حكم نوم المرأة في غير بيتها


هل يجوز للمراة أن تبيت خارج بيتها


إن حكم نوم المرأة في غير بيتها يقتضى بكونه جائزًا ولكن بشروط وهي أمن الفتنة ووجود مكان مستقل لها في البيت الذي ستبيت تأمن فيه من اختلاطها بالرجال الأجانب عنها وذلك لما رواه البخاري ومسلم أن رسول

الله

صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلو رجل بامرأة إلا مع ذي محرم)، وما رواه أحمد والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم فإن ثالثهما الشيطان).


كما أن خروج المرأة لا يقع إلا بضرورة وذلك لما

ورد

عن النبي في مسند الإمام أحمد أن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب

الصلاة

معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي.


كما يشترط لخروج المرأة أن تكون هناك حاجة مثل صلة

الرحم

أو عيادة

المريض

أو لقضاء بعض الأمور الدينية أو الأمور الدنيوية، كل هذه الأمور لا حرج فيها ولكن بشرط أن تكون منضبطة باللباس الشرعي، وتمتثل للأحكام الشرعية من غض

البصر

وعد التخالط مع الرجال إلا لضرورة.[1]


لكن إن كان المكان الذي تقصده المرأة للمبيت هو

محل

سفر فالحكم هنا يختلف، لأنه لا يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم، ويوضح ذلك قول ابن باز

رحمه الله

🙁 لا بد من محرمٍ؛ لقول النبي ﷺ: لا تُسافر امرأةٌ إلا مع ذي محرمٍ متفق على صحَّته، وأما حديث: لا تخاف إلا الله والذئبَ على غنمها فهذا ليس فيه إذنٌ، وإنما فيه خبرٌ عن وجود الأمن، وأنَّ هذا يقع، والإخبار عن الواقع غير بيان الأحكام الشرعية، الإخبار عن الواقع شيءٌ والأحكام شيءٌ ثانٍ، هذا من التلبيس بالاحتجاج بهذا، هذا من اتباع المتشابه، والرسول ﷺ قد قال: إذا رأيتُم مَن يتبع المتشابه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم، هذا لا يجوز، يجب الأخذ بالأحاديث الصريحة الصحيحة الواضحة، ولهذا قال ﷺ: لا تُسافر المرأةُ إلا مع ذي مَحْرَمٍ، ولما بلغه أنَّ زوجة رجلٍ خرجت حاجَّةً، وكان في غزوٍ، قال: انطلق فحُجَّ مع امرأتك)، ولكن بعض العلماء أجاز سفر المرأة مع

النساء

الأمينات الثِّقات، ولكنه اجتهادٌ، والصواب خلاف ذلك، وأنها لا تُسافر إلا مع ذي محرمٍ ولو كان معها نساء، الرسول ﷺ أفصح الناس، وأنصح الناس، فلو كان هذا جائزًا لقال: “إلا مع ذي محرمٍ، أو مع النساء الأمينات”، ما أتى بهذه الزيادة، قال: إلا مع ذي محرمٍ عليه الصلاة والسلام، وهو يعرف أن يتكلم، ويعرف أن ينصح، ويعرف أن يُوضّح، وأقدر الناس على البيان عليه الصلاة والسلام.) [2]


حكم مبيت المرأة خارج منزلها للعمل


إن عمل المرأة من الأمور الجائزة، لكنه قد يكون واجبًا أو مستحبًا ما إذا كانت هناك حاجةٌ له، كأن لا تمتلك من يعولها، أو أن المجتمع يحتاج لعملها، كأن تكون طبيبة أو ممرضة أو غيره، لذلك فإن عمل المرأة من الأمور المهمة للمرأة في الإسلام، لكن كل هذا يجب أن يندرج تحت بعض الضوابط الشرعية، كأن تخرج لعملها باللباس الشرعي، وأن لا يكون عملها به مخالطة للرجال، وإن كان هناك مخالطة لضرورة فيجب أن يكون في حدوده الشرعية، كما أنه يجب ألا تتحقق فيه الخلوة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يخلو رجل بامرأة إلا مع ذي محرم).


