ملخص رواية الغريب .. مناقشات وإقتباسات
نبذة عن رواية الغريب
رواية الغريب
هي رواية للكاتب الفرنسي ألبير كامو، والتي قد تم نشرها في خمسينيات القرن الماضي، وهي أول رواية له، وهي واحدة من مجموعته الأدبية سلسلة دورة العبث، وتنتمي لمذهب يعرف بالمذهب العبثي في الأدب، ولقد تمت ترجمة هذه الرواية إلى ما يزيد عن أربعين لغة حول العالم، ولقد أحدثت ضجة قوية في عالم الأدب بسبب فلسفتها الفريدة، ولقد تمت ترجمتها بالعربية لأول مرة على يد المترجم اللبناني محمد الغطاس عام 1997 عن الدار المصرية اللبنانية.[1]
ملخص رواية الغريب
تبدأ أحداث رواية الغريب عند وفاة أم ميرسو، وميرسو هو الشخصية الرئيسية في هذه الرواية، لكن يظهر لنا الكاتب كيف قابل ميرسو الأمر بطريقة غريبة قليلًا حيث لم يكن يريد التواجد في وقت الدفن، كما كان يظهر اللامبالاة والبرود ويدخن السجائر ويحتسي القهوة عند قبرها، كما أنه رفض رؤيتها قبل الدفن، لكن كل هذا قد يبدو لمن يراه مروعًا وقاسيًا لكن عند تفهمك لشخصية ميرسو ستعرف أنه لم يكن حقيقيًا، بل إن شخصية ميرسو فريدة من نوعها، فهو يميز بصدق مشاعره و أنه لا يخشى أحدًا، كما أنه غير مهتم بالمجتمع ولا بالتحدث مع الآخرين.
بعد وفاة والدة ميرسو يقابل مماريا ويتعرف عليها، والتي سيتعلق بها تعلقًا شديدًا ونشأت بينهم علاقة حب، ويأتي بعدها المدعو ريموند الذي يتعرف على ميرسو من أجل أن يساعده من أجل الانتقام من حبيبته التي قامت بخيانته، لكنهما أصبحا صديقين، لكن تنقلب الأحداث حينما يقع شجار بين ريموند وشقيق عشيقته، والذي ينتهي بقتل ميرسو لشقيقها وطعن ريموند بسكين عشوائية.
لكن لا تحدث هذه الجريمة فرقًا مع ميرسولات، فهو لا يشعر بشيء كما يدعي أن لم يشعر بالذنب أو الندم للحظة، مما يجعل من المحلفين والقاضي أن يظنوا بأنه شخص غير
طبيعي
يستحق الإعدام، فيقوم القاضي بالحكم على ميرسو بالإعدام، وقبل تنفيذ الحكم بلحظات يرفض ميرسو أن يتوب لربه مع القسيس، ويكشف الكاتب هنا أفكار ميرسو حول
الحياة
والموت اللذان لا يعنيان له شيئًا و أنه على أتم استعداد لارتكاب أي جريمة قتل من أجل شيء لا يستحق من الأساس، لكن يحاول ريموند أن ينقذ صديقه مما أوقعه فيه في نهاية الكتاب.[2]
مناقشة رواية الغريب
تم عقد الكثير والكثير من المناقشات الثقافية حول رواية الغريب للكاتب الفرنسي ألبير كامو، ومن هذه المناقشات (مناقشة الملتقى) الثقافي في أبو ظبي، والذي جمع العديد من القراء والنقاد، من بين مؤيد ومعارض لفكر ألبير كامو والذي قام بطرحه في هذه الرواية التي تعتمد على ما يعرف بالمذهب العابث، ولقد قامت صاحبة الملتقى أسماء مطاوع ببدأ النقاش تاركة الفرصة للجميع لكي يبدي رأيه حول الرواية، وحول رد فعل المجتمع بعد مقتل الشاب العربي الذي لم يذكر له الكاتب اسمًا ولم يضع له ملامح، وذلك من باب مفهوم العبث وإشارة إلى ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، ولقد قُتل هذا العربي على يد الشاب الفرنسي ميرسو، والذي أصبح بعدها قاتلًا مشهورًا، ولقد ماتت أمه لكنه لم يبدي أي مظاهر لمشاعر
الحزن
عليها، ولقد رأى العديد من الحاضرين أن هذه النقطة تحمل إسقاط قوي على المجتمع الذي عاش فيه البطلان، والذي أراد الكتاب نقد هذا المجتمع بعرض القصة بهذه الطريقة.
