هل تطبيقات تعلم اللغات مجدية حقاً
في عصر أصبحت فيه الهواتف الذكية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، هناك تطبيق لكل شيء تقريبًا، بما في ذلك تعلم لغة جديدة، وبما أن القيمة الحقيقية لإتقان عدة لغات أصبحت مفهومة بشكل أكبر في عصرنا الحالي، مثل زيادة فرص العمل والسفر، أصبحت تطبيقات تعلم اللغات خيارًا شائعًا للأشخاص الذين يرغبون في تعلم لغة جديدة دون الحاجة إلى التسجيل في دورة أو معهد، يمكن ببساطة التبديل من
الجلوس
على الأريكة وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي إلى الجلوس على الأريكة لتعلم العبارات الأساسية في اللغة
الفرنسية
أو الإسبانية مثلًا، ولكن ما مدى فعالية تطبيقات تعلم اللغات؟ وهل تعتبر هذه التطبيقات الخيار الأكثر فعالية لتعلم لغة جديدة في
العالم
اليوم؟
ما مدى فعالية تطبيقات تعلم اللغات؟
تعتبر تطبيقات تعلم اللغات وسيلة فعالة للبدء في التعلم وليس للانتهاء، فعندما يتعلق الأمر بتعلم قراءة وفهم النصوص، خاصًة إذا كانت اللغة تستخدم أبجدية مختلفة عن اللغة الأم للشخص، يمكن أن تساعد هذه التطبيقات في بدء
رحلة
التعلم، وهو أمر تم تجريبه واختباره على العديد من الأشخاص، لذلك إذا كنت تقضي وقتًا في استخدام أحد تطبيقات تعلم اللغات بانتظام، فمن المؤكد أنك ستلاحظ تحسنًا في فهمك لقاموس اللغة المختارة وتركيب الجملة والقواعد، وهو أمر يصعب عدم القيام به خاصًة مع تنبهات الإشعارات المستمرة للتطبيقات.
ولكن هل من الممكن إتقان لغة أخرى عن طريق تطبيقات تعلم اللغات؟ في الواقع، لا يمكن ذلك.
تعتبر الطلاقة في أي لغة متعلقة بشكل كبير في الثقافة والانغماس في اللغة، وهذا لا يعني أن هذين الأسلوبين في التعلم لا يمكن أن يجتمعا، يمكن أن يكون لكليهما دور مهم في رحلة التعلم، يمكن أن يساعد استخدام تطبيقات تعلم اللغات في البداية والتدرب على مهارات القراءة والكتابة التي تعد الأساس في تعلم اللغات، ولكن لكي تكون قادرًا على إجراء محادثة في لغة أخرى ينبغي الارتقاء بمهاراتك إلى المستوى التالي، وهو مستوى ضروري لإتقانه إذا كنت تريد أن تصبح طليقًا في اللغة الجديدة، حتى مع وجود ألعاب التعرف على الصوت و الخوارزميات المصممة لتخصيص تجربة التعلم الخاصة بك، لا يمكن للتطبيقات أن تعلمك كيفية التفاعل مع مواقف
الحياة
الواقعية التي تكون مختلفة عن الدروس الرقمية.[1]
مزايا تطبيقات تعلم اللغات
من المؤكد أن تطبيقات تعلم اللغات لها مزاياها وحسناتها، هناك فرصة للتعلم من خلال التلعيب، وهي تقنية جديدة تعمل على توظيف عناصر الألعاب في الأنشطة
التعليم
ية من أجل المساعدة في حفظ المفردات أو استخدام القواعد بشكل صحيح، حيث تساعد تطبيقات تعلم اللغات في جعل عملية التعلم أكثر متعة ومرحًا.
هناك 3 ميزات رئيسية يجب الانتباه إليها عند استكشاف تطبيقات تعلم اللغات، الأولى تتعلق بالسرعة الخاصة بالشخص، تمامًا كما يتكيف المعلم مع وتيرتك في التعلم في الفصل الدراسي، فإن تطبيقات تعلم اللغات مرنة بما يكفي لمراقبة إيقاع التعلم الخاص بك والتكيف معه، ومن ثم يمكن للدروس الموجودة في التطبيقات المحافظة على توازن جيد بين التفاصيل العديدة للتواصل ووضوح المعلومات، باختصار، يمكن للتطبيقات تعليم معلومات كافية في بيئة تعليمية بسيطة.
الدافع هو أيضًا مفتاح لتعلم لغة بنجاح على تطبيقات الهاتف الذكي، ولكن ما هو الدافع خلال عملية التعلم؟ القدرة على
تتبع
التقدم والبناء عليه بشكل تدريجي، الشيء المميز في التطبيقات الحالية هو أنها قسمت أهداف التعلم إلى عدة مستويات يمكن الوصول إليها بسرعة كبيرة نسبيًا، بالإضافة إلى مكافئة الأشخاص بنقاط جديدة في حال متابعة التعلم، تساعد التمارين الممتعة التي تشبه الألعاب في الدروس على تعزيز الدافع الداخلي والحث على المتابعة.
