أصعب ابيات امرؤ القيس

نبذة عن المعلقات في العصر الجاهلي

المعلقات هي من القصائد التي وصلتنا من شعر ما قبل الإسلام، وكانت تصوير لحياة العرب في هذا العصر، وقد اهتم بها النقاد ودارسوا اللغة لما لها من اهمية كبيرة، وعمق في المعاني، وبراعة في الاسلوب لا يستطيع اي شاعر حديث مهما كان بارعًا أن يصل لبراعة اللغة العربية في ذلك العصر، ومن ابرز ما درسه النقاد هو تعليق المعلقات على استار

الكعبة

وعدد القصائد واسماء اصحابها، وروي عن ابن الكلبي عن اول شعر تم تعليقه في الجاهلية هو شهر امرؤ القيس، فعلق الشعراء من بعده، فكان فخر للعرب في الجاهلية، الذين قاموا بكتابة الاشعار بماء الذهب وتعليقها على ستار الكعبة. [1]

من هو امرؤ القيس

امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار، هو شاعر يماني الاصل، اشتهر بلقبه، كتب اشعار كثير في الثأر من بني اسد الذين قاموا بقتل أبيه، واستعان امرؤ القيس بعد ذلك بالفرس فسار إلى قيصر

الروم

يوستينياس في القسطنيطينية، فولاه، وأعطاه امره فلسطين، لكنه توفى بانقرة قبل ان يبلغ الولاية. [2]

بعض ادباء العصر الحالي شككوا في حقيقة وجود امرؤ القيس، وإنكار وجوده، وبطلانه، كما اختلفوا في تسميته، وانكروا حتى قبيلته، وقصته، ورأوا ان وجوده لم يظهر إلا في عصر الرواة، واختلفت الروايات في ابياته ونسبته إليه، وإنكار وجوده، وزعموا ان معلقته التي تحمل

الله

و والفحش هي من تأليف الشاعر عمر بن ابي ربيعة، ولكن لا عجب ان يكتب شاعرين في نفس الفن.

لكن ما يدل على وجود امرؤ القيس هو ان قومًا وفدوا على النبي عليه

الصلاة

والسلام، وذكروا قوله في العين التي عند ضارج فكان ذلك سببًا لنجاتهم من الهلاك عطشًا، وقومًا آخرين سألوه: من

أشهر

الناس؟ فأمرهم ان يسألوا حسان: فقال امرؤ القيس، وصدقه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا يدل على ان امرؤ القيس كان مشهورًا في

التاريخ

قبل ان يبدأ التدوين، إما الإثبات على اسمه ونفيه ولقبه وكنيته وقبيلته فهذا امر متشعب للغاية ولا يمكن إنكاره او نفيه.

معلقات امرؤ القيس الغزلية

كان امرؤ القيس مولعًا بالشعر، فاستهل

قصائد

ه بالغزل، كما ان قصائده الغزلية كانت وليدة مرحلة

الشباب

، حينما كانت لواعج

الحب

تعصف في صدره، ومشاهد المنزل التي رحل احبابه عنها تظهر آثارها في شعره، ومن اشهر اشعاره “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل”.

نظم امرؤ القيس هذه الابيات عندما كان شابًا لا يشغله سوى الصبوة والشهوة، وذلك قبل ان يشيب ويتقدم في السن وتأتي عليه المصائب بكل اشكالها، وتثقل على صدره، فنجد في قصائد الغزل لامرؤ القيس ماء الشباب يترقرق في هذه الكلمات، ونعيم الحب والاشتياق يظهر من بين الكلمات. [3]

شعر امرؤ القيس – تعلق قلبي طفلة عربي



أصعب بيت شعر في اللغة العربية


يعود للمتنبي، لكن هذه القصيدة تعد ايضًا من القصائد صعبة الحفظ والفهم، وهي تصنف من القصائد الرومانسبة، العمودية،

البحر

الطويل، وهناك صعوبة في قراءة هذه الابيات لشدة صعوبتها، ناهيك عن حفظها.

مَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ *** مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ

عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ *** ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ

وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت *** عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ

تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ *** أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ

بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ *** ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ

فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ *** ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ

وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ *** وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ

وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ *** وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ

وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ *** وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ

وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ *** ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ

فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي *** تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ

فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي *** تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ

لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً *** ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ

ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ *** ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ

لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً *** ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ

لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ *** مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ

كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا *** عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ

تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً *** تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ

لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا *** إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ

لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا *** كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ

أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا *** إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ

فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ *** فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ

أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ *** فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ

قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي *** تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ

لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي *** يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ

أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم *** وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ

قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ *** ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ

فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا *** مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ

ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ *** ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ

كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ *** سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ

رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً *** وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ

غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت *** بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ

فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي *** مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ

أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ *** ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ

فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم *** قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ

وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا *** وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ

فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو *** دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ

وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن *** أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ

وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي *** وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ

وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل *** وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ

وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ *** عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ

حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا *** عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ

تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى *** خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ

وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى *** لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ

فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ *** فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ

فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة *** فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ

فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا *** مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ

ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت *** ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ

فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ *** ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ

فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا *** مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ

وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ *** أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ

فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً *** ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ

وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى *** فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ

كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت *** ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ [2]