ما هي موارد الدولة الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين
موارد الدولة في عصر النبي عليه الصلاة والسلام
اول موازنة عرفها
الاسلام
كانت في عهد النبي صلى
الله
عليه وسلم، حيث كان النبي يكتب كل ما يصل إليه من ايرادات، وكان يقدرها قبل وصولها، يتمثل ذلك في كتابة الصدقات، واخماس الغنائم، وخرس الثمار وتقديرها، وكان النبي عليه
الصلاة
والسلام يحتفظ بسجلات للعديد من انواع النفقات التي يمكن تقديرها مثل سجلات باسماء المسلمين وذريتهم كي توزع عليهم الاعطيات، والنفقات، كما انه يخصص ميزانية خاصة للنفقات غير المتوقعه، ويدخر جزء من الايرادات لمواجهتها عند حدوثها. [1]
تأسيس الدولة الاسلامية في عصر الراشدين
يعتبر عصر الخلفاء الراشدين عصر التأسيس في الدولة الاسلامية، انطلاقًا من مبادئ قرآنية ومقدمات وما تحقق من تجربة الرسول عليه الصلاة والسلام السياسية، فالدولة الاسلامية في شبه الجزيرة العربية ليست سليلة تجربة سياسية عريقة مثل التجربة الفارسية، إنما هي تجربة تاريخية اثرت عليها العديد من العوامل، ومن اهمها النص القرآني والواقع
التاريخ
ي في شبه الجزيرة العربية والاحتكاك مع البيئات الاخرى.
ومن الناحية الاقتصادية، استلهمت الدولة الاسلامية في عصر الخلفاء الراشدين سياساتها الاقتصادية والمنهج العملي من
القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة ، وقد عكست تصرفات الخلفاء الراشدين اجتهادهم الاقتصادي، ولم يكن هذا الامر سهلًا في البداية، وذلك بسبب تعارض النصوص القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة في بعض القضايا الاقتصادية، او تعارض هذه النصوص مع الحاجات للدولة.
من جهة اخرى، اعتمدت دولة الخلفاء الراشدين في بناء الدولة الاسلامية على ذكاء قادتها، وقدراتهم العملية وعلى تجربة وخبرات الاقاليم المفتوحة مثل العراق والشام وبلاد فارس.
بناء على معطيات القرآن الكريم والسنة، والتجربة التاريخية المحدودة، حدد الخلفاء الراشدون مواردهم الاقتصادية التي حددت افاق الدولة ومن اهم الموارد الاقتصادية هي الزكاة والعشور، الفيء او الخراج، والجزية، كما اجتهد الخلفاء الراشدون على تطوير هذه الموارد
موارد الدولة الاسلامية في عصر الراشدين
-
الزكاة
تعتبر الزكاة من اهم الموارد المالية التي فرضها الاسلام على اغنياء المسلمين، وذلك قبل ان تفيض عليهم الغنائم، والفتوحات الواسعة، وقبل ان يأذن الله لهم بالقتال، قال تعالى: فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) سورة التوبة، فهذه الاية اسست لمفهوم ومشروعية الزكاة ووجوبها على المسلمين، والزكاة كتعريف هي مال يؤديه المسلم عن الاموال التي يملكها إن بلغ ماله النصاب، اما العشور او نصف العشور، فهو المقادر الواجب في زكاة الزروع والثمار، وهي تختلف عن زكاة المواشي والتجارة التي هي ربع العشر، ومن ثم فالعشور في الغالب تحيل على زكاة المنتجات الزراعية، في حين تحيل الزكاة على الواجب الشرعي في الاموال
الزكاة شكلت من منظور الفكر السياسي الاسلامي اول تحد واجه المسلمين بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، فابو بكر كان يعتبر نفسه خليفة رسول الله في الاختصاصات، ووجد ان قوله الله لرسوله: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة، هو خطاب موجه لكل المسلمين وليس لرسول الله فقط، وبذلك اختلف مع المرتدين الذين لم يكونوا مرتدين عن الاسلام، لكن ارتدوا عن الزكاة.
