انواع تأثر البيئة في تشكيل الطراز المعماري


مفهوم الهندسة المعمارية


الهندسة المعمارية أو كما تعرف في اللغة

الإنجليزية

بمصطلح:


(Architectural Engineering)


أو هندسة المباني، والهندسة المعمارية هي فن البناء والتصميم عن طريق استخدام بعض المهارات الهندسية لتلبية كل من المتطلبات العملية والفنية،أي أن الهندسة المعمارية هي عبارة عن عمل تصميم فني قائم على أسس هندسية صحيحة لكن يتوفر فيه المظهر الجمالي لأن هذين العنصرين لا يمكن فصلهما عند التحدث عن الهندسة المعمارية لأن الهياكل المعمارية التي ينتجها كل مجتمع تكشف الكثير عن بيئتهم (بما في ذلك المناخ والطقس) والحضارة والتاريخ والاحتفالات والحس الفني، فضلاً عن العديد من الجوانب من

الحياة

اليومية.


إن أهم ما يميز العمل المعماري عن غيره من المباني الأخرى هو بعض الشروط التي من المهم أن تتوفر في التصميم المعماري وهي ما يأتي: [1]


  • مدى ملاءمة العمل المعماري للاستخدام من قبل البشر بشكل عام ومدى تكيفه وصموده مع بعض الأنشطة التي تختلف من ثقافة لأخرى.

  • استقرار واستمرارية عمر المبنى.

  • أن يقوم الفنان المعماري بتوصيل خبراته وأفكاره الفنية والثقافية من خلال شكلها.


ما هي أنواع تأثير البيئة في تشكيل الطراز المعماري


إن الطراز المعماري لكل حضارة ما هو إلا انعكاس لذوق وثقافة ومهارة أهل هذه الحضارة، فالطراز المعماري من الأشياء القليلة التي تقاوم وبشدة ظروف الحياة والبيئة من حولها مع مرور الزمن، فهي قد تظل شامخة لألاف السنين لتحكي لأبنائها عن مدى عظمة أجدادهم الراحلين، لكن علينا أن نعلم أن هناك بعض العوامل المؤثرة في تشكيل هذا الطراز المعماري، فمن الممكن أن تختلف بسبب

البيئة

التي توجد فيها، لذلك سنجيب عن هذا التساؤل وهو ما هي انواع تأثر البيئة في تشكيل الطراز المعماري؟ لكن علينا أن نعلم ان كل بيئة تحتاج إلى طراز معماري مختلف كي تتناسب معه بشكلٍ أفضل ولكي تظل كما هي لأطول فترة ممكنة، وإليك أنواع البيئات المختلفة التي تمتلك مثل هذا التأثير في تشكيل الطراز المعماري على مر الزمن كما يأتي:


تأثير البيئة في النمط الساحلي


تتميز المناطق الساحلية بمناخها المعتدل والمشمس على مدار العام، وفي أغلب أيامه، فهي مناطق تطل على

البحر

والمساحات المائية الكبيرة، لذلك كانت المباني التي يتم بناؤها في المناطق الساحلية كبيرة نوعًا ما مع نوافذ زجاجية كبيرة تسمح بمرور الشمس بشكلٍ كافي خلال النهار، حتى يحصل المبنى على تدفئة مناسبة في فصل الشتاء، وغالبًا ما تكون هذه النوافذ مزخرفة على الطراز المعماري الخاص بكل حضارة، والذي يظهر في صورة مبهرة وجذابة بشكلٍ واضح للعيان، وذلك بسبب استخدام

الألوان

الفاتحة مثل الأبيض والأصفر والأزرق في ألوان

الزجاج

وزخارف المبنى.


تأثير البيئة في النمط الجبلي والصحراوي


إن البيئات الصحراوية والجبلية لهما بعض العوامل الخاصة من حيث المناخ والتضاريس وبعض الأشياء الأخرى التي يجب مراعاتها عند اختيار الطراز المعماري المناسب لها، بالتالي يجب أن تكون الباني في مثل هذه المناطق قائمة على أساس متين وقوي لأنه مثل هذه المنطق عرضة للعديد من التغيرات البيئية أكثر من غيرها، كما يجب أن تكون المباني قائمة على مساحات واسعة لكن مع مراعاة أن تكون الغرف الداخلية صغيرة، كما يجب أن يتم استخدام الخرسانة والأسمنت المسلح مع مثل هذا النوع من المباني، لكن علينا أن نعلم أنه مع التقدم الذي يشهده

