مفهوم التجريد في الزخرفة الإسلامية وأهميتة


ما هو المفهوم الإسلامي للتجريد في فن الزخرفة


التجريد نوع وأسلوب فني، ممتد في أغلب الفنون، سواء كان الرسم أو الزخرفة، أو أي فن راقي، ويتميز هذا الأسلوب بإثارة الفكر والوجدان والمشاعر، والعين كذلك.


عرف الفن الإسلامي أسلوب التجريد، ووضح ذلك بالأخص في فن الزخرفة، لكن ما هو مفهوم التجريد في الزخرفة الإسلامية، التجريد في الفن الإسلامي هو:


الترجمة لجوهر الشيء، أو الكائن


ويوجد مفهوم التجريد في الزخرفة الإسلامية، كجزء من درس مقرر على الصف

الدراسي

الخامس، وجاء بحسب المنهج أنه:


«علم من علوم الفنون التي تبحث في فلسفة التجريد والنسب والتناسب والتكوين والفراغ والكتلة واللون والخط ، وهي إما وحدات هندسية أو وحدات طبيعية (نباتية – آدمية – حيوانية) تحورت إلى أشكالها التجريدية ، وتركت المجال لخيال الفنان وإحساسه وإبداعه حتى وضعت لها القواعد والأصول»


وكما يتبين من مفهوم التجريد في الزخرفة الإسلامية، فإنه ينصب على نقطتين أساسيتين، وهما:

  • ترجمة الجوهر

  • البعد عن المحاكاة [1]


وحتى يتضح هذا الأمر بشكل أكبر، يمكن القول بأن التجريد هو التجريد فصل أو سحب شيء من شيء آخر، يمكن تطبيق المصطلح على الفن الذي يعتمد على كائن أو شكل أو منظر طبيعي.


حيث تم تبسيط الأشكال أو تخطيطها، يتم تطبيقه أيضًا على الفن الذي يستخدم أشكالًا، مثل الأشكال الهندسية أو علامات الإيماءات، التي ليس لها مصدر على الإطلاق في مرئي خارجي.


غالبًا ما يُنظر إلى الفن التجريدي على أنه يحمل بُعدًا أخلاقيًا، حيث يمكن رؤيته على أنه يمثل فضائل مثل النظام والنقاء والبساطة والروحانية، منذ أوائل القرن العشرين، شكل الفن التجريدي تيارًا مركزيًا للفن الحديث.


ومن هنا يمكن القول بأن الفن الإسلامي حين تعرض للزخرفة، اختار أسلوب التجريد، الذي يتوافق بشكل أكبر مع روح، وطبيعة الإسلام.


حيث وجد الفنان المسلم صعوبة في محاكاة الطبيعة بشكل متطابق، خوفاً من الوقوع في أي مفسدة دينية من حرمة التصوير، مما جعله يلجأ في الفن عامة والزخرفة خاصة لفكرة التجريد التي تجنبه هذه الشبهات.


والتجريد عند الفنان المسلم قائم على الاهتمام بجوهر الشيء، دون محاكاته محاكاة كاملة، بمعنى الابتعاد عن تقليد التفاصيل، والاهتمام بالجوهر.


والتجريد في الفن الإسلامي هو الأساس الذي يقوم عليه هذا التراث الفني على تراثه وتنوع مجالاته، والتي شكلت مفهوم التجريد في الزخرفة وهو ما أثر في تشكيل هذا الأسلوب الفني.


ما هي أهمية التجريد في الفن الإسلامي


تتمثل أهمية التجريد في الفن الإسلامي باعتباره الأسلوب الذي يستطيع من خلاله الفنان المسلم، الرسم، والزخرفة، والتعبير، و



تجريد وحدة زخرفية نباتية



، ولكن بشكل يتماشى مع عقيدته، وتعاليم الدين دون الحاجة إلى المحاكاة التامة والتقليد، والتمثيل الكامل مما ساعد على تطور الفن.


الأهمية الأخرى للتجريد في الفن الإسلامي، هو الدور التنويري الذي لعبه التجريد في الفن الإسلامي، وخصائصه التي تميزت بالإبداع والابتكار.


وهو ما ظهر من خلال، اتباع ما بعد



من اسس تجريد العنصر النباتي



، في احتفاظه بالجوهر، بعيد عن التفاصيل، وتأثيرها على التمثيل والمحاكاة.


عطاء الفن الإسلامي


كانت المساهمات الرئيسية للحضارة الإسلامية في مجال الفن حيث تجاوزت المفاهيم التقليدية المحدودة للتمثيل المباشر من خلال رسم الأشكال البشرية أو نحت التماثيل المتحركة وتجاوزت

العالم

اللامتناهي من التصاميم التجريدية.


تقدم هذه التصميمات المبتكرة، آفاق جديدة حيث يمكنه التحرر من حصر

الوقت

وتضييق المكان، وتأخذ إلى عالم جديد حيث يتجاوز ما هو مرئي لإلقاء نظرة على جمال الغيب.


