10 من وصايا لقمان لابنه


عشرة وصايا من لقمان الحكيم لابنه


عرف لقمان بأنه حكيم، واشتهر بوصاياه لابنه، والاي ذكرت في

القرآن الكريم

، بل حملت إحدى سور القرآن الكريم اسمه دليل على أهمية ما قدم، والآية تذكر ( وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ یَعِظُهُۥ یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ * وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنࣲ وَفِصَـٰلُهُۥ فِی عَامَیۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِی وَلِوَ ٰ⁠لِدَیۡكَ إِلَیَّ ٱلۡمَصِیرُ )، [لقمان]


وهذه 10 من وصايا لقمان لابنه، و

وصايا لقمان

، مجمعة في هذه الآيات:


( یَـٰبُنَیَّ إِنَّهَاۤ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةࣲ مِّنۡ خَرۡدَلࣲ فَتَكُن فِی صَخۡرَةٍ أَوۡ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ أَوۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ یَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرࣱ* یَـٰبُنَیَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَاۤ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالࣲ فَخُورࣲ * وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَ ٰ⁠تِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِیرِ).


الوصية الأولى لا تشرك بالله


( وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَـٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ یَعِظُهُۥ یَـٰبُنَیَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِیمࣱ ) سورة لقمان آية 13، وكما هو واضح من سياق الآية فإن أولى وصايا لقمان لابنه هي عدم الشرك بالله، لأن الشرك بالله هو أكبر الكبائر، بل هو الكفر، ولذا وصفه

الله

سبحانه وتعالى ظلم عظيم.


والشرك بالله له صور وأشكال متعددة ومختلفة منها شرك ظاهر ومنها الشرك الخفي، وكل هذه الأنواع تدخل تحت

معنى

لظلم عظيم، لذا وصى لقمان الحكيم ابنه بأن لا يشرك بالله.


الوصية الثانية عليك بمخافة الله


( یَـٰبُنَیَّ إِنَّهَاۤ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةࣲ مِّنۡ خَرۡدَلࣲ فَتَكُن فِی صَخۡرَةٍ أَوۡ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ أَوۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ یَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرࣱ ﴾


وهي الوصية الثانية للقلمان التي نصح بها ابنه، وهي أن الله مطلع على كل شيء خبير بكل شيء عالم بكل شيء.


حيث يقول لقمان لابنه يا ابني اعلم أن الأفعال سواء كانت سيئة أو حسنة مهما كان حجمها، كبر أو صغر حتى وإن كانت قَدْر حبة خردل، وهي حبة متناهية في الصغر، وإن كانت في بطن الجبل، أو في أي مكان في السماء أو في الأرض، فإن الله يأتي بها يوم القيامة، وهو من يحاسِب الناس عليها، إن الله لطيف بعباده خبير بما يعملون.


الوصية الثالثة أقم الصلاة


( یَـٰبُنَیَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَاۤ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ ﴾، والوصية الثالثة من لقمان الحكيم لابنه هي تأدية الفروض والعبادات التي أمر بها الله سبحانه وتعالى عباده، وعلى رأسها الصلاة، لذا جاءت الصيغة بالأمر، دليل على فرضيتها وأهميتها، ووجوب إقامتها.


والأمر هنا لا يتوقف فقط على الأمر بالصلاة بل يشمل أيضاً على ما لا يتم إلا به، ومنه الوضوء وغير ذلك من الأمور.


الوصية الرابعة عليك بالأمر بالمعروف


وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ واحدة من وصايا لقمان لإبنه، ان يأمر نفسه وغيره باتباع المعروف، والحض والخث عليه، والترغيب فيه، وهو ما يتطابق مع قول الله سبحانه وتعالى عن أمة

الإسلام

كنتم خير أمة وسبب هذه الخيرية مرجعه هو أنكم تأمرون الناس بالمعروف، ومن هنا يتبين مدى أهمية الأمر بالمعروف في الإسلام. [1]


الوصية الخامسة عليك بالنهي عن المنكر


الوصية الخامسة للقمان الحكيم هي وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ انهي عن المنكر، ولا تكون لا مبالي، أو سلبي بل تحدث واتكلم عن المنكر وامنعه بالشروط والضوابط التي أقرها العلماء وبالتدريج والتسلسل المذكور في الدين بمحاولة منع المنكر باليد متى كان ذلك متاح ومباح فإن كان في غير استطاعة الفرد فالينه عن المنكر باللسان وإن لم يستطع فالينهي عن المنكر بالقلب، وهو ما يعد أضعف ما يمكن فعله من المسلم تجاه المنكر.


