مبادئ علم النفس السلوكي


تعريف علم النفس السلوكي


علم النفس السلوكي أو كما يعرف في

الإنجليزية

باسم


(Behaviorism)


أو اسم


(behavioral psychology)


وهو علم قائم على دراسة التصرفات والسلوكيات من الأشخاص بدلًا من دراسة الوعي والخبرات الشعورية، ويمكن تعريف علم النفس السلوكي على أنه نظرية علمية قائمة على أن الإنسان يكتسب سلوكياته من خلال عنصر التكيف، ويأتي عنصر التكيف من خلال استجابة الإنسان للمحفزات المحيطة وهي التي تقوم بتشكيل أفعاله، وهذا أحد أهم مبادئ علم النفس السلوكي.[1]


الاتجاه السلوكي في علم النفس


وفقًا لهذه المدرسة السلوكية فإن دراسة علم النفس السلوكي تعني فقط بدراسة السلوك الخارجي بطريقة ممنهجة وذلك بغض

النظر

عن الوعي، والقيام بالتركيز فقط على السلوك الذي يمكننا ملاحظته من حالة مزاجية وعاطفية، ومن



رواد المدرسة السلوكية



التي تتبنى هذا الفكر هو

العالم

البريطاني الشهير جون واطسون


(John B. Watson)


، والذي يعتبر بمثابة الأب الروحي لعلم النفس السلوكي، ومن

أشهر

مقولاته في تلخيص فكرة علم النفس السلوكي قال: “لو أخذت مجموعة أطفال رضع صحتهم جيدة بطريقة عشوائية في

البيئة

التي أريدها ودربتهم ليصبحوا متخصصين فيما ساختاره لهم من مهن سواء كان تاجر أو  طبيب أو لص أو محامي أو فنان أو رئيس أو حتى تاجر، فمن المستحيل أن يكون العامل الوراثي هو من يختار تلك المهنة، إنّما العامل البيئي بغض النظر عن مواهبه أو ميوله، أو قدراته، أو مهنة أسلافه”


“Give me a dozen healthy infants, well-formed, and my own special world to bring them up in and I’ll guarantee to take any one at random and train him to become any type of specialist I might select – doctor, lawyer, artist, merchant-chief, and yes, beggarman and thief.”– John B. Watson, Behaviorism


من هنا جاءت المعادلة الرئيسية في المدرسة السلوكية، وذلك ما يعتقده بعض علماء علم النفس السلوكي المتعصبين أن أي شخص يمكنه القيام بأي فعل في -حدود قدرته البدنية- إذا ما تم تهيئة بيئة مناسبة لهذا، وذلك بغض النظر عن العوامل الجينية أو الصفات الشخصية، أو حتى الأفكار الداخلية، أي أن السلوك الشخصي للإنسان ما هو إلا انعكاس لصورة البيئة التي هو ترعرع فيها.[1][2]


مبادئ المدرسة السلوكية في علم النفس


وتعتبر المدرسة السلوكية هي المنهج المهيمن في علم النفس، ولقد شهدت تطزرًا كبيرًا منذ بداية ظهورها عام 1920 إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي، ويرجح البعض أن شعبية علم النفس السلوكي جاءت من وجود رغبة البعض في تأسيس علم نفسي موضوعي قابل للقياس ببعض المقاييس المدروسة بدقة، والمبنية على بعض المبادئ والنظريات التي يمكن وصفها بشكلٍ واضح وقياسها بالتجربة، كما أن هذه النظريات والمبادئ تمتلك تأثير قوي على حياة الإنسان اليومية.[1]


وهناك العديد من المبادئ التي ينتهجها علم النفس السلوكي والتي تميزه عن الأساليب النفسية الأخرى، ومن مبادئ علم النفس السلوكي ما يأتي:[3]


  • السلوك هو وحدة الدراسة النفسية.

  • كل أنواع السلوك هي نتاج التعلم، والبيئة المحيطة هي المسؤولة عن السلوك سواء كان سلوك خاطيء أم صائب وذلك بغض النظر عن العوامل الجينية أو الصفات الشخصية، أو حتى الأفكار الداخلية.

  • دراسة التصرفات والسلوكيات الظاهرة من الأشخاص بدلًا من دراسة الوعي والخبرات الشعورية.

  • النظر إلى سلوك الشخص على أنه عبارة عن مجموعة من المثيرات والاستجابات.