يرمز الفن التجريدي غير المباشر وغير الشخصي للإسلام إلى حقيقة متسامية تشير إلى علو ومجد

الله

، هذا الجمال الأبدي الدائم ترك لمسته على بلاط السيراميك والسجاد والمزهريات .. إلخ، وهو من أهم

الاسس التي تقوم عليها الزخرفة الاسلامية

.


حيث اتخذت التصاميم الفنية التجريدية ثلاثة أشكال أساسية، وهي:


_

هندسي

، كان هذا النمط من الزخرفة يقوم على بناء خطوط مستقيمة تعكس شغف المسلم بالرياضيات، إن تعقيد هذه الأشكال الهندسية التي تتكون من المربعات والمستطيلات والمثلثات والسداسيات والمثمنات تعبر عن الإبداع اللامحدود في الحفاظ على

التوازن

والتناسق والنظام في كل هذه التصميمات. [2]


_

الأرابيسك

، يعتمد هذا الفن الأسلوبي على التناسق والتكرار والزخم الذي يمنح المشاهد إحساسًا فريدًا بالحركة المفتوحة التي تستمر إلى ما بعد قيود الحدود الطبيعية المحدودة لربط المشاهد بالقرب من اللانهاية.


هذه في الواقع واحدة من الحريات المعقدة للأرابيسك، الخطوط المترابطة، والورود المتشابكة، والكروم المتشابكة، والمنحنيات المتشابكة كلها علامات على النمو والحركة والتقدم، إن سيولة هذه التصاميم تعكس وحدة الخليقة وكذلك وحدة الله.


_

الخط

، القرآن كلام الله، وقد حفظ المسلمون القرآن بصورته المخيفة لفظياً من خلال حفظه عن ظهر قلب وكتابته، لذلك، نما الخط ليصبح فنًا شائعًا ومقدسًا كتب به القرآن.


اندفع الآلاف من الخطاطين المسلمين لجعل كلمة الله مرئية ومرضية بصريًا، وجد الخطاطون الإلهام في القرآن وحاولوا إظهار جماله من خلال كتابته بطريقة فنية لإيصال كلمة الله، في جميع أنحاء العالم الإسلامي، يمكن للمرء أن يجد خط القرآن على جدران وواجهات وقباب المساجد.


قد يقول بعض العلماء أن الخط هو الإنجاز النهائي للفن الإسلامي، انعكست ذروة

العمارة الإسلامية

في بناء المساجد التي تعتبر الأثر الدائم للمهندس الإسلامي، كان يطلق على المساجد أحيانًا اسم “الخط في الشكل المعماري” ويطلق على المساجد دور العبادة والمقدسات الإسلامية على أنها “علم لاهوت ملموس”.


لا تزال المساجد أهم وأروع المباني التي تمثل العمارة الإسلامية، إن الجمال اللافت للنظر والسمو المتواضع لعمارة المسجد يعززان إحساسًا عميقًا بالخشوع في قلب المؤمن عند دخوله بيت الله.


ضمت

الحضارة الإسلامية

مجموعة واسعة من الثقافات المختلفة والتقاليد المتميزة، ومع ذلك نجد أنه كان هناك دائمًا جمال مميز في تصميمات المساجد سواء كان مسجد قرطبة على الطراز العربي أو المسجد

الأزرق

التركي في اسطنبول أو مسجد شاه الفارسي، مسجد في اصفهان، تدل العمارة الإسلامية للمآذن والقباب المظللة على الأفق على وحدة الله ووجود الإيمان.


على مدار القرون، اتخذت المساجد أشكالًا مختلفة، وكان لها تصميمات مختلفة في ثقافات وتقاليد مختلفة، إلا أن بعض العناصر الأساسية ظلت ثابتة في جميع التصاميم.



المعمار الإسلامي


أهم صور المعمار الإسلامي، قامت على المساجد الإسلامية، والتي احتوت على عدة عناصر، وهذه العناصر هي:



  • فضاء مفتوح منبسط

    يقف فيه الرجال والنساء في صف لأداء الصلاة.


  • المحراب

    : للحائط المواجه للمصلين فضاء مقعر، محراب يشير إلى اتجاه مكة المكرمة ويشير إليها، وهذا الاتجاه يسمى (القبلة) التي لازمة للصلاة في كل مسجد.


  • المنبر

    : بالقرب من المحراب منبر به درج يقف عليه الإمام لخطبة صلاة الجمعة.


  • نافورة

    : في وسط الفناء أو الحديقة أمام المسجد ينبوع أو حوض يستخدم للوضوء اللازم قبل الصلاة.


  • المآذن

    : بالقرب من المسجد وغالباً ما تكون ملحقة به يوجد برجان طويلان يسميان المآذن ويصعد المؤذن أحدهما لدعوة المسلمين للصلاة.


ومن آداب دخول المسجد خلع حذاء عند باب المسجد تعبيرا عن احترام، وتقديس بيت الله، وهو ما خلق جو مقدس وقريب، وهو هدف المهندس المعماري المسلم وهو يصمم مسجدًا. [3]