كيف كان وطني قبل التوحيد
وطني قبل التوحيد كان عبارة عن
حيث كان
حال الجزيرة العربية قبل توحيدها
صعبة للغاية، من كافة الجوانب التي تحيط بها في
البادية
والحضر والسلم والحرب، وكان لا يوجد في نجد بحر ولا تهر، ولا أي مورد يساعد على المعيشة، فقد كان الفقر متفشي في نجد بصورة كبيرة بل هي كانت في عزلة عن باقي الدول والمناطق [1].
وكانت صحرائها مخيفة تنتشر فيها الذئاب وعواء الرياح، والقرى فيها صغيرة ويحيطها
الخوف
والمعزي تتناثر بمرعى جديب مقحط والجوع والخوف والفقر رمزا له.
والجدير بالذكر بأن الفقر لا يقتصر على نجد فقط بل أمتد بكافة الإرجاء، بالإضافة إلى حدوث مجاعات تودي بحياة الناس وينتشر في البلاد قطاع الطرق الذين يستغلون الانفلات الأمني.
الذين يؤذون تلك القرى الفقيرة وكأنهم يشاركون الذئاب في وقوع الأذى على الناس، بل كان هم هؤلاء الوحيد هو النهب والسرق وقطع كل ما فيه خير للعباد.
بل أمتد الأمر إنهم إن وجدوا الجمل قتلوه وتركوه ليطعم منه الوحوش بعد سرقة جميع ما يحمله، ويقتلوا الرجال أيضا ويتركوها كيوم ولدتهم أمهم إن ما أوقعوا بهم الموت.
بل الفقر هو الخيمة المنصوبة على أهالي نجد وأنتشر الجوع والفقر والجهل والمرض، بل كان
العالم
من حولهم لا يشعرون بهم أو يساعدهم في الخروج من تلك الصعاب رغم وجود مجاعات طاحنة وأوبئة فتاكة، فهم ينظر إلهم نظرة هؤلاء بدو متفرقون بل أن الوضع لديهم تحوفه الصعاب والمخاطر بكافة نواحيه.
وقد يفرحون أهل نجد إذا اصطادوا ضب أو غيره من الحيوانات التي يأكلونها ليسدوا جوعهم، ورغم وجود حيوانات لا تأكل مثل الفأرة والجربوع إلا أن الوضع مخيف للغاية عندهم والجوع لا يرحم أحدا.
بل الجفاف يضرب جميع أرضهم ويعتبر نزول
الغيث
عليهم هو يوم عيد لهم، بل غيثهم عند نزله فساعدهم على الزرع ووجود رمق لسد جوعهم بل كانوا لا يهنئون بما يزرعونه لأن الشمس تحرقه، بل من يزورهم ويقارنهم بغيرهم فكان يعلم فيهم مدى معاناتهم من الفقر.
وطني قبل التوحيد حروب وخلافات
فيمكن القول أن الحروب التي شهدتها الجزيرة العربية هي العجب العجاب، لانتشار قطاع الطرق والجوع والفقر والجهل الذي ضرب كافة اتجاهات البلاد، وتخلف اجتماعي منتشر للغاية بل يمكن القول أن تلك الأرض عادت لسيرتها الأولى التي كانت عليها في العصر الجاهلي.
فعندما يشتد الفقر فقد يهاجم العم ابن عمه بل كان القتال على أي شئ فالغالب مغلوب بل أن الغارات التي تحدث تفرقهم بل أن الوضع الذين وصلوا له يدمى له
القلب
.
فالأمن منعدم والفتن تضرب الأرض والصحراء يعم بها الخوف والغبار صار فيها بل كان يحجب القلب والعقل وذلك كله قبل أن توحد تلك المملكة العظيمة.
بل الغارات التي تقع تزيد من أعماق الجراح والأخذ بالثأر، بل أن نزيف الدماء مازال مستمرا وعويل ودموع
النساء
بل أن ذوي الأرحام قد يقتل بعضهم البعض، رغم أنهم لابد أن يكون عز فيما بيننهم وسند ومحبة وقربة، وقد تحدث عن ذلك عدد من الشعراء فقالوا.
