الهدف من رغبتك في الانضمام لجماعة العمل التطوعي
ما هو العمل التطوعي
إن
العمل التطوعي
يتضح معناه من مصطلحه، وهو العمل الذي يقوم به الإنسان بناءٌ على رغبته الشخصية، سواء كان هذا العمل يتم بصورة فردية أو جماعية، وذلك بدون انتظاره الحصول على أي مقابل في النهاية، وذلك بسبب رغبة الشخص النابعة من شعوره بحب المساعدة ورغبته في تنمية مجتمعه والمساهمة في تطويره، وقبل أن تقوم بالتقدم عليك معرفة الهدف من رغبتك في الانضمام لجماعة العمل التطوعي، ولقد قال عنه سيدنا علي بن أبي طالب ما يلي: «بذل مالي أو عيني أو بدني أو فكري يقدمه المسلم عن رضا وقناعة، بدافع من دينه، بدون مقابل بقصد الإسهام في مصالح معتبرة شرعاً، يحتاج إليها قطاع من المسلمين»، لذلك إن كنت لا تعلم أي عمل تطوعي يناسبك عليك البحث عن
ماذا تتقن من المهارات التي تؤهلك للانضمام للعمل التطوعي
وتقوم بالانضمام لأي عمل تطوعي يناسب مهاراتك.
كما أن هناك بعض الدول التي يعد العمل التطوعي ومساعدة الغير فيها إلزامية، سواء كان هذا الإلزام من جهة العمل أو الدولة أو الجامعة أو المدرسة، لأن العمل التطوعي يعود على صاحبه بالمنفعة على المستوى الشخصي، كما أن هذه الأعمال التطوعية يجزى عنها صاحبها بالتأكيد، فالإسلام قد ألزمنا بالعمل حتى آخر لحظة لقول النبي صلى
الله
عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل).[1]
الهدف من العمل التطوعي
إن الهدف من العمل التطوعي يأتي على ثلاثة محاور رئيسية، يمتلك كل محور منها بعض الأهداف التي تخصه، وسنتناول هنا أهداف العمل التطوعي التي تتعلق بالفرد والجماعة والمؤسسة كلًا على حدى كما يأتي:
أولًا: أهداف العمل التطوعي للفرد
إن العمل التطوعي يعود على الفرد بالعديد من المنافع، وهو من الأمور التي تترك أثرًا إيجابيًا على المستوى العملي والنفسي كذلك، لذلك يجب على الشخص أن يقوم بالأعمال التطوعية من أجل ما يأتي:
-
العمل لوجه الله تعالى.
-
القيام على قضاء حوائج الناس.
-
تحسين
الحياة
المهنية واكتساب خبرات جديدة.
-
تعلم مهارات جديدة.
-
تكوين علاقات اجتماعية جديدة، وتوسيع محيط معارفك.
-
عطاء الآخرين يعمل على تحسين صحتك العقلية والنفسية.
-
اكتساب الخبرة والمعرفة في العديد من المجالات الجديدة.
-
احترام الذات والثقة بالنفس.
-
الحصول على بعض المتعة في حياتك وكسر الروتين الممل.
ثانيًا: أهداف العمل التطوعي للجماعة
يجب أن تقوم المؤسسات التجارية أو الربحية بشكلٍ عام بتنظيم بعض الفعاليات التطوعية لموظفيها بشكل منتظم وذلك لتعزيز العلامة التجارية للمؤسسة ولتنمية روح
التعاون
بين موظفي الشركة، وفيما يلي بعض أهداف العمل التطوعي للجماعة:
-
تعزيز روح التعاون فيما بينهم.
-
اكتساب الخبرة والمعرفة في العديد من المجالات الجديدة.
-
تحسين
الحالة النفسية
بشكل عام.
-
تعزيز العلامة التجارية لهذه الشركة أو المؤسسة.
-
زيادة فعالية طاقم العمل فيما بينهم.
