ما هي كارثة الثاليدوميد

ما هو دواء الثاليدوميد

الثاليدوميد هو دواء تم تسويقه كدواء مهدئ ومعالج لغثيان

الصباح

لدى

النساء

الحوامل في اواخر الخمسينيات واوائل الستينيات، إلا انه سبب الكثير من التشوهات لدى المولودين.

سبب الدواء العديد من الاضرار التي لا يمكن عكسها لدى الاجنة وآلاف

الاطفال

ولدوا بتشوهات خلقية، العديد منهم لم يستطع ان يعيش اكثر من بضعة

ايام

بعد الولادة. [1]

التركيبة الكيميائية لدواء الثاليدوميد هي C13H10N2O4، تم تطوير العقار للمرة الاولى بواسطة شركة  Chemie Grunenthal في المانيا في عام 1954 وتم تقديمه للمملكة المتحدة عام 1958، تحت اسم  Distaval وتم سحبه من المملكة المتحدة عام 1961، في البداية ظنوا ان الثاليدوميد بديل للباربيتيورات وبعدها تم استعماله كمهدئ، لانه كان يبدو انه غير سامًا وليس له أي تاثيرات جانبية، الإفراط في الجرعة من الثاليدوميد يمكن ان يسبب

النوم

العميق، على عكس الباربيتيورات الذي يسبب الموت في حال استعماله بكميات كبرى.

الترويج لعقار الثاليدوميد وحدوث الكارثة

تم الترويج للثاليدوميد عام 1956 من شركة Chemie Grünenthal في غرب المانيا، كدواء مضاد للانفلونزا في البداية، ثم تم الترويج له عام 1957 كدواء منوم، واصبح متاحًا دون وصفة طبية، وفي ابريل عام 1958، تم تسويق الثاليدوميد في المملكة المتحدة، وتم بيعه في دول مختلفة باسماء تجارية مختلفة، وبيع الثاليدوميد تحت 40 مسمى مختلف حول

العالم

، بشكل رئيسي في الدول الغربية واليابان، وتم وصفه بالدواء المعجزة قبل ان يدركوا اضراره، وتشجع الاطباء ان يصفوا هذا الدواء للحوامل لانهم لم يدركوا وجود اي خطر على النساء الحوامل.

لكن لم يكن لدى الشركة المصنعة اية ابحاث تدعم ادعاءاتها بان هذا الدواء آمنًا، كما انهم تجاهلوا العديد من التقارير التي ظهرت حول التأثيرات الجانبية للدواء، وفي عام 1959، انهالت الشكاوى على الشركة من الاطباء حول اذية الاعصاب الخفيفة وفي بعض الاحيان الدائمة التي يسببها الدواء، خاصةً من قبل

كبار السن

الذين استعملوا الدواء كمنوم.

رفضت الشركة ايضًا المخاوف التي تعلقت بتشوه الاطفال المولودين حديثًا، وتم الترويج للدواء على نطاق واسع على انه عقار مضاد للغثيان للنساء الحوامل اللواتي يعانين من غثيان الصباح، وعندما واجهت الشركة تقارير حول تشوه الاطفال الذي قد يكون مرتبطًا بالثاليدوميد، لم تحرك الشركة ساكنًا، وبدلًا من سحب الدواء، قاموا بإجراءات لإبقاء الدواء في السوق.

سحب الدواء من الاسواق

بحلول عام 1960، لم يبقى اي شك بان

الآثار الجانبية

غير المتوقعة على الجهاز العصبي منسوبة إلى الثاليدوميد، وبدأت المخاوف حول تأثيرات هذا الدواء الماسخة على الاجنة في المانيا الغربية في

اكتوبر

عام 1961، وتوجب على الاشخاص الانتظار اكثر من 6 اسابيع اخرى كي يتم سحب هذا الدواء من الاسواق الالمانية والبريطانية، وبنهاية نوفمبر وبداية ديسمبر، تم سحب الدواء من الاسواق، لكن

الوقت

كان متأخرًا للغاية، حيث ولد آلاف الاطفال حول العالم بتشوهات خطيرة، وحتى بعض الهيئات لم تسحب الدواء من الاسواق في هذا الوقت، وبقي متاحًا حتى نهاية عام 1963. [2]

من الصعب

تحديد

عدد ضحايا الثاليدوميد، وذلك بسبب موت العديد من الاجنة قبل الولادة، او توفوا اثناء الولادة، او بعد فترة

قصيرة

من الولادة بسبب شدة التشوهات، لم يتم تسجيل معظم هذه الولادات في الاوراق الرسمية، خاصةً ان العديد من الاطفال الذي توفوا بسبب استعمال الثاليدوميد كان يعتقد بانهم ضحايا لقتل الاطفال، تشير التقديرات إلى أن 15000 طفل ولدوا في جميع أنحاء العالم بتشوهات تُعزى إلى الثاليدومايد، وقد وصلت هذه التقديرات على 100000 طفا متأثر بالعقار في المحموع، ومن بين الضحايا اسر هذه الاطفال، الذين تاثرت حياتهم بشكل كبير بهذه الحادثة. [1] [2]

