ما هي علامات ضعف الإيمان
العلامات التي تدل على ضعف الإيمان
هل الإيمان معرض الضعف، والقوة، هل معرض للزيادة والنقصان، بالفعل إن الإيمان من الأمور التي تخضع للقوة والضعف، والتي قد تتأثر سواء
اعتقادات وأقوال وأعمال تبطل الإيمان
وهو ما أشار إليه
القرآن الكريم
، والسنة النبوية الشريفة، ولكن ما هي العلامات التي تدل على ضعف الإيمان:
-
الوقوع في شَرَكْ المعاصي وارتكاب المحرمات
يرتكب العاصي معصيته وهو مصر عليها، وهناك الكثير ممن تتعدد معاصيهم، والمشكلة في هذا الأمر أن تكرار المعصية يحولها لعادة، والعادة تحولها لألفة، وقد تتحول لاحقاً لإدمان، ويزول رفض
القلب
لها، ويتحول الرفض للقبح مع
الوقت
وبالتدريج لقبول ثم من بعده مجاهرة، فيجد المسلم نفسه واقع في من ينطبق عليهم الحديث الشريف كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين ، و إنَّ من الجِهارِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ و قد ستره
الله
ُ تعالى فيقولُ : عملتُ البارحةَ كذا و كذا ، و قد بات يسترُه ربُّه ، و يُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه، الراوي أبو هريرة، المحدث الألباني، المصدر صحيح الجامع.
-
الشعور بقسوة القلب وخشونته
حتى يحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجرًا صلدًا لا يترشح منه شيء، ولا يتأثر بشيء، والله جل وعلا يقول: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ [البقرة: 74].
وذو القلب الصلد القاسي لا يهتز بالموعظة التي تأتيه من الموت، ولا برؤية الجنائز، ولا بالأموات وزيارة القبور، ويحضر المآتم ويدخل المستشفيات، ويزور مرضى ولا يتغير فيه شيء، وهو ما يؤثر، ومن منقصات الايمان 1136538.
-
عدم إتقان العبادة
ومن أشكال ومظاهر عدم إتقان العبادة هو شرود ذهن المرء وقت صلاته، وتلاوة القرآن والدعاء، وغيرها من العبادات، مع عدم التفكر والتدبر في الأذكار وفي معاني ما يتعبد به لله.
-
التكاسل عن الطاعات والعبادات وإضاعتها
من مظاهر ضعف الإيمان أيضاً أن يتكاسل المرء عن أداء العبادات وأن يضيعها، وإذا قام بها فيؤديها بدون روح أو قلب وكأنه أكتفى بتأدية الحركات فقط قال سبحانه وتعالى في المنافقين ﴿ وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى ﴾ [النساء: 142] وفي أمر
الصلاة
يدخل فيها عدم الاهتمام بفوات المواسم التي تكثر فيها الطاعات والعبادات والخير، وهو ما يشير إلى أن اهتمام الإنسان بالأجر وتحصيله.
-
ضيق الصدر وتغير المزاج
من مظاهر وعلامات ضيق الصدر وتغير المزاج وتأثر الطبع حتى يكون الإنسان وكأن عليه ثقل كبير او حجر على صدره لا يطيق تحمله ويصير سريع الضجر والتأفف من أقل شيء.
-
عدم التأثر بآيات القرآن
عدم التأثر بآيات القرآن الكريم، ولا التأثر بوعد الله ووعيده، ولا نهي ولا أمر ولا في الوصف الذي يصف القيامة لأن ضعفاء الإيمان لا يتحملون سماع آيات الله، ولا تقبل النفوس مواصلة القراءة وكلما فتح القرآن الكريم يعود ويغلقه.
-
الغفلة عن الله عز وجل عن ذكره ودعائه
الغفلة عن الله سبحانه وتعالى فيصبح الذكر ثقيل على الذاكر، ولا يستطيع رفع الأيادي للدعاء لله، وبسرعة يعود ونزلها دون دعاء، او يحب إنهاء الدعاء سريعاً، وقد قال الله عن هؤلاء المنافقين ﴿ إنَّ المُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإذَا قَامُوا إلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إلاَّ قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142].