نظريات علم النفس السلوكي


وفقًا لمنهج علم النفس السلوكي هناك نوعين أساسين من التكيف، وهما التكيف الكلاسيكي -التقليدي أو القديم- أو التكيف الفعال، وإليك كل نوع منهما بالتفصيل كما يأتي:[1]


  • تقنية التشريط الكلاسيكي (Classical conditioning)


تستخدم تقنية التشريط الكلاسيكي في علم النفس السلوكي بشكلٍ متكرر من أجل التدريب عن طريق المقارنة بين المثيرات والمحفزات المفتعلة وبين المثيرات التي من الممكن أن تحدث بشكلٍ طبيعي، والتي تعني ببساطة التعلم من خلال الارتباط بين الحافز والاستجابة، فنجد أن نتيجة الاستجابة في الإثنين تكون واحدة سواء كانت مفتعلة أم طبيعية، وتعرف المحفزات المرتبطة بالمحفزات المفتعلة باسم المحفز المشروط أو كما في الإنجليزية باسم


(conditioned stimulus)،


والاستجابة الناتجة عن المحفز المفتعل تعرف باسم الاستجابة المشروطة أو بالإنجليزي


(conditioned response).


إن العالم إيفان بافلوف هو صاحب هذا المنهج، وذلك من خلال إجراء تجربة مع الكلب الخاص ببافلوف عن طريق دق الجرس لبعض الكلاب قبل الحصول على

الطعام

، أي أن وجود الطعام مشروط بالجرس، ونتيجة لذلك بدأت الكلاب تسيل لعابها كلما سمعت صوت الجرس، بالتالي فإن الجرس في هذه النظرية هو المحفز المشروط الذي يأتي شرطًا لوجود الطعام، وسيلان لعاب هذه الكلاب عند سماع الجرس -المحفز المشروط- ما هي إلا استجابة مشروطة لوجود الطعام، أي أن هذا الطعام لن يأتي بدون الجرس.


  • تقنية التشريط الفعالة (Operant conditioning)


يمكن تعريف التشريط الفعال أو كما يعرف باسم التشريط الألي على أنه عبارة عن منهجية تعلم تحدث من خلال القيام ببعض العوامل المحفزة والتي تنتج عنها عوامل العقوبة، كما أن التشريط الفعال يحدث من خلال وجود ترابط بين السلوك وبين ما ينتج عن هذا السلوك، وما يشجع هذا السلوك على الحدوث مجددًا هو إيجاد النتيجة التي نرغب بها من وراء ما نقوم به، لكن إن كانت الأفعال متبوعة باستجابات سلبية فإن احتمالية حدوث هذه الأفعال في

المستقبل

تصبح أقل، أي أن السلوك الذي يتبعه نتائج

ممتعة

احتمالية تكراره في المستقبل كثيرة، لكن إن كانت النتائج سلبية من وراء هذا السلوك فإن احتمالية الوقوع فيه مجددًا ضئيلة، نظرًا لما يحمله من عواقب.


أهداف علم النفس السلوكي


يهدف علم النفس السلوكي إلى فهم النفس البشرية من خلال سلوكيات الأفراد والتي تعكس لنا خلفية قوية

عن البيئة

التي جاء منها الفرد، وذلك بهدف تفسير لهذه التصرفات حتى يسهل التنبؤ بها في المستقبل، وذلك من أجل الصالح البشري العام، أي من أجل أن نقوم بفهم سلوكيات البشر المختلفة والتي هي مجرد رد فعل نتيجة حدوث تكيف مع البيئة التي جاء منها الفرد، بالتالي فإنه يمكن تلخيص أهداف علم النفس السلوكي كما يلي:


  • السعي وراء تفسير سلوك الإنسان ومحاولة فهمه بطريقة صحيحة مع وضع الكثير من الاحتمالات لما قد يؤول له، والمسببات وراءه.

  • التنبؤ بشكلٍ صحيح لبعض الأفعال الناتجة عن أفعال أخرى، ووضع حتمية رد الفعل، عن طريق

    تحديد

    الاستجابات السلوكية، مع دراسة طبيعة هذا السلوك والعوامل المؤثرة فيه.

  • محاولة ضبط السلوكيات الناتجة عن بعض الأفعال، عن طريق إدراك الدوافع التي وراء هذه السلوكيات والعوامل المؤثرة فيها والتي ستؤدي إلى بعض السلوكيات المحددة والحتمية، مما يسهل علينا التنبؤ بالسلوكيات الخطرة قبل وقوعها، مما يتيح لنا التحكم في هذه السلوكيات وضبطها.

  • يعنى بإجراء التجارب لانتقاء أحسن المناهج التعليمية.

  • يُراعي الفروق الفردية بين الطلاب في القدرات والميول.[3]