد الله وشكر، وإذ أصابته مصيبة احتسب وصبر، الملم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه”، فالمؤمن يحرص دوماً على تناول الطعام من الخير والحلال ويموت جوعاً ولا يتقبل أن يأكل حرام، ويذكر اسم الله قبل

الأكل

فيثاب ويحمد الله على كل ما رزقه به من طعام وشراب فينال ثواب، كما أن المؤمن يريد بطعامه تقوى الله عز وجل من أجل أن يقوى ويستطيع أن يعبد الله حق عبادته فيكون ثوابه مضاعف وعظيم.


  • متى تكون النفقة على الأولاد صدقة

النفقة على الأولاد تكون رزق عظيم من الحسنات، وفقاً لما رواه سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم”إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله عز وجل إلا أجرت بها، حت ما تجعل في فم امرأتك”، كما يقول في رواية أخرى مهما أنفقت فهو لك صدقة، وفي رواية مسلم وإن نفقتك على عيالك صدقة وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة.

وعن أبي مسعود البدري يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم”إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة”،  وعن أبي قلابة

رحمه الله

عن أبي أسماء رحمه الله عن ثوبان رضي الله عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم، أفضل دينار ينفقه

الرجل

دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله، قال أبو قلابه، وبدأ العيال وأي رجل أعظم أجراً من رجل ينفق على عيال صغار، يعفهم وينفعهم الله به، ويغنيهم”.


  • متى يكون العمل عبادة

العمل الخالص لوجه الله عز وجل عباده عظيمة، فبرغم أن الإنسان يؤجر أجر مادي على عمله، إلا أن العمل قد يكون عبادة يؤجر عليها المرء حينما يصاحبه النية الصادقة لوجه الله عز وجل، وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، “بينما نحن جلوس مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا شاب من الثنية، فلما رأيناه بأبصارنا، قلنا لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله قال فسمع مقالتنا رسول الله إلى الله عليه وسلم قال، ما سبيل الله إلا من قتل؟ ومن سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله في سبيل الله، ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله، ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان”.

ليس العمل في إطلاقه عبادة، بل

العمل الصالح

الذي لا يشغل عن العبادة ولا يكون محرماً ولا يكون مؤذي لأحد، أما العمل الذي يكون بهدف الكسب الحلال والحصول على المال من أجل الإنفاق على أولاده ومن حوله ويكون عمل طيب يقبله الله ورسوله فيكون حينها العمل عبادة.

شروط قبول العبادة

وبرغم أن الدين الإسلامي الحنيف دين القبول والحب والثواب العظيم والجزاء الخير عن كل الأعمال الطيبة، إلا أن هناك شروط يجب معرفتها لقبول العبادات، لكي يلتزم العبد بها، وتتمثل في[5][6]:

يجب أن تكون العبادات لله خالصة بها إخلاص عظيم حتى يقبلها الله عو وجل، إذ يقول الله عز وجل”وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”، لذلك يجب أن تكون جميع أعمال العبد طيبة مخلصه لله عز وجل في الظاهر والباطن يجب أن يبتغي بها وجه الله عز وجل.


  • موافقة العمل للشرع

لابد أن تكون جميع أعمال الإنسان وعباداته مطابقة للشرع ولتعاليم القرآن والسنة، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”، فيقول بن رجب رحمه الله “هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، كما أن حديث” إنما الأعمال بالنيات ” ميزان للأعمال في باطنها، فكما أن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى، فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله، فليس من الدين في شيء.