-
الفزع والخوف عند نزول المصيبة
الفزع والخوف في الوقت الذي تحدث فيه المشكلة أو المصيبة، فتجد الشخص الضعيف الإيمان، ترتعد الفرائص، ويختل توازنه، ويشرد ذهنه، ويشخص بصره، ويحتار في حاله، حين يصاب بما يزلزل حاله أو يصيبه بابتلاء، وتضيق عليه الدنيا، وتغلق أمام عينه المخارج وتستحوذ عليه الهموم، فلا يمكن له أن يواجه الواقع بقلب ثابت وقلب قوي.
-
الشح والبخل
فمن كان به شح فهو ضعيف الإيمان (لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا)، فالبخيل ضعيف الإيمان يخاف على المال والرزق ويصبح بخيل.
-
التعلق
بالدنيا
من ضعف الإيمان
الشغف بالدنيا والتعلق بها والارتكان لها، وإليها، وتتعلق
القلوب
بالدنيا حتى أنها تحس بالحزن والألم وإذا راح منه او فات أو ضاع شيء من حظوظ الدنيا مثل المال والمسكن والجاه والمنصب، ويرى نفسه أنه سيئ الحظ، ويشعر بالألم بشكل أكبر إذا رأى غيره من المسلمين قد نالوا شيء ما فاته هو من الدنيا وما فيها.
-
عدم الاهتمام بقضايا المسلمين
إن عدم الاهتمام بقضايا المسلمين يعد من ضعف الإيمان، وعدم التفاعل مع اهتمامات ومشاكل وقضايا المسلمين، ولا يهتم لهم بالدعاء ولا يتذكرهم بالصدقة ولا إعانة، ويكون ضعيف الإيمان بارد في الإحساس تجاه كل ما يصيب المسلمين عامة في بقاع
العالم
ومن تسلط الأعداء بهم والقهر والاضطهاد لكل من يرفع راية
الإسلام
والكوارث التي تصيبهم في شتى بقاع الأرض، ويكتفي بأنه بسلام وأمن هو وعائلته فلا يهمه سوى نفسه، وهذا كله بسبب ضعف الإيمان.
أمثلة ضعف الإيمان
ومن أمثلة ضعف الإيمان التي تظهر نفوس ضعيفي الإيمان:
-
إيثار الدنيا على الآخرة
-
تأجيل الصلاة للانشغال بالدنيا
-
الذهول في الصلاة والتفكير في الدنيا
-
الخوف
من إخراج الصدقات بخل وشح [1]
لماذا يضعف الإيمان
ما هو السبب في ضعف الإيمان، هل هناك أشياء يمكن لها أن تؤثر على الإيمان فتتسبب في ضعفه، يقول الفقهاء أنه كان بالفعل أمور تتسبب في ضعف الإيمان وهي كالتالي:
الابتعاد عن المجتمع الإيماني الذي يقرب الإنسان من الله عز وجل مثل الصحبة الصالحة، والمحاضرات الدينية، والندوات والأعمال الدعوية، والابتعاد عن هذا الجو الإيماني يضعف الإيمان في النفوس البشرية حيث يقول الله عز وجل ﴿۞ أَلَمۡ یَأۡنِ لِلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا یَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَیۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ فَـٰسِقُونَ﴾ [الحديد 16]. [2]
علاج ضعف الإيمان والفتور
علاج ضعف الإيمان والفتور يكون بعدة خطوات هامة يمكن اتباعها حتى ينال الإنسان رضا الله، ويصل للإيمان ويتخلص من الفتور، ومن طرق العلاج:
-
التقرب من الصالحين
-
كثرة ذكر الله
-
كثرة قراءة القرآن الكريم
-
المداومة على مواسم الطاعات
آيات وأحاديث عن ضعف الإيمان
تتعدد الآيات والأحاديث التي تحدثت عن قوة وضعف الإيمان ومن بين تلك الآيات ما يلي:
_ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» (صحيح البخاري: [6019]).
_ {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن:11].
_ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ» (صحيح مسلم،: [208]). [3]