العامل الثالث الذي لا بد منه في تعلم اللغات هو فرصة الانغماس في مواقف واقعية، والتي يمكن تحقيقها من خلال التعرض للوسائط المتعددة للغة في سيناريوهات واقعية، وهذا الأمر معقد أكثر من مجرد تضمين الصوت أو الفيديو، تسمح العديد من التطبيقات في الواقع بالاستماع إلى متحدثين حقيقيين للغة والتدرب على النطق، بالإضافة إلى
تحديد
الكلمات المناسبة للمواقف الرسمية وغير الرسمية.[2]
حدود تطبيقات تعلم اللغات
مع سهولة استخدام هذه التطبيقات، بالتأكيد، هناك عيوب، يتعلق الأمر بدايًة بكيفية تعريف الشخص لتعلم اللغة، تعد عبارة تعلم اللغة مختزلة بشكل مخادع، فاللغة ليست كتلة واحدة، بل نظام معقد ومترابط من المكونات التي تبني طريقة للتواصل مع الآخرين، يتكون قاموس اللغة من كلمات فردية يجب على المتحدثين حفظها، بينما يدل تركيب الجملة والقواعد على كيفية تركيب هذه الكلمات بشكل صحيح في الجملة، هناك أيضًا نظام
الكتابة
، وهو التمثيل المرئي للكلمات أو الأصوات التي تكون الكلمات.
تستطيع تطبيقات تعلم اللغة تعريف المستخدمين باللغة المستهدفة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالطلاقة التامة، فقد لا تكون هذه التطبيقات كافية لمعظم الأشخاص الذين يأملون في إجراء محادثات حقيقية مع المتحدثين الأصليين لهذه اللغة، بعبارة أخرى، توفر تطبيقات تعلم اللغات نقطة انطلاق رائعة لمتعلمي اللغة الجدد، وخاصًة اللغات المختلفة كليًا عن اللغة الأم للمتعلم.
بالنسبة للغات التي تمتلك نظام كتابة مختلف، مثل اليابانية أو الروسية أو الكورية، يمكن أن تكون تطبيقات اللغة طريقة ممتازة للتعلم، تستخدم بعض التطبيقات مثل Duolingo وMemrise مجموعة من البطاقات التعليمية والتمارين البسيطة من أجل تدريب الشخص على التعرف على الرموز في نظام الكتابة الجديد، بينما يخطو تطبيق Babbel خطوة إضافية تساعد على إتقان الرموز أو الأصوات الجديدة.
تعد هذه التطبيقات أيضًا أفضل في تعليم عبارات المحادثة الأساسية المفيدة أثناء السفر، عندما تزور مدينة في بلد أجنبي، من المفيد أن تتعلم بعض العبارات الأساسية، ولكن هذا لا يعد حقًا تعلم حقيقي، فهو مجرد حفظ عبارات.[3]
تطبيقات اللغة فعالة لأغراض محددة
وفقًا لمراجعة حديثة أجرتها CNET، بعد
اختبار
ومقارنة العديد من التطبيقات، وجدت أن هناك ما لا يقل عن 10 تطبيقات مفيدة حقًا، ولكن قد لا يكون أفضل تطبيق بالنسبة لك هو التطبيق المناسب للجميع، وهذا يختلف حسب الغرض من التطبيق.
بناءً على ما سبق، يمكن الاطلاع على هذا الدليل للمساعدة على العثور على أفضل تطبيق لغة:
-
دروس
قصيرة
وصغيرة: تطبيق Babbel. - للتركيز على المحادثة: تطبيق Pimsleur أو Tandem.
- للتركيز على المفردات: تطبيق Drops.
- لاسترجاع المفردات: تطبيق Memrise.
- دروس باللغة الأم: تطبيق Mondly.
- للحصول على تجربة اندماجية دون مساعدة باللغة الأم: تطبيق Rosetta Stone.
-
للحصول على تجربة
ممتعة
ومسلية: تطبيق Duolingo الذي يدعم تعلم لغات متعددة. - تطبيق يتكيف مع وتيرة التعليم الخاصة بك: تطبيق Mango.
تعتبر التطبيقات فعالة لأغراض محددة، لذلك من المهم أن تكون لديك توقعات واقعية، على الرغم من أن التطبيقات طريقة رائعة لإحراز تقدم في مهارات محددة، إلا أن أكثر طرق تعلم اللغات فعالية هي الطريقة الشاملة التي تتضمن التفاعل مع الآخرين، وأخيرًا، يمكن استخدام التطبيقات لبناء مهاراتك في المفردات والاستمتاع بالممارسة اليومية في وقت الفراغ، ولكن تذكر أن هذه التطبيقات لا تحل
محل
التفاعل البشري الضروري لإتقان لغة أخرى.[2]