لم يمر وقت طويل على هذه المأساة، حتى تم اكتشاف تأثيرات علاجية جديدة لدواء الثاليدوميد، وذلك من اجل التخفيف او علاج مرض الجذام، والذئبة الحمامية الجهازية وبعض أنواع السرطان ، من بين أمور أخرى، وهذا الدواء متوافر حاليًا في العديد من البلدان لهذه الاستعمالات.

الاضرار التي سببها دواء الثاليدوميد

التهاب الاعصاب المحيطية

التهاب الاعصاب المحيطية هو نوع من اذية العصب التي يمكن ان تحدث عند استعمال الثاليدوميد، يمكن ان يظهر التهاب الاعصاب في اي مكان من الجسم، يبدأ بإحساس بالوخز في اليدين والقدمين، ثم يتبعه شعور بالخدر، يتوسع هذا الخدر ويتبع بتقلصات عضلية شديدة، وضعف في الاطراف وفقدان التنسيق، بعض هذه الاعراض يمكن ان يتفاقم او يختفي، ولكن في بعض الاحيان، يمكن ان تكون الاذية غير قابلة للعكس.

تشوهات الاجنة

هناك قائمة لا تنتهي بالتأثيرات الضارة للثاليدوميد على الاجنة عند استعماله من قبل النساء الحوامل، وهي تشمل:

  • ضمور الاطراف الثنائية (الساقين والذراعين او كليهما) وهي حالة تعرف باسم فقمية الاطراف
  • فقدان الاصابع في اليدين او القدمين
  • زيادة في اصابع اليدين او القدمين
  • فقدان السمع بشكل جزئي او كلي
  • فقدان الرؤية بشكل جزئي او كلي
  • الشلل (عادةً في عضلات الوجه)
  • خلل في تشكل الانبوب الهضمي
  • خلل في تشكل الاثني عشر (قاتل في معظم الاحيان، قبل الولادة او بعدها بفترة قصيرة)

بسبب هذه التاثيرات الجانبية الخطيرة، يمنع استعمال الثاليدوميد بشكل صارم على النساء الحوامل او النساء اللواتي يرغبن بالحمل. [2]

معلومات اخرى عن كارثة الثاليدوميد


  • متى ولد اول طفل متأثر بكارثة الثاليدوميد؟

اول طفل ولد متأثر بكارثة الثاليدوميد في المانيا 25 ديسمبر في عام 1956.


  • متى تم اكتشاف الرابط بين دواء الثاليدوميد وبين تشوهات الاجنة؟

على مر السنين، ولد الاطفال مع إعاقات مشابهة للإعاقات التي يسببها الثاليدوميد، على سبيل المثال، تؤثر

الأمراض الوراثية

مثل متلازمة هولت أورام ومتلازمة تار على الأطراف العلوية، وهذا السبب لم يتم الربط بين الثاليدوميد وبين العيوب الخلقية.

تظهر الأدلة الحديثة أن كيمي جروننتال تجاهل عددًا من التقارير التي تفيد بأن الثاليدومايد كان يؤذي الأجنة في الرحم، والمرة الاولى التي تم فيها الإعلان عن الرابط بين عقار الثاليدوميد وبين التشوهات الولادية كان بسبب

رسالة

نشرت في ذا لانسيت من قبل طبيب استرالي يسمى ويليام ماكبرايد عام 1961، مما ادى لسحب الدواء بشكل رسمي من قبل كيمي جرونتال 26 ديسمبر عام 1961 وبعد بضعة ايام تم سحبه من المملكة المتحدة.


  • هل الاشخاص الذين تأثروا بكارثة الثاليدوميد انجبوا اطفالًا يعانوا من تشوهات مشابهة؟

كلا، العديد من الناجيين من كارثة الثاليدوميد قد انجبوا اطفالًا، وبما ان هذه التشوهات التي عانوا منها ليس لها سبب جيني، لم يقوموا بنقلها إلى اطفالهم من بعدهم.


  • هل يستعمل دواء الثاليدوميد في الوقت الحالي، ولماذا؟

يستعمل الثاليدوميد اليوم من اجل علاج الورم النقوي (وهو نوع من السرطانات في نقي العظم) وايضًا من اجل علاج مرض هانسن (الجذام)، في المملكة المتحدة، هناك قيود شديدة للغاية على استعمال هذا العقار للنساء في عمر

الحمل

من اجل الوقاية من ولادة الاجنة بتشوهات خلقية. [1]