تقتل من وتر أعز نفوسها عليها بأيد ما تكاد تطيعها
إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها
وقال أخر في أبياته.
إلى نبحتنا من قريب كلابه ودبت من البغضا علينا عقاربه
نحيناه بأكوار المطايا ويممت بنا صوب حزم صارخات ثعالبه
بيوم من الجواز يستاقد الحصا وتلوذ باعضاد المطايا جخادبه
موت الفتى في جوف دو سملق خلى من الأوناس قفر جوانبه
على
الرجل
أشوى من مقامه بديره يعيش بها الغبن فيها مطالبه
فمن قلط الهندي ومن وخر العصا جلا الهم واصبح نازح عن قرايبه
ومن وخر الهندي ومن قلط العصا أمسى بذل راكب فوق غاربه
وترى ما يعيب الدوح إلا من أصله ولا آفة الإنسان إلا قرايبه.
ورغم أن البيت الأخير غير صحيح لأن القريب هو الذي يرمزون للعز والمعزة وصلة الرحم، بل نخلص القول أن حياة نجد كانت مأساوية من جميع اتجاهاتها.
وطني بعد التوحيد دولة واحدة وقيادة عظيمة
بعد توحيد ذلك
الوطن
أصبح اسمه المملكة العربية السعودية وهي دولة إسلامية واللغة العربية لغتها الرسمية والقرآن الكريم دستورها، وأصبح يوم 23 سبتمبر هو عيدها الوطني [2].
وأصبحت المملكة تصارع الصعاب في أزدها أقتصادها لاستخراج
المعادن
وظهور النفط، ونشاط التجارة الداخلية والاستفادة من جميع الخبرات العالمية.
بل تم تحقيق
التوازن
بين المعاصرة والأصالة، واعتماد رؤية واضحة للنماء والتطور ونتج عن ذلك الحضارة المميزة التي تواكب العصر، وتنوعت مظاهر التنمية.
وظهر المزج بين القديم والحديث بكافة أرجاء المملكة، وضخ الاستثمارات الجديدة فيها وتأسيس بنية تحتية بل أن المملكة تحمي قراها ومدنها من أي شكل من أشكال التصحر،.
وظهرت المدن العالمية مع الحفاظ على التراث القديم فهي أصبحت دولة حديثة له دور ولي مؤثر في العالم أجمع بل هي تسعى حاليا لتحقيق رؤيتها 2030.
والجدير بالذكر بأن الملك عبد العزيز عبد الرحمن بن فيصل آل سعود لعب الدور الرئيسي في تأسيس محاور تلك الدولة الاقتصادية والسياسية والتنموية والإدارية للبلاد، فقد أسس المحاكم الشرعية ورئاسة القضاء وعدد من الوزارات مثل الصحة والمواصلات والمالية إلى غير ذلك كثير [3].
وقد تأست المملكة على يد هذا الملك طيب
الله
ثراه في عام 1932 م، الموافق 1351 هجريا، بعد أن أخضع عدد من الزعامات التي كانت العلاقة بينهم غير مستقرة.
وقد كانت البلاد في عام 1927 م كانت تسمى مملكة الجحاز ويوجد له عاصمتان هما الرياض ومكة المكرمة، والجدير بالذكر بأن المملكة قبل التوحيد قد حملت عدة أسماء مثل إمارة نجد والأحساء عام 1921 م وسلطنة نجد عام 1922 م، ثم أطلق عليها سلطنة نجد وملحقاتها عام 1926 م.
ويعتبر هذا الملك طيب الله ثراه من نقل المملكة النقلة النوعية الكبيرة، التي تحدث عنها جميع الكتاب العرب والسعوديين والمستشرقين فقالوا عنها بأن تلك الدولة، قد أنطلق نحو الأمام في فترة زمنية
قصيرة
بل أصبحت مثل البنيان المرصوص بعد إن كانت عبارة عن قبائل متفرقة.