تأويل ابي بكر
الصديق
مكن الدولة الاسلامية الناشئة من تأسيس رأس المال، اعتمد الخليفة لتنفيذ اجتهاده على القوة العسكرية، على الرغم من معارضة عمر بن الخطاب لذلك، من اجل التخلص من شح الموارد وضعفها.
-
الخراج
الخراج او الفيء هو قدر معلوم للدولة على الارض، وعن الغلات والثمار، وهو تاني مورد للدولة الاسلامية، وقد تأخر ظهوره حتى خلافة عمر بن الخطاب، وذلك لقوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41) سورة الانفال. لكن الخليفة عمر المعروف بعدله وظف خراج قار يعود إلى بيت المال، وفرض للفاتحين عطاء قار مجرد من بين المال.
ومن انواع الخراج ايضًا عائدات الصوافي وهي كل ارض كانت لكسرى او اهله او لرجل قتل في الحرب او لحق بارض الحرب، وهذه الاراضي تعود لملكية الدولة وتقع تحت تصرفها، وقد بلغ خراج هذا النوع من الاراضي في خلافة عمر رضي الله عنها 7000000 درهم.
اكدت التطورات التاريخية صدق اجتهاد عمر في الخلافة ونبوغه الاقتصادي والسياسي، ففي ولايته زادت تكاليف الدولة الاسلامية وكان الخراج هو الحل لمواجهة الازمات المالية التي تمر بها الخلافة، وقد شكل الخليفة عمر نقلة نوعية في السياسة المالية للدولة الاسلامية
-
الجزية
الجزية هي من الموارد المالية للدولة الاسلامية التي نص عليها القرآن، قال تعالى: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ” وفرضت على اهل الذمة من اليهود والنصارى، وثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم بأخذها من المجوس.
اما قدر الجزية، فكان امر اجتهادي، وكان في عهد النبي عليه الصلاة وسلام دينار من كل حالم حر او عبد، ذكر او انثى، اما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وفي خلافة عمر ارتفعت لأربع دنانير على الموسر أو اربعين درهمًا، واعفي منها
النساء
والعبيد.
-
الرسوم الجمركية
من موارد بيت المال الاخرى، وهذا المورد كان ضعيفًا من التجار غير المسلمين او الحربيين برسم التجارة، ويقدر نصيب هذا الرسم بالعشر
نفقات الدولة الاسلامية في عهد الراشدين
سمحت الموارد السابقة التي حصل عليها الخلفاء في التصرف في الثروات المالية، التي اختلفت قيمها باختلاف الخلفاء، ولم تكن الموارد المالية متماثلة في عهد ابي بكر او عمر، سواء كان ذلك من حيث النوع او الحجم، وقد الزم الشرع الخلفاء بالإنفاق وصرف المال، خاصةً فيما يتعلق باموال الصدقات.
-
النفقات الشرعية
النفقات الشرعية هي النفقات التي نص عليها القرآن الكريم، وهي تؤدي لتوزيع الزكاة على مستحقيها، قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) سورة
التوبة
وعلى الرغم من الاهمية الشرعية للزكاة، إلا انه لا يوجد في كتب التاريخ ما يدل على كيفية تصرف الخلفاء الراشدين باموال الزكاة، او كيفية توزيع الزكاة بين مستحقيها، كما هناك اموال الفيء والصدقات لذوي الحاجات.
-
النفقات التدبيرية
هي النفقات غير المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي النفقات التي كان سببها
الاجتهاد
السياسي الذي فرضته اوضاع الدولة الاسلامية وتحدياتها الاقتصادية
-
نفقات المعروف
وهي للسابقين في الاسلام، والاشخاص بحسب القرب من رسول الله، والسبب الرئيسي لهذه النفقات كانت جود الخليفة عمر، ورفضه اكتناز المال في بيت المال. [2]