معنى يأتل في القران
معنى يأتل في اللغة
إن كلمة يأتل في معجم المعاني الجامع تتجلى في الفعل ألِلَ أي تغير، ويقال ألِلَت أسنانه أي فسدت، وفي معجم الوسيط قد
ورد
فيه
معنى
أتل أي قارب خطوه في غضب أو مشى متثاقلًا، ويقال ملأ بطنه من
الطعام
حتى أتِل ومعنى أتل هنا أي امتلأ، فقد قال ابن بري وأنشد أبو زيد:
وقَدْ مَلَأتُ بَطْنَهُ حتى أَتَل *** غَيْظًا فأمْسَى ضِغْنُهُ قَدْ اعْتَدَلْ
وإن الأَتَلُ هو سواد البرمِة، أما إِتل بكسر أوله وثانيه فهو اسم
نهر
عظيم يشبه نهر دجلة، وإن في معجم مقاييس اللغة قد ورد أن معنى أتل في حال ورود الهمزة والتاء واللام فيشير على أنهم عبارة عن أصل واحد ويتجلى معناه بالبطء والتثاقل أو
المشي
بتثاقل.[1]
معنى ولا يأتل أولو الفضل في القرآن
إن الآية الكريمة التي وردت في سورة النور والتي تجلت في قول
الله
سبحانه وتعالى: “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”، معناها كالتالي:
-
قول الله تعالى “ولا يأتل” أي ولا يحلف ويكون مفتعلًا من الألية وهي القسم، وإن أبو جفعر قد قرأ كلمة يأتل “يتأل” فقد قدم التاء وأخر الهمزة، وهو من الألية، وقد اختلف القراء في قراءة قوله تعالى “ولا يأتل”، فإن عامة الأمصار قد قرؤوها ولا يأتل بمعنى يفتعل من الاليَّة، ويقصد بها القسم بالله، ونجد أن ما كُتب وخُط في
القرآن الكريم
هو ولا يأتل ومن الأولى اتباع المصحف وقراءة جماعة القراء. - ومعنى قوله تعالى “أولو الفضل منك والسعة” أي المسلمين الذين يقدمون المعروف أي ذوي التفضل والسعة.
- قوله تعالى “المساكين” أي الأشخاص ذو حاجة والفقراء.
- “المهاجرين في سبيل الله” أي الذين هاجروا من ديارهم وأموالهم لمواجهة أعداء الله والجهاد في سبيله.
- “وليعفوا” أي ليعفوا عن الأخطاء التي تبدر من الغير، وإن العفو يتجلى معناه بأنه هو التجاوز عن خطأ المخطئ..
- “وليصفحوا” أي ليتركوا عقوبتهم على ذلك بحرمانهم ما كانوا يؤتونهم قبل ذلك وهو تحريض على العفو والصفح، والصفح هو مقابلة الإساءة بالإحسان، وإنه يعتبر أعلى درجة من العفو.
- “ألا تحبون أن يغفر الله لكم” وهنا في هذه الآية الكريمة الله سبحانه وتعالى يوجه الكلام لعباده أي لا تحبون أن يستر الله عليكم ذنوبكم وأن يغفرها لكم بإفضالكم عليهم وبسبب صفحكم عمن أساء إليكم؟، فنجد أن في هذه الآية الكريمة ترغيب في الغفو والصفح.
- “والله غفور” أي الله يغفر الذنوب لمن أطاعه واتبع أوامره.
