رسوم الأطفال وأهميتها نفسيا وتربويا وفنياً

معنى فنون الأطفال

الفن بشكل عام هو مفجر الطاقة الحيوية الخلاقة، وهو الباعث على الفكر والعمل والتقدم والتطور، كما إنه هو المبدأ الأساسي لسر

الحياة

وحبها والانفتاح على العالم، وبرغم أن كثيراً من الناس يرى أن الفن نوع من أنواع الرفاهية واللهو الغير لازمين للحياة، إلا أن هذا مفهوم خاطئ فالفن هو التعبير عن ما يدور بداخل الإنسان من أفكار وجمال وحرية، وهو الطاقة الجامحة للانطلاق للحياة.

أما عن فنون الأطفال تعرف بأنها أنماط مختلفة من الأنشطة الذاتية التلقائية الحرة، والتي تشكل جانب مهم في توجيه ميولهم واستعداداتهم، وترصين ميولهم الفنية، والفنون للأطفال أحد الأساسيات التي تكشف عن طبيعتهم وحقيقة مشاعرهم، وتساعد على تنميتهم تربوياً وفنياً ونفسياً[4].

رسومات الأطفال ودلالاتها النفسية

رسوم الأطفال أحد جوانب الفنون التي يمارسها

الطفل

، وهي كلمة تعبيرية تعني نقل المعاني والصور الإيضاحية، وهي القدرة على الاتصال بالآخرين حيث تعتبر لقاء بين عالم الذات وعالم الموضوع إذ تعبر عن الأنا، وهي وسيلة يحاول الطفل من خلالها تحقيق

التوازن

النفسي والتعبير عن مشاعره.

الرسم بالنسبة للأطفال الصغار لغة للتعبير المعرفي، يهدف من خلاله إلى توصيل ما يعرفه، إذ أن المقصود برسومات الأطفال أن الطفل يعبر عن ما يشعر به وليس ما يراه، فالهدف الأساسي ليس الفن ولا الإبداع بل التوضيح والتعبير، إذ يقول ولهام فيولا”الطفل يرسم ما يعرفه لا ما يراه”[3].

أهمية الرسم للأطفال نفسياً

يجب التعرف الجيد على الجانب النفسي لدى الطفل، ولاسيما أن الرسوم الخاصة بالأطفال أحد الأمور الهامة والتي توضح حاجتهم النفسية وما يمروا بهم في حياتهم، لذا ينصح

أطباء

الصحة النفسي وأخصائي الأطفال بالنظر لصلة الرسوم بالصحة النفسية، حيث إن الطفل يولد في

البيئة

المحيطة به، التي أحياناً لا تفي له كل حاجاته النفسية، وا تشبع كافة رغباته، كما أن بعض الأطفال قد يشعروا بالإحباط كثيراً تجاه بيئتهم فيكون لديهم نزعات مكبوتة، يساعد الرسم على إخراجها وتوضيحها والتخلص منها[2].

يؤكد المتخصصين أن أهم طريقة للتخلص من العقد النفسية والتعبير عن الحاجات هو الرسم، كما إنها وسيلة فعالة تساعدهم على تشخيص الحالة التي يمر بها الطفل، إذ يضع الطفل تصور يتوهمه ويرسم رموز يمكن لخبراء النفس والأطباء فكها وفهمها.

يساعد الرسم على التعرف على حقيقة الصراعات التي تدور داخل الشخصية، كما يعمل على التخلص من كافة الانطباعات السلبية، ويساهم في تخلص الأطفال من السلوك العدواني والخوف والقلق أيضاً[3].

أهمية رسوم الأطفال تربوياً

هناك العديد من الفوائد التي يحققها الرسم من ناحية الجانب التربوي، حيث إن الرسم يساعد على تنمية الطفل تربوياً، فيعمل على[1][5]:

  • الرسم بشكل عام يساهم في تنشئة الطفل على السلوك القويم، لأن الفنون تؤثر في الشخصية.
  • يسهم الرسم في تكوين شخصية هادئة خالية من المشكلات الاجتماعية، ومتفاعلة ولكن بقدر معقول.
  • تكوين مهارات الأطفال وتنمية مخيلتهم وتوسيع مداركهم.
  • يساهم الرسم على التعرف على الجوانب القوية والضعيفة لدى الطفل.
  • يساعد الرسم على توضيح علاقة الطفل بمن هم حوله، وكيف يرى الطفل الأشخاص المحيطين.
  • يعمل الرسم على تنمية الذوق العام لدى الطفل، كما يساهم في زرع اللمسات الجمالية بداخله.
  • للرسم دور كبير لتعريف الطفل بشبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة به.
  • الرسم أحد الأساليب الراقية التي تعمل على تخليص الطفل من الانطوائية والمشكلات النفسية.
  • الرسم وسيلة لغرس كافة المبادئ والقيم النبيلة في نفسية الطفل.