ومن مستلزمات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منها أيضاً الرفق، والصبر، ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ﴾.


الوصية السادسة الصبر واجب عليك


الوصية السادسة هي وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَاۤ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ، أي اصبر وتحمل ما أصابك من بلاء وابتلاء وهم وغيره من الأمور ااتي قد تصيب الإنسان سواء كان مرض أو فقر أو غيره من الأمور التي تؤثر على حياة الإنسان وسعادته، فيجب أن تصبر عليها حتى تنال مكانة عظيمة عند الله، وقد يحتمل أيضاً معنى

الصبر

على الأذى الذي يقع بالإنسان حين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فهذه الأمور أمور مهمة يجب الحرص عليها والصبر.


الوصية السابعة لا تصعر خدك للناس


( وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالࣲ فَخُورࣲ )، ولا تحرك وجهك عن الناس إذا تكلموا معك أو كلمتهم بحيث توجعه لجهة أخرى، احتقار منك لهم واستكبار عليهم، وقد استخدمت كلمة تصعر خدك دليل على

الكبرياء

والغرور وهي من الصفات المذمومة، ومنها أيضاً الصد والإعراض والتجاهل للناس حين حديثهم إليك، وجاء في تفسير الشيخ السعدي ( وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ﴾ أي: “”لا تُمِلْهُ وتعبس بوجهك الناس، تكبُّرًا عليهم، وتعاظما، ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾ أي: بطرا، فخرا بالنعم، ناسيا المنعم، معجبا بنفسك، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ﴾  في نفسه وهيئته وتعاظمه ﴿فَخُور﴾ بقوله””.


الوصية الثامنة لا تمشي في الأرض مرحا


( وَلَا تَمۡشِ فِی ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالࣲ فَخُورࣲ ) ولا تمشي في الأرض في حالة من المرح والسرور ولا تعبأ بالناس وتختال بنفسك وتغتر بها في ولا تمشي في الأرض بين الناس تختال وتتبختر، لأن الله لا يحب كل متكبر ولا يحب كل متباهي في نفسه وفي هيئته وفي قوله.


الوصية التاسعة أقصد في مشيك


الوصية التاسعة من لقمان لابنه هي وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ، أي أمشي مشي المتواضعين، ولا تسير بعحب وفخر، واعتزاز بنفسك، وخيلاء بل امشي مشي فيه سكينة وبشكل

طبيعي

ليس فيه تكبر أو غرور، ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ أي أمشي متواضع مستكين، وجاء في تفسير الشيخ السعدي ” لا مَشْيَ البطر والتكبر، ولا مشي التماوت”.


الوصية العاشرة أغضض من صوتك

الوصية العاشرة والأخيرة من وصايا لقمان لابنه هي أغضض من صوتك

ولا ترفعه وشبه له من يرفع صوته بالحمار لينفره من هذا الفعل ويجعله يراه قبيح.


﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾ أي تأدب مع الناس وقبلها تأدب مع اللّه، ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ﴾ أي أقبحها وأبشعها ﴿لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾، وجاء في تفسير الشيخ السعدي “”فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة، لما اختص بذلك الحمار، الذي قد علمت خسته وبلادته.””


وبعد ما تقدم فإن هذه الوصايا، التي وصى بها لقمان الحكيم لابنه، فهي تجتمع فيها أمهات الحكم، كما وانها تستلزم ما لم يذكر منها أيضاً، وأي وصية يقترن بها ما يتطلب إلى فعلها، إن كانت هذه أمرا، وإلى تركها إن كانت هي نهيا.


وهو ما يدل على ما ذكر من الفقهاء من قبل في تفسيرهم لمعنى الحكمة، أي أنها العلم بالأحكام، وحِكَمِها ومناسباتها. [2]