ثالثًا: أهداف العمل التطوعي للمجتمع
يمتلك العمل التطوعي أثرًا هامًا على المجتمعات التي تعمل على تشجيعه، فالعمل التطوعي يشكل حلقة من التكافل المجتمعي بين جميع أفراد المجتمع، ويعمل على تنميته ومساهمة كل فرد في بناء مجتمعه، وتنمية التكافل بين الناس، والسعي لبناء مجتمع أفضل، ومن أهداف العمل التطوعي للمجتمع ما يأتي:
-
بناء مجتمع أفضل.
-
تعزيز روح التعاون بين أبناء المجتمع الواحد.
-
تحسين روح التفاعل الاجتماعي للأفراد.
-
بناء العلاقات والروابط الاجتماعية.
-
بناء مجتمع متعاون يحمل قيم ومبادئ مشتركة.
فوائد العمل التطوعي
يعود العمل التطوعي على فاعله بالمنفعة، كما أنه مفيد للمصلحة المجتمعية، فالعمل التطوعي يساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة يكفل أفرادها بعضهم البعض لتحقيق مستوى معيشي متقارب فيما بينهم، لذلك فإن القيام بالعمل التطوعي من وقتٍ لآخر أو بصورة مستمرة به العديد من الفوائد على عدة محاور، ومن فوائد العمل التطوعي على الشخص ما يأتي: [2][3]
-
التعرف على أشخاص جدد وإنشاء بعض العلاقات طويلة الأمد.
-
زيادة سعادتك وتحسين صحتك العقلية.
-
تعلم بعض المهارات الجديدة.
-
وزيادة احترامك لذاتك وتعزيز الثقة بالنفس.
-
تنمية وظائف عقلك.
-
تجعلك متميز عند التقديم على وظيفة، كما أنها تعزز حياتك المهنية.
-
تقلل من توترك وتكتسب الفوائد والعادات الصحية.
-
فعل الخير في
العالم
من حولك والمساعدة في إحداث فرق يحسن من صحتك النفسية.
أهمية العمل التطوعي في الإسلام
إن العمل التطوعي في
الإسلام
له أهمية كبيرة جدًا، فلقد حث عليه الدين الإسلامي في العديد من المواضع في القرآن والسنة، وذلك لعظم مكانته ورفعة شأنه وعظم أجره، فالعمل التطوعي في الإسلام يبتغي به الطاعة إلى الله عز وجل، كما أنه يعود بالخير والنفع على صاحبه لقوله تعالى في كتابه الكريم:
(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ)
، كما أن الإسلام يقوم بإعطائنا العديد من
الصور
والأمثلة على العمل التطوعي الذي نبتغي به وجه الله سبحانه وتعالى ويقرنها بالإيمان والتقوى كما جاء في كتابه الكريم قوله تعالى:
(لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
كما أن هناك العديد من القصص التي
ورد
ت عن أشخاصٍ قاموا بأعمال تطوعية مثل ذي القرنين وبنائه السد لحجز يأجوج ومأجوج، فلقد كان هذا البناء شيء عظيم على البشرية جميعها فهو الذي يحمينا من هذه المخلوقات، وأيضًا
قصة
موسى عليه
السلام
وماء مدين، كما ورد في قوله تعالى:
(وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).
أما في السنة النبوية فلقد ورد العديد والعديد من الأحاديث التي تحثنا على القيام بالعمل التطوعي وذلك لكبر مكانته وعظم أجره، كما جاء عن أنس بن مالك أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مُسلم يَغْرِسُ غَرْسا، أو يَزْرَعُ زَرْعا، فيأكلَ منه طَير، أو إنسان، أو بَهِيمة، إلا كان له به صدقة». أخرجه البخاري ومسلم، وأيضًا ما جاء عن أبو سعيد الخدري قال: «بينما نحن في سفر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءَ رجل على رَاحِلَة له، قال: فجعل يَصْرِفُ بصره يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله: من كان معه فضلُ ظهر فلْيَعدُ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليَعُد به على من لا زاد له، وذكر من أصناف المال ما ذكره حتى رأينا أنه لا حَقَّ لأحد منا في فضل»، وأيضًا قصة الراجل الذي أدخل
الجنة
بسبب إماطته الأذى عن الطريق، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين”. [1]