أما حكم مبيت المرأة خارج منزلها للعمل فهو أمرٌ جائز بل إنه قد يكون ضروريًا في بعض الحالات التي تقتضي ذلك، كأن تعمل كطبيبة أو ممرضة،  لكن مع وجود ضرورة عملها واستيفائها للضوابط الشرعية، يجب ألا يكون عملها سببًا في إهمالها لزوجها وأبنائها، بل يجب على المرأة العاملة أن تعمل على موازنة الكفتين، وإلا يكون عملها في هذه الحالة عليه اختلاف إن أدى إلى إهمالها مسؤولياتها.


لذلك فإن مبيت المرأة خارج بيتها للعمل جائز وقد يكون ضروريًا في بعض الأحيان على حسب طبيعة عملها.[3]


حكم مبيت المرأة في بيت زوج أختها ابن باز


يقول الشيخ والعلامة ابن باز رحمه الله في حكم مبيت المرأة في بيت زوج أختها:( لا حرج في ذلك إذا لم يكن في ذلك خطر، أما إذا كان هناك خطر بأن زوج أختك متهم أو تخشين منه الشر فلا تبيتي عندهم ولا تجلسي عندهم، أما إذا كان المحل آمناً فلا حرج أن تبيتي في بيت أختك في غرفة وحدك بلا خلوة أو مع أولادها إذا دعت الحاجة إلى ذلك.)[4]


حكم مبيت الزوج خارج منزل الزوجية


اختلف العلماء حكم مبيت الزوج خارج منزل الزوجية، فالبعض ذهب إلى وجوبه، والبعض الآخر ذهب إلى عدم كونه واجبًا، والبعض ذهب إلى كونه واجبًا أن يبيت ليلة كل أربعة ليالي،  قال ابن قدامة في المغني: إذا كانت له امرأة لزمه المبيت عندها ليلة من كل أربع ليال ما لم يكن عذر، ولكن اختار بعض العلماء ألا يقوموا بتحديد مدة وتركوها للاجتهاد، وقال القاضي وابن عقيل يلزمه من البيتوتة ما يزول معه ضرر الوحشة ويحصل منه الأنس المقصود بالزوجية بلا توقيت فيجتهد الحاكم، قلت وهو الصواب، من ذلك نستنتج أن بيات الزوج بعيدًا عن منزله لغير عذر أمر غير مستحب، لما يقع منه من ضرر على الزوجة، لذلك على كل رجل أن يتقي الله في زوجته وألا يشعرها تشعر بالضيق أو

الحزن

بسبب مبيته خارج المنزل لغير الضرورة. [5]


حكم خلع المراة ثيابها في غير بيتها مع الدليل


جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا خلعت المرأة ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت الستر الذي بينها وبين الله) ولكن هذا الحديث يقع في بعض الحالات وهذا حسب قول الإمام والعلامة الجليل ابن باز حيث يقول في تفسير هذا الحديث وبيان حكم خلع المراة ثيابها في غير بيتها مع الدليل ما يأتي: (الأقرب والله أعلم أن المراد بذلك إذا خلعتها للفاحشة والشر، أو لعدم المبالات حتى يراها الرجال، أما إذا خلعتها لمصلحة في بيت أخيها أو بيت أبيها أو بيت محرمٍ لها، أو بيت مأمون عند أخواتها في بيت ليس فيه خطر في تغيير ملابسها، أو للتحمم والاغتسال على وجهٍ ليس فيه إظهار العورة للناس وليس فيه خطر فالأقرب والله أعلم أنه لا حرج في ذلك، وأن مراد النبي ﷺ إذا فعلت ذلك على وجه فيه الخطر.) [6]