أهمية الرسم للأطفال فنياً

الرسم أحد الجوانب الفنية الهامة والذي يساعد على الارتقاء بالأشخاص وتنميتهم فنياً، ومن أهم فوائد الرسم الفنية:

  • تنمية الذوق العام، والجانب الإبداعي لدى الأطفال.
  • يساهم بشكل أساسي في

    الرقي

    بالشخصية وجعل الطفل يميل للفنون واحترامها.
  • يعمل الفن بشكل عام على توسيع مخيلة الأفراد وجعلهم أكثر قدرة على الإبداع.
  • الفنون تغرس مبادئ

    حب

    الخير والجمال في قلوب الأفراد.
  • الطفل الذي يرسم لديه حب للجميع وللمبدعين والفنانون بشكل عام.

خصائص رسوم الأطفال

هناك مجموعة من الخصائص التي تتسم بها رسوم الأطفال، والتي تتمثل في:


  • التلقائية

لا يمكن أن يبني الطفل الصغير رسومه على المنطق، بل يعتمد وبشكل أساسي على حدثه ومشاعره، حيث إن للأطفال عالم مميز وخاص لا قوانين سائدة فيه إا قوانين الفطرة الطبيعية التي خلق عليها، والتي تختلف من طفل لأخر فلكل طفل خصائص في التعبير تتسم بأسلوب حر نابع من داخله.


  • التكرار في الرسوم

يلاحظ في المراحل العمرية الصغيرة أن الطفل يكرر الرسوم فتقول الدكتورة عبلة حنفي أن التكرار أحد اتجاهات الطفل التعبيرية والتي يرجع سببها في أن لدى الطفل أحساس بأنه قادر على إجادة رسم بعض العناصر لذلك يقوم برسمها عدة مرات ويكررها، لأنها تشعره بالاحترافية.

يقول حمدي خميس أن الطفل حين يعبر عن رمز معين عدة مرات فهذا يعني أن هذا

الرمز

أصبح مضاف في قاموس الطفل الذي يحفظ فيه تكويناته المستقبلية، كما أن التكرار هنا يمثل نوع من أنواع السرور لدى الطفل، ليس فحسب بل يصبح رسم هذا الرمز يمنح الطفل الثقة والسعادة، ويظل تطور


مراحل التعبير الفني


عند الأطفال مستمر مع الحفاظ على الرموز الراسخة لديه.


  • المبالغة

بما أن

رسومات

الأطفال أساساً غير مبنية على المنطق، فمن الطبيعي المبالغة في الرسومات والتحريف بغرض التعبير كما أن المبالغة في بعض الأجزاء أو عناصر الرسمة يرجع لرغبة الطفل في التعبير والتأكيد على أحد الرموز الذي يريد أن يصغه بشكل قوي، فوفقاً لقول الباحثين والخبراء المبالغة في رسوم الأطفال نتيجة لخبرة الأطفال ببعض الأشياء التي تمر بهم في حياتهم، فمثلاً حين يرسم الصغير أبيه كبير جداً دلالة على أن الطفل يرى والده رمز للقوة، ورسو والدته وبجانبها قلب كبير دلالة على

الحب

والعطف الذي يشعر به.


  • الحذف

يلجأ الطفل للحذف في بعض الرسوم وذلك من أجل تجسيد فكرته التعبيرية، فيضطر لحذف بعض العناصر وذلك ليس لأنه غير قادر على رسمها بل لارتباطه بما يعرفه فقط، بمعنى أن الطفل يميل لعرض الجانب الوظيفي فقط للوظيفة، ويحذف الجوانب التي ليس لها وظيفة حيوية في الرسم.


  • خط الأرض

يميل الأطفال إلى

رسم الأطفال

ويصفوهم على صف واحد أفقي واحد يمثل لهم الأرض التي يقف عليها الأشخاص ويبدأ استخدام هذا الخط من سن 6 سنوات إلى عمر 12 سنة، وقد يرسم الطفل خط للناس وخط للسيارات وهكذا.


  • الشفافية

وفقاً لرغبة الطفل في توصيل أفكاره والتبليغ عنها كما يشعر بها بغض

النظر

عن طبيعتها التي يراها فنجد الطفل يعكس خاصية فنيه أخرى في رسومه وتسمى الشفافية، يقوم الطفل فيها بإظهار بعض الحقائق الغير مرئية وكأنها مرئية أي واضحة لمن يرى الرسم، كإظهار قلب الشخص في الرسمة أو ما بداخل المنزل من الخارج.


  • الجمع بين الأمكنة والأزمنة المختلفة في حيز واحد

يلاحظ أن الطفل لا يتقيد بالأمكنة ولا الأزمنة الموجودة عليها الأشياء في الطبيعة، إذ يعبر عنها وكأنه يعر شريط سينمائي للأحداث دون النظر أو الانتباه للزمان أو المكان.


  • التسطيح

يعمد الأطفال في رسومهم على تسطيح أشكالهم وعدم تعبيرهم عن البعد الثالث كما أن الأشكال لا تحجب العناصر ويقدم الطفل هذا العنصر بغرض إبراز كل ما يعرفه عن الشيء الذي يعبر عنه لا ما يراه إذ أن الطفل يقدم رسوم من منظوره الخاص لا كيفما يراها بل كيفما تمثل له، وتستمر


مراحل تطور رسوم الأطفال


حتى الوصول إلى الإحترافية.