صور إلينا كامو مشهد إعدام مرسو بطريقة قوية تًظهر ما بداخل الإنسان من أنانية وسادية حين قال كل المشاهدين: «الحمد لله لسنا في مكانه» وهنا تتجلى طبيعة الإنسان وتطغى على مبادئه، كما يصور كامو لنا في رواية الغريب أن الناس يحاكمون بعضهم البعض على الإطار الخارجي، وذلك بغض
النظر
عما يظهر منه، في حين أن معظم الناس لا تظهر عواطفهم عندما يتألمون، بل تظهر بينهم وبين أنفسهم، وأضافت أسماء المطوع أحد سيدات هذا الملتقى قائلة «أن هذا الخلط في إظهار الحقيقة ذكرني بالمجازر التي تجري اليوم في بعض البلدان العربية، ويبدو أننا نحن العرب لا نستحق أن يشار إلى أهمية القضايا التي يذهب شهداء من أجلها، كقضية
الوطن
وأهمية حمايته». [3]
اقتباسات من رواية الغريب
-
” ليس للمرء إلا أم واحدة “
-
” في
باريس
يبقى الناس مع الميّت ثلاثة أيام أو أربعة أحيانًا، أمّا هنا، فلا وقتَ لديهم لأنهم لم يُخلقوا لفكرة أنه يجب أن يركضوا خلف مركبة الموتى “
-
” في المساء، عندما خرجت، كنت سعيدًا جدًا بأن أعود متمهّلًا بمحاذاة الضفاف، كانت السماء خضراء، وكنت أحسّني مسرورًا، ومع ذلك، فقد عدت رأسًا إلى البيت لأنّني وددتُ أن أهيّئ بطاطا مسلوقة”
-
“أنت لا ترين أن الناس يحسدونك على
السعادة
التي أمنحك إيّاها، ستعرفين فيما بعد قيمة السعادة التي كنت تمتلكينها.”
-
“استمع إلي وهو يدخّن ويهزّ رأسه، ثم طلب إلي أن أعيد قراءتها، كان مسرورًا جدًا، قال لي: كنت أعلم أنك تعرف الحياة”
-
“إن الرجال يتفاهمون دائمًا”
-
“وعند التفكير في حياتي بطريقة جدّية، لم أجدني تعيسا؛ حين كنت طالبًا، كان لي الكثير من المطامح، ولكن عندما اضطررت إلى ترك دراستي، فهمت بسرعة أن هذا كله لم يكن ذا أهمية حقيقية “
-
“لم يكن سعيدًا مع زوجته ولكنه اعتاد عليها بالإجمال، وحين ماتت شعر بأنه بات وحيدًا جدًا، وعندها طلب كلبًا من أحد أصدقائه في المصنع فحصل عليه”
-
“وقت الفطور هو الساعة التي يشعر فيها المرءُ بالجوع”
-
“البقاء هنا أو الذهاب سيّان”
-
“وكالعادة عندما تكون بي رغبة في التخلص من شخص أكاد لا أصغي إليه”
-
“كانت تبتسم لي بكل قواها، وقد وجدتها جميلة جدًا، لكنني لم أعرف كيف أعبّر لها عن ذلك.”
-
“على كل حال يجب ألا نبالغ في أي أمر”
-
“عند التفكير العميق، تبيّن لي أنني لم أكن أعيش في جذر شجرة يابسة، كان هناك من هم أشقى منِّي، وعلى كل حال كانت تلك فكرة أمي، وكانت ترددها غالبًا، وهي أن المرء يعتاد في النهاية على كل شيء.”
-
“المشكلة كلها كانت تتلخص مرةً أخرى في قتل الوقت، وانتهيتُ بالقضاء على الضجر منذ اللحظة التي تعلمتُ فيها أن أتذكر، كنت أحيانًا أغرق في التفكير بغرفتي، وفي الخيال كنت أذهب من زاوية لأعود إليها وأنا أعدد في ذهني كل ما يوجد في طريقي.”
-
“يظلّ مثيرًا للاهتمام أن يسمع المرء مَن يتحدث عنه، حتى ولو كان على مقعدٍ متّهم”
-
“كل شيء يجري بلا تدخّلي، وكان مصيري يقرر من غير أن يؤخذ رأيي.”
-
“لا شأن لي بمجتمع أحتقرُ قواعده الجوهرية، ولا أستطيع أن ألجأ فيه إلى هذا
القلب
البشري الذي أجهل ردود فعله البدائية.”
-
“إن ما يهمني الآن هو أن أُفلت مما هو ميكانيكي، أن أعرف، إن كان ثمة مخرجٌ لما لا مفرّ منه.”
-
“إن المرء يتصور دائمًا أفكارًا مبالغًا فيها عما لا يعرف.”
-
“إنتهى بي الأمر إلى أن أقول لنفسي إن أحكم الأمور هي ألا أضغط على نفسي.”
-
” لم أحبّ قط أن أُفاجأ، فحين يحدث لي شيء ما، أوثر أن أكون حاضرا “
-
” والحق أنني أستطيع أن أقول إنّي، على نحو ما ، كنت محظوظا، خلال هذه الفترة كلها، إذ إني لم أسمع قط وَقعَ أقدام ” [2]