- “رحيم ” أي رحيم بهم فعند اتباعهم أمره لن يعذبهم.[2]
فيمن نزلت آية ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة
إن الآية الكريم التي نزلت في سورة النور ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة قد نزلت في سيدنا أبو بكر
الصديق
رضي الله عنه حيث أنه كان ينفق على قريب له اسمه مسطح وقد كان فقيرًا، وعندما وقعت
حادثة الإفك
فقد قال مسطح ما قال، وبعد ما سمع أبو بكر كلام مسطح حلف ألا ينفق عليه مرة أخرى وأن لا ينفعه أبدًا، فعندما علم مسطح هذا الأمر جاء واعتذر من أبو بكر، وقد قال مسطح: “إنما كنت أغشى مجالس حسان فأسمع ولا أقول”، فقال له أبو بكر: “لقد ضحكت ، وشاركت فيما قيل ؛ ومر على يمينه “، وبعدها نزلت الآية الكريمة، وقال الضحاك، وابن عباس : “إن جماعة من المؤمنين قطعوا منافعهم عن كل من قال في الإفك ، وقالوا : والله لا نصل من تكلم في شأن عائشة”، لهذا فقد نزلت الآية الكريمة في جميعهم، والشاهد على هذه القصة قول السيدة عائشة:
قال ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: لما نزل هذا، يعني قوله: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ في عائشة، وفيمن قال لها ما قال قال أبو بكر، وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل عليها ما أدخل، قالت: فأنـزل الله في ذلك
( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ )
… الآية. قالت: فقال أبو بكر: والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجَّع إلى مسطح نفقته التي كان يُنْفِق عليه، وقال: والله لا أنـزعها منه أبداً.[3]
آيات ورد فيها يأتَلِ
إن من الآيات القرآنية التي وردت فيها مشتقات كلمة يأتل:
-
قوله تعالى في سورة النور: “
وَلَا
أُولُو
الْفَضْلِ
مِنْكُمْ
وَالسَّعَةِ
أَنْ
يُؤْتُوا
أُولِي
الْقُرْبَىٰ
وَالْمَسَاكِينَ
“. -
قوله تعالى في
سورة البقرة
آية: “
لِلَّذِينَ
مِنْ
نِسَائِهِمْ
تَرَبُّصُ
أَرْبَعَةِ
أَشْهُرٍ”.
-
قوله تعالى في سورة آل عمران: “
لَا
تَتَّخِذُوا
بِطَانَةً
مِنْ
دُونِكُمْ
لَا
خَبَالًا
“. -
قوله تعالى في سورة الأعراف: “
فَاذْكُرُوا
اللَّهِ
لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ
“. -
قوله تعالى في سورة الأعراف: “
فَاذْكُرُوا
اللَّهِ
وَلَا
تَعْثَوْا
فِي
الْأَرْضِ
مُفْسِدِينَ
“. -
قوله تعالى في سورة النجم: “
فَبِأَيِّ
رَبِّكَ
تَتَمَارَىٰ
“. -
قوله تعالى في سورة الرحمن: “
فَبِأَيِّ
رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ
“.[4]
ما معنى وصب
إن معنى كلمة وصب هي دوام الشيء، ويقال وصب الدين أي وجب، والوصب معناه هو المرض الدائم، وإن جمع وصب هو أوصاب، وفي الآية الكريمة: “ولهم عذاب واصب” أي لهم عذاب دائم ولازم، ووصب الشخص أي مرض وتوجَّع، وقد ورد في معجم الغني أن وصب
الرجل
على العمل أي واظب وأحسن القيام به، ووصب
الجسم
أي أتعبه، أما في معجم الرائد فقد ورد بأن وصب على الأمر أي أحسن القيام عليه واستمر به، أما معنى وصب في المعجم الوسيط فيتجلى بأنه هو المداومة على الشيء، ويقال أوصبت الناقة أي وصب شحمها ولبنها، ويقال وصب فلان أي ولد له أولاد.
معنى زكى في سورة النور
قال الله تعالى في سورة النور: ”
ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم
“، وإن في هذه الآية الكريمة تشير إلى فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته على عباده، فبفضله يزكي الله سبحانه من يشاء منهم، ومعنى كلمة زكى أي تطهر من الذنوب، والزكاة في هذه الآية المقصود بها الطهارة من أنجاس الشرك، ومعنى قوله تعالى: “ولكن الله يزكي من يشاء” أي يطهر الله العبد من المعاصي بتوفيقه وهدايته إلى الإيمان، بالإضافة إلى
التوبة
لله جل وعلا والأعمال التي ترضي الله.