العالم

في العديد من المجالات أصبحت القدرة على التحكم في عوامل البيئة أكبر، وأصبحت هناك عوامل حماية عديدة نحمي بها السكان، فالجبال  أصبحت من الأماكن الآمنة للعيش بها، كما أن البيئة الصحراوية يمكن تعميرها بكل سهولة لتصبح مؤهلة للسكن. [2]


تأثير الهندسة المعمارية على البيئة


تغطي دراسة الهندسة المعمارية العديد من المجالات، مثل الهندسة والتصميم، ولكن من المهم أيضًا أن يتم دراسة التأثير البيئي الذي يمكن أن يؤثر على المباني التي نعيش فيها، وذلك لأن لتصميم تحفة معمارية يجب أن تتوفر في صاحب التصميم الكثير من الإلهام والإبداع، وفي يومنا هذا زادت

الاحتياجات

وتغيرت العديد من الأيديولوجيات مما تطلب بناء العديد من المباني سواء كانت صناعية أو تجارية أو سكنية أو ترفيهية مما استدعى حدوث العديد من التأثيرات النظام البيئي العالمي، لذلك يجب علينا أن نقوم بمراعاة حماية النظام البيئي عن اختيار التصميمات المعمارية المناسبة دون إحداث خلل في النظام.


يمتلك الكائن الحي تأثير قوي على البيئة المحلية والعالمية من خلال العديد من الأنشطة والعمليات التي قد يمارسها في نشاطه اليومي، كما أن استغلاله للموارد البيئية ومعالجتها وإنتاج منها مواد البناء ونقلها من الممكن أن يحدث أضرار بيئية على النطاق المحلي والعالمي، ولا يمكن تفادي مثل هذا الأمر بسهولة لأنه حتى إذا ما تم إنتاج هذه المواد الحصرية بأقل استهلاك للطاقة فإن عملية النقل وحدها ستكون لها تأثير سلبي على البيئة، لذلك فإن مجرد القيام بمشروع واحد كفيل بالتأثير على البيئة من حيث استخدام الطاقة والموارد من خلال إنشاء

موقع

بناء، وتأسيس البنية التحتية، مما يؤدي إلى النفايات على البيئة، كما ستحدث الكثير من الضوضاء والانبعاثات والضوضاء التي ستكون ضارة على الإنسان أيضًا.


كما أن الأمر لا يقتصر فقط على تصنيع مواد البناء ونقلها وعملية البناء نفسها، فالأمر يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، لأن التأثير الضار على البيئة يمتد إلى ما بعد الانتهاء من البناء لأنه يترك أثرًا بعيد المدى على البيئة، فمثلًا عند إنشاء أي مبنى يتم تأسيس نظام تصريف للمجاري والتي تمتلك هذه الغازات الضارة ومياه الصرف أثر سيئ على البيئة.


طريقة حماية البيئة من العوامل الضارة الناتجة عن عملية البناء المعماري


نستطيع أن نجد الحل اللازم لحماية البيئة من الضرر الناجم عن عمليات البناء الجديدة التي تحدث كل يوم حول العالم، وذلك من خلال تبني نظرية (التصميم المستدام) وهو التصميم الذي يعمل فيه المهندس المعماري عند تصميمه على إيجاد حل جذري قوي من خلال توقع المشكلات التي قد تقع للمبنى  وإيجاد حل بصفات بيئية واقتصادية واجتماعية مناسبة، وذلك من خلال التصميم المستدام، لأن مثل هذا الحل سوف يساعد على تقليل استهلاك الموارد غير المتجددة، والعمل على تعزيز استخدام موارد الطاقة المتجددة مما يساعدنا على تقليل النفايات إلى الحد الأدنى وإنشاء أماكن صحية ومريحة.


تقوم مبادئ التصميم المستدام على القيام بالاستفادة القصوى من إمكانيات أرض البناء، واستخدام المواد البيئية، والحفاظ على الطاقة والمياه، وتحسين أداء وصيانة المرافق، وأيضًا تحسين ظروف الإقامة والعمل في المبنى، كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار المحيط البيئي الحالي لموقع البناء، وذلك لأن التغييرات البيئية من الممكن أن تحدث العديد من المشكلات كأن يحدث تغييرات في الصرف التقليدي للحقل وتدفق الهواء، والتي قد تكون أكثر أهمية في وقتنا الحالي، كما يجب الانتباه إلى مستوى

المياه الجوفية

، لأنه إذا تعرّضت المياه الجوفية لأي عامل خارجي أثناء عملية البناء فمن الممكن أن يقوم هذا بتلويثها، كما يوصى بأن يتم مراعاة  النباتات والحيوانات الموجودة في موقع البناء وحوله كجزء من المشروع، وذلك حتى يتم ضمان نسبة أكبر للحفاظ على النظام البيئي المحلي. [3]