أهمية اللغة العربية ومميزاتها .. وكيفية الحفاظ عليها
ما هي اللغة العربية وأهميتها
مقدمة عن اللغة العربية
:
اللغة هي الركن الاول من اجل التفكير، وهي بمثابة وعاء للخبرات والمعارف وهي بالطبع الوسيلة الاولى للتواصل بين الاشخاص، وفهم مشاعرهم واحاسيسهم، وهذا
القدر
من اهمية اللغة العربية مشترك بين بني الإنسان وبين كافة اللغات في كل مكان، إلا ان اللغة العربية تميزت عن غيرها من اللغات لما خصها
الله
بمزايا.
اللغة العربية من اقدم اللغات، وهي لغة
القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة، وهي جزء لا يتجزأ من ديننا، ولا يمكن ان يقوم
الإسلام
دون اللغة العربية، ولا يصح ان يقرأ اي مسلم القرآن إلا باللغة العربية، وقراءة القرآن ركن من اركان
الصلاة
، ولا تصح الصلاة إلا بذلك، ولم ينزل القرآن الكريم إلا باللغة العربية، قال تعالى (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) سورة الشعراء، وهذا يدل على ان جميع اللغات الاخرى دونًا عن اللغة العربية من حيث
مكانة اللغة العربية
في الإسلام.
واللغة العربية هي الوسيلة من اجل الوصول إلى اسرار القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وفهم مقاصدهما، وارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم كان سببًا في انتشارها، لذلك حث السلف على التمعن باللغة العربية وحثوا على تعلمها، والنيل منها، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العربية، فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض، فإنها من دينكم.
أهمية اللغة العربية في فهم القرآن وتفسيره
- عدم فهم اللغة العربية يؤدي للخطأ في تفسير القرآن، وهذا يمكن ان يؤدي للانحراف في فهم القرآن الكريم.
- تعد معرفة اللغة العربية من اهم الادوات من اجل فهم القرآن الكريم وتفسيره.
-
تعلم اللغة العربية هو فرض عين للمؤمن، ومن اقتصر على فهم الامور الاساسية فقط في اللغة العربية فهو تابع اي انه يتبع فهم العلماء للكتاب والسنة، ومن
أجمل تعبير عن اللغة العربية
قول الثعالبي: من أحب الله أحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب العربية التي نزل بها افضل الكتب على أفضل العجم والعرب. - من شروط المجتهد ان يكون عالمًا باسرار اللغة العربية، خاصةً علم النحو، لان الشريعة عربية ولا سبيل لفهمها إلا بفهم كلام العرب، وما لا يتم قضاء الواجب إلا به فهو واجب.
- ومن فوائد اللغة العربية انها تهدي إلى كل العلم، وتزيد في العقل.
- يجب على المسلم الذي لا يعرف اللغة العربية الا يحاول تجاوز هذه الحدود عند الحديث عن الإسلام، والمسلم الذي لا يعرف قواعد البيان العربي، يقع في اخطاء مثل صعوبة في فهم القرآن ويمكن ان يستنبط معاني من القرآن والسنة بعيدة عن الشرع.
مزايا اللغة العربية وخصائصها
-
سعة اللغة العربية:
لا يخفى على اي شخص سعة اللغة العربية، فكل كلمة لها مرادفات عديدة، وهذا يدل على غنى اللغة العربية، فمثلًا نجد لانواع
الحزن
والعشق والحب معاني متعددة، وقال الإمام الشافعي
رحمه الله
“لسانُ العربِ أوسع الألسنة مذهبًا، وأكثرها ألفاظًا، ولا نعلمه يحيط بجميعِ علمه إنسانٌ غير نبي، ولكنَّه لا يذهبُ منه شيء على عامَّتها، حتى لا يكونَ موجودًا فيها مَنْ يعرِفه، والعلمُ به عند العربِ كالعِلم بالسُّنة عند أهلِ الفقه، لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السُّنن، وإذا فُرّق عِلْم كلِّ واحد منهم، ذهب عليه الشيءُ منها”
-
اللغة العربية قائمة على جذور متناسقة غير موجودة بأي لغة أخرى:
فالفعل الماضي ذهب، ومضارعه يذهبُ، وأمره اذهب، من جذرٍ واحد، أمَّا مثيله في
الإنجليزية
فماضيه “went” ومضارعه وأمره “go” وهما كلمات مختلفتان بالكامل، وفي بعض الكلمات في اللغة
الانجليزية
التي يكون لها نفس التصريف بالماضي والمضارع والامر مثل “cut” بمعنى اقطع، من الصعب معرفة الزمن، بينما في اللغة العربية يكون الزمن واضح.
-
الافعال المتقاربة الجذور في اللغة العربية لها معاني متشابهة لا يوجد مثيلها في اللغات الاخرى
الفعل سما المفتوح العين هو ثلاثة حروف، وعند تبديل الحرف الاخير ب: سمج، سمر، سمح، نجد اشتراك هذه المفردات في العلو والرفعة.
-
تميز اللغة العربية بالمرونة
اللغة العربية حافظت على روعتها منذ الجاهلية قبل الإسلام، على عكس ما حدث للغات القديمة المماثلة كاللاتينية، حيث اختفت هذه اللغة إلا من بين جدران المعابد، وكان للقرآن الكريم قوة تحويل شديدة على الشعوب التي اعتنقت الإسلام، وقد زاد من قوة اللغة العربية ونماءها، والامر الذي حافظ على اللغة العربية من الاندثار هو مرونة اللغة العربية التي لا يوازيها شيء في المرونة، فالألماني على سبيل المثال لا يستطيع فهم ولا إدراك كلمة من الكلمات التي كان يتحدث بها اجداده في السابق، بينما العربي في وقتنا الحالي يستطيع فهم أداب اللغة التي كتبت في العصر الجاهلي قبل الإسلام ويفهم شعر الجاهلية.
-
اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الدول العربية، وتسمى لغة الضاد
اللغه العربية هي اللغة الوحيدة التي تحوي حرف الضاد، ويبلغ عدد المسلمين في وقتنا الحالي مليار ونصف من متعددي الالوان والاجناس والعروق واللغات، يربطهم باللغة العربية القرآن الكريم، ولا يوجد إسلام بلا قرآن ولا قرآن دون تعلم اللغة العربية وفهم اساسياتها على الاقل.
كيفية الحفاظ على اللغة العربية
من المؤسف الاستخفاف الشديد في اللغة العربية الذي أدى للانحدار الثقافي الشديد، وقد تم طرد اللغة العربية من العديد من المواقع التي كان يجب ان تسود فيها وتنتشر في الحديث والكتابة، وهذه الاماكن تبدأ من المؤسسات التربوية، بدءًا من المدرسة الابتدائيه وصولًا للمرحلة الجامعية.
حيث يبدأ الطالب حياته العلمية بسماع اللغة العامية من اهله وذويه وفي مدرسته حتى إذا وصل الجامعة درس العلوم المختلفة باللغة الاجنبية، وبالتالي ضاعت اللغة العربية التي لم يعرف عنها ابناؤها شيئًا إلا من خلال بعض الدروس القليلة التي اعطيت باللغة العامية.
لا يمكن لهذه اللغة ان تتطور وتنمو واهلها منشغلون عنها بالإهمال، فقد اُرهِقت هذه اللغة باللغة العجمية من جهة واللغة العامية من جهة أخرى.
يجب التمسك بمرجعية الفصاحة العربية كما وردت عند الاسلاف، ويجب وضع اساليب وصيغ جديدة تستمد من مخزون اللغة العربية عند اسلافنا القدماء، ونطور من اللغة العربية ونحسنها بالقدر الذي لا يخالف القواعد العربية الفصيحة او يتعارض مع الذوق العربي الاصيل، كما يجب ايضًا الاستفادة من تراث اللغة العربية الفصحى بتراثها الواسع جغرافيًا او تاريخيًا، والاطلاع على الثقافات العربية وتاريخ اللغة العربية والشعراء العرب بدءًا من العصر الجاهلي انتهاءً بالعصر الحديث، وكلما اقتربنا من صيغنا التراثية وتاريخنا العريق وقمنا بتطويره كلما كنا اقرب بذلك من روح اللغة العربية بما يلائم احتياجاتنا المعاصرة والعصر الحديث الذي نعيش به الآن.